مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #101  
قديم 24-06-2003, 08:34 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________

تكفير الإمام أبي حنيفة والحنفية وذمهم وتبديعهم في كتب الحنابلة!!
ساق عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت290ه‍‍) في كتابه السنة جملة من اتهامات وشتائم خصوم أبي حنيفة تلك الاتهامات التي تصف أبا حنيفة بأنه: (كافر، زنديق، مات جهمياً، ينقض الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام أشأم ولا أضر على الأمة منه، وأنه أبو الخطايا، وأنه يكيد الدين!! وأنه نبطي غير عربي!!، وأن الخمارين خير من أتباع أبي حنيفة!!، وأن الحنفية أشد على المسلمين من اللصوص!!، وأن أصحاب أبي حنيفة مثل الذين يكشفون عوراتهم في المساجد!! وأن أباحنيفة سيكبه الله في النار!!، وأنه أبو جيفة!! وأن المسلم يؤجر على بغض أبي حنيفة وأصحابه، وأنه لا يسكن البلد الذي يذكر فيه أبو حنيفة؟!، وأن استقضاء الحنفية على بلد أشد على الأمة من ظهور الدجال، وأنه من المرجئة، ويرى السيف على الأمة، وأنه أول من قال القرآن مخلوق، وأنه ضيع الأصول، ولو كان خطؤه موزعاً على الأمة لوسعهم خطأً، وأنه يترك الحديث إلى الرأي، وأنه يجب اعتزاله كالأجرب المعدي بجربه، وأنه ترك الدين، وأن أبا حنيفة وأصحابه شر الطوائف جميعاً، وأنه لم يؤت الرفق في دينه، وأنه ما أصاب قط، وأنه استتيب من الكفر مرتين أو ثلاثاً، واستتيب من كلام الزنادقة مراراً، وأن بعض فتاواه تشبه فتاوى اليهود، وأنه ما ولد أضر على الإسلام من أبي حنيفة، وأن الله ضرب على قبر أبي حنيفة طاقاً من النار، وأن بعض العلماء حمدوا الله عندما سمعوا بوفاة أبي حنيفة، وأنه من الداء العضال، وأن مذهب الحنفية هو رد أحاديث الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وأنه يرى إباحة شرب المسكر وأكل لحم الخنزير، وأنه كان فاسداً، وأن كثيراً من العلماء على جواز لعن أبي حنيفة، وأنه كان أجرأ الناس على دين الله، وأن أبا حنيفة يرى أن إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق واحد، وأن حماد بن سلمة كان يقول: إني لأرجو أن يدخل الله أبا حنيفة نار جهنم!!)([53]).



أقول: هذا نموذج واحد من نماذج سلفنا الصالح!! من غلاة الحنابلة، وهذا الفكر عند غلاة الحنابلة (لا معتدليهم) هو الذي فرخ لنا اليوم هؤلاء الغوغاء من التيار التبديعى، الذي يصم الناس بالبدعة والضلالة، ولعلهم أوقع الناس فيها، فلذلك لا يستغرب بعض الأخوة إن قام بعض هؤلاء الغلاة، وشبه الباحثين من طلبة العلم المخالفين له بالمستشرقين أو بفرعون أو إبليس أو سلمان رشدي!! فالذين يقولون إن الإمام أبا حنيفة رحمه الله أشد على المسلمين من الدجال لا يستغرب من أتباعهم أن يشبهونا ـ نحن المعاصرين اليوم ـ بالفراعنة أو المبتدعة أو أتباع المستشرقين ونحو هذا؟! بمعنى أننا لا ننتظر منهم تزكية، ولا نستغرب منهم هذا التبديع والتكفير فنحن نرحمهم لأننا نعرف من أين أُتوا!! أتوا من الجهل المسمى علماً، والظلم المسمى عدلاً، والبدعة المسماة سنة!!

على أية حال: لا يخلو شر من خير في الغالب وعلى هذا فلا يخلو تكفير هؤلاء لأبي حنيفة من فوائد عظيمة، لعل أبرزها معرفة طغيان العواطف على العلم عند بعض السلف الذين نصمهم بالصلاح ونصم مخالفيهم بالضلالة!! فهذه الكتب تصلح لدراسة وقياس الإنصاف والظلم عند سلفنا وقياس فهمهم للحجة من عدمها مع قياس العلم والجهل والصدق والكذب عند المتقدمين فهي شاهد على ذلك العصر.

كما أن ظلمنا في تكفير أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله يجعلنا نتوقف في ظلمنا فرقاً أخرى كالشيعة والمعتزلة والصوفية والأشاعرة وغيرهم، لأنه إن سلمنا بأن تكفيرنا لأبي حنيفة كان خاطئاً فما الذي يمنع من أن تكفيرنا لهؤلاء كان خاطئاً أيضاً؟!، والعاقل من اتعظ بهذه عن تلك فلا يتسرع في التكفير قبل معرفة حجج الخصم وارتفاع موانع تكفيره ومعرفة شبهه واعتذاراته من قوله لا من نقل خصمه فبعض ما نقله عبد الله بن أحمد هنا لا يقره الأحناف بل ينكر الحنفية أن يكون أبو حنيفة يقول بذلك أو يعتقده([54])، فمعنى هذا أن عندنا خللاً في النقل فنصحح الروايات في تشويه الخصم ولا نتفهم حجة الطرف الآخر ولا نسمع له ونكفر بأشياء ليست مكفرة أو نكفر بإلزمات لا يجوز التكفير بها فلازم القول ليس بقول وهذا أيضاً كله مما ينبغي أن يدرس لننقد أنفسنا قبل نقد الآخرين ولنعرف مدى قولنا بالباطل وتصديقنا له ومدى تفهمنا لحجة الطرف الآخر... الخ.

وقد كفرَّ غلاة الحنابلة معظم فرق المسلمين كالمعتزلة والشيعة والقدرية والمرجئة والجهمية وغيرهم. (راجع المبحث السادس).

هل صحَّ التكفير عن أحمد بن حنبل؟!
لا ريب أن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه من كبار علماء المسلمين الذين جمعوا بين العلم والزهد والعبادة ولا يشك مسلم في علمه وفضله لكنه رحمه الله ليس معصوماً وقد أكثر الحنابلة من الاحتجاج بأقواله في تكفير المخالفين له من المسلمين وهذه النقولات الكثيرة التي نقلها الحنابلة عن الإمام أحمد في التكفير([55])، إما أن تكون صحيحة وإما أن تكون باطلة، فإن كانت صحيحة فهي مردودة على الإمام أحمد لعدم استيفائها لضوابط التكفير التي دلت عليها النصوص الشرعية وإن كانت هذه النقولات باطلة عن الإمام أحمد فهي دليل على وجود الكذب داخل المنظومة الحنبلية وهذان الأمران ينكره غلاة الحنابلة فهم ينكرون أن يكون أحمد قد كفر مسلمين وينكرون أن يكون الحنابلة قد كذبوا عليه وكلا الانكارين لا يجتمعان لأن النقول عن أحمد في التكفير لا ينكره من له أدنى اطلاع على كتب الحنابلة المعنية بنقل أقوال الإمام أحمد ككتاب السنة للخلال وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى والإبانة لابن بطة وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي وغيرها.



ومن المحتمل أن يكون الإمام أحمد رحمه الله وقع في شيء من التكفير والتبديع الذي خالفه فيه معتدلو الحنابلة من المتقدمين والمتأخرين ولعل أكثر الحنابلة المتأخرين على خلاف مذهب أحمد في التكفير وهذه من حسناتهم، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).



