النصيحة الذهبية لابن تيمية .. رسالة لها أهمية تاريخية ..

[مفكر]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الرسالة كتبها الحافظ الذهبي .. وتم نشرها قديما .. والكثير من الناس لا يستطيع الوصول إليها .. فأحببت أن أضعها هنا لتكون في متناول أيدي الأخوة ..

وقد حاول بعض الناس في عصرنا إنكارها .. من باب الدفاع المستميت عن ابن تيمية .. لكن نسبتها للحافظ الذهبي ثابتة رغم ذلك ..

ولا أطيل عليكم .. فها هي عن مطبوعة الإمام الكوثري رحمه الله تعالى ... وأعتذر عن الأخطاء الكتابية الواقعة فيها ..

والسلام علكيم

النصيحة الذهبية لابن تيمية
للحافظ الذهبي

عن أصل منقول من نسخة البرهان بن جماعة التي كتبها من نسخة الحافظ الصلاح العلائي المأخوذة عن خط الذهبي

لما أخذ ابن تيمية يمضي في شذوذه وقام العلماء ضده كان الذهبي ممن سعى في تهدئة الطرفين مرة يعتب اضداده على تشددهم عليه مراعاة لسعة علمه وأخرى يبعث بهذه الرسالة إليه نفسه ليخفف من غلوائه وليحذره عواقب ما هو عليه من الوقعية في كبار أهل العلم والشذوذ عنهم.

وفي الإطلاع عليها فوائد للفاحصين وذكرى للذاكرين.

وعنى السخاوي هذه الرسالة حيث قال في الإعلان بالتوبيخ في أثناء دفاعه عن الذهبي رداً على من ينسبه لفرط التعصب: (ورأيت له رسالة كتبها لابن تيمية هي في دفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ذلتي يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ علي إيماني وأحزناه على قلة حزني وا أسفاه على السنة وذهاب أهلها وأشوقاه إلى أخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس.

طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتباً لمن شغله عيوب الناس عن عيبه.

إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك!

إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع علمك بنهيي الرسول r »لا تذكروا موتاكم إلا بخير فانهم قد أفضوا إلى ما قدموا« بلي أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك:
إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام ولا عرفوا ما جاء به محمد r وهو جهاد.

بلي والله عرفوا خيراً مما إذا عمل به العبد فقد فاز وجهلوا شيئاً كثيراً ممالا يعنيهم ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

يا رجل بالله عليك كف عنا فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والأغلوطات في الدين كره نبيك r المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال (أن أخوف ما أخاف على آمتي كل منافق عليم اللسان وكثرة الكلام بغير دليل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب.

والله قد صرنا ضحكة في الوجود فالى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية لنرد عليها بعقولنا ؟

يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات، وبكثرة استعمال السموم يدمي عليها الجسم وتكمن والله في البدن .

واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر وخشية بتذكر وصمت بتفكر وآهٍ لمجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة لا عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة !

كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما .

بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأساً من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك من سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد!!

يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطولياً شهوانياً، لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهب أو غريب واجم قوي المكر أو ناشف صالح عديم الفهم فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل.

يا مسلم أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار! إلى كم تصدقها وتزدري بالإبرار إلى كم تعظمها وتصغر العباد إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها والله أحاديث الصحيحين.

ياليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار أو بالتأويل والإنكار أما آن لك أن ترعوي!

أما حان لك أن تتوب وتنيب أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل بلي والله ما ذكر الموت بل تردري بمن يذكر الموت فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام ولا تزال تنتصر حتى أقول لك: والبتة سكت.

فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف يكون حالك عند اعدائك، وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سراً (رحم الله امرءاً أهدى إلى عيوبي) فإني كثير العيوب ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

[عبدالله العويني]

(((يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطولياً شهوانياً، لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهب أو غريب واجم قوي المكر أو ناشف صالح عديم الفهم فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل.)))

