حفاظاً علي وحدة لبنان
منذ أن حقق حزب الله اللبناني انجازه الأكبر، بانسحاب اسرائيل عام 2000 من جنوب لبنان، بات سلاح المقاومة يثير اليوم خلافات كثيرة بين مختلف القوي السياسية في لبنان، ولا تمر مناسبة إلا ويتجدد النقاش بين المؤيدين والمعارضين لبقاء سلاح المقاومة في يد حزب الله. في هذه الأيام عاد موضوع سلاح الحزب الي الواجهة، وطرح في الذكري الأولي لاغتيال رفيق الحريري من قبل تجمع 14 مارس بقوة، بل تعدي الأمر الدبلوماسية في الطرح وتحول الي ما يشبه حوار الطرشان فلجأ بعض القادة إلي السب والشتم واللعن وتصويب سهام الخيانة والعمالة في كل اتجاه، وكأن هدفهم الأوحد هو جر لبنان الي حرب أهلية طائفية جديدة لا تبقي ولا تذر.
وكعادته في هذه المواقف سحب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بمنطقه الهاديء المعهود البساط من تحت أقدام هؤلاء، مؤكداً أن خطب 14 فبراير في ذكري اغتيال الحريري تدفع لبنان نحو حرب أهلية طالبا من الحكومة وضع حد لها.
لبنان علي مفترق طرق، وعلي تجمع 14 مارس عدم استغلال جريمة الحريري في تحسين موقعها، خاصة وأن هناك جهات خارجية تسعي جاهدة الي ايجاد منفذ لها في لبنان وهي كما نراها الآن تستخدم جميع الوسائل المتاحة لها من أجل تحقيق هذا الهدف وخلط الأوراق والتأثير في الساحة اللبنانية لإخلاء الساحة لحالة من الفوضي كمقدمة لحرب أهلية.
صحيح أن حزب الله يتمسك بشدة بسلاحه لكن باعتبار أنه ضمانة للبنان في مواجهة التهديد الاسرائيلي القائم والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة، وقد أعلن نصر الله صراحة ان الحزب علي استعداد للتخلي عن سلاحه عندما تكون هناك حكومة قوية تعلن قدرتها علي حماية لبنان من العدوان الاسرائيلي وقادرة علي اطلاق سراح كافة المعتقلين في السجون الاسرائيلية، وعلي تحرير مزارع شبعا اللبنانية قبل كل شيء.
أزمة الثقة باتت جلية بين الأطراف السياسية اللبنانية حول مواضيع عديدة علي رأسها سلاح حزب الله، رغم أن الجميع يتفق علي أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق، ولكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك، وهو أن يدرك القادة اللبنانيون الذين يسعون لتصعيد الأمور أن الأجندة الداخلية فقط هي الحل الأمثل للخروج من الأزمة. فالجميع يعلم أنه لا توجد مطالبة محلية لبنانية بنزع سلاح حزب الله، الا من قبل البعض المرتبط موقفهم بالموقف الأمريكي، وان هذا مطلب اسرائيلي تبنته الادارة الامريكية وسوقته عبر مجلس الأمن.
نضع أيدينا علي قلوبنا آملين ان تتغلب الحكمة وان يتحلي اللبنانيون جميعا بضبط النفس وان يعملوا معا علي تجنيب لبنان المزيد من الهزات التي سيطول تأثيرها ان وقعت ، لا سمح الله.