______________
يتبع باذن الله تعالى .
  #102  
قديم 24-06-2003, 08:38 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________

ومن النماذج المنقولة عن أحمد في كتب الحنابلة التي بالغ فيها في التكفير ما يلي:

1. قوله إن صدق الحنابلة في النقل عنه: (من زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم)([56])!!

أقول: ولا ريب أن هذا القول المنسوب لأحمد فيه غلو في التكفير لعله الأساس الذي بنى عليه الحنابلة التكفير حتى اشتهر الحنابلة بالتكفير والتبديع وكان الصوت المغالي هو العالي المسموع أما الصوت المعتدل فيهم فكان خاملاً نادراً.

على أية حال إن صحَّ هذا القول وأمثاله عن أحمد فالإسلام أعلى من أحمد ومن غيره، ولا يصح أن ننسب هذه الأخطاء للإسلام فالمعتزلة كلهم يقولون بخلق القرآن وليسوا كفاراً فضلاً عمن اقتصر على الألفاظ القرآنية بأن القرآن كلام الله ووقف عن الجدل فيما لم يبينه الله ولا رسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فضلاً عن الأشاعرة وجمهور أهل السنة من الشافعية والمالكية والأحناف الذين يقولون بخلق اللفظ، فالقول السابق يلزم منه تكفير كل الأمة إلا الحنابلة ولا يخفى خطورة مثل هذا القول.

2. قوله ـ رحمه الله ـ إن صدق الحنابلة في النقل عنه: (ما أحد على أهل الإسلام أضر من الجهمية ما يريدون إلا إبطال القرآن وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)([57])!!

أقول: من أراد إبطال القرآن فهو كافر بلا شك لكن علم النيات ليس لأحمد ولا لغيره من البشر.

3. ومن أقواله ـ رحمه الله ـ إن صدق الحنابلة في النقل عنه: (من قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي مخلد في النار خالداً فيها)([58])!!

أقول: غفر الله لأحمد وسامحه فالقول إن صحَّ عنه فهو يشبه التألي على الله عز وجل فالقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق هو قول الكرابيسي والإمام البخاري وغيرهم من كبار علماء أهل السنة، بل المذاهب الإسلامية كلها على هذا تقريباً إلا الحنابلة، ثم ما الذي أعلمه أو أعلم غيره بأن أمثال هؤلاء ـ إن دخلوا النار ـ فلن يخرجوا منها؟!

ومما ينسب إليه ـ رحمه الله ـ في تكفير المعيَّن ما نقله المروذي ـ إن صدق في النقل عنه ـ قال: (قلت لأبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ إن الكرابيسي ـ أحد علماء الشافعية ـ يقول: من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أحمد: بل هو الكافر)([59])!!

أقول: رحم الله هذين العالمين وسامحهما فقد ضيقا واسعاً وكفراً بعض أهل القبلة المقطوع بإسلامهم.

4. ونقل عن الحنابلة ـ وعلى رأسهم الإمام أحمد ـ إستحلال دم من يقول بخلق القرآن([60])، وأنه لا يُسمع مِمَّن لم يكفرهم ولا يسلم عليه ولو كان من الأقارب ولا تشهد لهم جنائز ولا يعادون في مرضهم([61])!! هذا عقاب من لم يكفر القائلين بخلق القرآن فكيف بمن قال بذلك؟!

ولا ريب أن معظمنا اليوم لا يكفر من قال بخلق القرآن وإنما يبدعه أو يعده كفراً دون كفر ولا أعرف حنبلياً اليوم يكفر المعتزلة تكفيراً أكبر مخرجاً من الملة كما ينقل الحنابلة عن أحمد!! فعلى هذا نكون جميعاً كفاراً على مذهب أحمد!! وبهذا يتبين غلو الإمام أحمد في التكفير إن صحت عنه تلك النقولات([62])، وهذه جذور التكفير التي نتهيب من مناقشتها ونقدها فتضرر الإسلام بتحمله أخطاء البشر وتضررنا من هذا التكفير والتبديع المتبادل بين المسلمين.

5. والخطر أن التكفير عند أحمد وأصحابه هو التكفير المخرج من الملة وقد نقلنا عن أحمد قوله بتخليد هؤلاء في النار وهاهو أبو حاتم الرازي وهو من الحنابلة([63]) يقول: (من زعم أنه مخلوق مجعول ـ يعني القرآن ـ فهو كافر كفراً ينقل به عن الملة!! ومن شك في كفره ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر)([64])!!

6. وقول أحمد، إن صحَّ ما نقله الحنابلة عنه: (الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم: القرآن كلام الله مخلوق وقالت طائفة: القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة!! وقال بعضهم: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، فكل هؤلاء جهمية كفار! يستاتبون فإن تابوا وإلا قتلوا)([65])!! و(.. أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته)([66])!!

أقول: سبحان الله، تؤكل ذبيحة اليهودي والنصراني ولا تؤكل ذبيحة من رضي بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً!! وأقام أركان الإسلام واجتنب المحرمات!!

سبحان الله كم جنت الخصومات المذهبية على حقائق الإسلام الكبرى حتى أصبح الإسلام الواضح طلسماً من الطلاسم لا يعرفه العلماء ولا العامة حاشا قلة من الغرباء الذين صلحوا عند فساد الناس وقد أخبر النبي (ص) أن من خصائصهم أنهم لا يجدون على الحق أعواناً وصدق ـ بأبي هو وأمي ـ فنحن نكتب مثل هذا الكلام ونحن نخشى من الصدع بهذا الحق الواضح، بينما الأقوال المنكرة السابقة المخالفة لمبادئ الإسلام تجد من يدافع عنها وينشرها حتى وإن كان المدافع أول من ينكرها بقلبه!! لكنه التعصب للمذاهب والأشخاص الذي غرس التنازع بين المسلمين طيلة هذه القرون وأصبح الذاب عن الشرع مبتدعاً مذموماً والمتعصب للخصومات المذهبية والأقوال الباطلة سنياً صلب المعتقد!!.

7. ومن أقواله، إن صحَّ ما نقله الحنابلة عنه: (الحسين الكرابيسي عندنا كافر)([67])!!

أقول: هو من كبار علماء الشافعية ومن أهل الجرح والتعديل، وهذا تكفير للمعين وهو خلاف النصوص الشرعية لأن الكرابيسي متأول ولم يكن من القائلين بخلق القرآن ولو كان منهم لما جاز تكفيره أيضاً وإنما يجوز تخطئته والرد عليه بالأدلة والبراهين.

8. وعندما علم الإمام أحمد أن ابن أبي قتيلة ذم أصحاب الحديث بقوله أنهم: (قوم سوء) قام أحمد بن حنبل وهو يقول: (زنديق، زنديق، زنديق)([68])!!

أقول: من نقد أهل الحديث هذا النقد التعميمي دون تفصيل فهو مخطئ وقد يكون آثماً لكن لا يعتبر زنديقاً!! لأن الزنديق كافر وكان أهل الرأي (الفقهاء)، فضلاً عن غيرهم يذمون أهل الحديث وكان أهل الحديث يذمون أهل الرأي، وكذلك كان يذم أهل الحديث بعض أصحاب الحديث كسفيان الثوري وشعبة فلا يجوز أن نقول عنهم زنادقة فهم شيوخ شيوخ أحمد ولولاهم وأمثالهم لما كان أحمد من أهل الحديث.

9. ومن غلو أحمد في هذا الجانب ـ إن صحَّ النقل عنه ـ أنه عندما سأله رجل (أصلي خلف من يشرب المسكر؟ قال: لا، قال الرجل: فأصلي خلف من يقول القرآن مخلوق؟ قال أحمد: سبحان الله: أنهاك عن مسلم تسألني عن كافر)([69])!!