ما أصدقها من كلمة

[أبو صالح]

لمن أراد التحقق فالمصدر :

السيف الصقيل ، للحافظ السبكي ، مع تكملته للشيخ محمد الكوثري المصري ، ص 190 ، 192 .
وقد نقلها المؤلف عن خط ابن قاضي شهبة ، عن خط قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة ، عن خط الشيخ الحافظ أبي سعيد العلائي المنسوخ عن خط الذهبي نفسه .
وجاء شطر منها في ( فرقان القرآن ) للشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي في مقدمة كتاب ( الأسماء والصفات ) للبيهقي ص 129 .
وقد طبعت صورة خط ابن قاضي شهبة في تكملة السيف الصقيل ص 187- 189

[عبدالله العويني]

جزا الله أخانا الحبيب أبا صالح خيرا

ذكرت أن الإمام الكوثري رحمة الله عليه ((مصري))

والصواب أنه تركي ، أو إن شئت الدقة فهو شركسي

والله تعالى أعلم .

[أشعري]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الأخ "عبد الله العويني"،

إن الإمام "الكوثري" مصري من حيث الإقامة منذ أن خرج من تركيا بعد سقوط الخلافة إلى وفاته، فهو مصري الإقامة والوفاة، وكثيراً ما يكون للعالم أكثر من نسبة إضافة لمكان ولادته كمذهبه وطريقته في التصوف وصنعته ومكان سكناه ومكان وفاته وغيرها.

الحاصل أن الإمام الكوثري جركسي مصري حنفي.

والله من وراء القصد.

[ناقد]

شكرا للمفكر على هذا الجهد، وما لاحظته أن أكثر الصفات التي ينسبها الذهبي لأصحاب ابن تيمية في زمانه هي موجودة في أتباعه في هذا الزمان

[ناقد]

شكرا للمفكر على هذا الجهد، وما لاحظته أن أكثر الصفات التي ينسبها الذهبي لأصحاب ابن تيمية في زمانه هي موجودة في أتباعه في هذا الزمان

[التميري]

بسم الله الرحمن ارحيم
هل هذا كلام الذهبي(بالله خلونا)) من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأساً من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك من سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد!!

اعوذ بالله اردتم الطعن في عالمين جليلين مع علمكم ان اسلوب الكلام يبين الوضع والسفاهة.وان الناقل (السبكي) كان من اعدائه ولم يبين لمن هي موجهة ولكنه الحقد والطعن في الاولياء فاتقوا الله
والله الموعد

[أشعري]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إلى التميري،

لقد قلت يا "تميري": "وان الناقل (السبكي) كان من اعدائه ولم يبين لمن هي موجهة ولكنه الحقد والطعن في الاولياء فاتقوا الله".

من أجل ابن تيمية تطعن في أمانة الحافظ السبكي في النقل، مع أنه ليس له في نقل هذه الرسالة لا ناقة ولا جمل، فليس هو ناقل هذه الرسالة إنما الذي نقلها الإمام الكوثري:
عن أصل مخطوط من خط ابن قاضي شهبة
عن خط قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة
عن خط الشيخ الحافظ أبي سعيد العلائي المنسوخ
عن خط الحافظ الذهبي نفسه

دقق النظر في سند هذه الرسالة فليس فيه ذكر للحافظ "السبكي"، فالرسالة في تكملة السيف الصقيل للإمام الكوثري.

هل رأيت ما أسهل طعنكم في العلماء من أجل تبرئة ابن تيمية.

ثم قولك: "اعوذ بالله اردتم الطعن في عالمين جليلين مع علمكم ان اسلوب الكلام يبين الوضع والسفاهة"، يدل على التسرع في الحكم وهذه المرة اتهمت أربعة من كبار العلماء أن منهم وضاع سفيه:
الإمام الكوثري، وابن قاضي شهبة، وبدر الدين بن جماعة، وأبو سعيد العلائي.

اتق الله يا "تميري" تطعن في خمسة علماء (السبكي، والعلائي، وبدر الدين ابن جماعة، وابن قاضي شهبة، والإمام الكوثري) من أجل ابن تيمية؟!؟!؟!
ألهذا بلغ عندكم التعصب؟!؟!؟!؟!
ألهذه الدرجة بلغت مرتبة ابن تيمية عندكم بحيث تضحون بجمع من العلماء من أجله؟!؟!؟!

