الافغان العرب..بين الدين والسياسة‍ !‍

[##SKY##]

الاخوة الكرام ....

** سيكون موضوعنا اليوم مخصصا لمناقشة وتسليط الضوء على أمر لا شك بأنه حيوي وحساس ويعتبر ((خط احمر )) في بعض البلدان ... سنتكلم عن ظاهرة ارتبطت تشعباتها بتفسير ربما خاطئ شرعا ارتبطت بتفسير ((فريضة الجهاد))... سنتكلم اليوم عن موضوع المقاتلين العرب خارج أراضي العرب وتحديدا عن ((الأفغان العرب)).
** ليس هناك شك بان إخواننا ((الأفغان العرب)) ذهبوا ضحية صفقة سياسية خطيرة وكبيرة وليس هناك شك بان المقاتلين ((الأفغان العرب)) كانوا ضحية زخم وتجييش ديني وليس هنالك أدنى شك بأنهم بعد تلك التجربة المريرة التي امتدت لأكثر من 20 عاما لاشك بأنهم سيرفضون الذهاب لو رجع بهم الزمن إلى الوراء !!!
** المسألة الأفغانية كانت سببا وجيها وكافيا لتدمير الاتحاد السوفيتي ولا شك بان المستنقع الأفغاني أنهى وبصورة درامية أسطورة الجيش الأحمر !!
ولكن التساؤل الأهم من كل هذا هل كانت هناك معرفة مسبقة بتلك النتائج الخطيرة التي ستتمخض عنها أحداث دموية امتدت لعقدين من السنين وبدء مسلسل انهيارها مع أحداث 11 /9/2001 .... هل كان هناك من يشك أو يعتقد بان الحال سيتغير و لن تدوم سنين العسل الطويلة مع تلك الظاهرة وهل هناك من يشك بان الحكومات الخليجية والعربية لو كان لها أدنى اعتقاد بان الحال سيصل إلى هذا المأزق لم تكن لترسل رجالها هناك ؟؟؟
وافضل إجابة وصلتني على هذا التساؤل هي على لسان مسؤول عربي خليجي ((سعودي )) ومن الوزن الثقيل ((بدرجة أمير متنفذ)) حين قال في مقابلة مع قناة عربية فضائية تبث من أوربا ((لو رجع بنا الزمن للوراء فلن ترسل المملكة أبنائها إلى أفغانستان )) كان حديثه مشوبا بالحزن والمرارة وكان عمق الحوار يدور في ظل أحداث سبتمبر والغارات الأمريكية على أفغانستان ...شكرا على صراحتك سمو الأمير!
**التساؤل الملح أيضا هل وقع العرب من منظمات ودول وأحزاب وحركات تحت مطرقة الإعلام الغربي ((الموجه))ضد كل ما هو ماركسي في ذلك الحين أم انهم اتخذوا قرار الموافقة بسفر أبنائهم للمشاركة في الجهاد ضد السوفييت عن اقتناع ديني كامل بخدمة الإسلام ؟
** الواقع والأحداث سيجيبان دون أدنى شك بان القرار كان سياسيا مع الأسف والدين كان ورقة توت فقط لستر عورته ......كان الهدف هو تدمير السوفييت بسيوف عربية مسلمة و أموال عربية مسلمة ودماء عربية مسلمة كل تلك التضحيات الإسلامية كانت في سبيل تحقيق مصالح غربية ((نصرانية)) من خلال تضحيات شرقية ((إسلامية)).....العرب ذهبوا إلى أفغانستان (( سعوديون ,خليجيون ,مصريون,جزائريون ,أردنيون ,إلى آخره)) كل حسب إمكاناته وحسب درجة اقتناعه بالخدمة الواجبة للإسلام وكان المقاتلون المسلحين بالإيمان مثال حي على روح الجهاد للمسلم وانتصروا وحققوا الهدف النبيل في خدمة الإسلام وحققوا أيضا الهدف السياسي في خدمة المصالح العالمية ولكن ما هي مكافئتهم ؟؟؟؟
**انتصر ((الأفغان العرب))لكنهم فوجئوا عند عودتهم بعدم وجود أكاليل الغار ولا الورود ولا بساط احمر يفرش لاستقبال الأبطال رجع أبطالنا الذي زهدوا بالدنيا وما فيها في سبيل الله كي يطاردوا ويوضعوا تحت المراقبة وأمام اسم كل واحد منهم ألف علامة استفهام أمنية بوليسية ....؟
رجعوا إلى الأوطان يجرون معهم بوادر أزمة اقتصادية شخصية ومعهم أيضا أمنيات وطموحات في تغيير واقع بلدانهم على نمط ما فعلوه في أفغانستان وهنا كانت المواجهة الفعلية بين ((الطموحات الهدامة)) وبين الأنظمة بكل أشكالها .....هنا كان السقوط المروع لأنهم اجتازوا خط التفكير المسموح به ؟؟
** في هذا المنعطف الخطير انقلب السحر على الساحر واصبح أبطال الأمس الذين كانوا مفخرة للإسلام اصبحوا إرهابيين ولو في نسب مختلفة تتباين من بلد لآخر ..