أقول: سبحان الله كيف أدت الخصومة بأحمد رحمه الله لأن يبالغ في أمرٍ السكوت عنه أولى، وأدلته مظنونة غير قطعية الدلالة ويراه أعظم إثماً من أمر أجمع أهل الإسلام قاطبة على تحريمه ولم يتنازعوا فيه وأدلته قطعية من القرآن والسنة.

ومن الأقوال الغالية المنسوبة لأحمد قوله: (الواقفي لا تشك في كفره)([70]). والواقفي هو من قال: القرآن كلام الله ووقف عند النصوص، فكيف يكون هذا كافراً بلا شك؟!

10. وقوله: (يستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بأهل الأهواء)([71]).

11. وسئل عن رجل يشتم رجلاً من أصحاب النبي (ص) فقال: (ما أراه على الإسلام)([72]).

أقول: كان النواصب الأمويون يلعنون علياً([73]) على المنابر فهل كانوا كفاراً ؟! أم أن السب الذي يكفر به المسلم المقصود به سب الطلقاء من بني أمية؟!

البربهاري الحنبلي وتكفير المسلمين!!
وقال الحسن البربهاري إمام الحنابلة في عصره (ت329ه‍‍) وننعته نحن بأنه: إمام أهل السنة والجماعة في عصره!! قال في كتابه (شرح السنة)، طبعة دار الغرباء الأثرية!! قال في المقدمة: (اعلموا أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام) وهذا يلزم منه أن من لم يكن سنياً فليس بمسلم!! وليته يقصد سنة النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) حتى نعذره في قوله ولكنه يريد السنة المغالية عند الحنابلة في تكفير الفرق المخالفة لهم تلك السنة التي رأيتم بعض ملامحها في كتاب عبد الله بن أحمد وسترون مزيداً من الملامح عند البربهاري نفسه أثناء الأمثلة التالية:

قال ص(109) مكفراً كل من خالف شيئاً مما ألفه في كتابه شرح السنة : (فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله!!) وشبه كتابه ـ الجامع للبدع والأحاديث الموضوعة والأقوال الباطلة ـ بالقرآن الكريم عندما قال: (كما لو أن عبداً آمن بجميع ما قال الله إلا أنه شك في حرف، فقد ردَّ جميع ما قال الله وهو كافر)!! سبحان الله؟! أية سنة يا ترى يدعو لها البربهاري؟!!([74]
__________
يتبع باذن الله تعالى.
  #103  
قديم 24-06-2003, 08:41 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________

التكفير عند ابن تيمية!!

ابن تيمية رحمه الله رغم أنه تاب من تكفير المسلمين من الفرق المخالفة كما نقله عنه الذهبي إلا أنه أثر عنه تكفير بعض علماء المسلمين كاتهامه للرازي المفسر بأنه ألف كتاباً في تحسين عبادة الكواكب!! وهذا غير صحيح فالرازي عالم مسلم مشهور وله كتاب في التفسير ولم يتهمه بهذا أحد ممن ترجم له قبل ابن تيمية وبعده إلا الوهابية الذين قلدوا ابن تيمية في هذا كما أن التأصيل للتكفير موجود في كلامه عندما بالغ في التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فهوَّن من شأن الأول وبالغ في شأن الثاني والتفريق نفسه تفريق مبتدع ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولم يقل بهذا التفريق أحد من الصحابة ولا التابعين فالتوحيد شأنه واحد وهذا التفريق هو الذي جعل مقلدي ابن تيمية يزعمون (أن الله لم يبعث الرسل إلا من أجل توحيد الألوهية أما توحيد الربوبية فقد أقر به الكفار!!) ونسوا أن فرعون قال: }أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى{ وقوله: }يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي{!! وأن صاحب إبراهيم قال: }أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ{ فضلاً عن سائر الملحدين في الماضي والحاضر وغير ذلك مما يؤكد أن الرسل بعثوا للإقرار بوجود الإله وربوبيته واستحقاقه للعبادة وبعثوا بسائر أنواع العبادة والأخلاق وتحريم المحرمات وغير ذلك.

أقول: وهذا التفريق والاستنتاجات السابقة جرأت مقلدي ابن تيمية رحمه الله وسامحه على تكفير المسلمين الذين حصل لهم خطأ في الاعتقاد وكان الأولى أن يخطأوا أو يبدعوا ـ إن ثبت عليهم ذلك ـ لا أن يتهموا بالشرك وهم قائمون بأركان الإسلام وأركان الإيمان، بل جرت الخصومة ابن تيمية لإطلاق عبارات فهم منها تكفيره لسائر المتكلمين من المسلمين وسائر المخالفين له في الرأي من الفرق الإسلامية.

والغريب أن ابن تيمية رحمه الله يدعو لهجر الكلام والفلسفة وعرض الدين من النصوص الشرعية بينما هو هنا يأتي بشيء لم يؤثر في كتاب الله ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فقد كان النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يدعو الناس إلى الشهادتين ونبذ عبادة الأوثان وتأدية أركان الإسلام كما في حديث معاذ بن جبل في بعثه إلى اليمن وغير ذلك من الأدلة الكثيرة الوفيرة التي لم نجد فيها هذا التقسيم المبتدع.

والسيئ في هذه القواعد الباطلة التي يقعدها أهل العلم كابن تيمية أن لها ما بعدها وكما يقال: (زلة عالِم زلة عالَم) وقد زل بهذا التقسيم عوالم أصبحوا يكفرون المسلمين لوجود أخطاء عقدية فقرنوا بينهم وبين الكفار ولم يحفظوا لهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونقول لهم ما قاله النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لأسامة بن زيد: (ماذا تفعلون بـ: لا إله إلا الله يوم القيامة)؟!.
______________

يتبع باذن الله تعالى.
  #104  
قديم 24-06-2003, 08:45 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

ابن القيم والتكفير!!

بما أن ابن القيم رحمه الله مقلد لابن تيمية ـ فهو تلميذه والناشر لعلومه ـ فلا بد أن يكون في أبحاثه ومؤلفاته تكفير لبعض المسلمين إن لم أقل لكثير من المسلمين وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ابن القيم رحمه الله قد عقد فصلاً في نونيته بعنوان (فصل: في بيان أن المعطل مشرك)!! ويقصد بالمعطلة هنا ما ذكره الشارح الدكتور محمد خليل هراس: بأنهم (الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية والقرامطة والصوفية([75])) فهناك خلط بين القرامطة والأشعرية!! فضلاً عن الخلط بين المعتزلة والقرامطة!!.. يقول ابن القيم ـ رحمه الله وسامحه ـ في قصديته النونية([76]):

لكن أخو التعطيل شر من أخي
إن المعطل جاحد للــذات أو
والمشركون أخف في كفرانهم


الإشراك بالمعقول والبرهان
لكمالها هذان تعطيــلان
وكلاهما من شيعة الشيطان([77])


أقول: فهذا تكفير واضح لجمهور المسلمين فإن الحنابلة قلة سواءً في عصر ابن القيم أو قبله أو بعده وأغلب المسلمين أما أشاعرة أو شيعة أو معتزلة وهم من الذين يؤولون الصفات التي يسميها ابن القيم (تعطيلاً) ولهم حججهم في هذا كما أن للمثبتين حججهم لا يهمني استعراض هذه الحجج أو تلك إنما يهمني أن أؤكد أن تكفير بعضهم لبعض محرم شرعاً والتكفير بلا برهان دليل على قلة العلم وقلة الورع ويؤدي لرمي المسلم بالباطل مع التعصب وضيق العطن ثم قد اتسع مسمى الإسلام لأعراب ومنافقين ونحوهم من أهل الريب والمرجفين فكيف لا يتسع الإسلام للمؤمن القائم بأركان الإسلام وأركان الإيمان إذا عرضت له شبهة أو تأويل في نص ما.

