مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-03-2006, 04:22 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي الرد على الكواشف الجلية ...!!

الرد على الكواشف الجلية



للكاتب / محمد الكليلى ( شبكة الرد )

********

الحلقة الأولى

الحمد لله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإنه في أوائل العقد الثاني من القرن الخامسَ عشرَ الهجري صدر كتابٌ بعنوان
" الكواشفُ الجلية في كفر الدولة السعودية"
ولم يُكشَفْ فيه عن حقيقةِ مؤلفِه إلا بقوله تحت عنوان الكتاب «لأبي محمد المقدسي»، لكنه ذَكَرَ في ثنايا الكتابِ أنه نجديٌّ عربيٌّ أصيل !! هذا غاية ما عَرَّف به نفسَه !! وعلى كل حال فإن هذا الكتابَ في أول ظهورِه ومبدئه لم أكن قد اطلعتُ عليه، لكونهِ ممنوعاً من دخوله إلى البلادِ السعوديةِ، وَمَنْ يتلقفُه أو يقرأُه لا يعدو كونَهم نذراً يسيراً. فالاشتغالُ به والرَدُّ عليه في ذلك الوقت سببٌ في إبرازِ هذا الكتابِ ونشرِه لدى من لم تكن لديه معرفةٌ بهذا الكتابِ أصلاً. ولكن بعد ظهورِ وسائل الأعلامِ المتنوعة، وبالأخص شبكات الانترنت التي تأخذُ على عاتِقها نشرَ كلِّ ما هبَّ ودبَّ، نافعاً كان أو ضاراً، تلقَّفَ هذا الكتابَ بعض الإخوة المقبلين على الخيرِ والصلاح ولربما اغتروا ببعضِ ما فيه وصدَّقُوا أخبارَه وتحليلاتِه، بل خُدِعَ به صبيةٌ صغارٌ في العقدِ الثاني من أعمارهم، أحداثُ أسنان، سفهاءُ أحلام.. لم تنبُت شعورَهم بَعْدُ فأخذوا يخوضونَ في قضايا كبار بفكرٍ منحرف، كخوضِ هذا الكاتبِ في كتابِه، متأثرين بهذا الكتابِ وأحكامِه.

وفئةٌ أخرى من الملحدين المعادين لهذا البلاد لعداوتهم للدينِ وأهلِه، كالشيوعيين والشيعةِ والعلمانيين ونحوهِم وجدوا في الكتاب ضالَّتهم ويخدمُ أهدافهَم ومآربَهم فسارعوا في اقتنائه ونشرِه، ليس إلا بغضاً لحماةِ الدين وأهلِه ـ كما سيأتي بيان ذلك بالأدلة والبراهين ـ ولما استفحَل ضررُ هذا الكتابِ وطار شررُه شَمَّرْتُ عن ساعد الجدِ للردِّ على هذا الكتابِ .
فشرعتُ في النظرِ فيه داعياً الله تعالى أن أكونَ متجرداً منصفاً متذكراً ما كان يستفتحُ به النبي صلى الله عليه وسلم صلاتَه في قيام الليل: ( قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .

وقد يسر اللهُ لي قراءتَه ـ عدةَ مرات ـ وفي كلِّ مَرَّةٍ كنتُ أقرأُه، يظهرُ لي من التناقضاتِ والأكاذيبِ والتلبيس ومخالفةِ الحسِّ والواقع مما جعلني أسارعُ في الردِّ على هذا الكتابِ بميزان العدل والإنصافِ إحقاقاً للحق ونصرةً لأهلِه وإزهاقاً للباطل ودحضاً لأهلِه محتسباً أَجْري على اللهِ وهو العالمُ وحدَهُ أني لم أَبْتَغِ بهذا الردِّ جزاءً ولا شكوراً من أحد، بل هو حقٌّ اعتقدته وأَدِينُ اللهَ به، مقتدياً في ذلك بمواقفِ عامة علماءِ أهل السنةِ والجماعةِ في شتَّى أنحاءِ المعمورة .

وقد جعلتُ هذا الردَّ في حلقاتٍ متسلسلةٍ ستنشرُ تباعاً في هذا الموقعِ المباركِ. واللهُ المسؤولُ أن ينصرَ دينَه ويعليَ كلمتَه إنه سميع مجيب والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #2  
قديم 02-03-2006, 04:36 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الحلقة الثانية

وحاصل ما ذكره الكاتب في كتابه يتلخص في المسائل الآتية:

1ـ ذكر أن سبب تأليفه لهذا الكتاب أنه كثيراً ما جمعته مجالس مع رؤوس لدعوات وجماعات خاضوا فيها حول كل حكومة وطاغوت فإذا ما تعرض الحديث أو تطرق إلى هذه الدولة.. فتلك عندهم عقبة كؤود فبادر المذكور إلى المساهمة في إماطة اللثام عن وجه هذه الدولة الذميم ـ على حد زعمه ـ .

2ـ أن الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز دولة كافرة خائنة ملبسة مدلسة وكذابة وفاجرة، وعميلة للغرب وأنها نظام بريطاني أمريكي ماسوني كافر، يسعى لهدم الإسلام ونزعه من قلوب الناس ونشر مظاهر الكفر الصراح في مجتمعات المسلمين.

3ـ علماء السعودية عملاء للنظام عبدة الدرهم والدينار وجواسيس لا يخشون الله أو يخافونه، يزينون للنظام ما يهوى، ويبيعون الفتاوى ويصدورنها حسب الأهواء والرغبات وأنهم علماء للطاغوت وخراس للعقيدة .. الخ.

4ـ أن الدولة السعودية لا تحكم إلا بالقوانين الوضعية، وما يوجد لديها من تطبيق لبعض حدود الإسلام أو بعض الأعمال الخيرية كطباعة المصحف ومساعدة المسلمين والجهاد الأفغاني هو من باب التستر عن جرمها وذر الرماد في العيون وشراء ذمم قادة الجهاد الأفغاني.

