مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-09-2005, 07:52 AM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي :: حـصاد الإجـــازة ::



* حصاد الإجازة *
فضيلة الشيخ د/عبدالمحسن بن محمد القاسم
امام وخطيب المسجد النبوي


الحمد لله رب العالمين،وصلاة و السلام على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:

خلق الله الخلق في هذه الحياة، وقدر لهم أقداراً، وضرب لهم أجلاً أليل يدبر،وصبح يتنفس،يخلق أقوام، ويقبض آخرون، والحياة سائرة بسننهاوحكمها، والناس فيها ويروحون،مطيع عليها وعاص، مؤمن وكافر،وهاهي الإجازة قد تصرمت أيامها، وتفرقت اوصالها، وحوت بين جنبيها حكماً وعبراًو أحداثاً،شقي فيها خلق، وسعد فيها أخرون، يتمنى فيها امرؤ زوال يومه ليزول معه غمه و همه،وآخر يتمنى دوام يومه ليلتذ بفرحة وسروره،وفي تقلب أيامها مزدجر،وفي تنوع أحوالهامدّكر، أمور تطرأ تزيد العاقل عظة وعبرة، وتنبه الجاهل من سبات الغفله.

قيل للريبع: كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا ضعفاءمذنين، نأكل أرزاقنا،وننتظرأجلنا.
وتقلبات الدهروتصرم الأيام، ومضي المنسابات يجب أن تكون مواقف محاسبه ومساءلة، على المرء أن يقف وقفه صدق مع نفسه وزمنه، فكل الناس عند ربهم موقوفون، وجميعهم بين يديه مسؤلون، الرسل وأممهم مسؤولون
{ فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين }الاعراف 6

وأهل الصدق مسؤولون
{ ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذاباً أليماً } الاحزاب 8

وذووالنعمه مسؤولون وعن النعيم محاسبون { ثم لتسئلن يومئذعن النعيم}.التكاثر8

والأيام تطوى، والأعمار تفنى، والليل والنهار يدنيان كل بعيد،ويأتيان بكل موعود،وفي سرعة مضيها مايذكر اللبيب بسرعه تصرم عمره،وقرب حلول أجله،يقول عمر بن الخطاب-رضي الله عنه (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب يوم الشدة،فإن من حاسب نفسه قي الرخاء عاد أمره إلى الرضا والغبطة،ومن ألهته حياتة وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامه والخسارة).

أيها الأحبه:صفحات من الإجازه طواها دهر اليوم،يقول النبي صلـى لله عليه وسلم:"كل الناس يغدو، فبائع نفسه: فمعتقاها أو وبقها".

فصنف من الناس أمضوها في أجل القرب إلى الله، في طلب فنون العلم؛ لإدراكهم أن العلم يقضي بصاحبه إلى السعادة، فقليل ينفع، وكثير يعلي، فاجتهدوا في طابه، واستعذبوا المشقه في حفظه، طووا فراش التواني والكسل، فنالو من الفضائل المزيد، عليهم بهاء الطاعة، وأنوار العبادة، آثروا الفاني على الباقي، وهؤلاء هم الأتقياء، سادة الناس في الأخرة: { يرفع الله الذين آمنؤا منكم والذين أوتو العلم درجات.....}. المجادلة 11

وممن ابتغى طرق الخير ورياض الجنة من دعا إلى الله على بصيرة،بحكمة وموعظة حسنة،ملتزماً بالكتاب والسنة،آمراً بالمعروف،ناهياً عن المنكر،ناصحاً لمن ولاه الله أمره،حافظاً أمانة الله فيهم،ساعياً في إصلاحهم،ليكونوا عوناً له في الحياة،وذخراً له بعد الممات،فهذا قد تمطى ركائب المجد،ورام الخير لنفسه، والسلامة لدينه.قال تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً }. الاسراء 19

وصنف أحدق بصره،وأظلم قلبه بمرئياتٍ ذوات أطباق،وعاش معها خيالاً، وطلب فيها محالاً،أفنى عمره بالندم،وقواه بالحسرة،فهذا كما بدأت عنده الإجازة انتهت،لالدنيا جمع،ولا لآخرة ارتفع.