ومثلما بالغ ابن القيم ـ تبعاً لشيخه ابن تيمية ـ في ذم الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والصوفية فقد بالغ خصومه من الأشاعرة خاصة في ذمه وتكفيره ورميه بكل طامة لأسباب كثيرة لكنها لا تبرر لهم تكفيره ومن تلك الأسباب هذه القصيدة التي كفرهم فيها أو لمحّ لكفرهم فألف السبكي (السيف الصقيل) بالغ فيه وردَّ الخطأ بخطأ مثله وكفرّ ابن تيمية وابن القيم ونعتهم بأقسى الألقاب والشتائم وتابعه كثير من الأشاعرة فهم إلى اليوم يكفرون ابن تيمية وابن القيم وابن بطة وغيرهم من علماء الحنابلة أو يبدعونهم وهذا رد للظلم بظلم وكان من آخر هؤلاء المخالفين لهم الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله الذي كفر ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، فغضبنا لذلك وقمنا بتكفير الكوثري وذمه وذم تلاميذه وتبديعهم([78])، فغضب للكوثري وأبي غدة رحمهما الله جمع من تلاميذهما ـ وحق لهم أن يغضبوا لكن لا يحق لهم أن يظلموا ـ فقالوا بتكفيرنا واتهامنا بالتجسيم وتكفير المسلمين وجمود الفهم وما إلى ذلك وهذا كله رد للخطأ بخطأ والظلم بظلم والتعصب بتعصب وهكذا..، وما زالت المعركة إلى اليوم مستعرة، ولو أنصف كل فريق ولم يقدس علماء مذهبه ورضوا بالرجوع لكتاب الله عز وجل وسنة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الصحيحة دون تنطع ولا حب للغلبة بالباطل لارتفع كثير من الخلاف مع وجوب أن يترحم بعضهم على بعض ويعرف بعضهم لبعض حق الإسلام.

ويجب أن نتفهم أن غضب علماء الأحناف كالكوثري وتلاميذه له ما يبرره فقد وجدوا أن الحنابلة سبق لهم أن كفروا إمامهم بل إمام من أئمة المسلمين وهو أبو حنيفة رحمه الله ورأى الأحناف أن الذين كفروه وذموه قد ظلموه إما بالافتراء عليه أو عدم فهم ما يقول أو المبالغة في تعظيم أمور يجوز فيها.

وأقول: يجب أن نتفهم غضب هؤلاء وذمهم لنا لأننا لو سمعنا ـ نحن الحنابلة ـ بأن جامعة من الجامعات تقوم بتدريس كتب فيها تكفير أحمد بن حنبل أو ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب فهل سنقبل بهذا ونقول: (أن التكفير حق وله أصل في الكتاب والسنة)؟! أم نقول: (أنتم لم تفهموا مراد أحمد؟ وأنتم أفتريتم على الشيخ محمد وأنتم وأنتم...)!!.

إذن فالأحناف والأشاعرة والمعتزلة والشيعة يغضبون لعلمائهم وأئمتهم مثلما نغضب نحن لعلمائنا.

فإن قال قائل: إن العبرة ليست بغضب أتباع المذاهب وإنما العبرة بالحق فمن ارتكب مكفراً وارتفعت الموانع وجب تكفيره ولو كان من العلماء عند الناس.

نقول: وهذه حجة الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم ممن وافقهم في تكفير ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم... لأنهم يرون أن الحجة قامت عليهم وارتفعت الموانع...

فإن قلتم: تكفيرنا لأبي حنيفة والأشاعرة وغيرهم كان حقاً وتكفيرهم لأئمتنا كان باطلاً؟

نقول: هذه دعواهم تماماً فعندما ينكر عليهم بعض العلماء تكفيرهم لأحمد أو ابن تيمية أو ابن القيم يأتون بمثل الحجة السابقة.

والصواب ليس مع هؤلاء ولا هؤلاء فأبو حنيفة وأحمد وابن تيمية وابن القيم والأشعري ومحمد بن عبد الوهاب مسلمون مؤمنون لكنهم بشر يصيبون ويخطئون وكذلك الحال في أئمة المعتزلة أو الشيعة مثل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وابن المطهر والجهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان الدمشقي وغيرهم من العلماء هم مسلمون لهم حق الإسلام لكنهم بشر يصيبون ويخطئون بغض النظر عن نسبة الصواب والخطأ هنا.

وليس هناك حجة لنا في تكفير هؤلاء إلا ولهم حجة مثلها أو قريب منها في تكفير أئمتنا والفرق بيننا وبينهم أن حججنا منشورة بيننا دون مناقشة وحججهم منشورة بينهم دون مناقشة فيظن كل طرف أن الطرف الذي ينتمي إليه على حق أبلج وأن الطرف الآخر معه باطل لجلج وأن فيه كل بلية من جهل وابتداع وخبث...

فلذلك نحن نتعجب من ضلالهم وهم يتعجبون من ضلالنا!! ونتعجب من تكفيرهم لنا ويتعجبون من تكفيرنا لهم!! ونتعجب من نفيهم الصفات ويتعجبون من تشبيهنا الله بخلقه!! ونتعجب من ذمهم بعض الصحابة وغلوهم في البعض الآخر ويتعجبون من تقديسنا لبعض الصحابة وذمنا لبعضهم أيضاً!! (وهذا كله له شواهد صحيحة ليس هنا مجال ذكرها).

ونلزمهم بما في كتبهم ويلزموننا بما رأيتم وسترون في كتبنا!! فإن نفوا عن أنفسهم تهمة لا نصدقهم لأن كتبهم تؤكد ذلك!! ونحن لو ننفي عن أنفسنا تكفير أبي حنيفة لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! ولو ننفي عن أنفسنا التجسيم لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! ولو أنكرنا غلونا في علمائنا لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! وهكذا يتعجب كل طرف من الآخر.

وسيستمر هذا التعجب المتبادل إلى أن يراجع المتخاصمون أنفسهم ويعرفون أسباب الاختلاف ثم يجلس المتخاصمون على مائدة واحدة للحوار والنقاش والبحث العلمي الجاد والطويل مع التعاهد على تجرد النية وإخلاصها لله عز وجل وليس للمذاهب والأشخاص والأقطار والتواصي بالحق0

وقد كان الأشاعرة والحنابلة متفقين على ذم المعتزلة وظلمهم وتكفيرهم فعاقب الله هاتين الطائفتين فكفرت السلفية الأشاعرة وأسموهم مخانيث المعتزلة!! وكفرت الأشاعرة السلفية وأسموهم فروخ اليهود والصابئة!! وهذا كله نتيجة للمنهج (الظلمي) الموجود في كتب عقائد الفرقتين، فهذا المنهج الظلمي كالنار (تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله)، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل افترقت السلفية إلى فرق قرأنا كتبهم في تكفير وتبديع بعضهم بعضاً مع ترديد كل طرف للعبارة المشهورة (اليهود والنصارى أخف ضرراً من هؤلاء)!! وهذه العبارة الظالمة كنا نقولها في الفرق الأخرى فلما تواطأنا على هذا الظلم عاقبنا الله حتى أصبحنا نرددها في بعضنا!! وأذاق الله بعضنا بأس بعض لسكوتنا عن الظلم الأول وتبريره والدعوة إليه!!.

فهذا النموذج من التكفير والتبديع والتضليل هو الأعم الأشمل في كتب العقيدة فلا يكاد مبحث يخلو منه فضلاً عن كتاب.