تراك ماذا ستقول عن الحافظ السخاوي إذا قلت لك أنه نقل عن الحافظ الذهبي في كتابه "الإعلان بالتوبيخ" جملة من رسالة "بيان زغل العلم والطلب" التي ينتقد فيها الحافظُ الذهبي ابنَ تيمية نقداً شديداً، أخشى أن تتهمه بالوضع أو السفاهة أو تطعن في أمانته في النقل، أخشى ذلك.

والله من وراء القصد.

[أشعري]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إلى آجا،

تقول:
"لانه يظهر من كلامك انك تنتمي إلى مصر اكثر من دينك لانك قلت ان الذهبي مصري".

فأقول:
هذا مما سأطالبك به يوم القيامة ولن أسامحك في هذا الاتهام لي، فانتمائي لديني قبل وطني، ولو أنك حسنت الظن بي لكان أفضل لك بدل أن تطعن في ديني وتتهمني هذه التهمة الباطلة، أعوذ بالله من مثل هكذا قول، وحسبي الله ونعم الوكيل.

أما كوني من "مصر" أو غيرها فكلها بلاد مسلمين ويشرفني أن أكون من أرض الكنانة إلا أنني من الأرض التي دعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة ثلاثًاً.

أما المضحك في مقالك (وقد قالوا: "شر البلية ما يضحك") أنني لم أذكر عن الحافظ الذهبي أنه مصري بل هو دمشقي ولكن ذكرت ذلك عن الإمام الكوثري من باب التصحيح العلمي المستند على الأمانة الشرعية، فأرجو أن تكون دقيقاً في النقل عني، وكلامي أمامك فمن أين أتيت أنني قلت عن الحافظ الذهبي أنه مصري.

أما قولك:
"هل تكره بن تيمية لانه ليس مصري؟"

فاقول:
أما ابن تيمية فهو حراني ثم دمشقي ولست ممن يكره الناس لمجرد أوطانهم بل أحب وأكره الناس لدينهم ومقالاتهم في دين الله، فقولك هذا ناتج عن سوء ظنك بي، ولو حسنت الظن بي لما قلت هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم يوصينا أنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.

أما قولك:
"سببت ميتا مسلما شيخا جليلا خدم الاسلام والمسلمين فاحذر فان لحوم العلماء مسمومه"

فأقول:
أين سبي لابن تيمية، أتحداك أن تورد من كلامي هنا سبة واحدة لابن تيمية، ألهذه الدرجة أرهفت أحاسيسكم تجاه الكلام عن ابن تيمية، أين نصيحتك هذه "للتميري" الذي طعن في أمانة نقل الحافظ السبكي ظلماً وعدواناً كما بينت في ردي السابق هنا، واتهم تلميحاً واحداً من أربعة علماء هم الكوثري وابن قاضي شهبة والبدر بن جماعة وأبو سعيد العلائي أنه وضع رسالة الذهبي في ابن تيمية.

أين نصيحتك "للتميري" وهو الذي يشكك في خمسة من علماء المسلمين من أجل ابن تيمية، وخرج علينا في موضوع آخر ينسب الزور للإمام الشعراني.

ها يا "آجا" أين نصيحتك له أم أن:
عين الرضا عن كل عيب كليلة ---- ولكنّ عين السخط تبدي المساويا
(من كان يحفظ هذا البيت من الإخوة جيداً فليصححه لي إن وجد خطأ).

ولكنك يا "آجا" بدل أن تنصح "التميري" بأن يكف لسانه عن العلماء تبارك له وتدعو له، مع أنه واضح في مقاله كيف يطعن في الحافظ السبكي في النقل والسبكي ليس له شأن في رسالة الذهبي في ابن تيمية.

على كل ظهر لكل منصف تخبط أقوالكم وتقولكم على العلماء، فإلى الله المشتكى.

في الختام فإننا لن نسكت عن باطل تنشروه أو غيركم في هذه الخيمة العزيزة أو غيرها ما قدرنا على ذلك.

والله من وراء القصد.