مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-07-2000, 05:15 AM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post كلاب الحراسة

تتضخم المدن وتتورم وتصبح فضاء شاسعا لا حدود لامتداده وعدوانيته. في هذا الامتداد العشوائي غير المتجانس وغير المتكافئ تتناسل قيم جديدة وعادات وسلوك ارعن. بل تتناسل لغات و تعابير رمزية جد معبرة عن المرحلة وتضخمها. وبحكم انعدام الحاجة يتناسل العنف والجريمة واللصوصية بمختلف الطرق. إن المال هو قطب الرحى الذي تدور حوله العلاقات والمعاملات. كل شيء فى المدن الكبرى مثال الدار البيضاء او القاهرة يسير على إيقاع جد متسارع. كل شيء يحيل إلى بعضه. حتى العواطف متسارعة هي الأخرى. حتى الحب يعيد نفس الكلام ونفس المشاعر والزمن يراكم نفسه.
ويرتبط تضخم المدن المغربية وتورمها بعامل الهجرة القروية المرتبط بدوره بعامل الجفاف أو قساوة الطبيعة وتعسف السلطة. لكن إغراء المدينة بما تمثل من حداثة في التفكير وفى الأسلوب والهندام وفرص الشغل المتاحة له أكثر من نداء رمزي يدفع المواطن المهاجر في وطنه إلى تلبيته تلبية مباشرة. إن المدينة هنا هى المصير النهائي لتحقيق الأحلام والمشاريع. ولأنها تتكون من مركز ومحيط فان هذا المحيط الهامشي ينتج ثقافته الخاصة ولغته الخاصة غير مبال إلا بقوت يومه.
ظاهرة مثيرة للانتباه تلك التي بدأت تتناسل في بعض شوارع الدار البيضاء والمتمثلة في قيام شبان ببيع الكلاب البوليسية لتكون الحارس الشخصي لأصحابها. بل هناك من يتجول بصحبه كلبه البوليسي فى السلالة الألمانية. والسبب هو تفشى ظاهره العنف والسرقات فى واضحة النهار. وكذلك تفشى البطالة وبيع المخدرات وكل أنواع الاحتيال. إذ أن المجتمع المغربي مجتمع شاب لا يجد أمامه الآن إلا الأفاق المسدودة. وما ظاهره الدكاترة المعطلين الذين كانوا مشهدا مألوفا في الرباط أمام البرلمان في شارع محمد الخامس في الشهور الأخيرة للسنة الماضية إلا دليلا على تردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لفئة عريضة من المجتمع المغربي.
والحق أن الاستعانة بحارس شخصي له ما يبرره بالنسبة لرجال الأعمال ورؤساء الدول والفنانين والرياضيين فكيف الأمر بكلب بوليسي عند مواطن عادى ؟ هنا تكمن الإثارة في الموضوع : إن الاستعانة بهذا الحارس الشخصي الحيواني يدخل أيضا في إطار الموضة والمتعة الذاتية والصداقة المتبادلة ما بين الإنسان والحيوان. وهو مشهد طبيعي عند الفرنسيين مثلا حيث تعتبر الكلاب الوعرة والأنيقة والقطط كائنات محضية ومحترمة لها ميزانيتها خاصة في الأكل والتطبيب. لقد رأيت في القناة الفرنسية الخامسة كيف يلحق فرنسيون بالعشرات إلى الأطباء البيطريين وكيف أن بعض الكلاب المنزلية له ممارسات عدوانية إزاء صاحبه أو صاحبته. إذ لو كان للمغنى والشاعر الإنجليزي جون لينون حارس لما تعرض للاغتيال أمام منزلة بنيويورك على يد معجب مهووس. كان للرئيس الفرنسي الراحل ميتران كلبه الخاص ولم يكن له حارس خاص. عندما يذهب إلى المطاعم الباريسية ليأكل ويؤدى ثمن صحنه. كذلك رئيس وزراء السويد اولف بالم الذى اغتيل بعد عودته من السينما. ذلك أن الرجال الكبار في الفكر وفى السياسة غير محتاجين إلى ظل يقف بجانبهم أناء الليل وأطراف النهار.
لكن كلاب الحراسة ليست كائنات حيوانية فحسب. بل إنها أيضا كائنات إنسانية في بعض أنظمة القمع العربية هناك كلاب حراسة يبررون سياسة أنظمتهم مقابل مكافئات مالية مهمة. بل منهم عناصر مخابراتية لها وجه مزدوج تشي بأعز أصدقائها عندما تشم حالات تذمر وسط المثقفين والكتاب حتى إذا تغير النظام انقلبوا إلى الزعيم الجديد.
إدريس الخوري - كاتب وقاص مغربي


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م