5ـ إقراره بأن الذين طعنوا في الدولة السعودية وكتبوا عنها إما شيعة وإما رافضة أو شيوعيون ملاحدة حتى توهم كثير من السذج أو البسطاء أنه لا يعادي هذه الدولة أو يتبرأ منها إلا أعداء الشريعة والدين فهو يبرأ إلى الله من هؤلاء وهؤلاء حتى لا يفرح بكتابه الروافض والشيوعيون ويزعم أنه لم يكتب الكتاب لأجلهم أو لسواد عيونهم!

6 ـ زعم أن العقيدة التي ينطلق منها في منهجه هي عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح وأنه سني موحد نجدي عربي أصيل.

7ـ تعرض إلى فتنة الإخوان وخلاف رؤوسهم (سلطان بن بجاد وفيصل الدويش، وظيدان بن حثلين ) مع الملك عبد العزيز وأنهم لم يخالفوه إلا من أجل الدين بسبب موالاة الملك عبد العزيز للإنكليز ضد الإخوان.

8ـ زعم أن شكسبير زعيم الإنكليز كان في جيش الملك عبد العزيز ضد ابن رشيد الموالي للدولة العثمانية وأنه قتل على أيديهم في وقعة جراب.

9ـ مصدره في هذه القضية عن من سماه بالشيخ الجليل ونقل عنه قصصاً وحكايات مفادها إدانة الملك عبد العزيز وتجريمه من موقفه من الإخوان وقادتهم، وزعم أن الشيخ الجليل كان من المقربين من الملك عبد العزيز ومن خواصه وأنه حدثه بهذه الوقائع وأنه حينما ظهر لهذا الشيخ الجليل أن الملك عبد العزيز موالي للإنكليز فزع منه وفر من مجلسه، ولم يفصح عن اسم هذا الشيخ الجليل!!

10ـ تعرض لحادث تقليد الملك فهد للقلادة التي عليها صليب في بريطانيا، وكذلك تبادله للهدايا مع الرئيس الأمريكي وزوجته وأن هذا يدل على ماسونيته وعمالته للغرب.

11ـ زعم أن الدولة السعودية تشرع في كثير من المجالات قوانين وضعية تحكم بها وتلزم الخلق بها لكنها لا تطلق عليها قوانين بل تسميها أنظمة ومراسيم وتعليمات وأوامر ولوائح تمشياً مع سياسة التلبيس التي تنتهجها.

12ـ زعم أن الدولة السعودية حينما تحكم بالشريعة الإسلامية هو من باب التمسح بها وهي لعبة من ألاعيبها ومخادعة السذج والعميان بإقامتها لبعض الحدود الشرعية على ضعفاء الخلق فيها لتوهم الناس بأنها تطبق الأحكام الإسلامية.

13ـ وهي بذلك لا تختلف عن باقي الدول العربية في تطبيقها لبعض الشريعة كالأحوال الشخصية وتحاكمها للقوانين الوضعية في الباقي.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #3  
قديم 02-03-2006, 04:37 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

14ـ زعم أن مما يدل على تحاكمها للقوانين الوضعية ـ على المستوى الداخلي ـ سنها لكثير من الأنظمة كنظام مراقبة البنوك ونظام الجنسية العربية السعودية ونظام المطبوعات والنشر، ونظام الجمارك والجيش وغيرها، وذكر أمثلة في ذلك سيأتي تفصيلها في ثنايا الرد.

15ـ تعرض لموقف الشيخ محمد بن إبراهيم مما سماه التلاعب بالمحاكم الشرعية وسلب اختصاصاتها.

16ـ زعم أن مما يدل على تحاكمها للقوانين الوضعية على المستوى الخارجي انضمامها إلى هيئة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العمل الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مع إقامتها الاتفاقيات التجارية والعسكرية مع أمريكا وغيرها.

17ـ زعم أن الاتفاق العسكري السعودي نموذج لتبديد ثروات المسلمين وذكر ضمن هذا التبويب تحليلات واستنتاجات وإحصائيات وقضايا كبيرة اشتملت على كثير من التناقضات ـ كما سيأتي بيانها ضمن الرد التفصيلي.

18ـ زعم أن إقامة روابط الحب والود والإخاء بين هذه الدولة وبين دول الخليج العربي عبر مجلس التعاون الخليجي المقرِّين بتحكيم الديمقراطية والقوانين الوضعية دليل على كفرها وكذلك الأمر عنده فيما يتعلق بالأخوة العربية عبر الجامعة العربية وأن مناصرة الجامعة العربية وتوليها هذا من قبيل تولي الكفار، ومن تولى الكفار فهو كافر!!

19ـ وكذلك الأمر عنده ينسحب على مؤتمرات القمة الإسلامية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وأنها مؤامرات على الإسلام، وليست قمة بل قمامة ! وشَنَّع على هذه الدولة استضافتها لزعماء الدول الإسلامية في رحاب الحرم المكي في الدورة الثالثة.

20ـ إقراره بأن جيهمان أخطأ وأن جريمته كانت في حمل السلاح في الحرم بالذات مما سبب سفكاً لدماء كثير من الأبرياء، ومراده بالأبرياء من قتل من الحجاج والمصلين وليس رجال الأمن ا لسعودي.

21ـ مع اعترافه بأن جريمة جيهمان جريمة عظيمة ودعا الله أن يغفرها له لتأوله، لكنها لا شيء بجانب جرائم الحكومة السعودية ومنها الصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر، وفتنة المسلمين في دينهم.

22ـ ثم تعرض لموقف الحكومة السعودية من القضية الأفغانية وأنها تحرص دوماً على أن تجعل من نفسها الوصي الشرعي على قضايا المسلمين ومنها قضية أفغانستان.

23ـ وأن السعودية دفعت الملايين للقضية الأفغانية ليس لله ولكن لإرضاء أمريكا.

24ـ طعن في الشيخ جميل الرحمن حاكم كُنَر لأنه على علاقة وطيدة بالسعودية وأنها أملت على الشيخ جميل عدة شروط لتلقى مجلته التي كان يصدرها الدعم عندهم ومن تلك الشروط عدم الطعن في اليهود والنصارى.

25ـ زعم أن المعسكرات التي يديرها العرب في أفغانستان لا يسمحون بالتدريب على المتفجرات بناء على أوامر من الحكومة السعودية.

26ـ زعم أن الحكومة السعودية دفعت لقادة الأحزاب على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الكثير من المساعدات المادية والعينية حتى اشترتهم وسيطرت عليهم سيطرة كاملة حقيقية، فكان لها ما تريد.