وأخيرا: فهذه النماذج الني نقلناها نقصد بها النصيحة حتى لا يأتي أحد مستغفلاً للتربويين والمسؤولين بكلام قاله ابن تيمية أو ابن القيم أو الشيخ محمد أو البربهاري وغيرهم ممن توسع في تكفير المسلمين، فالمسلمون أكثر من مجرد أفراد نقلدهم ونحصر الدين فيهم.
____________
يتبع باذن الله تعالى .
  #105  
قديم 24-06-2003, 08:49 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

هذا التشخيص فما الخرج؟

المخرج لا يمكن معرفته إلا بعد الإيمان بأن التشخيص صحيح، فإذا تم قبول التشخيص من حيث الجملة على الأقل فيمكن أن نبحث عن البديل والمخرج، أما إن تم رفض التشخيص فلا داعي للبحث عن العلاج!





--------------------------------------------------------------------------------

[1] وهذا لا يعني قصور مقررات الفقه في المرحلة الإبتدائية ولا يعني خلو المقررات المثنى عليها من الملحوظات الطفيفة القليلة التي لا يخلو منها كتاب، لكن مقررات المرحلة الثانوية كانت بحق مفاجأة لي لم أملك إلا الإشادة بها والشكر لمؤلفيها والقائمين عليها، وهذا من أقل واجباتنا نحوهم أن نقول لهم (أحسنتم).

[2] نعني مقررات التعليم واستخدمنا (المناهج) حسب المفهوم الشائع (للمقررات)، وهذا جائز من باب إطلاق الجزء على الكل وإلا فالمناهج أشمل من (المقررات) فهي – أعني المناهج- تشمل الخطط والمقررات والبيئة المدرسية ...الخ.

[3] وهذا ما أهملت المقررات الدعوة إليه بل نجد فيها الهجوم الشرس على كثير من المواطنين من أشاعرة وصوفية وشيعة وأتباع المذاهب الأربعة –كما سيأتي -.

[4] فهو يطال ببغض الجميع وهجرهم وكراهيتهم وهذا خطأ بلاشك، فمسألة المسالم والخادم والزوجة إنما يكفي البراءة من دينه وهي حاصلة بالضرورة مادام أن الشخص المسلم مقتنع بالإسلام ويحكم ببطلان أي دين غير دين الإسلام، وهذا لا يمنع من التلاقي والتعامل المتبادل في العلم والتجارة والتعاون في سبيل رفع الظلم عن المظلومين أو الالتقاء على أهداف عامة يشترك فيها المسلم والكافر كالنواحي الإنسانية والحقوقية والتقدم العلمي والتقني وتبادل المعلومات في هذه الأمور، وأن نؤمن بهذا كمبدأ ثابت لا انتهازية نتخلى عنها عند القوة ونطلبها عند الضعف، ولو رجعنا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنه يتعامل مع الجميع (مسلمين وكفاراً) بالعدل والوفاء والصدق والثبات على المبدأ والتبادل التجاري والالتقاء بالجميع والتفريق بين الكافر الحليف والكافر المحارب قبائل وأفراداً ولو خشية الطول لبسطنا الأدلة والشواهد من السيرة النبوية.

إذن فالبراءة من الدين غير البراءة من الدين وحامله، والبراءة لا تستلزم كراهية الذات الكافرة المسالمة والمعاهدة وكذا القريب والزوجة ونحو هذا، أما الغلاة من المعممين للبراء فهم قد غالوا في تطبيقه على المسلمين الذين لا يوافقونهم في أضيق المسائل الإيمانية والفقهية ولا يتابعهم في آرائهم لذا رأينا متقدميهم يهجرون الإمام أبا حنيفة ويكفرونه ورأينا متأخريهم يفعلون الفعل نفسه مع علماء المسلمين المعاصرين كالقرضاوي والكبيسي والغزالي والطنطاوي وغيرهم ، فهؤلاء الأخوة من الغلاة لم يقتنعوا بولاء العالم المسلم فكيف يقتنعون بأن البراء من الكافر له درجات وتطبيقات مختلفة ؟ أظن هذا من الصعب فهناك تراكمات مذهبية وتاريخية أدت لهذا الغلو في التطبيق وتوحيد الصور في صورة واحدة من أشد الصور تطبيقاً لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليها إلا في حق الكافر المحارب، أحببت الإطالة في هذا الهامش حتى لا يظن أحد أننا نلغي مسألة الولاء والبراءة لكن على التفصيل السابق.

[5] هناك كثير من مراكز البحوث العلمية في الخارج تجمع بين العلم بالإسلام والعلم بالنربية والترفع عن الضغوط المذهبية.

[6] لأن ما كل ما يقوله الكافر باطلاً والحكمة ضالة المؤمن، فما المانع إن نأخذ الحق من كلامهم ونترك الباطل (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، ومن حسن حظ الغلاة أن الولايات المتحدة ركزت على نقد المناهج فهذا سهل لهم اتهام من ينتقد المناهج الآن بأنه مستجيب للكفار! ولو أننا قبل هذا قد حاولنا محاولات جادة _وأقول جادة- للتجديد وأعددنا المنهجية العليمة له من تشكيل الفريق العلمي القوي لما كان للغلاة مدخل في هذا ، وأنا أحمد الله أنني نقدت الغلو في المقررات وفي الدعوة السلفية وفي المذهب الحنبلي قبل هذه الأحداث، بل نقد المقررات كتبناه قبل عشر سنوات من هذه الأحداث، فلعل هذا النقد يكون له مصداقية عند أصحاب القرار التربوي خاصة، فصوتنا بالأمس هو صوتنا اليوم ومعنا بعض طلبة العلم الذين سبقوا لنقد المناهج قبل هذه الأحداث.

[7] أعني أن البراءة تختلف من كافر لآخر، فالبراءة من المحارب تختلف عن البراءة من الذمي أو الزوجة الكتابية أو الخادم... الخ.

[8] سيأتي ذكر النماذج.

[9] البعض يتحرج من وصفنا بـ (الوهابية) مع أن بعض علماء الدعوة أنفسهم كان يطلقها غير متحرج منها، وهي لا تفيد ذماً ولا مدحاً إلا بما احتوى عليه فكرها من خطأ وصواب، فقد نطلقها هنا ليس من باب (الذم) حاشا وكلا وإنما من باب الاختصار، لأننا نرى أن الدعوة السلفية انفردت بمزيد من الغلو لم يكن موجوداً من قبل.

[10] سيأتي ذكر النماذج.

[11] والدليل على ذلك أن نصف ما أدخلوه في (مقررات التوحيد) ليس من التوحيد!! وسيأتي بيان هذا.

[12] راجع مادة (وحد) في معاجم اللغة وقواميسها ومنها لسان العرب لا بن منظور (3/446) – الطبعة الثالثة 1414هـ -طبعة دار صادر- بيروت –لبنان.

[13] مع الضبابية في هذا الكلام فإطراء النبي صلى الله عليه وسلم محمود غير منهي عنه لأن الأصل فيه حسن الثناء،، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نطريه (كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)، فالنهي ليس عن (الإطراء) وإنما عن المماثلة في الإطراء لأن الإطراء المجرد من الغلو هو حسن الثناء وهو محمود في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فقول المقرر (الإطراء في مدحه)! غريب جداً، يدل على أن كاتب العنوان لا يعرف معنى الإطراء ، فالإطراء هو المدح نفسه، وإنما منع من المبالغة حتى يصل لإطراء النصارى لعيسى حتى جعلوه رباً، وعلى هذا أصبحت العبارة (النهي عن الغلو والمدح في مدحه)!

