كيف تكون ... داعية ؟؟؟؟؟

fhdkw · #1 27-03-2002, 05:32 AM

إخوتي الأعزاء .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛

لقد ترددت كثيرا في الكتابة عن هذا الموضوع حيث ان مكانه هو الخيمة الإسلاميه .. ولكن نظرا لإغلاق هذه الخيمه .. فلم يكن عندي خيار آخر سوى طرحه في الخيمة المفتوحة والتي تستقبل جميع المواضيع .

والذي دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما حدث في الخيمة الإسلامية من جدال ومشاحنات وعصبيات نتج عنها إغلاق تلك الخيمه والتي كان من الممكن الإستفادة منها في أمور النصح والتوجيه والإرشاد والحوار والنقاش المفيد والهادئ .. ولكن لم يكن الحال كذلك .

وحتى لاأطيل عليكم .. فأرجو ان لاتفهموا مما سأكتب أنه نقد او ذم لشخص بعينه .. وإنما هي نصيحة أردت بها وجه الله .. فإن كان في كلامي ما يخالف شرع الله .. فأرجو ان لاتبخلوا علي بالنصح والتوجيه .

إخوتي الكرام ... الدعوة تلك الأمانة العظيمة التي قال الله عنها ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) .

إنها مهمة أفضل خلق الله وهم الرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام .. تلك المهمة التي أمرنا بها الله عز وجل حيث قال سبحانه (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقال سبحانه ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة ، فلولا نفر من فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )

إن للدعوة أساليب وأخلاقا تيسر على الداعي قبول دعوته .. وتلك الأساليب والأخلاق قد بينها لنا الله عز وجل في كتابه الكريم وبينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقواله وأفعاله .

لقد لاقى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ما لاقاه من الأذى فصبر على ذلك حتى يكمل رسالته على الوجه الأكمل إلى أن وصلت إلينا .. فهل نحن أهل لها .

لقد بلغ البؤس والحزن برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ما بلغ بعد ان رد دعوته بعض الكفار فأتاه ملك الجبال فقال له : إن شئت أطبق عليهم الأخشبين . فقال صلى الله عليه وسلم : بل أرجو ان يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لايشرك به شيئا )

هذا هو خلق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في الدعوة ... فإذا كان هذا حاله مع الكفار ... فكيف يكون مع من هم من المسلمين الذين غرهم الشيطان بألاعيبه وزين لهم أهل الضلالة طرق الغي .

وإليكم شاهدا من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة .. وهي قصة الزانية التي اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب منه ان يقيم عليها الحد .. فلم ينهرها ولم يزجرها صلى الله عليه وسلم بل طلب منها ان ترجع وكرر عليها ذلك عدة مرات حتى اذا تيقن من انها تريد التوبة .. طلب منها ان تنتظر حتى تلد .. وبعد ان ولادتها طلب منها ان ترضع طفلها حتى يفطم .. فلما كان ذلك أقام عليها الحد .. فسبها بعض الصحابة . فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم .

فلو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زجرها ونهرها واغلظ عليها القول فهل كانت ستتوب ؟

واكتفي بهذا القدر حتى لا أطيل عليكم ولي عودة للموضوع ان شاء الله .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛

اليمامة · #2 29-03-2002, 02:02 PM

الاخ فهد

من دراستي لمواد في الادارة في الاسلام استنبطت عدة معايير للاسلوب الذي يجب ان يتصف به الداعية ومنها :

اولا :

ان تكون لدية القدرة في معرفة نفسية الناس ويعرف كيف يدخل الى نفوسهم وان يتحلى بالسماحة ويحرص على اسلوب الحسنى والموعظة الشافية 00 وقد اختار الرسول صلى الله علية وسلم معاذ بن جبل للتوجه لليمن وقال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب 00 فليكن أول ماتدعوهم اليه شهادة أن لااله الا الله 00 فان اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة 00 فان اطاعوك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم 0

ثانيا :
تزودهم بالثقافات المعاصرة وفهمهم لروح العصر الذي يعيشون فيه 00 وعلى الداعية ان يتقن اصول الدين النابعة من القرآن الكريم والسنه وان يتسلح بثقافات اخرى ليستطيع الرد عليها واخضاعها للدين او اظهار ضلالها وضرورة التخلي عنها 00

ثالثا :

ان يتصف بالشجاعة الادبية في سبيل الحق 00

رابعا :

ان يصبر على اذى المخالفين والمنكرين 00 ويصبر على مشاق الدعوة فلا يضيق صدره بالجهد الذي يبذله والذي قد لاتتحقق ثمرته في القريب العاجل 00 فلا يجب ان ييأس 00 فالدعوة رسالة لايسهل حملها 00 لان الداعية يتعامل مع شرائح مختلفة من الناس 00 واختلافهم يظهر في الفهم او سرعة الانتباه والخضوع لرأي الغير 00 ويجب ان يحدد طريقته تبعا لك شخص او مجموعة 00

خامسا :
التعامل ويقول الله عز وجل مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))

للموضوع بقية
تعبت

fhdkw · #3 30-03-2002, 03:12 AM

أختي اليمامه

جزاك الله خيرا على الإضافة القيمة والتي زادت الموضوع وضوحا وثراءا وأسأل الله تعالى ان يجعل (تعبك) في ميزان حسناتك ... وأسأل الله ان ينفعنا بما قلتيه .

=================

وعودة للموضوع ... فمن الحوادث التي تدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيصال الدعوة للناس واحتمال الأذي في سبيل ذلك . ماحدث بينه وبين اليهودي الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فكان يلقي القمامة عند بيته يوميا ، فحدث ذات يوم ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج من بيته فلم يجد القمامه فسأل عن اليهودي فأخبروه بأنه مريض ، فذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيت اليهودي ليطمئن على صحته ، فما رأى اليهودي ذلك استغرب من حسن أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحرصه على الإطمئنان على أحوال جيرانه حتى لو لم يكونوا على ملته . فانتهز النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة ليعرض الإسلام على اليهودي ، فلم يتردد اليهودي بإعلاه إسلامه .

هل رأيت أخي الكريم أثر الأخلاق والمعاملة الحسنة في تيسير قبول دعوتك ونصحك عند الناس ..... فما بالنا نكيل لبعضنا التهم والشتائم والتحقير والتكفير ... ونقول بـأننا ندعو إلى الله وإلى الحق ... والله ما كان هذا يوما طريق ولا أسلوب الدعوة إلى الله ... بل ان الله عز وجل قد أمرنا بأن ندعو غيرنا بكل أدب واحترام حتى يتقبلوا دعوتنا فقال سبحانه ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ... وقال ايضا ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) .

إخوتي الكرام ... إن كنا فعلا نريد ونحب ونحرص على الدعوة لديننا الحنيف فعلينا أن نلتزم بما أمرنا الله به من أدب الدعوة .. ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في أقواله وأفعاله .. ولاتنسوا إخوتي الأجر العظيم الذي ينتظركم ، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ) وفي رواية أخرى (خير لك مما طلعت عليه الشمس ) ... فإن كنتم إخوتي حريصون على هذا الأجر العظيم ... فاحرصوا على العمل وفق منهج الله ورسوله .

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه .. إنه سميع مجيب .