27ـ ثم يناقض نفسه بعد ذلك فيقول: السعودية دفعت أموالاً طائلة لقبائل الشيعة المتحكمة بالطرق الباكستانية المؤدية إلى معسكرات التدريب للتضييق على المجاهدين والمتدربين العرب ومنعهم من المرور فيها.

28ـ وذكر أن المخرج من هذه الدولة وأمثالها الهجرة والجهاد.

إلى غيرها من المسائل التي ذكرها في كتابه، وقد أشتمل كتابه على كثير من التحليلات الكاذبة والتناقضات الواضحة مع قلة البضاعة في الأدلة الشرعية وأصولها ومقاصدها.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #4  
قديم 02-03-2006, 04:39 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


ولقد سلكت طريقتين في الرد عليه:

إحداهما طريقة إجمالية تشتمل على: تأسيس أصول ووضع مقدمات مهمة بين يدي الرد بمثابة اعتراضات كلية على هذا الكتاب

ومن ثم يعقبها الطريقة التفصيلة في الرد عليه بمنهج علمي مستمد من الكتاب والسنة أقوال أهل العلم المعتبرين.

وهذا أوان الشروع في المقصود؛ والله حسبنا ونعم الوكيل

*************

المقدمة الأولى:

التعريف بالدولة السعودية

اعتاد من تناولوا التاريخ السعودي بالكتابة أن يقسموه إلى ثلاثة أدوار:

الدور الأول:

يبدأ الدور الأول بالمبايعة التي تمت بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود سنة 1157هـ، وينتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا سنة 1233هـ.


الدور الثاني:

أما الدور الثاني فيبدأ عند أكثر الباحثين ـ بنجاح الإمام تركي بن عبد الله في إخراج بقية جنود الحاميات العسكرية التابعة لمحمد علي من نجد سنة 1240هـ، وينتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل سنة 1309هـ.


الدور الثالث:

أما الدور الثالث فيبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ الملك عبد العزيز على الرياض سنة 1319هـ.

واعتاد من كتبوا عن تلك الأدوار أن يسموا كل دور منها دولة (تاريخ المملكة لابن عثيمين ص7) فالدولة السعودية نسبة إلى مؤسسها في الدور الأول وهو الإمام محمد بن سعود، ولقد ارتبط التاريخ الحديث لهذه الدولة ارتباطاً عميقاً بالحكم السعودي حتى أصبح اسمها المملكة العربية السعودية، مع أن هذه التسمية لم تحدث إلا في الدولة السعودية الثالثة.

ولقد استمر مؤسس الدور الثالث ـ الملك عبد العزيز ـ في الجهاد والحروب ضد خصومه قرابة نصف قرن حتى توحدت هذه الجزيرة وصارت تحت إمرته وقيادته وأصبح هو الحاكم الشرعي لهذه الجزيرة.

ومن القواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة: أن من غلب الناس بسيفه وصارت له شوكة وقوة فتولى الحكم واستتب له فهو إمام تجب بيعته وطاعته وتحرم منازعته ومعصيته ، قال الإمام أحمد رحمه الله ـ في العقيدة التي رواها عنه عبدوس بن مالك العطار: (... ومن غلب عليهم ـ يعني: الولاة ـ بالسيف حتى صار خليفة، وسمي أمير المؤمنين، فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً براً كان أو فاجراً ) (طبقات الحنابلة 1/242، 246).

واحتج الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه ـ أنه قال: (.. وأصلي وراء من غلب) (الأحكام السلطانية ص23).

وقد أخرج ابن سعد في (الطبقات 4/193) بسند جيد عن زيد بن أسلم أن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صَلَّى خلفه وأدَّى إليه زكاة مالهِ.

وفي صحيح البخاري ـ كتاب الأحكام، باب كيف يُبايع الإمام الناس ـ عن عبد الله بن دينار، قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال:

(كتب: إني أُقِرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قد أقَرُّوا بمثل ذلك)

قوله: (حيث اجتمع الناس على عبد الملك):

يريد: ابن مروان بن الحكم.

والمراد بالاجتماع: اجتماع الكلمة، وكانت قبل ذلك مفرَّقة، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان، كُلٌّ منهما يُدْعَى لَهُ بالخلافة، وهما عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ. وكان ابن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايع لابن الزبير أو لعبد الملك، فلما غلب عبد الملك واستقام الأمر بايعه.

وهذا الذي فعله ابن عمر من مبايعة المتغلب هو الذي عليه الأئمة، بل انعقد عليه الإجماع من الفقهاء.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #5  
قديم 02-03-2006, 04:41 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


ففي (الاعتصام للشاطبي 2/626): (أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة؟ قال: لا. قيل له: فإن كانوا أئمة جورٍ؟ فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذ الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه، وأمر له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنة نبيه. قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة) اهـ.

وروى البيهقي في (مناقب الشافعي 1/448) عن حرملة قال: (سمعت الشافعي يقول: كُلُّ من غَلَبَ عَلَى الخلافة بالسيف، حتى يُسمَّى خليفة، ويُجْمٍعَ الناس عَلَيه، فهو خليفة) انتهى.

وقد حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ في (الفتح) فقال:

(وقد أجمع الفقهاء عَلى وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء) انتهى.

وقد حكى الإجماع ـ أيضاً ـ شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ فقال:

(الأئمة مجمعون من كل مذهب عَلَى أن من تغلب على بلد أو بُلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل قَبْلَ الإمام أحمد إلى يؤمنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يَصح إلا بالإمام الأعظم) (الدرر السنية في الأجوبة النجدية 7/293) اهـ.

وقال العلامة الصنعاني ـ رحمه الله تعالى ـ ( سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام: 3/499) في شرح حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: ( من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ومات فَمِيتَتُهُ ميتَةٌ جَاهلية).

(قوله: "عن الطاعة" أي: طاعة الخليفة الذي وقع الاجتماع عليه. وكان المراد خليفة أي قطر من الأقطار، إذ لم يُجْمِعِ الناس على خليفة في جميع البلاد الإسلامية من أثناء الدولة العباسية، بل استقل أهل كل إقليم بقائم بأمورهم. إذ لو حُملَ الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل الإسلام لقَلَّت فائدتُهُ.