نعم قد يستعمل الإطراء بمعنى المبالغة في الثناء والمبالغة تحتمل الغلو والإعتدال، كالتعظيم تماماً فالمقرر يحث على (تعظيمه صلى الله عليه وسلم) ويعني ذلك التعظيم غير المتلبس بغلو، وكذلك حال (المبالغة)! فلماذا التفريق بين الأمرين؟ فالتعظيم لا يعني بالضرورة الغلو، وكذا فالمبالغة في الثناء لا تعني بالضرورة الغلو، ومن هنا كان يجب أن نعي دلالات الألفاظ.

[14] وهذا من التناقض، علماً بأن التناقض من أكبر سماتنا في العقائد وانتقل هذا التناقض لمقررات التوحيد فيوجد الشيء وضده في معظم الأفكار والأقوال.

[15] ونحن مستعدون لاثبات هذا بمئات الأدلة وقد سقنا منها العشرات في (الجذور الفكرية) كما سيأتي.

[16] ولذلك يبالغون في الإثبات بزيادة ألفاظ كـ (الاستواء بذاته) و (القعود) و (الجلوس) و (الأطيط = أطيط الكرسي)...الخ.

[17] هذه رسالة الشيخ محمد التي عنوانها (القواعد الأربع).

[18] هكذا تركيزهم على (الدعاء) مع أن الآية تنص على (العبادة) كما في قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)!! فقصروا العبادة كلها على الدعاء لأن المسلمين في عهدهم كانوا (يدعون) الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله، وهذا عندهم (شرك أكبر وعبادة لغير الله)، وهذه مبالغة في الانكار أدت إلى (التكفير) ثم الحكم على (جمهرة المسلمين) بالخلود في النار أبد الأبدين واستحلال دماءهم وأموالهم وإنزال جميع الآيات التي نزلت في المشركين عليهم!!.

[19] يعني ونحن يجوز لنا ان نقاتل المسلمين الذين يدعون الصالحين أو يتبركون بهم أو يستشفعون بهم أو يتوسلون بينهم ولا نفرق بينهم وبين الكفار الأصليين.

[20] انظر تاريخ نجد لابن غنام، الصفحات (97 - 203).

[21] والغريب ان المقرر قد أورد (ص35) الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة، وذكر أنه كفر النعمة وهذا أكبر ما نشنع به اليوم على الإباضية الذين نعدهم من الخوارج مع أنهم يعتبرون غيرهم من المسلمين كفار نعمة فقط.. يعني كفرا دون كفر، بينما علماء الدعوة يكفرون المسلمين كفرا أكبر ينقل عن الملة وأصبح (بقية الخوارج) ينكرون علينا تكفير المسلمين.

[22] بل (مسألة الصحابة) كلها ليست من الأصول ولو كانت من الأصول لكان النبي (ص) قد أبلغها لكل من وفد إليه من المسلمين فالوفود كان يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأصول الإسلام من صلاة وزكاة واجتناب للمحرمات ولم يقل لهم (اعلموا أن أصحابي كذا وأفضلهم فلان.... الخ) فهذه الأمور مما أضافها المتخاصمون عبر التاريخ الإسلامي فهي إلى الانتاج التاريخية أقرب منها إلى الانتماء الشرعي.

[23] ويدل على ذلك أن المقرر ذكر ص 96 أن تقليد الكفار منها ما هو كفر (كالبناء على القبور والغلو في المخلوقين) وهذه العبارة منقولة من كتب علماء الدعوة ويقصدون بها المسلمين وهذا ظاهر.

[24] سيأتي مبحث مختصر عن أوضاع العالم الإسلامي قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

[25] سيأتي الكلام على موانع التكفير.

[26] وقد نقلنا معظم هذه الأقوال من كتاب الدرر السنية الذي يعد موسوعة جمعت فتاوى العلماء من أيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أيامنا هذه، والكتاب من الكتب التي تدعمها بعض الجهات الحكومية وسبق أن درسها بعض العلماء في المساجد وتتم الوصية بها بشكل موسع.

فنحن سنكتفي بالإشارة للجزء والصفحة دون ذكر لاسم الكتاب وإذا نقلناه عن غيره من الكتب فسنذكر اسم الكتاب.

[27] وعمدتهم في هذا (بلغنا)!

[28] مع ما في هذا من غلو ظاهر في الشيخ محمد ، فشجرة لا إله إلا الله جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل سبقه إليها سائر الأنبياء عليهم السلام، فلو كانت العبارة (الشجرة التي سقاها محمد بن عبد الوهاب) لكانت أليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم وأليق بمقام الشيخ محمد الذي لا يرتضي هذا الغلو، أما أن نرفع من شأن الشيخ محمد على حساب النبي صلى الله عليه وسلم فكلا وألف كلا.

[29] وهذا تكفير صريح للمسلمين في الدول التي كانت وزارة المعارف تستقدم منها المعلمين، كمصر وسوريا والأردن والسودان وفلسطين ودول المغرب العربي وغيرها.

[30] وقد حاول محشي الكتاب أن يخفف الإطلاق السابق فقال (يعني بالعلو العصرية التي تؤدي إلى الإلحاد وتعليم التمثيل والأغاني والألحان وتعليم الغيب! بالنجوم والكواكب، وعلوم الفلسفة ولا يعني علم طبقات الأرض والطب والهندسة) اهـ مختصراً، وفي قوله هذا أيضاً غلو ظاهر، فليس هناك علوم تعلم الإلحاد ولا علم الغيب، حتى علم الفلسفة لا يعلم الإلحاد فهو بحسب الفيلسوف، ولعلنا نرى اليوم أن من أكبر المدافعين عن الإسلام أثراً وإقناعاً هم الفلاسفة المسلمون.


_________________

يتبع باذن الله تعالى .

  #106  
قديم 24-06-2003, 08:52 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

[31] يقصد أن الخشبات الثلاث واحدة عند الكفار وعند المسلمين مما يؤكد التشبه بالكفار! وقد حاولت أن أتصور شكلاً آخر للمرمى يصلح أن نتفرد به عن الكفار ولم أجد!

[32] هذا من المبالغة في اعتساف النصوص الشرعية للإستدلال بها على التحريم، وهذه سمة غالبة على استدلالات كثير من العلماء سامحهم الله، فالأصل في الأشياء الإباحة وليس التحريم، ولأن تخطيء في التحليل خير من أن تخطيء في التحريم، لأن الأصل هو اليسر والإباحة والتبشير لا التنفير وغير ذلك من يسر الإسلام.

[33] بتحقيق الشيخ بكر أبو زيد.

[34] عالم حنبلي وهو عضو في هيئة كبار العلماء.

[35] عالم حنبلي وهو عضو في هيئة كبار العلماء.

[36] انظر الدرر السنية (10/63).

[37] وقد أثنى عليه الذهبي والسبكي وابن خلكان وغيرهم وهو فقيه ومفسر وأصولي ومتكلم وفيلسوف وطبيب، وله أخطاء كما لغيره أخطاء، لكن ليست من الأخطاء الكفرية كما يقول الشيخ، ولو كان يحسن عبادة الكواكب لذمه هؤلاء، أو ذكروا هذا الكفر على الأقل ولو كفرنا كل من أخطأ لن يبق معنا أحد.

[38] مع أن أغلب خصومه لا يتهمونه بالكفر الأكبر ولا عبادة الأصنام وإنما يتهمونه بالخارجية.

[39] الدرر السنية (1/78).

[40] والغريب أنه في مواضع أخرى ينكر أنه يكفر من لم يهاجر إليه! وهذا ذهول أو رجوع أو مناورة.

