15 دولة عربية وإسلامية تهرول للتطبيع مع إسرائيل

[يتيم الشعر]

15 دولة عربية وإسلامية تهرول للتطبيع مع إسرائيل

	إيمان مأمون جاء سعي إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية 'ثمنا' لانسحابها من قطاع غزة وفقا لما تمت تسميته خطة فك الارتباط، وبالرغم من أصوات التحذير التي نادت بأن تحقيق التطبيع يضعف الطرف الفلسطيني ويعزله عن محيطه العربي ولن يعود بالنفع سياسيا واقتصاديا إلا علي إسرائيل إلا أن الإدارة الأمريكية سلمت بأن الطريق إلي الإصلاحات الديمقراطية في الدول العربية سيفضي إلي طريق آخر هو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وبدأت رياح التطبيع تهب علينا منذرة بأن الأمر يمكن أن يتحول إلي 'تسونامي' يجتاح الأمة العربية علي حد وصف الكاتب الكبير 'فهمي هويدي' للتطبيع مع إسرائيل التي ستكون أولاها قبل نهاية العام الحالي .2005 وهو ما يعني أن ما كان يوما ما 'حراما سياسيا' علي حد تعبير 'هويدي' بات يشهد تراخيا وتراجعا وصار وجهة نظر. ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما ظهرت فتاوي صدرت عن بعض الرموز الدينية أباحت التطبيع ووفرت للمطبعين سندا شرعيا يضاف إلي رؤاهم السياسية وهو ما أقدم عليه شيخ الأزهر للأسف الشديد عندما قال كلاما بهذا المعني في الأسابيع الماضية. ففي محاضرة ألقاها بتل أبيب نهاية الأسبوع الماضي أكد وزير الخارجية الإسرائيلي 'سيلفان شالوم' أن إسرائيل تكرس جهودا خاصة لتحقيق 'اختراق' في العلاقات مع 15 دولة عربية. وقال إن هناك الكثير من الفرص الجيدة ستتاح أمام إسرائيل خلال الأشهر القريبة القادمة بعد أن نفذت خطة فك الارتباط. وأعرب شالوم عن ثقته في أنه سيكون هناك انفراج بين إسرائيل والدول العربية. وقال: لقد حان الوقت الملائم لإقامة علاقات بين إسرائيل ودول عربية أخري بعد تنفيذ خطة فك الارتباط التي ستحدد مصير المنطقة. وفي حوار نشرته صحيفة 'الرأي العام الكويتية' مع 'شالوم' بعد هذا التصريح كشف فيه عن وجود اتصالات سرية 'تقترب من التطبيع' بين بلاده وعدة دول عربية. كما قال للصحيفة 'إننا نستطيع أن نقيم علاقات طبيعية مع أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية. لدينا الآن علاقات مع ثلاث منها هي: مصر والأردن وموريتانيا، ونحن قريبون جدا من تطبيع علاقاتنا مع دول أخري ولدينا اتصالات جيدة في إقطار إسلامية'. وأشار شالوم إلي وجود ممثليات تونسية ومغربية وقطرية وعمانية في إسرائيل. واعتبر ما وصفه 'بجهود السلام' بدأت تثمر خاصة ثمار ما بعد الانسحاب من غزة. ودعا شالوم إلي استثمار فرصة الانسحاب من غزة واستغلالها لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بأننا بحاجة إلي السلام مع العالم العربي أكثر من أي وقت مضي واننا مستعدون علي حد قوله لتقديم خبراتنا للدول العربية. كما أشار إلي الإصرار الإسرائيلي علي مواصلة التطبيع بقوله: سنواصل عملية التطبيع والأمر مجرد وقت وستساعدنا خطة الانفصال في انجاز المزيد من عمليات التطبيع. فهناك حقيقتان مهمتان ينبغي أن توضعا في الاعتبار عند الحديث عن العلاقة مع إسرائيل، الأولي: أنها مازالت حتي الآن تحتل كامل التراب الفلسطيني بما في ذلك غزة التي فككت المستوطنات بها فقط وتتوسع في الاستيطان وتغير من الحقائق وتواصل تهويد القدس ونهب الموارد الفلسطينية وتحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8 