وقوله: "وفارق الجماعة" أي: خرج عن الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم، واجتمعت به كلِمَتُهُمْ، وحاطَهُم عن عدوهم) اهـ .

وقال العلامة الشوكاني ـ رحمه الله ـ (السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار 4/512) في شرح قول صاحب (الأزهار): ( ولا يصح إمامان):

(وأما بعد انتشار الإسلام، واتساع رُقْعَتِهِ، وتباعد أطرافه؛ فمعلوم أنه قد صار في كل قُطْرٍ أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان، وفي القُطر الآخر كذلك، ولا ينعقد لبعضهم أَمْرٌ ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته.

فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين، ويجب الطاعة لكل واحدٍ منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامِرُهُ ونواهيه، وكذلك صاحب القطر الآخر.

فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد ثبتت فيه ولايته، وبايعه أهْلُهُ، كان الحكم فيه أن يُقْتَلَ إذا لم يتب.

ولا تجب على أهل القُطر الآخر طاعته، ولا الدخول تحت ولايته؛ لتباعد الأقطار، فإنه قد لا يبلغ إلى ما تباعد منها خبر إمامها أو سُلطانها، ولا يدري من قام منهم أو مات، فالتكليف بالطاعة والحال هذا تكليف بما لا يُطاق.

وهذا معلوم لكل من له إطلاع على أحوال العباد والبلاد...

فاعرف هذا فإنه المناسب للقواعد الشرعية، والمطابق لِمَا تدُلُ عليه الأدلة، ودع عنك ما يقال في مخالفته، فإن الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أَوَّل الإسلام وما هي عليه الآن أوضح من شمس النهار.

ومن أنكر هذا فهو مباهت لا يستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لا يعقلها) اهـ.

فهذه أقوال ثلاثة من علماء الأمة المجتهدين تقرر صحة تعدد الأئمة في بيعة الاضطرار. معوِّلُهَا على الأدلة الشرعية، والقواعد الْمَرعيَّة، والمصالح الكلية. وقد سبقهم إلى نحو هذا ثُلَّةٌ من العلماء المحققين.

من ذلك قول العلامة ابن الأزرق المالكي قاضي القدس: (إن شرط وحدة الإمام بحيث لا يكون هناك غيره لا يلزم مع تعذر الإمكان.

قال ابن عَرَفَة ـ فيما حكاه الأُبِّيُّ عنه ـ: فلو بعد موضع الإمام حتى لا ينفذ حكمه في بعض الأقطار البعيدة جاز نصب غيره في ذلك القطر.

وللشيخ علم الدين ـ من علماء العصر بالديار المصرية يجوز ذلك للضرورة ..) اهـ.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ ( مجموع الفتاوى:35/175ـ176):

(والسنة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوّابه، فإذا ذا فرض أن الأمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها وعجز من الباقين أو غير ذلك فكان لها عدة أئمة؛ لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود، ويستوفي الحقوق...) اهـ.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #6  
قديم 02-03-2006, 04:42 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

المقدمة الثانية:

عقيدة الدولة السعودية ومنهجها ودستورها

المبحث الأول:

عقيدة الملك عبد العزيز آل سعود (رحمه الله)

كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ سلفي العقيدة، ينتهج عقيدة السلف الصالح لهذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وهي العقيدة التي دعا إليها الكتاب والسنة، وكان عليها سلف الأمة، ومنهم الأئمة الأربعة رحمه الله تعالى عليهم جميعاً.

وكان ـ رحمه الله ـ من بيت ورث هذه العقيدة السلفية ونصرها ودعا إليها، فمؤسس الملك السعودي الإمام محمد بن سعود ـ رحمه الله تعالى ـ المتوفى 1179هـ هو الذي وقف مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ وأيده في دعوته لعقيدة السلف، ونصره بالسيف والسنان، حينما أتى الشيخ ـ رحمه الله ـ إلى الدرعية سنة 1147هـ طالباً النصرة في دعوته، فقبل ذلك محمد بن سعود وحمل لواء الذب عن هذه الدعوة ثم من بعده ابنه عبد العزيز ثم ابنه سعود بن عبد العزيز، وببركة هذه الدعوة الإصلاحية ساد ملك آل سعود. وبعد أن كان ابن سعود يحكم قرية واحدة ساد ملكهم جميع أراضي شبه الجزيرة تقريباً.

واستمر آل سعود في الدفاع عن العقيدة السلفية، حتى بعد وفاة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة 1206هـ، وهكذا نشأ الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ على هذه العقيدة السلفية، المتضمنة لتوحيد الله تعالى وحده، ووجوب صرف العبادة له دون سواه، ووجوب إتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتحكيم شرع الله في كل الأمور، وتعلم العلم النافع، ومحبة الصحابة والتابعين، وأئمة الدين جميعاً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من مسائل عقيدة السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم جميعاً. وخطبه وكلامه ـ رحمه الله ـ في الحث على التمسك بالإسلام خير شاهد على صحة عقيدته، وسيأتي نماذج كثيرة منها في المبحث الثاني إن شاء الله تعالى، وكذلك فقد صرح ـ رحمه الله ـ بأنه سلفي العقيدة، يدعو إلى الكتاب والسنة ويحكمها، وحذر من مخالفتها، بل وحارب البدع المنافية للكتاب والسنة بكل طريقة ممكنة

ومن أقواله التي تبين سلفيته في العقيدة:

1ـ يقولون: إننا وهابية، والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا نتبع كتاب الله وسنة رسوله، وليس بيننا وبين المسلمين إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه).

وهذا الدفاع منه ـ رحمه الله ـ عن هذه العقيدة، ونفي نسبة نفسه إلى الوهابية خصوصاً، لكن إلى السلفية عموماً، يوضح أنه كان يرى أن دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ هي دعوة إلى عقيدة السلف الصالح نفسها، ولا ينبغي أن تسمى بالوهابية، فإن هذه التسمية إنما أطلقها أعداء العقيدة السلفية بقصد تنفير الناس منها.