[41] مثلما تبادل الشيخ وخصومه البغض مع أنهم كلهم مسلمون وكلهم من أهل السنة، ومثلما تبادل الإمام مالك وابن إسحاق البغض وكلهم مسلمون وهكذا سائر خصومات الاقران لا بد أن يصاحبها بغض لكن هذا البغض لا يجوز أن يدفع صاحبه لتكفير خصومه إلا بدليل ظاهر له فيه من الله برهان.

[42] فمن النصوص في الخوارج (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)! ومن النصوص الخاصة في فئة معاوية ( يدعون إلى النار) و(القاسطون)، فهاتان الطائفتان كان يمكن للإمام علي ومن معه من أهل بدر والرضوان أن يكفرهم بها لو استجاب للحماس الداخلي وظروف المعركة الخارجية، كان يستطيع أن يقول من مرق من الإسلام مروق السهم من الرمية فلن يعود فيه! ومن دعا إلى النار فليس بمسلم، و( أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)، لكن الإمام علي ومن معه من أهل بدر كانوا أتقى لله من أن يعملوا النصوص في غير ماهي فيه من تخطئة البغاة ووجوب قتالهم، وبعد هذا يأخذ عليَّ هؤلاء إعجابي بهذا الإمام العظيم.

[43] الآية محكمة وقد حاول بعض علماء الحنابلة من الشاميين المنحرفين عن علي أن يتفلسف ويزعم: (أن قتال الفئة الباغية لم يأمر الله به ابتداء)! ونسي أو تناسى أن الصلح أيضاً في الآية نفسها لم يأمر الله به ابتداءً أيضاً! وإنما أمر به بعد القتال! فهل يقول عاقل: إن الصلح بين فئتين غير مشروع حتى يقتتلا؟! فإذا كان جامداً على (ظاهرية الآية) فليجمد على ظاهرية كل الآية جميعاً؛ وإن كان يرى (مشروعية الصلح ابتداءً ) ولو لم يحدث قتال؛ لزمه أن يرى (مشروعية قتال الفئة الباغية) ولو لم يحدث صلح، أما أن يجمد على نصف الآية ويترك بقيتها فهذا تناقض يدل على الهوى، وقد يتحقق الصلح بلا سابق قتال، كما أنه قد يتحقق البغي بلا سابق صلح، ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى فئة معاوية باغية ولم يحدث قبلها إلا دعوتها للجماعة، فإما أن يكون هذا هو الصلح المأمور به في الآية في حالة كون الخصم إماماً شرعياً، وإما أن تحقق البغي لا يشترط فيه صلح سابق، وإن استفدنا (مشروعية الصلح) مطلقاً من خارج الآية نستطيع بسهولة أن نستفيد (مشروعية قتال أهل البغي وشاق العصا) من خارج الآية أيضاً، فتبين بهذا وغير أن حبل النصب قصير، وإن دندن حوله علماء أهل الشام!

[44] الدرر السنية (10/113)

[45] إلا إذا كان آباؤه داخلين في الدعوة أو أنهم لم يرتكبوا شيئاً مما نهى عنه الشيخ.

[46] ومعظم هذا يخص الكفار المحاربين لا المسالمين ولا أهل الذمة ولا المعاهدين، فكيف إذا علمنا أن هذا أن المقصود بالمشركين في هذه العبارات -فيما يظهر- المسلمون في الدول المجاورة؟! فإذا أطلقوا (المشركين) فغالباً لا يقصدون الكفار الأصليين وإنما يقصدون المسلمين على الأكثر الأعم، والنادر لا حكم له.

[47] والشيخ عبد اللطيف رحمه الله أقدر فيه محاولاته درء الفتنة والمحافظة على النفوس والأعراض والأموال لكنه رحمه الله يبرر كل موقف يتخذه بالشرع، فيجب قتال سعود بن فيصل بالشرع ! ويجب نصرته بالشرع! ويجب جهاد أخيه عبد الله بن فيصل بالشرع! ويجب نصرته بالشرع! ويجب حرب المفسدين بالشرع! ويجب طاعة المفسدين بالشرع لأنهم متغلبون! وهكذا …، ( راجع الدرر السنية 9/34 وما بعدها)، وهذا يدل على تذبذب في النظرية السياسية، وملامحها الشرعية، وكنت أتمنى لو أن الشيخ لم يحمل الإسلام كل هذه المواقف المتناقضة، وللأسف أن المنظومة السلفية بشكل عام من زمن قديم تعاني من هذا التناقض والتذبذب حتى أنه ليخيل للقاريء أن السلفي يريد أن (يطوّع الإسلام) لما يريد! فما يتفق مع هواه فهو المطلوب شرعاً بل هو التوحيد الخالص وما يكرهه أو لا يعقله فهو المذموم شرعاً! بل هو كفر وردة!!

([48]) والمقصود بالتكفير هنا والتبديع أي التكفير الخاطئ الظالم الذي ننزله على المسلمين أما تكفير الكافر فهذا ليس موطن النزاع بشرط أن تتحقق شروط التكفير وترتفع موانعه وكذلك ذمنا هنا للتبديع والتفسيق واللعن... إنما هو ذلك الذي يقع بظلم وجهل وهو الغالب على هذه الأمور في كتب العقائد.

([49]) صحيح البخاري ـ كتاب الأدب.

([50]) صحيح مسلم ـ كتاب الإيمان.

([51]) سنن الترمذي ـ كتاب البر والصلة، وسنده حسن.

([52]) كما لا يجوز التبديع ولا التفسيق ولا التضليل إلا ببرهان واضح لنا فيه حجة عند الله عز وجل فالتورع عن التكفير أو التفسيق أو الاتهام بالنفاق هو الأصل. ولأن نخطئ في التبرئة خير من أن نخطئ في الاتهام.

([53]) كتاب السنة (1/184 ـ 210).

([54]) مثل قولهم إن مذهب أبي حنيفة رد أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!! فهذا ظلم وكذب، فأبو حنيفة لا يرد أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هكذا رداً بالهوى وإنما له ولأصحابه منهج متشدد في قبول الأحاديث وردها يختلف عن منهج المحدثين، فلا يجوز اتهامه برد أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما يجوز تخطئته في المنهج نفسه، وكذلك الحنابلة عندما قبلوا ذلك وفق وظنوه صحيحاً وفق منهجهم المتساهل.

([55]) كنت أستبعد صدور مثل هذه الأقوال عن أحمد بن حنبل رحمه الله لاشتهار غلاة الحنابلة بالكذب عليه حتى قال بعض العلماء (إمامان جليلان ابتليا بأصحاب سوء جعفر الصادق وأحمد بن حنبل).

لكنني أصبحت متوقفاً في صدور هذه الأقوال عن أحمد لسببين اثنين:

السبب الأول: كثرة النقولات عن أحمد في التكفير حتى أصبحت تقترب من المتواتر عنه خصوصاً في تكفير القائلين بخلق القرآن.

السبب الثاني: خروج أحمد منتصراً من السجن بعد أن ظلم من المعتزلة وسلطتهم وكان لنشوة الانتصار والغضب على الخصوم أثر على حدة الإمام في التكفير والتبديع حتى هجر أمثال علي بن المديني ويحيى بن معين، وللأسف أن أغلب المنتصرين لا يتحكمون في عواطفهم خصوصاً إذا كانت الدولة والعامة معهم فالقلائل من عقلاء الناس يتحكمون في خصوماتهم حتى لا تخرج عن الشرع ولعل من أبرز النماذج الجميلة في تاريخنا نموذج الإمام علي مع الخوارج فرغم أنهم كانوا يصرحون بعداوته ويكفرونه ويسبونه ورغم ورود النصوص فيهم بأنهم (يمرقون من الإسلام) إلا أن الإمام علي كان شريف الخصومة فلم يستغل كل هذا في تكفيرهم وإنما قال: (إخواننا بغوا علينا) وكان يمنحهم حقوقهم كغيرهم من المسلمين ولم يقاتلهم إلا بعد سفكهم الدماء.