آلاف فلسطيني وترفض عودة اللاجئين إلي ديارهم التي طردوا منها. فالقضية إذن كما هي لم يتغير منها شيء وكل ما في الأمر أن إسرائيل أرادت بخروجها من غزة تجميل وجهها القبيح أمام الرأي العام العالمي في حين تواصل سياساتها الوحشية، فقطاع غزة سيبقي أرضا محتلة ما دامت إسرائيل تحتفظ بسيطرتها علي المعابر وعلي المجال الجوي والبحري. أما الأمر الثاني: فهو أن إسرائيل المدججة بالسلاح الذري مازالت تمثل التهديد الخارجي الأساسي للأمن القومي العربي فقد كانت محرضا أساسيا علي غزو العراق وطرفا ضالعا في ترتيبات الغزو وما زالت تحرض ضد إيران وسوريا. ودورها لا ينكر في أحداث جنوب السودان وفي لبنان إلا أن العرب نسوا أو تناسوا كل هذا وهرولوا نحن التطبيع معها بإصرار غريب. وفي هذا الشأن وصف 'برهوم جراية' الخبير في الشئون الإسرائيلية والمعارض بالكنيست الإسرائيلي في حديث له مع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلة قال 'إن هناك رغبات وصفها بالخطيرة داخل الدول العربية، يريدون شراء رضا شارون لنيل رضا السيد الأكبر أمريكا'. كما أن خير دليل علي أن خطوة التطبيع مدعومة من الولايات المتحدة تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية 'كونداليزا رايس' التي أدلت بها خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة وأعربت فيها عن اعتزام واشنطن عقد مؤتمر دولي لاستئناف العلاقات بين إسرئيل والدول العربية، فخطورة التطبيع تكمن إذن في أن انصياع الدول العربية للتطبيع لا ينبع من مصلحة عربية إنما يتم بضغوط أمريكية متواصلة لدفع العرب إلي القبول بإسرائيل بعد أن نجحت في استغلال خطوة فك الارتباط للتسويق بسلام زائف وفتح الباب للتطبيع مع الدول العربية. وقد كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية مؤخرا عن جانب من 'تسونامي التطبيع ' فقد أعلنت أن وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية ' رون بروسؤر' ورئيس الطاقم السياسي في الوزارة 'ييكي ديان' قاما بزيارة سرية إلي المغرب لبحث مسألة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما كشفت الصحيفة عن العديد من الزيارات السرية إلي معظم الدول العربية في إطار السعي إلي إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.. مشيرة إلي وجود اتصالات مع معظم الدول العربية في مقدمتها مصر والأردن وموريتانيا وعمان والمغرب وتونس في طريقها لاستعادة علاقاتها المجمدة بهم بعد اندلاع انتفاضة الأقصي إضافة إلي باكستان واندونيسيا. كما كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن أن إسرائيل افتتحت مؤخرا في دبي ممثلية تجارية دبلوماسية لها واستندت الصحيفة في معلوماتها إلي ما وصفته 'مصادر موثوقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية'. وأشارت الصحيفة إلي أن عدم الإعلان عن افتتاح هذه الممثلية جاء تلبية لطلب السلطات في دبي التي تفضل عدم إظهار علاقاتها مع إسرائيل. أما باكستان فقد ساد الشارع الباكستاني حزن شديد إثر صدمة تطبيع بلادهم مع إسرائيل حتي أنه جاء قرار من الأحزاب والجماعات الإسلامية بإعلان الحداد فور نبأ تطبيع بلادهم مع إسرائيل وذلك تعبيرا عن مشاعر الغضب والفجيعة إزاء الخطوة التي أقدمت عليها بلادهم فما حدث اعتبره الشعب الباكستاني جرحا في الضمير الإسلامي خاصة في ظل تعلق هذا الشعب الإسلامي بالقضية الفلسطينية والقدس