مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-05-2004, 03:28 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي هل تسمع الرياض أنين أطفال العراق؟ تحليل اتجاهات الرأي العام في السعودية

دراسة تحليلية لاتجاهات الاعلام والرأي العام في السعودية: هل تسمع الرياض أنين أطفال العراق؟
د. مضاوي الرشيد
كشفت المقاومة التي دارت رحاها في مدينة الفلوجة ضد قوات الاحتلال الأمريكية عدداً من الأكاذيب. أما الأكذوبة الأولي فهي الأسطورة الأمريكية بأن المقاومة يديرها قتلة وقطاع طرق جاءوا من الخارج، وأما الأكذوبة الثانية فهي أن القوات الأجنبية الوحيدة في العراق ـ ألا وهي القوات الأمريكية والمرتزقة الذين جلبتهم معها ـ يشار إليها في دوائر النفاق بعبارة قوات التحالف . وأما الأكذوبة الثالثة ـ وهذا هو موضوع هذه المقالة ـ فتتعلق بالنظام السعودي الذي كشفت مقاومة أهل الفلوجة ليس فقط صمته وتورطه، وهو النظام الذي يدعي حراسة مصالح المسلمين والسهر عليها وإنما كشفت أيضاً انعدام كفاءته وتلكأه لما يزيد عن عام بشأن الأزمة العراقية. إذا ما قارنا احتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي باحتلال العراق من قبل الأمريكيين فإننا نجد أن المملكة العربية السعودية ومنذ الوهلة الأولي كانت علي استعداد لاستنفار شعبها في جهاد مناصر للمصالح الأمريكية خلال الحرب الباردة. بالمقابل تلتزم المملكة العربية السعودية الصمت تجاه الاحتلال الأجنبي لبلد عربي، ليس هذا فحسب، بل تجدها في نفس الوقت تقيد الجهود المبذولة من قبل شعبها لنصرة إخوانهم في العراق ضد هذه الهجمة غير المسبوقة من قبل أعتي القوي العسكرية وأشرسها علي الإطلاق.
لربما كان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 هو التحدي الأصعب الذي تواجهه الحكومة السعودية منذ حرب الخليج عام 1990 ـ 1991. لقد شكل الانهيار السريع للنظام البعثي في العراق نتيجة للتدخل العسكري المباشر من الخارج، ودون موافقة الأمم المتحدة، سابقة ستؤدي بلا أدني شك إلي عواقب جسيمة ليس فقط فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية ولكن أيضاً علي مستوي الشرق الأوسط بأسره.

خلفية تاريخية

في حرب الخليج الأولي 1990 ـ 1991 كان هناك إجماع تام داخل الحكومة السعودية علي ضرورة تحرير الكويت، هذا مع أن الرأي العام السعودي كان منقسماً حول وسيلة تحقيق هذا الهدف. لقد تعاونت المملكة العربية السعودية بشكل تام مع الولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها الحربي بل ومولت العمليات العسكرية، الأمر الذي تمخض عن نتائج غير مواتية وعواقب غير مرغوب فيها، بما في ذلك العبء الاقتصادي الهائل الذي تنكبته المملكة وتراكم الديون عليها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. أما علي المستوي السياسي المحلي فقد أطلق التعاون السعودي التام مع الولايات المتحدة الأمريكية معارضة إسلامية محلية كانت بذورها قد نثرت في البلاد قبل غزو صدام حسين للكويت. كان السبب في استقواء المعارضة الإسلامية هو لجوء المملكة العربية السعودية إلي الاعتماد الكامل علي القوات الأجنبية، والتي تشكلت بالدرجة الأولي من القوات الأمريكية، في تحرير الكويت وفي الدفاع عن المملكة مما اعتبر في حينها هجوماً عراقياً وشيكاً. وذلك أن الإسلاميين السعوديين يعتبرون قبول حكومة بلادهم بالوجود الأمريكي أمراً مرفوضاً دينياً وسياسياً أخذاً بعين الاعتبار الموقع المقدس للمملكة العربية السعودية بوصفها أرض الحرمين الشريفين. ويري معظم الإسلاميين بأن وجود القوات الأمريكية ما هو إلا مؤشر علي اتكاء المملكة علي هذه القوة العظمي (الولايات المتحدة) فيما هو أكبر من ذلك، الأمر الذي ينال من استقلال المملكة ومن سيادتها.
واجه المملكة العربية السعودية تحد رئيسي آخر إبان الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أفغانستان عام 2001. فقد كانت المملكة العربية السعودية أكثر من سعيدة وهي تري انتهاء نظام الطالبان واحتمال انهيار مقر تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن، إلا أن الحكومة السعودية كانت مترددة في الإعلان علي الملأ عن دعمها الكامل للهجوم علي أفغانستان رغم أن القواعد العسكرية الأمريكية في المملكة استخدمت كمنصات انطلاق للعمليات العسكرية طوال خريف عام 2001. كان الدعم لحرب الولايات المتحدة الأمريكية علي أفغانستان ضمنياً علي المستوي الرسمي إذ كانت الحكومة تنتظر بفارغ الصبر أن يتم إلقاء القبض علي أسامة بن لادن الذي شكل خطراً علي استمرار واستقرار النظام السعودي بشكل لم يسبقه إليه أي معارض آخر في تاريخ الدولة السعودية. فقد امتزج خطاب بن لادن الإسلامي مع أفعاله ليخلق مناخاً سياسياً متطيراً في المملكة العربية السعودية حيث يظهر بوضوح تمتعه بشعبية كبيرة لدي بعض علماء الدين وفي أوساط الشباب في البلاد. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أصبح جلياً أن بن لادن نجح أيما نجاح في تقويض ما يسمي بـ العلاقة الخاصة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وقد جند خمسة عشر سعودياً واستخدمهم في تنفيذ الهجوم علي مدينتي نيويورك وواشنطن، إذ بدأت الولايات المتحدة بعد الهجوم مباشرة في الاستعداد لتقليص وجودها العسكري في المملكة العربية السعودية لصالح الدويلات الخليجية المجاورة. واليوم، أكثر من أي وقت مضي، يستمر بن لادن في مطاردة الحكومة السعودية ليس بسبب العنف فحســــب وإنما أيضاً بســبب ما يتمتع به من جاذبيــة وشعبية في مجتمع سئم قيادته السياسية غير الكفؤة.
وأما الغزو الأمريكي للعراق في ربيع 2003 فقد كان غير مسبوق، وغير مبرر، وغير مدعوم لا عربياً ولا دولياً. لقد شنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب بذريعة الحاجة إلي تدمير أسلحة الدمار الشامل التي ادعت حيازة صدام حسين لها وكذلك بذريعة ضرورة قطع الصلات بينه وبين القاعدة، والأمران ما يزالان حتي كتابة هذه السطور غير مثبتين. كان الرسميون في المملكة العربية السعودية يتمنون رؤية نهاية صدام ونظام حزب البعث، إلا أنهم كانوا يخشون العاقبة، وهذا ما جعل المملكة العربية الســـعودية تنزع إلي موقف غير حاسم، تختبئ وراء خطاب مرتبك يعلن معارضته للحرب في اللقاءات والمنتديات العربية الإقليمية ولكنه في نفس الوقت يوافق ضمناً علي ما يجري، بل ويسفر عن تعاون هام من خلال السماح لمراكز القيادة العسكرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بإدارة الحرب انطلاقاً من الأراضي السعودية. وبينما لم يصل جندي أمريكي واحد إلي العراق مروراً بالأراضي السعودية إلا أن العمليات الإلكترونية والكومبيوترية كانت تتخذ من الأراضي السعودية مقراً لها. ولعل من المفيد بل والمهم ـ حتي يتسني فهم الموقف السعودي تجاه الحرب علي العراق ـ استعراض تاريخ العلاقات السعودية العراقية ولو بشكل مختصر.

