نشترط أن تكون نية المشاركين اتباع الخير إذا تبين وتحقق

[عمر الشادي]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإنه وبعد أن كثرت الشبهات حول بعض المسائل التي تخالف فيها الشيعةُ أهلَ السنة والجماعة ارتأينا أن ندخل إلى الموضوع بنية خالصة لوجه الله تعالى وحب الخير للغير يحدونا والله ولي التوفيق.

أما بالنسبة لمسئلة ما يسمى بزواج المتعة فقد ثبت عن عمر رضي الله عنه انه قال في تفسير آية من القرءان الكريم أنها ما أبقت للمتعة شيئا وهذا عندنا نحن أهل السنة والجماعة نقل منه رضي الله عنه في تفسير الآية حيث إن السابقين الاولين من المهاجرين والأنصار أفهم لشروحات القرءان الكريم ممن تلاهم وجاء بعدهم وهنا ملاحظتين

فأما الأولى أن قول سيدنا عمر رضي الله عنه هنا ليس تشريعا وإنما تفسير وثمة فرق كبير ولا يسعنا إلا أن نقول إن تفسير عمر رضي الله عنه هنا يلزمكم الأخذ به حيث إنه إمام من أئمة الهدى وهو مشمول في قوله تعالى:"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه".وهذا في مجمل التفاسير المعتمدة فالادعاء بان قول عمر لا يلزمكم الأخذ به تحكم بلا دليل ولا استدلال موثق شرعا في الحقيقة.وهذا الأمر سيلزمكم الخوض معنا في إثبات فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنهواظن أن لا طائل لكم من الدخول معنا في مثل هذا الامر.

وقد ثبت بالإسناد المتصل المعتبر عندنا نحن أهل السنة أن سيدنا عليا رضي الله عنه قال لبعض الصحابة وكان بعدُ لم تتصل معرفته بأن الحكم قد نُسخ فتكلم به فقال له سيدنا علي رضي الله عنه وكرَّم وجهه:"أنت عبد تائه".

هذا سيدنا علي ما كان ليقول لصحابي هذا القول لولا أنه أخطأ ولكن لم يشنِّعْ عليه أكثر لأنه عرف أنه يتبع الحق لما يصل إلى معرفته وهكذا.

وقد توصلت بعض فرق الشيعة الى معرفة تحريم المتعة حيث بلغها الحكم الناسخ بطرائق روايتها الخاصة وهذا أكبر دليل على أن أهل السنة ما ألفوا شيئا جديدا هم ابتدعوه في الدين بلا أصل وإنما كان التحريم بناء على احاديث ربما ما بلغت فقهاءكم بالطريق التي يستطيعون بها إثبات التحريم على قواعد مذهبهم وهذا لا يكون حجة لهم على الغير وإنما لما انتشر الخبر لزمكم التصديق لا سيما وأن الصحابة رضوان الله عليهم أُثِرَ عنهم الكثير من هذه المقالات التي تبين كيف أن الحكم القديم قد نُسِخ .

ولو تمعن أحدكم بقول الله تعالى:"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " فهنا لم تجعل الآية الكريمة أنواعا من (الزوجات) وهذا دليل واضح باهر على أن ليس ثمة متعة جائزة وإلا فلم أغفلت في الآية في مقام استثناء للوقوع في الحرام...!!!!!!

فاما المكابرة في هذا الحكم وعدم الأخذ به والاعتراف بحقيّته فيلزمكم أن تأتوا بدليل شرعي يوضح كيف أن الزوجة المزعومة إما أمة وإما زوجة لها حقوقها التي أثبتها الإسلام من الميراث وغيره الكثير الكثير مما تعرفون
وهنا ملاحظات يضيق المقام عن سردها كلها ولكن لو نكتفي بالتالي
-ما هو العدد الأعلى لمن يسمون بزوجات للمتعة!؟هل إن العدد أربعة ؟ أم أكثر ؟فإذا كان اكثر ثبت انهن لسن زوجات على المعنى الذي أُريد في الآية الكريمة!؟
ثم ما حكم التمتع بمشركة؟ وإذا جوزتموه فما تقولون فيها ؟أمة أم زوجة بحقوق كاملة كالميراث وغيره!...
وما حكم التمكتع بزانية فإذا جوزتموه فكيف تضيع الأنساب ؟تضيع بضياع الآباء ويتحول مجتمعنا إلى اميركا الشرق ربما .......!!!
إن خطورة تجويز المتعة في حقيقته خطر الزنا على الأنساب ولهذا تجرا بعض علماء السنة على وصف المتعة بـ"عين الزنا" من هذا الباب في التشبيه.
أما في امر اظهار الحب لسيدنا علي رضي الله عنه وكرَّم وجهه فليس الحب شعار وإنما كما قال الشاعر:
"إن المحبَّ لمن يحبُّ مطيعُ".
فاعتقاد أهل السنة في سيدنا علي هو أنه المبشر بالجنة الذي ولي أمر المسلمين طيلة ست سنوات وقد خرج عليه بعض العصاة على غير اجتهاد وإنما الامر كما قال علي:"كذب اهل الشام إنما يريدون المُلْك" وسيدنا علي هو الخبير بمعادن الرجال وحتى معاوية لم يقل للناس أنه اجتهد في الامر جلُّ ما قاله للناس ليموه عليهم أنه يطلب بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم لما استتب له الحكم والملك ترك المطالبة بذلك.نعم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال:"من كنتُ مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".

هذا بعض ما اتفق وأن خطه يراعنا اليوم والله ولي التوفيق وأسأل الله الهداية لي ولكم والسلام عليكم