لم يكن بن لادن إلا واحدا من الأفغان العرب أيام الجهاد ضد السوفيت ولم يكن هو الأكثر تميزا ولكنه اصبح الأخطر عندما أراد إسماع وإيصال صرخته باتباعه استراتيجية معينة ((لم ترق للغرب)) فكان لابد من فعل كي يرتاح الحكام الأمريكان والغربيون والعرب الموالون ..أول تصادم فعلي كان لبن لادن مع حكومة المملكة أثناء عمليات تحشد القوات الغربية تشرين أول :1990 تمهيدا لعملية ((عاصفة الصحراء)) كانون ثاني /1991 لتحرير الكويت من الاجتياح العراقي و إعادة الشرعية الكويتية ((المقيمة في المملكة ))كان هذا التصادم الأول كفيلا بان يضفي النجومية على هذا الاسم الذي اصبح في السنوات اللاحقة مالئ الدنيا وشاغل الأمريكان الأول ولم يكن الظواهري الذي كان له أيام وأيام في الجهاد الإسلامي المصري رجل ذو حنكة سياسية ولم يكن صاحب برنامج مفهوم ولكنه عرف من أين تؤكل الكتف وفعلا كانت له نجوميته بعد حادثة المنصة أكتوبر /1981 واغتيال السادات ومن ثم مسلسل اللاءات ((لا ولاية لضرير ..لا ولاية لأسير ))كانت كفيلة بان يتربع على قمة الجهاد الإسلامي المصري حتى التقت مصالح الرجلين واندمجا في تنظيم ((القاعدة )) الغني عن الذكر والتعريف وكلنا يعرف عنه الكثير .. ولن ننسى قبل ذلك كله وخلاله بروز الحلقة الأهم وسيطرتها ((حركة طالبان))..
** وبما إننا نتكلم بمكاشفة وصراحة فعلينا أولا أن نحلل طالبان التي هي فعلا معادلة خطيرة كالآتي :
أموال خليجية+استخبارت ومعلومات ودعم أمريكي+صفقات وأسلحة باكستانية+طلبة دين متشددون يمتد تأثيرهم إلى باكستان =حركة طالبان ..
تلك هي المعادلة وليعرف من لا يعرف بان طالبان ما كانت لتظهر لولا التغاضي الأمريكي ولوا الرحم الباكستاني ولولا حبل المشيمة (( المال الخليجي)) ... وهنا ينقلب السحر على الساحر أيضا وتصبح طالبان في مواجهة مع الغرب لأسباب عدة من وجهة النظر الغربية طبعا أهمها :
1/ التطبيق المتزمت للشريعة الإسلامية.