2ـ و قال ـ رحمه الله تعالى ـ في خطابه الذي ألقاه بمكة المكرمة يوم الأربعاء 30/11/1351هـ قال: (يسموننا الوهابيين ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاسد نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثهاها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين الأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، وكلهم محترمون في نظرنا).

3ـ وقال ـ رحمه الله أيضاً ـ يبين عقيدته التي يدين بها والقائمة على توحيد الله عز وجل والنقية من البدع: (هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو لها، وهذه هي عقيدتنا وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شرك منزهة عن بدعة، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها).

4ـ وكذلك فإنه ـ رحمه الله ـ يرى أنه لا يجوز الفصل بين الكتاب والسنة، أو سب أحد من الصحابة أو تكفير المسلم بغير حق، ويرى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الناس وأنه صاحب الشفاعة المرجوة يوم القيامة، ويرى أن طلب الشفاعة هو دعاء الله تعالى بقبولها، ويرى أن المرء لا يسعه إلا إتباع مذهب السلف الصالح رحمهم الله تعالى، يقول ـ رحمه الله ـ مقرراً جميع ذلك في خطاب ألقاه في أعيان البيت الحرام:

(من الناس من يقول آمنا بالله، وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يسبون آل بيته، ويسبون عمر، وعثمان، وأصحابه، وكيف ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)، ولا نستطيع أن نفعل ذلك إلا بإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.

والذي نمشي عليه هو طريق السلف، ونحن لا نكفر أحداً إلا من كفره الله ورسوله، وليس لنا مذهب سوى مذهب السلف الصالح، ولا نؤيد بعض المذاهب على بعضها.

فأبو حنيفة، والشافعي، ومالك، وابن حنبل أئمتنا، فمن وجدنا الحديث الصحيح معه اتبعناه، فإن لم يكن هناك نص، فإنما هو الاجتهاد في الفروع، والأصل كتاب الله، وسنة رسوله لا نفضل أحداً على أحد، ولا كبيراً على صغير.

وهل يقبل العقل أن هناك من هو أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هناك قبيلة أعز من قبيلة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي قريش، ولكن النسب لا يغني عن الإنسان شيئاً.

والتقوى ليست مجرد السجود، ولكن بالتفرقة بين الحق والباطل...، ومن قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم يقل: وأشهد أن محمداً رسول الله لا تقبل منه، وكل إنسان لا يصلى على الرسول فهو ضال، وكل من لا يرجو شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة، ومعنى طلب الشفاعة أن تقول: ( يا رب محمد شفع فينا رسولك محمداً).

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #7  
قديم 02-03-2006, 04:44 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


5ـ كما قال الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ يبين أنه على عقيدة السلف والخلفاء الراشدين: (أنا داعية أدعو إلى عقيدة السلف الصالح ... وهي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين).

يتبين مما ذكرناه من كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ أنه كان على عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم جميعاً، وهذا هو ما سعى إليه ونصره، ودعا إليه، وقاتل من أجله، وألزم جميع من تحت يديه به؛ فرحمه الله تعالى رحمه واسعة.

قال الأستاذ عبد الرحمن الرويشد: " أحيا الملك عبد العزيز تقليداً قديماً في بلاط آل سعود. وهو حلقة الدرس التي تقام بحضور الملك.

ذلك التقليد يقوم على قراءة بعض الكتب في تفسير القرآن الكريم، وشرح السنة النبوية وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكتب التاريخ والأخبار أمام الملك وحاشيته في المجلس العام.

ومن الكتب التي عرفت واستمع الناس إليها في مجالس الملك عبد العزيز: تفسير ابن كثير، وسيرة ابن هشام، والبداية والنهاية في التاريخ لابن كثير، وسيرة الخلفاء للسيوطي، وسراج الملوك، ومقدمة ابن خلدون، وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب الكبائر للذهبي.

وقد أشار الزركلي: إلى أنه سمع في مجلس الملك عبد العزيز ثلاثة كتب من التراث وهي: تفسير القرطبي، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير، وكتاب الآداب الشرعية لابن مفلح.

وقد سأل الزركلي الأمير عبد الله بن عبد الرحمن ـ وهو أحد علماء آل سعود المعدودين ـ عن عادة الدرس هذه، فقال الأمير عبد الله: إنها عادة قديمة تناقلناها عن أسلافنا. اهـ

ولم يدخر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وسعاً، ولم يترك مناسبة تمر إلا واغتنمها في سبيل حث الناس من حوله ـ بل وجميع المسلمين عموماً ـ على التمسك بالكتاب والسنة، وعقيدة السلف الصالح، ونبذ جميع ما خالفها من بدع وخرافات، والأخذ بالإسلام نقياً كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

وقد استفاضت أقواله وخطبه في هذا المجال، حتى بلغت القاصي والداني، وسجلت في كل محفل، وتناقلها الناس عنه، وسجلتها الصحف والكتب التي ترجمت له، فمن ذلك:

1ـ قوله لوفد من المسؤولين في بعض البلاد المسلمة حين وفدوا إلى مكة المكرمة وعلى رأسهم ملك أفغانستان موضحاً لهم أن الأخذ بالإسلام واجب، وأنه سبب القوة والظفر، ومنكراً على المقلدين للكفار: ( إن المسلمين لا ينقذهم مما هم عليه من تأخر وانحطاط إلا الاعتصام بحبل الله وبكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة الاعتصام بحبل الله هي توحيد الله جل شأنه وحده دون أحد من الكائنات.. التوحيد الخالص من الشرك والبدع.. يقولون إن المسلمين في تأخر، وبحثوا ليجدوا طريقة لتقدم المسلمين فما وجدوا أمامهم إلا أن يقلدوا الأوربيين، ولكنهم لم يقلدوا الأوروبيين فيما كان سبب قوتهم ومنعتهم، بل قلدوهم فيما لا يسوغ في دينهم، فقد مضى على هؤلاء الذي يدعون الإسلام عشرات السنين وهم يدعون الناس بالسر والعلانية بالقول والعمل لتقليد الأوروبيين، ولكن من منهم عمل إلى اليوم إبرة أو صنع طيارة أو عمل بندقاً أو مدفعاً..؟ لقد قلدوهم ولكن في غير ما يعود عليهم بالنفع.. قلدوهم فيما يخالف ما ينتسب إليه المسلم؛ فقلدوا ملاحدتهم في الإعراض عن دين الله، ثم هم بعد ذلك يدعون أنهم مسلمون [لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ] (المجادلة: 22).

