الأمير عبد الله وزيارته للأسواق

[واحد من الناس]

قرأت لك ما يلي لماذا الأسواق والمطاعم

إن كان الأمير عبد الله يحب تفقد أحوال الرعية فهناك أماكن كثيرة تستحق التفقد وهناك طرق أخرى للتفقد. أما أن يقضي خمس ساعات في الأسواق الفخمة ومعه هيلمان من الأمراء والشرطة والمباحث والإعلام وتغلق من أجله الطرق وتتحول القضية لمهرجان دعائي ومشروع تمشية في السوق فهذا أمر نعتقد أنه لا يمت للتفقد بصله. كان بإمكان الأمير عبد الله أن يكلف الفنيين بأن يصلوا الكاميرات المركبة في هذه المراكز التجارية بشاشات في مكتبه ويستطيع التفرج على السوق ويتعرف على أحوال الناس ويعفي الناس إغلاق الطرق خلال جولته. وإن كان الأمير عبد الله جادا فهناك حارات كثيرة في الرياض وغير الرياض لا تختلف كثيرا عن أدغال أفريقيا ومجاهل اندونيسيا وهناك مستشفيات لا يستطيع المرء الدخول إليها بسبب زحمة المرضى والروائح الكريهة وسوء الخدمة وهناك مدارس يمشى فيها الطلاب على مياه المجاري ويفترشون الأرض إن لم يشتروا الكراسي من مال آبائهم وهناك مؤسسات حكومية تجعل التعامل مع المواطن إهانة منظمة وروتينية وهناك محاكم ملئية بالفوضى والتلاعب بالشريعة وهناك طرق تقتل من الناس أكثر مما تؤمن المسالك وهناك وهناك مما يستطيع الأمير عبد الله الوصول إليه. وإن كان الأمير عبد الله جادا فبدلا من أن يظهر بمشلحه ووفده الضخم وهيلمان الأمن والإعلام كان عليه أن يصل المستشفى كمريض متنكر أو يدخل المدرسة كولي أمر لأحد الطلاب أو زائر ويدخل المؤسسة الحكومية كمراجع ويأتي للمحاكم وكتابة العدل كمتظلم أو خصم، وإن فعل ذلك يكون تفقد الرعية فعلا. لفته أخيرة لمرافقي عبد الله أن ينبهوه حتى لا يكرر خطأه الفادح بالأكل من ماكدونالد أمام الكاميرات في زمن المقاطعة ونعتقد أن عبد الله ليس بالذي يستوعب خطورة الظهور بهذا المظهر ونرجح أنه تصرف عفوي.