من الدرر البهية في الوصايا الجامية
من الدرر البهية في الوصايا الجامية :
يقول المرشد المربي سيدي الشيخ أحمد جامي حفظه الله
1-سيف الشريعة الطاهرة مسلط على عاتق المؤمنين , فاذا لم يتقيد بالاوامر والنواهي الشرعية , فان سيف الشريعة يقطع عزته ويسلمه الى نفسه الامارة بالسوء والعياذ بالله تعالى , فيضيع عمره بالمخالفات , ويكون مثله مثل البهائم التي تأكل وترعى في المرعى ثم ترجع الى المأوى وسبب ضياعه عدم صحبته للمرشدين .
2- العلم نوعان , كسبي و وهبي , أما الأول فتحصيله يكون بالاجتهاد والمثابرة , والثاني طريقه تقوى الله والعمل الصالح , وهذا العلم يسمى العلم اللدني قال تعالى : { وعلّمناه من لدنّا علما } وهذا العلم النافع يهبه الله تعالى لمن يشاء من عباده المتقين وإليه أشار الإمام الشافعي رحمه الله بقوله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي****************فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرني بأن العـلم نور****************ونور الله لا يهدى لعاصي .
3- نظر الرجال إلى النساء , ونظر النساء إلى الرجال ,يذهب الحياء من الوجه , ويطفئ نور الإيمان من القلوب وفي الحديث : [ النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ] هذا السهم يدخل القلب عن طريق جارحة البصر , لذلك أمر الله المؤمنـين والمؤمنات بغض البصر فقال :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } وقال { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن }.
4- السير والسلوك ليس بالكلام بل بالقلب , وعلامته :
(1)- التمسك بالشرع ظاهرا وباطنا .
(2)– الأخذ من الدنيا بمقدار الحاجة , لأن التقكر في أفعال الله وصفاته يمنع الأشتغال في الدنيا أكثر من الحاجة قال تعالى : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا } وترك العمل في الدنيا ليس دليلا على عدم محبتها ,بل هو مغـاير للشرع الشريف , فيجب العمل فيها بمقدار الحاجة مع عدم التعلق القلب بها إقبالا وإدبارا.
5- التوحيد في العبادة معناه : إفراد المعبود بالعبادة , وإذا ثبت عند المريد التوحيد فإنه لا يتعمد فعل المعصية , وإذا وقع فيها فإنه يتوب ويستغفر ويرجع ويكاد أن يذوب حياءً من الله عز وجل , فإذا لم يشعر بذلك ولم يكترث بفعل المعصية فعليه أن يقوي إيمانه بكثرة الذكر وتلاوة القرآن الكريم
وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا فعل ذلك عظمت خشية الله في قلبه بإذن الله تعالى وعندها يستحي من الله إذا وقع في معصية أو غفلة.
|