مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-03-2006, 06:54 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي هل بدأت الغولة بأكل أولادها ؟؟

هل بدأت الغولة بأكل أولادها ؟

لا أدري من أين كانت عجائزنا ، تستوحي قصصا للأطفال ، هل كانت تكثف تجارب الحياة الطويلة لأجيالهم و الأجيال التي سبقتهم ، فصيغت بشكل قصص ليتم تناقلها للاستفادة من العبر التي ترمي اليها تلك القصص !

لكن قصة ( الغولة ) التي كانت تسرق أطفال البشر ، وتعتني بهم طويلا ، وتأتي لهم بالطعام من لحوم وطيور و فواكه ، ليأكلونها ، ويسمنوا ، ثم تقوم (الغولة ) فيما بعد بأكل الأطفال .. ان هذه القصة تثير التساؤلات ، وهي من أتت تلك الحكمة بتلك القصة ، طالما لم يكن الغول الا كالخل الوفي من المستحيلات !

كان الأطفال المسروقين ، يبدءون بالتعود على الغولة شيئا فشيئا ، ويعتبرونها أما لهم ، طالما أنها تقدم لهم ما يحتاجون ، دون جهد منهم ، فكانت ، حتى لو تركت لهم باب المغارة مفتوحا ، لا يهربون !

عندما كان أجدادنا ، يرهنون حياتهم على كدهم و جهدهم ، ولم يعملوا الا عند أنفسهم في الرعي و الزراعة والأعمال اليدوية ، لم تكن حياتهم الشاقة تلك ، أكثر من راحة أحفادهم .. ولكنهم كانوا يحيطون حياتهم القاسية بمعرفة حدودها الواضحة ، فلم تشغلهم الأماني و التأملات عن كدحهم المستمر ..

وعندما تولت الحكومات العربية ، تخزين الحبوب ، وطحنه و توزيعه على المخابز . وتولت تجنيد الناس في جيوش الشرطة و الجيش و التربية والتعليم والمشاريع الفاشلة الكثيرة .. هجر الناس حياتهم العملية ، وركنوا الى الاعتماد على دولهم ، فلو لم يلقى أحدهم عملا ، أمضى سنينا طويلة في الانتظار و التوسط ، عسى أن يلقى عملا حكوميا .. ليرتاح و ينعم بالحياة الآمنة ..

ولما كانت أعمال من هم في الدوائر الحكومية ، هي في معظم الحالات ، أعمال غير منتجة ولا ينتج الموظف في كثير من الأحيان عشر ما يستلم من رواتب ، تلك الرواتب التي معظمها تأتي من خلال الهبات ، التي تهبها الطبيعة من أعماقها أو الدول المانحة الطامحة ، كرشاوى سياسية ، لإبقاء الحال مائل ..

وعندما كثر التفنن بطرق الصرف ، خصوصا عند تلك الحكومات التي تعتمد على الهبات ، فأخذت تتصرف و كأنها إمبراطوريات غنية ، فتجد مدراء هامشيين ، يركبون أفخر السيارات ، وتجد الدائرة التي تحتاج الى خمسة موظفين بها خمسين موظفا .. عند ذلك شعرت تلك الدول بأن محيطها العميق قد ظهرت الحصى التي في أسفله جليا !

فاعتمدت زيادة أسعار المحروقات ، مرة ومرتين وثلاثة ، في أكثر الأقطار العربية ، و أخذت تفكر بخصخصة التعليم و الصحة ، و تيقنت أن أبناء ( الغولة) قد افتتنوا بأمهم .. فتوقفت عن تجنيد الناس في الشرطة والجيش والوظائف الحكومية ، ليس لأنه لم يبق في الميزانيات ما يمكن الصرف لهم ، بل لأنهم بدا عليهم القبول في أن يصبحوا طعاما لأمهم ( الغولة ) !
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م