2/هدم التراث الإنساني والحضاري ((تماثيل بوذا في باميان))
3/إيواء عناصر إرهابية خطيرة على الاستقرار العالمي ((تنظيم القاعدة))
تلك هي أهم الأسباب ولكن هناك السبب الأهم بان قواعد اللعبة تغيرت واصبح الأمن الأمريكي في العمق مهددا فخرج علينا الأهوج ((بوش الابن)) ليقول ((أما معنا أو علينا )) فلم يكن هناك وقت طويل للأخذ والرد بعد أحداث أيلول/ 2001 لان القرار كان قد اتخذ فعلا وهو البدء ((بحملة صليبية))ضد كل ما هو إسلامي ولا شي يؤكد صحة هذا القول إلا ما تتعرض له البلدان الإسلامية التي تطبق الشريعة فالمملكة العربية السعودية تعاني من ضغوط رهيبة ولولا ثقلها المؤثر عالميا كان اختلفت طرق الضغط والجمهورية الإسلامية في إيران تهدد بصريح العبارة بلا أي لباقة سياسية من قبل الغرب ولن ننسى الحركات التي دخلت القائمة السوداء (حزب الله اللبناني ..حركة حماس الفلسطينية ..حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية .. جيش عدن أبين اليمني ..الحركة السلفية في ليبيا .. جبهة الإنقاذ في الجزائر ..حركات كبرى في مصر والمغرب والسودان والصومال ) ولن ننسى التضييق الذي تعرضت له المدارس الدينية في باكستان حيث تم تحجيمها فعليا ولن ننسى الأخطر وهو مطالبة فورية وبإلحاح بتغير المناهج الدينية في بلدان من ضمنها المملكة العربية السعودية ......
** انتهت الحرب في أفغانستان ولكن أين هم ((الأفغان العرب))فهم تناثروا بين قتيل بالغارات الأمريكية وبين قتيل بيد التحالف الشمالي وبين قتيل في مجزرة جانجي وبين أسير في باكستان وأفغانستان وبين أسير ذليل في غوانتانامو النائية .....يجب أن لا نهمل المصير الذي آل له الحال الأفغان العرب ويجب أن ندرسه جيدا خاصة وان العرب الذين قاتلوا في البوسنة والهرسك ((الألبان العرب))الذين أعطوا الغالي والنفيس من اجل نصرتهم وتخليصهم من الذبح الصربي المتواصل كانت مكافئتهم الطرد أو السجن أو التسفير والمحاكمات ويجب أن لا نتوقع حال افضل لمن يقاتلون في الشيشان الآن ((الشيشان العرب)) فلن يتم مكافئتهم لو انتصروا على الروس بشي اكبر من المكافأة التي حصل عليها إخوانهم ((الأفغان والألبان العرب)) .
** نحن بحاجة إلى صحوة دينية واجتماعية وثقافية حتى لا نكون دوما العبرة لمن يعتبر حتى لا تسقط ورقة التوت ويفتضح فشلنا ((الواضح أصلا)) ....وأنا هنا أود أن أتساءل لماذا لم يكن هذا الدعم والمقاتلين والأموال العربية بنفس تلك الحماسة والإقبال من اجل فلسطين لتحريرها التي هي اقدس من ألف أفغانستان و ألف بوسنة و ألف شيشان رغم أن هناك صعوبات ولكن لابد من الإجابة على السؤال المحرج هذا لماذا لم يكونوا بنفس تلك الحماسة؟؟ هل يعتقد من يعتقد بان السوفيتي الروسي والصربي ((النصارى))قتالهم هو أوجب واقدس من قتال الإسرائيلي ((اليهودي الغاصب)) متى سيقاتلون باسم الإسلام إذا كان مسرى المصطفى (ص) لا يهمهم بشيء ؟
هذا هو التساؤل الأخطر فمن يا ترى سيجيبني عليه بصراحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
**على كل حال ليس بالإمكان احسن مما كان ولا يسعنا في هذا المقام إلا طلب الرحمة والمغفرة لنا وللأفغان العرب وكل من قاتل معتقدا ومؤمنا بنصرة الدين مهما كان توجهه ومذهبه وأفكاره لكل من قاتل في سبيل الله أقول لهم قد فعلتم ما رأيتموه الأفضل وكل له اجتهاده ....وخير ما نختتم به القول هو كلام المولى عز وجل:
## لتبلون في أموالكم و أنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فأن ذلك من عزم الأمور ## صدق الله العظيم.


والسلاااااااااااااااااااام......