إن الإسلام هو الوسيلة لسعادة الدنيا والآخرة [ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ] (البقرة: 201).

لقد أوذينا في سبيل الدعوة إلى الله، وقوتلنا قتالاً شديداً، ولكنا صبرنا وصمدنا ... لقد دعونا إلى الله من قبل وندعو من بعد المواسم وفي سائر المواقف، حتى نقوم بالواجب المفروض علينا كما هو مفروض على كل مسلم من الدعوة إلى الله.

إني أدعو المسلمين جميعاً في هذا الموقف إلى دعوة الله وحده، والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح؛ لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا.

يقول ـ رحمه الله ـ مبيناً أن العز والفخار هو طاعة الله وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بأهداب الدين الإسلامي الحنيف: (إن بعض الأمراء يفتشون على المناصب والمراتب، وبعض العلماء يعملون على نيل المآرب، ولكن هؤلاء وأولئك قد ضلوا الطريق. فإن لعز ليس هذا طريقه، والطريق القويم لنيل العز، والفخار هو إتباع كتاب الله وسنة رسوله، والتمسك بالدين. إنني أفخر بمن خدم الإسلام والمسلمين، وأعتز بهم بل أخدمهم، وأعطيهم، وأساعدهم، وإنني أمقت كل من يحاول الدس على الدين، وعلى المسلمين، ولو كان من أسمى الناس مقاماً، وأعلاهم مكانة.

كما قال ـ رحمه الله ـ تعالى في بيان شدة اعتزازه بكلمة التوحيد، واستعداده للتضحية من أجلها: (عندي أمران لا أتهاون في شيء منهما، ولا أتوانى في القضاء على من يحاول النيل منها، ولو بشعرة. الأول: كلمة التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله" اللهم صلى وسلم، وبارك عليه. إني والله وبالله وتالله أقدِّم دمي، ودم أولادي، وكل آل سعود فداء لهذه الكلمة ولا أضن بها ... إلخ).

كما قال ـ رحمه الله ـ في خطابه ووصيته لولي عهده الملك سعود، يبين له أن سبب العز هو الأخذ بكلمة التوحيد، ونصرتها، وأنها سبب لهذا الملك، وموصياً له بالمحافظة على هذا المنهج: (واعلم أننا نحن آل سعود ما أخذنا هذا الأمر بحولنا وقوتنا وإنما من به الله علينا بسبب كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله .

وقال ـ رحمه الله ـ في رسالة عامة للمسلمين يحثهم فيما على التمسك بالكتاب والسنة والأمر بتقوى الله تعالى: من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه من إخواننا المسلمين وفقنا الله وإياهم لفعل الخيرات وترك المنكرات والإقلاع عن الذنوب والسيئات آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فالموجب لهذا هو النصيحة لكم والشفقة عليكم لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى. والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين. قال تعالى: [ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله] (النساء: 131) والتقوى كلمة جامعة لكل خير لأن الخير بحذافيره فعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه ومما أمرنا الله به وحضنا عليه إتباع كتابه وسنة نبيه قال تعالى: [اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون] (الأعراف: 3) وقال تعالى: [ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا] (الحشر: 7)، فالواجب على من أراد نصح نفسه وأراد نجاتها أن يتقي الله في سره وعلانيته وأن يحاسب نفسه هل قام بما أوجبه الله وامتثل ما أمر الله به ورسوله ووقف عند حدوده فلم يتجاوزها؟ أم هو منقاد مع شهواته وهواه قد أعطى نفسه هواها ولم ينهها عن ارتكاب المحرمات. فلو علم أنه موقوف ومسؤول عن جميع أعماله وأقواله وأحواله لخلا بنفسه وحاسبها واتقى الله سبحانه وبحمده. فيا خسارة من حاله حال البطالين والغافلين المعرضين.

قال ـ رحمه الله ـ في حفلة الديوان العالي بأجياد، في يوم الاثنين 8 ذي القعدة 1345هـ يحث على التمسك بالدين وفعل الحسنات وعدم الاغترار بالدنيا: (تكاثرت ولله الحمد النعم، وهي ليست من عمل المخلوق، وإنما من نعم الله جل وعلا... وقد قال في كتابه الكريم: [وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى] (الأنفال: 17). يجب أن نتعظ بالماضي، لأن الإنسان الذي لا يتعظ بالماضي لا يكون التوفيق حليفة في المستقبل، فكم من قبيلة وعشيرة أرسل الله إليها الرسل كعاد وثمود ولكنها لم تتعظ فأبادها الله، والرسل من أفضل البشر كعاد وقد جعلهم الله حجة على بني الإنسان.

كلنا ـ نحن المجتمعين ـ لنا أموال وصناعات ولا نعطي هذه إلا لمن يحرص عليها، وهي من نعيم الدنيا زائلة لا محالة، ولكن هناك نعمة حقيقية لا تزول، وخزينة لا ينضب معينها هي: الاعتقادات بأنه لا إله إلا الله وهذه النعمة مشروعة في كل مكان ولكنها لهذه البقعة المباركة ألزم، لأن الحسنات والسيئات تتضاعف فيها، ولأن الله اختارها لتكون مهبطاً للوحي، وجعل زيارة حرمها من أركان الإسلام وإنا نحمد الله على جمع الشمل، وعلى جعل الحكم في هذه الديار بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: [إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] ( الرعد: 11)، فتغيير ما بأنفسنا يعود علينا بالضرر وهذا الضرر هو أعظم من الجهل والفساد والجرائم فالواجب عليكم هو معرفة الله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وترك البدع والخرافات والتأدب بآداب الشريعة السمحة وتوثيق عرى الألفة وأواصر النصيحة والإخلاص.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #8  
قديم 02-03-2006, 04:46 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


وقد كان الملك عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ يغتنم مواسم الحج في الدعوة إلى عقيدة السلف الصالح والأخذ بالكتاب والسنة، وتنقية التوحيد من الشوائب، وأدران الشرك والخرافات، فكان له ـ رحمه الله ـ مأدبة كبرى يلتقي فيها بعلماء الدول والحجاج فيدعوهم إلى الله وإخلاص العبودية له. خطب ـ رحمه الله ـ في جمع غفير من ضيوف الرحمن فقال: (المسلم لا يكون إسلامه صحيحاً إلا إذا أخلص العبادة لله وحده يجب أن يتدبر المسلمون معنى (لا إله إلا الله) يجب على الإنسان ألا يشرك مع الله في عبادته نبياً مرسلاً ولا ملكاً مقرباً. يجب أن يتبع المسلمون القول بالعمل أما القول المجرد فلا يفيد. ما فائدة رجل يقول: لا إله إلا الله ولكن يشرك ما دون الله في عبادته.