المملكة العربية السعودية والعراق: الجوار العسر

منذ ولادة الدولتين الحديثتين، العراق عام 1921 والمملكة العربية السعودية عام 1932 ـ وكلاهما خرجتا من تحت المظلة البريطانية في مطلع القرن العشرين ـ لم تنعم الدولتان بفترة طويلة من الاحترام المتبادل والتعاون الحقيقي. ورغم أن المواجهة العسكرية ظلت متجنبة حتي قيام العراق بغزو الكويت في عام 1990، شهد تاريخ البلدين تعاوناً حميماً أملته المصالح المشتركة فقط في أوقات الأزمات، مثل ذلك التعاون الذي تم بينهما أثناء الحرب الإيرانية ـ العراقية منذ عام 1980 وحتي عام 1988. وبالفعل فقد ساد علاقات التعايش القلق بين البلدين التنافس والتنابز وحتي العداوة المبطنة. وما من شك في أن عدداً من العوامل ساهم في تشكل هذا الوضع الصعب. ولعل أولها كان التنافس فيما بين آل سعود من جهة والهاشميين من جهة أخري في النصف الأول من القرن العشرين حول زعامة العالم العربي، الأمر الذي عرقل التقارب بين البلدين. وأما العامل الثاني فيكمن في السياسة الموالية للغرب بهدوء التي انتهتجتها المملكة العربية السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين. فتلك السياسة التي روج لها الملك فيصل في السبعينات تصادمت مع الخطاب الثوري المختلف للزعامات العراقية المختلفة (الضباط الأحرار، الشيوعيون، والبعثيون). والعامل الثالث منشؤه أن العراق يقطنه منذ القرن الثامن عشر عدد كبير من الناس أصولهم من الجزيرة العربية ولكن انتهي بهم المطاف أن تحيط بهم حدود الدولة العراقية الحديثة. في الظروف الطبيعية كان يمكن لهذا العامل أن يشكل قاعدة صلبة لبناء علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة يروج لها ويعززها المواطنون علي جانبي الحدود السعودية ـ العراقية الذين تربط بينهم شبكات هامة من علاقات التكافل والقرابة. إلا أن التنافس السياسي في أعلي المستويات وما يرافقه من تناقضات أيديولوجية بين المملكة العربية السعودية والعراق سمح بتحويل هذه الشبكات إلي مواطن إفراز للتهديد وانعدام الاستقرار وحتي المواجهة وخاصة خلال العقود الأولي من القرن العشرين، أي قبل تثبيت الحدود بين القطرين.
  #2  
قديم 08-05-2004, 03:31 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي

وأصبح من الشائع أن تلجأ إحدي الدولتين من حين لآخر إلي تعبئة وتجييش أبناء القبائل ممن تربطهم وشائج قربي بالمواطنين علي الجانب الآخر من الحدود لتهديد استقرار الدولة الأخري. يضاف إلي ذلك أنه في الوقت الذي استضافت فيه المملكة العربية السعودية المنفيين العراقيين اجتذب العراق إليه البعثيين السعوديين. وأخيراً، كان من شأن الاختلافات الطائفية بين المملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية والعراق ذي الأغلبية الشيعية أن توجد هوة بل وترسخ درجة من العداوة علي المستويات الاجتماعية والثقافية والدينية ما فتئت تتعمق منذ نشأة حركة الإصلاح الوهابية في الجزيرة العربية في منتصف القرن الثامن عشر. لقد تجاوز نظام البعث السني العنصر الطائفي في علاقته بالمملكة العربية السعودية، إلا أن مناخاً من عدم الثــقة ظل سائداً علي المستوي الشعبي الثقافي في الجانب العراقي تغذيه ذكري اقتحام وتخريب مدينة كربلاء الشيعية في العراق من قبل القوات الوهابية عام 1801 يوازيه في الجانب السعودي مناخ غير موات يغذيه الموقف الديني المستمر في رفض القبول التام بالشيعة كمسلمين أصليين سواء ممن يعيشون في المملكة العربية السعودية أو في العراق أو في غيرهما من الأماكن.
لا يستغرب إثر أخذ هذه الخلفية التاريخية بعين الاعتبار أن توصف العلاقات بين البلدين في أحسن أحوالها بأنها مثقلة بالأعباء. حينما شن صدام حسين الحرب علي إيران عام 1980 بعد التأسيس المظفر للجمهورية الإسلامية انحازت المملكة العربية السعودية إلي جانب العراق ومولت الحرب في سبيل إجهاض الخطاب الثوري الشيعي للجمهورية الإسلامية الذي ألهب حماسة شيعة السعودية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط وحفزهم علي تنظيم عدة مسيرات رفعوا فيها شعارات تندد بالقيادة السعودية. فرغم أن صدام حسين كان متعارضاً من الناحية الأيديولوجية مع المملكة العربية السعودية إلا أن زعامة المملكة وجدت من الضرورة بمكان إبرام تحالف معه ولو بشكل مؤقت. وفعلاً، فقد أبرمت المملكة العربية السعودية تحالفاً سياسياً مع صدام حسين ضد رغبة المؤسسة الدينية الرسمية فيها حيث استمر علماء هذه المؤسسة الدينية يروجون لفكرة أن أيديولوجية صدام حسين القائمة علي القومية العربية هي أيديولوجــــية جاهلية ملحدة الغرض منها هو تقويض وحدة الأمة الإسلامية. ولإرضاء علماء مؤسستها الدينية الرسمية لجأت المملكة العربية السعودية إلي التبرع بأموال كثيرة لتشجيع دراســــة الإسلام السني في بغداد وفي جامعة صدام للعلوم الدينية التي أنشئت في عام 1989. وقد كانت بغداد مهيأة لاستقبال هذا الدعم في وقت تبني فيه صدام حسين خطاباً جديداً وشعارات جديدة خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية، معتمداً علي التراث العربي القبلي وعلي الإسلام الحقيقي الأمر الذي توافق تماماً مع الخطاب الرسمي السعودي الموجه إلي المجتمع السعودي.
خلال الحرب الإيرانية ـ العراقية قاتل صدام حسين نيابة عن عدد غير قليل من اللاعبين الإقليميين والدوليين، ولكنه من وجهة النظر السعودية كان حليفاً مؤقتاً لوقوفه في مواجهة التهديدات الشيعية الثورية ولمجابهته التفوق العسكري الإيراني في الخليج. كانت تأمل المملكة العربية السعودية أن تؤدي الحرب الإيرانية ـ العراقية إلي تدمير الطرفين المتحاربين والمتنافسين علي موقع القوة الخليجية الإقليمية العظمي ، ذلك الموقع الذي غدا شاغراً إثر الإطاحة بشاه إيران في عام 1979. ما لبث صدام حسين أن أعمته الخيلاء بانتصاره المزعوم في هذه الحرب فانقلب علي حلفائه واستدار لينقض علي أنصاره فغزا الكويت في آب (أغسطس) 1990. ثم ما لبثت صواريخ سكاد التي سقطت علي الرياض بعد احتلال الكويت أن أثبتت للسعوديين الأخطار التي تمخضت عن دعمهم لحرب صدام في العقد الماضي.
ولعل هذا ما حدا بالمملكة العربية السعودية طوال التسعينات إلي دعم العقوبات الدولية علي العراق وإلي السماح باستخدام أراضيها من قبل القوات العسكرية البريطانية والأمريكية لرصد ومراقبة مناطق حظر الطيران في الأجواء العراقية الأمر الذي تمخض في عام 1998 عن شن هجمات عسكرية علي أهداف منتقاة داخل العراق. ورغم ذلك التزمت المملكة العربية السعودية نفي استخدام أراضيها لشن الهجمات علي العراق، إلا أنها اعترفت بأن القواعد العسكرية الأمريكية في المملكة كانت تمارس من داخلها نشاطات تتعلق برصد مناطق حظر الطيران فوق العراق، لدرجة أن الأمير سلطان بن عبد العزيز أعلن ذات مرة بأن الطائرات التي تنطلق من المملكة العربية السعودية تقوم بالرصد والمراقبة الجوية وببعض المهام الأمنية فقط لا غير، ولا يسمح لها بتنفيذ أي عمليات عسكرية . في مطلع التسعينات استضافت المملكة العربية السعودية أعداداً من شيعة جنوب العراق الذين فروا من العراق بعد فشــــل انتفاضتهم ضد صدام حسين وانتهي بهم المطاف في مخيم رفحا للاجئين، وكانت تلك خطوة غير مسبوقة من قبل المملكة التي لم يكن لها أدني خبرة أو دراية في التعامل مع لاجئين عبروا حدودها طلباً لملاذ آمن.
ومع ذلك ظلت المملكة العربية السعودية قلقة بسبب وجود عدد من اللاجئين الشيعة علي أراضيها، هذا مع أنهم ظلوا محصورين داخل المخيم باستثناء بضع مئات انتقلوا فيما بعد إلي بلدان أخري لاجئــــين إليها. وطوال التسعيـــــنات نأت المملكة العربية السعودية بنفسها عن المعارضة العراقية وإن كانت في الخفاء قد أبدت تعاطفاً مع المعارضين العراقيين السنة الذين لجأوا إليها.
ومع أن المملكة العربية السعودية احتفظت طوال التسعينات بدورها الأساسي في رصد صدام حسين إلا أنها بدأت منذ عام 2000 بانتهاج سياسة إعادة تأهيل الزعيم العراقي الذي بات مرهقاً ومشلولاً بعد ما يقرب من عقد من العقوبات الدولية. وفي أغسطس من عام 2001 أعلن الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران السعودي إننا علي استعداد لنسيان الماضي والمصاعب الحالية ونرحب بعودة العراق إلي الصف العربي فليس لدينا ضد العراق شيء . وبدا حينها واضحاً بروز شكل من أشكال الصداقة والتعاون في المنتديات العربية الإقليمية، وتلقي العراق وعوداً بالتبادل التجاري وتقديم العون، ربما لأهداف دعائية في وقت شعر فيه النظام السعودي بضعف ناجم عن المعارضة المحلية وعما تعرضت له البلاد من هجمات إرهابية.
  #3  
قديم 08-05-2004, 03:33 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي

في شهر ايار (مايو) من عام 2002 أعلنت المملكة العربية السعودية بأن بإمكان رجال الأعمال السعوديين استئناف نشاطاتهم التجارية مع العراق وتصدير المواد إليه. وما لبث أن تبع ذلك التوقيع علي اتفاقية مع الحكومة العراقية لإعادة فتح مركز عرعر الحدودي دعماً وتحسيناً للعلاقات الاقتصادية وتشجيعاً وتحفيزاً علي الاستثمار. ولعل أحد أبرز العوامل التي ساهمـــــت في تسريع التقارب بين العراق والمملكة العربية السعودية في تلك الفتــرة كان الحرب الأمريكية علي الإرهاب (ابتداءً من عام 2001) والشكوك والعداوة الأمريكية المتنامية ضد المملكة العربية السعودية التي كانت فيما سبق تعتبر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية حليفاً مهماً في وسط منطقة معادية.

الموقف السعودي الرسمي تجاه الحرب

ما أن بدا واضحاً أن غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق بات أمراً محتماً ووشيكاً حتي اكتنف أوساط الحكومة السعودية شعور بالحيرة والقلق، فهل كان من مصلحة المملكة العربية السعودية أن يستبدل نظام البعث بحكومة عراقية موالية للغرب تضخ النفط بكميات تفوق تلك التي تضخها المملكة نفسها؟ بالإضافة إلي ذلك انتاب المملكة العربية السعودية قلق شديد إزاء احتمال قيام حكومة عراقية شيعية موالية لإيران بمحاذاتها بعد سقوط النظام العراقي البعثي. ولهذا كان من الضرورة بمكان أن تحسن الحكومة السعودية إدارة الأزمة وترشيد ردود أفعالها حرصاً علي الحلف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من أن يفقد قيمته دون أن يخل ذلك بالحرص علي أن تبدو المملكة ـ في الظاهر علي الأقل ـ متضامنة مع الرفض العربي للعدوان الأمريكي انسجاماً مع مشاعر الشعب السعودي.
في صيف عام 2002 أصبحت قضية التعاون السعودي مع الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد العراق ملحة، مما حدا بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لأن يؤكد بأن من الحكمة أن يعطي الحل الدبلوماسي فرصة قبل اللجوء إلي الحرب، وهذا هو ما نطلب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعله . وحينما سئل عما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستسمح بنشر مزيد من القوات الأمريكية في الأراضي السعودية أجاب وزير الخارجية: في الظروف الحالية ودون دليل علي أن العراق يشكل مصدر خطر وشيك، لا أظن أن المملكة العربية السعودية سوف تنضم إلي (التحالف الذي تقوده أمريكا ضد العراق .
في تشرين الأول (اكتوبر) من عام 2002 أعلنت المملكة العربية السعودية بأن استخدام المرافق العسكرية السعودية للهجوم علي العراق يمكن أن يسمح به شريطة أن توافق الأمم المتحدة علي الحملة العسكرية ضده. وفي الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 2002 أخبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل محطة سي إن إن بأنه حتي في حالة حصلت الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق علي مباركة الأمم المتحدة فإن المملكة ما كانت لتسمح باستخدام قواعدها الجوية في هذه الحملة. في نفس الشهر، وفي خطاب بثه التلفزيون السعودي، أصر ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بأن قواتنا لن تخطو خطوة واحدة داخل الحدود العراقية تحت أي ظرف من الظروف ، وأضاف بأننا لا نقبل بأن تهدد هذه الحرب وحدة العراق وسيادته كما لا نقبل بأن تخضع موارده وأمنه الداخلي للاحتلال العسكري . وطالب الأمير عبد الله بـ عراق موحد وحر ومستقل، وهو مبدأ نرفض التفاوض حوله أو مناقشته . وغدا واضحاً بمقدم اذار (مارس) 2003 بأن المملكة العربية السعودية لن تلعب دوراً محورياً في حالة ما إذا هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، بل ستلعب دوراً ثانوياً. وما فتئت المملكة العربية السعودية تضغط علي الولايات المتحدة حتي لا تكشف للعالم الخارجي عن استخدامها للمملكة العربية السعودية كمنصة انطلاق لهجماتها .
عكس هذا التناقض والغموض في الموقف السعودي حقيقة أن المملكة العربية السعودية كانت شديدة الحرص علي ألا تبدو الأرض التي يمكن أن تدير منها الولايات المتحدة الأمريكية حملتها لإسقاط نظام عربي مجاور. كما تعكس هذه التصريحات المتباينة انعدام الإجماع في أوساط كبار أفراد العائلة المالكة، وبشكل رئيسي ولي العهد الأمير عبد الله، ووزير الدفاع والطيران الأمير سلطان، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. ولذلك استمرت المملكة العربية السعودية خلال الشهور الصعبة التي سبقت اندلاع الحرب في الدعوة إلي حل دبلوماسي وسلمي للأزمة وذلك من خلال منح المفتشين الدوليين مزيداً من الوقت وحث صدام حسين علي التعاون مع فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة وعلي تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1441. لقد كان ذلك منسجماً مع الموقف العربي الرسمي الجماعي الذي تمخض عن قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت عام 2002 في بيروت والتي أعلن فيها بأن الاعتداء علي العراق سيعد اعتداء علي السيادة الوطنية لجميع الدول العربية . كان الخطاب السعودي استجابة مباشرة للمخاوف من استثارة وإغضاب المشهد المحلي السعودي الذي كان بمجمله معارضاً للحرب ومناهضاً للولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة إثر الجدل المحموم في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المملكة العربية السعودية والاتهامات التي كالتها هذه الوسائل للمملكة بأنها تدعم الإرهاب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وكانت المملكة العربية السعودية ـ وإثر ما لحق بسمعتها من تسويد في الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ـ قد لجأت إلي شركة علاقات عامة لتحسين وضعها في الولايات المتحدة الأمريكية بينما أعطت ضوءاً أخضر في نفس الوقت لمفكرين وعلماء الدين والقانونيين الدوليين والكتاب والصحفيين فيها للرد علي الهجمات التي كانت تشنها وسائل الإعلام الأمريكية ضدها. وفعلاً، استغل مئات السعوديين بحماس شديد هذه الفرصة بعد عقود من الرقابة الصارمة التي كانت الحكومة تفرضها عليهم كلما سعوا إلي تحليل وتقييم السياسات الأمريكية تجاه بلدهم وتجاه الوجود الأمريكي السعودي وما كانوا يعتبرونه انحيازاً أمريكياً لصالح إسرائيل في الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
كان الموقف السعودي الرسمي معارضاً للحرب، إلا أن الحكومة سمحت للقوات الأمريكية باستخدام القواعد العسكرية لتوجيه الطائرات ورصد العمليات العسكرية. وبينما نفت المملكة العربية السعودية ذلك في العلن، إلا أن الموقف الحقيقي ما لبث أن انكشف بعد أن رفعت مجندة أمريكية قضية قانونية ضد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لأنها فرضت عليها ارتداء الحجاب خارج قاعدة الأمير سلطان الجوية بالقرب من الرياض بينما كانت تعمل ضمن فريق مكلف برصد العمليات العسكرية أثناء الحرب علي العراق. وكان الموقف الرسمي قد أعلن يوم الثامن عشر من اذار (مارس) 2003، وأوضحه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بقوله: أولاً: لن تشارك المملكة في أي ظرف من الظروف في الحرب ضد البلد الشقيق العراق، وثانياً: نتوقع أن تنتهي الحرب بسبب الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441 الخاص بإزالة أسلحة الدمار الشامل، وثالثاً: نحن نتجنب الدخول في مغامرة غير مسؤولة من شأنها أن تهدد بلدنا وشعبنا . وكان الأمير سعود الفيصل قد اقترح أثناء الحرب وقفاً لإطلاق النار من شأنه أن يتيح الفرصة أمام الدبلوماسية . كما أفاد بأن المملكة العربية السعودية كانت قد اقترحت علي صدام حسين أن يخلع نفسه من السلطة، وذلك أنه (أي صدام) طلب من شعبه أن يضحي في سبيل البلاد، فمن الأحري أن يكون أول المضحين في سبيل بلده . بمعني آخر، طلبت المملكة العربية السعودية من صدام أن ينقذ بلده من خلال التنحي عن الحكم.
  #4  
قديم 08-05-2004, 03:34 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي

موقف المجتمع السعودي تجاه الحرب

لربما كان الغزو الأمريكي للعراق واحداً من تلك اللحظات التاريخية غير العادية حينما تتباين مواقف الحكومات ومواقف الشعوب بشأن الغرض من الحرب وحول شرعيتها وتطورها حتي في أرسخ الديمقراطيات الغربية. ولعل الولايات المتحدة الأمريكية تمثل حالة فريدة حيث دعم الشعب الحكومة وأيدها في المضي قدماً في شن الحرب دون إجماع دولي من خلال هيئة الأمم المتحدة. أما في فرنسا وألمانيا فحصل انسجام بين مواقف الحكومات والشعوب حيث اتفق الجميع علي أن الغزو الأمريكي للعراق غير شرعي بدون تفويض من الأمم المتحدة. وفي بريطانيا ـ التي شهدت تسيير أضخم مظاهرات مناهضة للحرب ـ وفي إسبانيا مضت الحكومات قدماً في تأييد الحرب والمشاركة فيها رغم المعارضة الشعبية الشديدة لذلك.
في العالم العربي بشكل عام، وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص، كان ما يسمي بالشارع العربي بأغلبيته العظمي معارضاً للحرب ومناهضاً للولايات المتحدة الأمريكية. بل إن كثيراً من الناس في المملكة العربية السعودية ربطوا بين أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وبين أسلحة الدمار الشامل التي تملكها إسرائيل، ولم يروا منطقاً في تدمير أسلحة العراق بينما يلتزم الصمت بشأن الأسلحة الإسرائيلية. في نفس الوقت تذكر جميع السعوديين الغزو العراقي للكويت عام 1990 وصواريخ الـ سكاد التي سقطت علي الرياض حينما بدأت عملية تحرير الكويت انطلاقاً من الأراضي السعودية. ولكن يصعب التوصل إلي تقدير دقيق لآراء المواطنين السعوديين بشأن الحرب بسبب غياب استطلاعات الرأي وبسبب الحظر المفروض علي المظاهرات والمسيرات في المملكة العربية السعودية، والتي بإمكانها في الظروف الاعتيادية أن تشكل مؤشراً علي مستوي الرفض أو عدم المبالاة أو القبول. ومع ذلك يمكن تمييز عدة آراء من خلال قراءة بعض المصادر، ومن أمثلة ذلك أدبيات المعارضة وتعليقات الصحف الرسمية وأعمدة الكتاب في الصحافة والمقابلات غير الرسمية مع بعض السعوديين. ما من شك في أن الأغلبية العظمي للسعوديين رفضت التدخل العسكري الأمريكي من حيث المبدأ، ولكنها وافقت علي الحاجة إلي تغيير النظام الحاكم في العراق شريطة أن يقوم الشعب العراقي نفسه بهذا التغيير. واختلف السعوديون فيما بينهم حول تفسير الأحداث وحول الوسائل التي كان من المفروض اللجوء إليها لتغيير النظام في العراق.
كان السعوديون الذين رفضوا رفضاً مطلقاً علي الملأ أي تدخل عسكري في العراق يتوزعون علي فئات عديدة شملت المفكرين والمهنيين والكتاب. بعضهم كانوا ينتسبون إلي التوجه القومي، وبعضهم كانوا من البعثيين، وبعضهم من الناصريين، والبعض الآخر كان من اليساريين اللبراليين، وكان بعضهم من المستقلين أيضاً. وبالنظر إلي عريضة مناهضة للحرب نشرتها مجموعة من السعوديين نجد أن قائمة الموقعين شملت أسماء شخصيات ذات علاقة بالدعوة إلي إصلاح النظام السياسي السعودي. كما شملت القائمة أسماء نشطاء وعلماء دين من الشيعة، كان منهم علي سبيل المثال الشيخ حسن الصفار. وعليه فإن الموقعين لا يشكلون مجموعة متناسقة أو مترابطة ولا ينتمون إلي أحزاب سياسية حيث أن الأحزاب السياسية ماتزال محظورة في المملكة العربية السعودية. وفي الثالث عشر من اذار (مارس) 2003 وقع أكثر من خمسين سعودياً عريضة نشروها علي شكل رسالة موجهة إلي الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، أعربوا فيها عن معارضتهم لما أسموه الحرب الجائرة ولكنهم رحبوا بالتغيير الديمقراطي في العراق وكذلك علي وجه التأكيد في بلادهم هم. أكدت رسالة الموقعين هؤلاء علي أن التغيير الديمقراطي مرغوب فيه في كافة أرجاء العالم العربي إلا أن هذه الديمقراطية لا يمكن أن تجلب إلي المنطقة من خلال التدخل العسكري. وصرح الموقعون في الخطاب بما يلي:
إننا نعتبر تهديداتكم باستخدام القوة في بلدان مثل العراق وإيران ولبنان وكوريا الشمالية وإندونيسيا وفلسطين ممارسة لقانون الغاب، ونري أن مثل هذه التهديدات من شأنها أن تقوض الحضارة الإنسانية...... إننا نرفض سياستكم الخارجية التي تقوم علي أساس من العسكرة وتعتمد علي الحرب وعلي النيل من استقرار الحكومات بل والإطاحة بها. إننا نعارض أحاديتكم وعدم قدرتكم علي المشاركة في المجتمع الدولي علي قدم المساواة... إنكم انتقائيون في تطبيقكم للعدل، فإسرائيل، تلك الدولة التي تتحدي بشكل دائم القانون الدولي وتقتل الفلسطينيين وتمتلك أسلحة الدمار الشامل، تنطبق عليها مواصفاتكم للدول الإرهابية. إن اعتداءكم علي العراق سيجلب عليكم غضب الجماهير ليس في المملكة العربية السعودية فحسب بل وفي كل العالم .ولعل أقوي المواقف معارضة للحرب كان موقف الإسلاميين السعوديين، فهذه القضية جمعت ما بين طيف واسع من التيارات بما في ذلك الجهاديين المتطرفين والإصلاحيين الإسلاميين الوسطيين وعلماء الدين والمعارضين الإسلاميين في المنفي، إذ أجمعوا فيما بينهم علي الرفض التام للحرب معتبرين تلك الحرب مؤامرة مسيحية ـ صهيونية إمبريالية و حملة صليبية جديدة . وصاحب ذلك رفض شديد لصدام حسين من قبلهم حيث كانوا يرون فيه الوجه الآخر للإمبريالية الأمريكية . أحد علماء الدين السعوديين، ناصر العمر، كتب مقالاً مطولاً بعنوان: ويل للعرب من شر قد اقترب ، أثار فيه سبع نقاط فيما يتعلق بالأزمة العراقية:
1 ـ الحرب لم تكن بين بوش وصدام أو بين الحكومة الأمريكية ونظام البعث، بل الحرب هي حلقة أخري في مسلسل الحملات الصليبية التي أعلنها بوش، إذ حصلت الحلقة الأولي في هذا المسلسل حينما استخدمت أمريكا صدام لضرب إيران، وتبع ذلك حرب الخليج عام 1990 ثم الغزو الأمريكي لأفغانستان.
2 ـ إن عداوتنا لصدام ونظامه الملحد ليست مبرراً لهذه الحرب.
3 ـ الحرب علي العراق جريمة ظالمة وسوف يتكبد السنيون العراقيون أفدح الخسائر.
4 ـ يحتم علينا الواجب الإسلامي أن نساند إخواننا في العراق لا أن نساند النظام.
5 ـ ثمة كارثة رهيبة مصدرها العلاقة بين الأمة الإسلامية وحكوماتها غير الشرعية التي ما فتئت تخدم المصالح الأمريكية طوال الزمن المعاصر.
6 ـ تقع مسؤولية مقاومة هذا الغزو علي المسلمين الذين ينبغي عليهم التخلي عن انشغالهم بسفاسف الأمور والتركيز علي القضايا الحقيقية، أي مقاومة الغزو.
7 ـ إن المخططات الأمريكية للعالم الإسلامي مخططات بعيدة المدي، ولسوف تستخدم أمريكا كافة الوسائل المتاحة لديها لتسيطر علي العالم الإسلامي، وعليه فإن علي المسلمين أن يقاوموا باستخدام كل الوسائل المتاحة لديهم بما في ذلك التعليم والمواجهة العسكرية، والضغط الاقتصادي والقوة الاجتماعية والنفسية.
وعلي شاكلة البيان الصادر عن اللبراليين السعوديين والمشار إليه آنفاً، أصدر الإسلاميون السعوديون بياناً ضم بين الموقعين عليه علماء ومهنيين مسلمين من الباكستان والسودان واليمن والمغرب وفلسطين، وقد لخص البيان موقفهم علي النحو التالي:
  #5  
قديم 08-05-2004, 03:34 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي

تستهدف الولايات المتحدة من هذه الحرب تدمير الهوية الإسلامية للمنطقة واستبدالها بالثقافة الأمريكية، وتسعي الولايات المتحدة الأمريكية إلي السيطرة علي الثروة الاقتصادية للبلاد حتي تغطي فشلها في أفغانستان، كما تستهدف احتلال المنطقة من خلال مزيد من الحرب والاضطراب لحماية أمن إسرائيل والقضاء علي الانتفاضة الفلسطينية . لقد حجب الإجماع الإسلامي التام ما بين هذه الفئات المختلفة من تباينات. السؤال الذي طرحه بعض الإسلاميين يتعلق بما إذا كانت الحكومة السعودية وعلماء المؤسسة الدينية الرسمية علي استعداد لإصدار فتوي تؤيد الجهاد في العراق بما يعيد للأذهان موقفهم خلال حرب تحرير أفغانستان من الاتحاد السوفييتي. وكثيراً ما يلجأ الإسلاميون المتشددون، والذين عادة ما يعملون في الخفاء أو من المنفي، إلي كشف التناقضات ما بين الموقف السعودي الرسمي وعلماء المؤسسة الدينية الرسمية والذين لم يقدم أي منهم علي الدعوة علانية إلي الجهاد في العراق. ويري أحد السعوديين من منتسبي حزب التحرير بأن الغزو الأمريكي للعراق سوف يجر الولايات المتحدة إلي قلب العالم العربي مما سيؤدي في نهاية المطاف إلي مقاومة شرسة من قبل الإسلاميين ومن ثم إلي طرد الأمريكيين من المنطقة . وأشار إلي أن استمرار المقاومة المسلحة في العراق بعد أسر صدام حسين يشير إلي أن الإسلاميين هم الذين يقودون المسيرة في هذه الحرب.
بعض اللبراليين السعوديين الذين انتقدوا الولايات المتحدة وخاصة إثر الهجمات التي شنتها وسائل الإعلام فيها علي المملكة العربية السعودية بعد الحادي عشر من سبتمبر كانوا في البداية مترددين في تأييد الحرب علانية، ولكنهم أثنوا عليها بعد وقوع صدام حسين في الأسر. أحد الكتاب السعوديين كان قد كتب باللغة الإنكليزية واصفاً الولايات المتحدة الأمريكية بـ روما الجديدة ولكن بعد القبض علي صدام وظهوره أسيراً علي شاشات التلفزيون كتب نفس الكاتب قائلاً: لمرة واحدة أظهرت أمريكا إرادتها في فعل شيء ما، ويملي عليها الواجب الأخلاقي ألا تتوقف عند المحطة الأولي علي الطريق. فالغالبية العظمي منا سئموا حتي السقم سفك الدماء، ولئن كان الرئيس بوش مخطئاً في كل شيء آخر إلا أنه أصاب في هذه. فهل لديه الشجاعة لأن ينهي المهمة؟ أتساءل . وكذلك عبر ليبراليون سعوديون آخرون عن تقديرهم للدور الأمريكي في العراق، رغم أنهم حاولوا في كتاباتهم التعبير عن موقف محايد، ومثال ذلك عبد الرحمن الراشد محرر صحيفة الشرق الأوسط اليومية (التي استقال منها عام 2003) والذي كتب 56 مقالاً حول الحرب علي مدي فترة ستة شهور (من ديسمبر 2002 إلي مايو 2003)، وكان الأكثر نقداً لنظام البعث وصدام حسين.
وتشير دراسة تحليلية للصحافة السعودية الرسمية ما بين كانون الاول (ديسمبر) 2002 وايار (مايو) 2003 بأن 90 بالمئة من المقالات التي نشرت خلال فترة ثلاثة شهور قبل أن تبدأ الحرب كانت تؤيد الشعب العراقي ضد العدوان الخارجي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بينما كانت 73 بالمئة من المقالات موجهة ضد صدام حسين ونظام البعث. واحد وتسعون بالمئة من المقالات التي نشـــرت في صحيفة يومية واحدة هي الشرق الأوسط كانت في غاية السلبية في تقييمها لصدام حسين وحزب البعث. وبشكل عام كانت 90 بالمئة من المقالات مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية وكانت نسبتها مئة بالمئة في المجلات الأسبوعية (المجلة، اليمامة، إقرأ). وحينما بدأت الحرب كانت 98 بالمئة من المقالات في صحيفة واحدة (اليوم) تتبني نفساً إيجابياً تجاه العراق. كما بلغت الآراء السلبية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مستوي عالياً جداً وصل 95 بالمئة في بعض المطبوعات.

