حكم الاسلام في القومية و الوطنية

[عدنان حافظ]

جب الوطن هو بالتأكيد من الإيمان.
هو أمر فطري.
ولكن بعض المعتوهين يؤلونه على مزاجهم ليحرموه. حب الوطن لا يعني التعصب الإقليمي وكره من لا ينتمي إلى هذا الوطن.
ومفهوم "الوطنية" الذي يتكلم عنه حزب التحرير لا يتطابق مع مفهوم "الوطنية" كما هو مستعمل فعلاً في بلاد الشام ومصر وغيرها، بل ربما هو غريب في بعض بلاد العرب التي لها تاريخ سياسي ثقافي مختلف، فليس من حق أهل هذه البلاد أن يفرضوا مفاهيمهم على بلاد أخرى لأن ما تسميه في المغرب العربي "هريسة" نقيض لما تسميه في الشام بنفس الاسم، فالأول حاد جداً يمكن أن يسبب مشاكل وبواسير بينما الثاني من أنواع الحلوى!
فيأتي واحد مثل أصحابنا من حزب التحرير ويقول لأهل الشام مثلاً: لا تأكلوا الهريسة لأنها تسبب البواسير!
يغير تعريف الكلمة ويبقي على اسمها ثم يعود فيحاكمها وفق تغييره ويشمل بالحكم التعريف القديم وهذا خطأ منطقي واضح لا يقع فيه إلا من كان بدائي التفكير من أمثال حزب التحرير الذي تفكيره في غاية البدائية والتخلف العقلي(ليس هو أسوأ ما في الساحة فثمة من هو يساويه في البدائية ويزيد عليه أن حزب التحرير يكتفي بالثرثرة فقط بينما هؤلاء ينفذون أفكارهم المعتوهة بالعنف ويقتلون عباد الله ظلماً وعدواناً)
وهذا ما أتانا به حزب التحرير في موضوع الوطنية:
ففي مصر والشام تعني الوطنية الدفاع عن الاستقلال في وجه الاستعمار.
لذلك كان عرابي وأصحابه مثلاً يسمون"الحزب الوطني" ومصطفى كامل نصير الخلافة العثمانية وعدو الإنجليز هو والشيخ جاويش ومحمد فريدأيضاً سموا حزبهم "الحزب الوطني".
وكل من ثار ضد الاستعمار سمي "حركة وطنية".
فجاء حزب التحرير وأطلق على الإقليمية المتعصبة اسم "وطنية" ولكنه استعمل هذا التعريف الجديد في إدانة الوطنية بالمعنى الأول الذي لا شك أنه إيجابي ومحمود، فصار التباس وما عاد هناك تمييز بين الملك عبد الله بن الحسين الأردني العميل الذي يقول"الوطن أولاً" وبين أحمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد الأشمر وثوار الجزائر الذين هم عند شعوبهم من كبار الوطنيين.
أنا أنصح حزب التحرير إن لم يحل نفسه أن يكف عن الكتابة إذ يقوم بالتشويش ويدعم آراء بعض المجرمين ممن لا يريد هو دعمهم من غير أن يقصد.