إن الإشراك مع عبادة الله كفر وليس بعد الكفر ذنب. إن دين الله ظاهر كالشمس لا لبس فيه ولا تعقيد.

ثم أضاف ـ رحمه الله ـ: (إن من أعظم الأوامر توحيد الله جل وعلا توحيداً منزهاً عن الشرك.

وخطب ـ رحمه الله ـ في حجاج الهند فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (إن أول ما يلزمنا من الإسلام هي كلمة الشهادتين ومعنى الشهادة لا إله إلا الله أنه تفيد إثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى.

لا يوجد إنسان غير مذنب لأن العصمة لله وحده. ولكن الذنوب على درجات منها ما لا يمكن معه صفح أو غفران وهو الشرك بالله).

ويقول ـ رحمه الله تعالى ـ مبيناً وجوب صرف العبادة لله وحده، موضحاً أن توحيد الله وعبادته، هو الغاية من خلق الناس، فيقول: (أما العبادة فلا تصرف إلا لله وحده لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا تخفى عليكم الآية الكريمة [وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون] (الذاريات: 56) ومعنى يعبدون يوحدون، فالتوحيد خاص بالله تعالى، والعبادة لا تصرف إلا إليه، والرجاء والخوف والأمل كله بالله ولله، وما بعث محمد ولا أرسل الرسل ولا جاهد المجاهدون إلا لتوحيد الله تعالى).

ويقول ـ رحمه الله تعالى ـ في بيان حرصه على إتباع الكتاب والسنة وعبادة الله وحده والحث على ذلك: (إني أفضل أن أكون على رأس جبل أكل من عشب الأرض، أعبد الله وحده، على أن أكون ملكاً على سائر الدنيا وهي على حالتها من الكفر والضلال. اللهم إنك تعلم أني أحب من تحب وأبغض من تبغض.

إننا لا تهمنا الأسماء ولا الألقاب وإنما يهمنا القيام بحق واجب كلمة التوحيد).

كما قال ـ رحمه الله ـ في الحث على الاجتماع على كلمة التوحيد، والعمل بالكتاب والسنة وبيان أن ذلك سبب الوحدة وجمع الشمل: (إن الذي يجمع شملنا ويوحد بيننا هو: الالتفاف حول كلمة التوحيد والعمل بما أمر الله به ورسوله).

وخطب ـ رحمه الله ـ في حفل أمانة العاصمة بمكة المكرمة في التاسع عشر من صفر سنة 1356هـ في الحث على الأخذ بالكتاب والسنة ووجوب أن تكون الحياة كلها وفق منهج الله عز وجل، ووجوب إعداد القوة، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (يسرني دائماً الاجتماع بكم والتحدث إليكم. لما في الاجتماع من فوائد ولأن في الاجتماع أكبر المصالح.

إن أشد ما يؤلمني ما كان فيه أقل ضرر على شعبي وبلادي فإذا كلفنا عليكم اليوم فلا نقصد بهذا إلا التناصح والنظر فيما فيه مصلحة الأمة والبلاد.

إن الحياة المجردة عن الدين، والزاخرة بأنواع القوة ليست حياة، كذلك عظمة الملك وجبروته ليست بالحياة، وإنما الحياة الدين والتمسك به وإقامة حدود الله، فالحياة التي تسير على أساس الدين هي القوة، أما الحياة التي تسير على غير الدين فهي كالمطر الذي يقع على السبخة فلا يجدي ولا يثمر.

إن الدين الإسلامي الصحيح في نظري هو أساس الرقي، ومن اعترضنا في ديننا أو وطننا قاتلناه ولو كان أهل الأرض، وإن الإسلام ملك علينا قلوبنا وملك جوارحنا، وليس معنى هذا أن المتمسكين بالدين يجب عليهم عدم الأخذ بأسباب القوة.. لا .. إن القوة واجبة قال تعالى: [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم] (الأنفال: 60).

وقال ـ رحمه الله تعالى ـ داعياً إلى أن يكون الإيمان بالله هو منطلق المسلمين نحو الأخذ بأسباب القوة، وأن ذلك أعظم هذه الأسباب: (إذا أراد المسلمون والعرب قتال أعدائهم فإن أعدوا آلة من آلات الحرب أعد أعداؤهم مئات بل ألوفاً، ولكن قوة واحدة إذا أعدها المسلمون لم يتمكن أعداؤهم أن يأتوا بمثلها وهي إيمانهم بالله وثقتهم به).

ويقول في بيان أن واجب المسلم الدعوة إلى الله ـ عز وجل ـ والسعي في الأرض بالإصلاح: (الإسلام عزيز عليّ ورهبته في قلوب أعدائه كبيرة، فواجب المسلم أن يقوم بالدعوة إلى الله عبادة خالصة وأن يسعى لإصلاح شؤون المسلمين إصلاحاً حقيقاً لا نظرياً).

ومع الدعوة إلى العقيدة في داخل هذه البلاد من مؤسسها الملك عبد العزيز فهو حريص على أن يدعو المسلمين في كل مكان من أرجاء العالم إلى الاهتمام بالعقيدة والعمل بها والدعوة إلهيا لأنها سبب الفوز والنجاة يقول: (إنني أدعو المسلمين جميعاً إلى عبادة وحدة والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا).