حرب محيرة لا تشبهها حرب

حتي يتسني للمرء فهم الارتباك ـ وقد يقول البعض التناقض ـ في المواقف السعودية الرسمية تجاه الحرب في العراق فثمة حاجة لتقييم اللحظة التاريخية المحلية للمملكة العربية السعودية دولة ومجتمعاً علي السواء. طالما اعتبرت المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر البلدان استقراراً في المنطقة وواحدة من أكثر الأنظمة الملكية ثباتاً وتماسكاً في وجه العواصف العاتية التي تهب علي المنطقة، ولكن ها هي تلج القرن الحادي والعشرين بمشاكل محلية لا تخفي علي أحد، يفاقم من حدتها الموقف الأمريكي المعادي علانية لها، والذي لم يقتصر علي انتقاد أفراد في العائلة الملكية الحاكمة بل امتد ليشمل البناء السياسي وانعدام الشفافية في التعامل الاقتصادي، والبرامج التعليمية، والمنهاج الديني، والتقاليد الاجتماعية والثقافية، وانعدام الحرية الدينية، والطريقة التي تعامل بها الأقليات والنساء. رافق ذلك النقد اتهامات علنية بخصوص دعم الإرهاب وعلاقات الأمراء بمنظمة خيرية وضعت علي قائمة المنظمات ذات الصلة بالقاعدة، كما رافقه رفع قضية قانونية ضد عدد من كبار الأمراء من قبل عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وكذلك طرد عدد من السعوديين الذين كانوا يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية من واشنطن، وسجن ما يزيد عن مئة سعودي في معتقل غوانتينامو باي. يضاف إلي هذه الظروف والأحوال حقيقة أن هذه الحرب ليست كغيرها من المواجهات العسكرية في المنطقة، أي مثل حرب الخليج 1990 ـ 1991، الأمر الذي يعني أن المملكة العربية السعودية تواجه تحدياً حقيقياً. فلو أن الحكومة دعمت بشكل كلي الحرب الأمريكية علي العراق مثلما فعلت دولة الكويت علي سبيل المثال فإنها تخاطر باتخاذ موقف يتناقض مع توجهات الشعب الذي فقد صبره بشكل متزايد ليس فقط تجاه السياسات الأمريكية ولكن أيضــــاً تجاه قيادته هو التي يراها كثير من السعوديين فاسدة، جائرة، وفاقدة للحكمة السياسية، وخاضعة تماماً للنفوذ الأمــــريكي. ولو أن الحكومة بالمقابل رفضت الحرب بشكل علني فإنها تجازف بذلك بزيادة غضب إدارة أمريكية منتقدة بل ومخاصمة للنـــــظام السعودي الذي أصبح في الفترة الأخيرة مرتبطاً في أذهان العــديدين من كبار الشخصيات والباحثين والإعلاميين في الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الإرهاب وبانتهاك حقوق الإنسان وبانعدام الحرية الدينية. ما من شك في أن تلك الحيرة هي أفضل تفسير للتصريحات المتناقضة الصادرة عن الحكومة السعودية ما قبل الحرب وما بعدها.
منذ توقف العمليات العسكرية الأمريكية في العراق بشكل رسمي في ايار (مايو) 2003، وهي الخطوة التي ثبت أنها نقطة مهدت لانطلاق المقاومة العراقية ضد قوات التحالف، عكس الموقف السعودي رغبة في التعايش مع الاحتلال في العراق علي أمل أن يكون ذلك الاحتلال قصيراً وبذلك تتمكن المملكة من تحقيق أكبر كم من المكاسب بسبب حياديتها تجاه الوضع في العراق. لقد خشيت المؤسسة الرسمية في المملكة العربية السعودية عدداً من العواقب منها حدوث موجة من عدم الاستقرار بسبب المطالب بإحداث إصلاح داخلي، وكذلك تقوية وضع السكان الشيعة في المنطقة الشرقية وازدياد المطالب بضمان الحرية الدينية والحقوق المتساوية، وازدياد الهجمات الإرهابية إضافة إلي استمرار الحرب الهادئة مع نشطاء القاعدة والمتعاطفين معها، والذين سيحفزهم علي ذلك ليس الشكايات المحلية فحسب بل وأيضاً انعدام كفاءة النظام السعودي في إدارة الأزمة العراقية. ولسوء حظ الحكومة السعودية تحققت كل المخاوف. فاللبراليون والإسلاميون السعوديون كثفوا من نشاطاتهم وطالبوا بإصلاحات أوسع وأكبر. وفي نيسان (ابريل) 2003 أصدر شيعة السعودية التماساً طالبوا فيه بإصلاح وضعهم كأقلية. وأخيراً، وقع هجومان إرهابيان كبيران، واحد في ايار (مايو) والأخر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003، واستهدفا مجمعات سكنية يقطنها مقيمون أجانب وعرب، ناهيك عن الحرب الهادئة المستمرة بين قوات الأمن ومن يشتبه في انتمائهم إلي القاعدة في كل واحدة من مدن المملكة تقريباً، واكتشاف أسلحة مخبأة وعدة خلايا الأمر الذي دفع المملكة العربية السعودية إلي نشر أسماء ستة وعشرين شخصاً وصفوا بأنهم أكثر المطلوبين للعدالة من الإرهابيين خصصت جوائز مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلي اعتقالهم.
كانت حرب الخليج في 1990 ـ 1991 بالنسبة للمملكة العربية السعودية حدثاً كبيراً تمخض عن عواقب غير مرغوب فيها للحكومة تمثلت في بلورة معارضة إسلامية جريئة وعلنية، وفي تسييس المواطنين، وفي بدء المصاعب الاقتصادية الخطيرة والتي تصادفت مع نضح قوي المعارضة السعودية وأكدت ارتباك الحكومة في التعامل مع الأحداث في وقت لم تستطع فيه المملكة العربية السعودية حتي التعامل مع الأمور علي أساس كونها حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة الأمريكية. آمل أن يكون هذا الشرح للعلاقة التاريخية والمعاصرة ما بين المملكة العربية السعودية والعراق قد بين لماذا لا تسمع حتي الآن صيحات أطفال الفلوجة في الرياض. ومع ذلك فإن أكثر ما يهدد الحكومة في الرياض اليوم هي الصيحات المتعالية للأطفال الذين يموت آباؤهم بشكل يومي علي شوارع الرياض وعلي الطرق السريعة التي تربط المدن الكبيرة بحجة الحرب علي الإرهاب. ولعل صيحات أطفال الفلــوجة وأطفال الرياض تتداخل فتصبح واحدة.
كاتبة من السعودية
  #6  
قديم 17-04-2005, 09:53 PM
monafq monafq غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 375
إفتراضي

ماذا تنتظر من عصابة قطاع الطرق التى خرجت على الهاشميين ال البيت

و يرقبون الفجره الامريكان يعيثون الفساد فى الاراضى المقدسه

و لسان حالهم يقول ها من مزيد ال الذل و العار خدمة عباد الصليب



ليشمت خدم عباد الصليب فى حرائر العراق

سياتى ميعاد تصفية الحساب و لابد فالشعوب هى الباقيه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م