وآخرون أفلت شمس عودتهم من سفر محرّم،من ديار تحمل في طياتها أخطاراً على العقيدة والأخلاق،فهؤلاء مغبونون خاسرون،ذلك أن منهم من لوث معتقده، ودنّس ولاءه وبراءه، وبعثر أمواله في المنكرات والمحرمات،ومنهم من أوغل في الظلم،فاستصحب معه نساءه، ومن تحت يده من بنين وبنات ممن نشأ على الفطرة ليذيقهم حظهم من الشقاء،وتستمريء نفوسهم الاستخفاف بالمعاصي،من أفعال تسقط المروءة،وتقضي على الفضيلة، في ديار تلاطمت فيها أامواج الفتن والاستشراف إليها، وذا ينغمس بأهله وولده في ضحلها ودركها،فضيع الأمانة، وفرط في الرعاية،قال تعالى { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون }. النحل 25

ما هكذا تقابل نعمة المال والعافية والبنين،بالجحود والنكران إن المأمول من الآباء السعي إلى إصلاح ذويهم ،لا الزج بهم في أماكن الفتن،وتعريض قلوبهم للظلمة والإنحراف عند أدنى محنة،والضلال عند أول فتنة.

قال أهل العلم: فالشبهات والشهوات أصل فساد العبد وشقائه في معاشه ومعاده.
ومنهم من إذا عاد من هنا تراه ينزع جلباب الحياء لما اقترفته جوارحه من محرمات فيهتك ستر الله عليه ويرغب السامع في تلك الآثام ويحسّنها له،ويمدحها عنده فيتفاحش ذنبه.
إن الافتخار بالمعصية أمارة على موت القلب وفساد الفطرة ،يقول صلى الله عليه وسلم :" كل أمتي معافى إلا المجاهرين" متفق عليه

ماظهرت معصيه على نعمة إلاسلبتها ولاتمكنت من قلب إلا أفسدته، تزيل النعم الحاصلة وتمنع الآلاء المقبلة،فاحرص على محاسبة نفسك،واحذر مزالق الهوى ونزعات الشيطان، وسوء الخاتمة،فقد أحصيت عليك اللفظة والنظرة، وعاتب نفسك على التقصير،واحمد الله ان افسح لك في الأجل،وبادر بتوبه نصوح،فإن الله يفرح بتوبة التائب، وإياك والتسويف، فمن استعمل التسويف والمنى لم ينبعث إلى العمل،

ومن وصايا لقمان :يابني لاتؤخر التوبه،فإن الموت يأتي بغتة،فالسعيد من أخذ من نفسه لنفسه،ومهّد لها قبل يوم رمسه.

يقول وهب بن منّبه: من جعل شهوته تحت قدميه فزع الشيطان من ظله فاستلب الزمن وغالب الهوى،وحاسب النفس، وامح القبيح،واستعد لملمات الممات،واستدرك هفوات الفوات،فالترحل من الدنيا قد دنا،والتحول منها قد أزف،ومن أصلح مابقي غُفر له ما مضي،ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وبما بقي،والأيام مطايا،والأنفاس خطوات: { يوم تجد كل نفس ماعملت من خيرٍ محضراً وماعملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً ويحذركم الله نفسه .........}آل عمران 30

أخي المسلم: قد أظلنا عام من التعليم جديد، متعدد العلوم متنوع المعارف والعلوم تختلف فضلا وقدراً باختلاف المقاصد وتتفاوت سمواً ورفعه باختلاف الموارد،وأكبر العلوم وأنفعهم للإنسان ما تحصل به السعاده قلبه وانشراح صدرة،وهو ما أخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلىلله عليه وسلم،وما اكتسب مكتسب مثل العلم يهدي صاحبه الى الهدى،
أو يرده عن ردى،وإذاحفظت العقول ولأخلاق،وأحيطت بسياج الدين المتين،وربطت برباط العقيدة الوثيق،صلحت الأعمال،والعلم لاينال إلا على جسر التعب والمشقه،ومن لم يبصر على ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل أبداً،وأيتم الأمر إلا بصلاح النيه، ولإخلاص النية لله في طلبه،ونشره من المعلم والنتعلم،وعلى الجميع الاتصاف بسمات السلف الصالح، الذين ينشرون العلم و المحبه له وللعمل به،قال تعالى: { ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون }.آل عمران79

وعلى المعلم أن يتحرى الأمانه والعدالة في التقويم، وإن الحرص ودقة المتابعه من أولياء الأمور لأبنائهم في تعليمهم فعل محمود،وتوجيههم في اختيار صحبتهم أوجب من ذلك، فتربية الأولاد على الإيمان والتقوى والعلم أمانة كبرى عنها تسألون، فقوموا بها كما أمرتم،وإياكم والتفريط ، فإنكم على أعمالكم محاسبون، بأفعلكم مجزيون.


وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،
وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد،
وعلى آله وصحبه أجمعين.

على الخير نلتقي
لنرتقي ،،




  #2  
قديم 04-09-2005, 11:28 AM
manar_malmi manar_malmi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2005
الإقامة: الاسلام
المشاركات: 151
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى manar_malmi
إفتراضي

صدقتي صدقتي صدقتي
جزاك الله خيرا اختي الشامخة
لك كل تقديري
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م