لله درك يا أشعري، إن كلامك مؤدب ومضبوط، ويدل على اطلاعك.
لقد أعجنبي أسلوبك وأعجبني تسميتك نفسك بأشعري، لدلالته على مذهبك الذي هو مذهب أهل الحق ومذهب كبار العلماء. فداوم يا أخي على نقدك للمتجاوزين الحدود مع العلماء، وتابع تصحيحك لأغلاطك ودلالتك عليها. ونحن معك.
وأضيف هنا: إننا لا نكره ابن تيمية ولسنا ضده لمجرد أنه حراني أو دمشقي أو مصري أو غير ذلك حتى لو كان أمريكيا، بل إننا ننقد كلامه لأنه قد تجاوز فيه الحدود الصحيحة ووقع في أغلاط، وتعصب لرأيه واستهان بأكابر العلماء.
وارتكب كثيرا من الضلالات بوقوعه في قعر التجسيم وخالف المذهب الصحيح ووقع في المنكرات الكبيرة.
ونحن لا نعتمد في ذلك فقط على كلام الذهبي فقد تابعه هذا في كثير من الأمور ولم يعلن تراجعه عن اتباعه في أحد من كتبه، وكل ما تدل عليه النصيحة الذهبية هو عتابه له على تعصبه وافترائه على العلماء، لا توجد إشارات كبيرة تدل دلالة أكيدة على مخالفته له في عقائده، وإن كنت أعتقد أن الذهبي لم يبلغ الدرجة الكبيرة من التجسية والحشو تلك التي وصل إليها ابن تيمية.
ولكن في غالب كلامه في كتبه إشارات تدل على أنه لم يتخلص من تبعيته لابن تيمية تخلصا تاما. والله أعلم.
إن الأشاعرة قد اتبعوا الطريقة الشرعية في مواجهة ابن تيمية، فقد دعوه للمناظرة، وأقاموا عليه الحجة ولما لم يستطع إثبات عقائده بالأدلة الكافية، ولم ينقطع عن الدعوة إلى بدعه بين العوام والخواص على الرغم من عدم إتيانه بالأدلة عليها، اضطروا إلى الحكم عليه بالسجن لذلك.
وكم هي سذاجة أن يعتقد البعض أن العلماء كانوا ينتقدونه لأنهم وقعوا في الغيرة منه، وحسدوه على علمه الكبير، فأين هذا العلم الكبير، إنه ليس إلا علما بمذهب المجسمة، وليس إلا كثرة كثيرة من الكلام المكرر الذي يدور على أصول مذهب المجسمة، وتعديلاته وتحسيناته هو عليه.
ولا تهتم كثيرا لاتهامات المجسمة لغيرهم ممن يخالفونهم بالكذب والابتداع بل إنهم لا يتورعون من سبهم واتهامهم بغليظ التهم، ولكن هذا كله لا يجوز أن يكون سببا لنا في اتباعهم في الأساليب الباطلة، فدعوتي إليك وإلى كل الغيورين على الحق أن يبقوا متبعين للحق في نفسه ولا يهبطوا فيتابعوا المجسمة في أساليبهم.
أنت يا أخي العزيز ذو أسلوب عالي، وكلامك رفيع المستوى، فداوم على ذلك.
ووفقك الله
|