لكننا للأسف ننسى عند تخاصمنا هذه النماذج المشرفة فنكفّر ونبدّع ونفتي بإباحة الدماء عندما نجد الفرصة في ذلك فنسيء لهذا الإسلام العظيم الذي هو رحمة للعالمين فضلاً عن المسلمين.

ولا نتذكر النصوص في تحريم التكفير إلا عندما يكفرنا الآخرون!! أما أن كنا الأقوياء فلا نتذكر إلا مواقف بعض أئمتنا الذين كانوا يكفرون خصومهم!! مع الدعاوى العريضة بأن تكفيرنا للآخرين من باب الحرص على الإسلام والعقيدة.. ثم نفاجأ بطلابنا بالأمس ينقلبون علينا اليوم ويكفروننا بالمنهج الظلمي الذي زرعه بعض السلف ودافع عنه معظم الخلف، حتى عاقبهم الله بهذا المنهج نفسه وأذاق بعضهم بأس بعض لتحكيمهم أخطاء بعض السلف وهجرانهم للأدلة الشرعية ومواقف الصحابة الكبار الذين هم أفضل من طبق المنهج الصحيح.

([56]) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/29).

([57]) طبقات الحنابلة (1/47).

([58]) المصدر السابق (1/47).

([59]) طبقات الحنابلة (1/62).

([60]) طبقات الحنابلة (1/156).

([61]) طبقات الحنابلة (1/157). كان النبي (ص) ربما عاد اليهودي في مرضه فكيف لا يجوز أن نعود المسلم الموحد.

([62]) ماذا أفعل بغلاة الحنابلة إن ضعفت رجال الحنابلة قالوا طعنت في رواة المذهب الحنبلي وإن وثقتهم قالوا: كيف تصحح الروايات التي تتهم أحمد بالتكفير وهو من أبعد الناس عن التكفير؟!

([63]) يدل على ذلك قوله في الموضع نفسه: (والواقفية واللفظية جهمية جهمهم أحمد بن حنبل إمامنا وإمام المسلمين)!!.

([64]) طبقات الحنابلة (1/286).

([65]) طبقات الحنابلة (1/343).

([66]) طبقات الحنابلة (1/343).

([67]) طبقات الحنابلة (1/172).

([68]) طبقات الحنابلة (1/280).

([69]) طبقات الحنابلة (1/326).

([70]) مناقب أحمد لابن الجوزي (206).

([71]) مناقب أحمد (208).

([72]) المناقب (ص214).

([73]) كان أحمد رحمه الله يكتب حديث حريز بن عثمان ومروان بن الحكم وغيرهم ممن كان يعلن علياً، بل ثبت أن معاوية كان يلعن علياً ويأمر بلعنه (راجع صحيح مسلم ـ فضائل علي)، فهل هؤلاء كفار عند الحنابلة لسبهم أحد العشرة المبشرين بالجنة؟

([74]) ستأتي في أقوال أخرى للبربهاري تدل على أن الرجل سامحه الله كان جريئاً على دين الله قوَّالاً بالأباطيل والأخبار المكذوبة غفر الله لنا وله.

([75]) شرح نونية ابن القيم (1/27).

([76]) المصدر السابق(2/306).

([77]) المصدر السابق (2/315).

([78]) كما فعلنا بالشيخ أبي غدة رحمه الله إذ قمنا بإذلال هذا الرجل أقصد أبا غدة ومحاولة استتابته ونعتناه بأسوأ الألقاب وحاربناه في رزقه وعلمه وقام بعض السفهاء بالبصق عليه في معرض جامعة الملك سعود قبل سنوات وأتبع البزقة بلعنة!! وهذا نتيجة طبيعية لكتب العقائد عندنا!! التي زرعت في نفوسنا الأحقاد باسم عقيدة السلف الصالح!! ولازلنا مخدوعين بهذه الشعارات ومتناسين نصوص الكتاب والسنة في وجوب محبة المسلم ومعرفة حقوقه ومن أبرزها وأهمها حق الإسلام.
____________

تم بعون الله و فضله .
  #107  
قديم 25-06-2003, 12:30 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ونكمل المشوار

لنظهر الحق
وليكون هذا الموضوع كما قال تعالى :
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
(37) سورة ق

إلا أن يكون أولئك ممن قال تعالى فيهم :
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
(179) سورة الأعراف

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #108  
قديم 25-06-2003, 12:35 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

باب
لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله


وقول الله تعالى : ( لا تَـقُم فيه أبداً ) الآية.

عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال : نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا: لا. قال: ( فهل كان فيها عيد من أعيادهم)؟ قالوا: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم ) رواه أبو داود، وإسنادها على شرطهما .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير قوله : ( لا تـَقُم فيه أبداً ) .
الثانية : أن المعصية قد تؤثر في الأرض، وكذلك الطاعة.
الثالثة : رد المسألة المشكلة إلى المسألة البيِّنة ليزول الإشكال.
الرابعة : استفصال المفتي إذا احتاج إلى ذلك.
الخامسة : أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به إذا خلا من الموانع.
السادسة : المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية ولو بعد زواله.
السابعة : المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم ولو بعد زواله.
الثامنة : أنه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة، لأنه نذر معصية.
التاسعة : الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده.
العاشرة : لا نذر في معصية.
الحادية عشرة : لا نذر لابن آدم فيما لا يملك.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #109  
قديم 25-06-2003, 12:35 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

باب
ما جاء في الذبح لغير الله


وقول الله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شر يك له) الآية، وقوله: ( فصل لر بك وأنحر) .

عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : ( لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن ووالديه. لعن الله من آوى محدثاً، لعن الله من غير منار الأرض) رواه مسلم .

وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب ) قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟! قال: ( مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما قرب ، قال: ليس عندي شيء أقرب ، قالوا له : قرب ولو ذباباً، فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل، فضربوا عنقه فدخل الجنة) رواه أحمد .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير ( إن صلاتي ونسكي ).
الثانية : تفسير ( فصل لربك وأنحر).
الثالثة : البداءة بلعنة من ذبح لغير الله.
الرابعة : لعن من لعن والديه، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك.
الخامسة : لعن من آوى محدثاً وهـو الرجـل يحـدث شيئاً يجـب فيه حق لله فيلتجيء إلى من يجيره من ذلك.
السادسة : لعن من غير منار الأرض، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك في الأرض وحق جارك، فتغيرها بتقديم أو تأخير.
السابعة : الفرق بين لعن المعيّن، ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم.
الثامنة : هذه القصة العظيمة، وهي قصة الذباب.
التاسعة : كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصاً من شرهم.
العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل، ولم يوافقهم على طلبتهم، مع كونهم لم يطلبوا منه إلا العمل الظاهر.
الحادية عشرة : أن الذي دخل النار مسلم، لأنه لو كان كافراً لم يقل: ( دخل النار في ذباب).
الثانية عشرة : فيه شاهد للحديث الصحيح ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).
الثالثة عشرة : معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #110  
قديم 25-06-2003, 12:36 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

باب
من الشرك النذر لغير الله


وقول الله تعالى : ( يوفون بالنذر) ، وقوله : ( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه) .

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ).

فيه مسائل :

الأولى : وجوب الوفاء بالنذر.
الثانية : إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك.
الثالثة : أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م