وأخيراً فإنه ـ رحمه الله ـ يبين مدى حبه للدين وحرصه على الدعوة إليه ووصيته كل مسلم بهذه الدعوة إلى الإسلام: (الإسلام عزيز عليّ ورهبته في قلوب أعدائه كبيرة. فواجب المسلم أن يقوم بالدعوة إلى عبادة خالصة).

فهذه نماذج يسيرة تبين عقيدة الملك عبد العزيز ومنهجه.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #9  
قديم 03-03-2006, 11:07 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الحلقة الثالثة

موقف علماء أهل السنة والحديث من الدولة السعودية

يقول الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ... الآية}، ويقول عليه الصلاة والسلام (أنتم شهداء الله في خلقه)، فأمة الإسلام وسط بين سائر الملل، وأهل السنة والحديث وسط بين سائر الفرق، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)، فأهل السنة والحديث هم أولى الناس بهذه الأوصاف لأنهم يتبعون الكتاب والسنة ولا يخرجون عنهما، فهم أصدق الناس لهجة، وأحسنهم حديثاً، وأفضلهم طريقاً وأقومهم سبيلاً، خير الناس للناس، لا يشهدون الزور ولا يقرون الكذب والفجور يقولون الحق ويشهدون به.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في أهل الحديث: (فهم أكمل الناس عقلاً، وأعدلهم قياساً، وأصوبهم رأياً، وأسدهم كلاماً وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالا وأقومهم جدلاً، وأتمهم فراسة، وأصدقهم إلهاماً، وأحدهم بصراً ومكاشفة، وأصوبهم سمعاً ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجداً وذوقاً. وهذا هو للمسلمين بالنسبة لسائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل.

فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحد وأسد عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين. وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه، قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى} وقال: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً وإذاً لأتيناهم من لدنا أجراً عظيماً؛ ولهديناهم صراطاً مستقيماً}.

وهذا يعلم تارة بموارد النزاع بينهم وبين غيرهم، فلا تجد مسألة خولفوا فيها إلا وقد تبين أن الحق معهم. وتارة بإقرار مخالفيهم ورجوعهم إليهم دون رجوعهم إلى غيرهم، أو بشهادتهم على مخالفيهم بالضلال والجهل. وتارة بشهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض، وتارة بأن كل طائفة تعتصم بهم فيما خالفت فيه الأخرى، وتشهد بالضلال على كل من خالفها أعظم مما تشهد به عليهم.

فأما شهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض: فهذا أمر ظاهر معلوم بالحس والتواتر لكل من سمع كلام المسلمين، لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيماً أعظم مما عظموا به، ولا تجد غيرهم يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه، كما لا ينقص إلا بقدر ما خالفهم).

ومما لا شك فيه أنه لما قامت الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز لم تكن الأرض خالية من علماء أهل السنة الحديث، الذين عاصروا قيام هذه الدولة وشاهدوها وعرفوها عن كثب ممن كان داخل الجزيرة العربية أو في الشام ومصر والعراق واليمن أو المغرب الأقصى أو في شبه القارة الهندية أو غيرها من البلدان فلنر موقف هؤلاء العلماء والشهود من هذه الدولة ولنبدأ بالأبعد إقليماً قطعاً لشبهة المجاملة والتصنع!! وهم علماء أهل الحديث في شبه القارة الهندية ولنر موقفهم من هذه الدولة على ضوء كتبهم ورسائلهم ومجلاتهم وأنشطتهم الدعوية.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #10  
قديم 03-03-2006, 11:09 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي


نبذة عن تاريخ أهل الحديث في شبه القارة الهندية:

يرجع تاريخ أهل الحديث في شبه القارة الهندية بعد فترة الخمول الطويلة ـ إلى عصر الإمام المحدث الشاه ولي الله الدهلوي (المتوفى سنة 1176هـ) الذي عني عناية بالغة بعلوم الكتاب والسنة، وتبعه على ذلك حفيده الإمام الشاه محمد إسماعيل الدهلوي (المتوفى سنة 1246هـ) الذي قام بدعوة فعالة عظيمة إلى الكتاب والسنة، وبعد مقتله تحولت دعوته إلى جماعة لها أهداف وأصول ومناهج وتحمل رجالها مسئولية نشر الدعوة السلفية، إلى أن جاء الإمام المحدث الشيخ: نذير حسين الدهلوي (المتوفى 1320هـ) فلعبت دوراً بارزاً في نشر علوم الكتاب والسنة وتدريس الحديث النبوي على طريقة الأئمة المحدثين، واستمر في تدريس علوم الشريعة وخاصة الحديث النبوي قرابة ستين عاماً وتخرج على يديه تلامذة كثيرون جداً من داخل الهند وخارجها كنجد والحجاز وبلاد فارس وغيرها نهجوا منهجه في الاعتصام بالكتاب والسنة وهؤلاء التلاميذ عاصروا قيام الدولة السعودية وجهود الملك عبد العزيز في ذلك وسأذكر على سبيل المثال بعض مواقف هؤلاء من هذه الدولة خصوصاً عندماً دخل الملك عبد العزيز الحجاز حصلت اجتماعات مكثفة ضده من قبل كثير من الجمعيات والمؤسسات في شبه القارة الهندية تنشر الدعايات المكذوبة عليه وعلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتباعه والطعن فيهم عبر الصحف والمجلات والنشرات، ومن أبرز تلك الاجتماعات: (مؤتمر الحجاز الإسلامي) المعقود في 25 ـ 26 سبتمبر 1926م تحت إشراف [جمعية خدام الحرمين] بلكناو اتخذ في هذا المؤتمر قراراً يهدف إلى القيام بالإجراءات الموحدة من أجل تحرير مكة من يد الملك عبد العزيز آل سعود ومنع المسلمين منعاً باتاً من أداء فريضة الحج حتى ينتهي دوره على الحجاز وطالبوا الحكومة الإيرانية بإنجاز هذا الاقتراح والقيام بتطبيقه.

كما عقد في لكناو مؤتمراً كبيراً في نهاية عام 1926م واتخذوا فه قرارات ضد الملك عبد العزيز وطالبوا من الحكومة البريطانية أن تتدخل في شئوون الحجاز وتستخدم نفوذها السياسي ضد الملك عبد العزيز نيابة عن المسلمين والهنود.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م