حقائق مؤلمة من داخل السجون السعودية ..!!

[الوافـــــي]

هذا ما كتبه أحد التائبين من الفكر التكفيري
والعائدين إلى حياض الإسلام الصحيح

---

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فإني أحمد الله جل وعلا على هدايته لي ونعمه الظاهرة والباطنة ، والمؤمن في هذه الدنيا متعرض للبلاء والمحن ، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والحمدلله الذي منَّ علي مع بعض الأخوة بالخروج من المعتقل ، بعد أن قضينا فيه فترة كانت هي الأقوى في حياتنا ، ولكن ولله في ذلك الحكمة البالغة ، ولا أخفيكم أنني قد تبت توبة صادقة سائلاً الله جل وعلا الثبات على دينه حتى الممات وأن أكون سبباً في هداية البعض وإرشادهم وبيان طريق أهل السنة والجماعة ، وهذا ماعاهدت الله عليه بأي طريقة كانت وبأي أسلوب كان ، وخاصة بعد أن سلمت نفسي للجهات الأمنية واعترفت بالكثير من المعلومات المهمة التي قادت إلى بعض الخلايا الموجودة في هذه الدولة وتم القبض عليها في أقل من (24) ساعة بفضل الله تعالى .

الأخوة الكرام قدر الله أن أكون واحداً ممن تلوثت أفكاره بالقدح في الحكام وبيان أخطاء الحكومة أولاً ، ثم تدرجت حتى أصبحت تكفيرياً حتى كفرنا بعض أعضاء هيئة كبار العلماء أعاذنا الله وأياكم من ذلك ، ثم أصبحت جندياً مطيعاً لتنظيم القاعدة خلال سنواتٍ خلت ، نقوم بالتجنيد وبالتنسيق وبجمع الأموال ، وغير ذلك من الأشياء التي كنا نحسب أن فيها العزة والنصرة لدين الله جل وعلا.

لا أخفيكم أن لدي الكثير من الكلام وخاصة عن القصص والمواقف التي حصلت في السجن مع السجناء ومع الضباط ومع بعض الدعاة من لجنة المناصحة ومع أقاربي كثيرة جداً وقد لايتسع الوقت لذكرها في هذا المقام وقد لايكون من المناسب نشرها في هذا الوقت بالتحديد.

ولكن لعلي في هذه الصفحة أبين بعض الأشياء التي عرفتها من خلال بقائي في السجن وبالأخص مع لجنة المناصحة الذين ساهموا في إزالة الكثير من الشبه من رأسي ومن رأس غيري أو من خلال بعض الحقائق التي أكتشتفتها وصدمت بها ، وفي هذه المقالة بالتحديد سأركز على التنظيم وفكره وأقول وبالله التوفيق ومنه الإعانة والسداد:

1- أن غالب الشباب الذين رأيتهم في السجن وتم تجنيدهم لصالح تنظيم القاعدة هم من صغار السن وبداية ذلك عن طريق بعض الأشرطة المناسبة لسنهم ومستوى أفكارهم والتي تتحدث عن الجهاد وفضل الجهاد والممزوجة مع الأناشيد الجهادية مع الصور وخاصة التي تنشر عبر شبكة الأنترنت فهذه لها دور فعال وخطير وقد ساهمت في تأجيج مشاعر الشباب ، لاسيما في وقتنا الحاضر.

2- هناك من تغيرت أفكاره بحمدلله سبحانه وتعالى وخاصة في مسألة إخراج المشركين من جزيرة العرب ومسألة الموالاة ومظاهرة الكفار وخاصة بعد المناقشة والحوار العلمي الذي دار في السجون والدورات العلمية التي أقيمت والبعض مازال على فكره وغيه لايريد أن يقبل كلام أهل العلم والحجج العلمية التي ردت الكثير من الشبه التي كنا نعتقدها في السابق.

3- صُدمت وصُدم غيري عندما عرفت أن البعض ممن يدعم هذا الفكر معنوياً ومادياً هم بعض المشايخ (.....) من هذه الدولة وللأسف الشديد ، يتظاهرون بالضد وهم سبب البلاء والمنحة ولا أنسى أن أحد المقبوض عليهم قال: ذهبت مع أحد المجاهدين إلى الشيخ .... قبل تفجير القنصلية الأمريكية بجدة وقال له الجهادي الذي يعرفه أكثر مني إن فلان وهو يقصدني يريد الجهاد في العراق ، فقال العراق ليس بحاجة لك بل عليك بالجهاد مع إخوانك هنا في دولة الكفر، وهذا الشيخ وللأسف الشديد مازال يؤز بالكثير من الشباب إلى داخل السجون وهو مع زوجته وأبناءه وأحبابه ومنظري هذا الفكر ويتظاهر أمام ولاة الأمر بمحبتهم وبالتنديد بهذا الفكر ، وهذا الأمر أثبت في محاضر التحقيق وأسأل الله أن ينتقم منه وأن يفضحه على رؤوس الأشهاد عاجلاً غير آجل كما غر بالشباب، أنتهى.

4- مايزال الكثير من الشباب في السجون يتألمون مما حصل لهم ويرفعون أكف الضراعة ليلاً ونهاراً بالدعاء على من تسببوا لهم في هذه الفتنة وهم من أفتاهم بالسر وهيجهم ومازالو أحراراً وطلاقاء في سعة وفسحة.

5- أن غالب من يمول تنظيم القاعدة عن طريق أخوة بعض السجناء من التنظيم والذين مازالو يعتقدون كفر الدولة وكفر المؤسسات فيها وعن طريق بعض النساء اللآتي يجمعن التبرعات باسم الدعوة ودعم مواقع شبكات الأنترنت وغير ذلك ، وعن طريق بعض المنظمات خارج هذه البلاد.

6- لم أكن أصدق يوماً من الأيام أنني سأرى مجموعة قد زاغت قلوبهم يرون إعتقاد كفر العلماء أمثال سماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين ، نسأل الله العافية والسلامة.

7- سيصدم الكثير من الشعب السعودي عند إعلان أسماء الممولين للتنظيم وأسماء المفتين للتنظيم والطرق التي تم بها تجنيد الشباب في هذه الدولة ، طبعاً سيكون ذلك موثقاً إن شاء الله وهذا ماعلمناه. وسيكون لها وقعٌ وأثرٌ كبير على الشعب السعودي بشكل خاص والعالم بشكل عام.

8- غالب هم من السجن من الصغار كما أسلفت لكم ومن الجهال الذين يسهل تمرير أي مخطط عن طريقهم.

9- إكتشفت أن الأمر أكبر من قتل الأمريكي وإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ،بل الأمر يتعلق بتفجير المنشآت التحتية وتفجير الجسور والمباني الكبيرة والمنشآت الحكومية وهذا أثبت أيضاً في محاضر التحقيق مع أشرطة الفيديو التي تبين ذلك بالخرائط ، وهذا يعطي دلالة واضحة على أن تنظيم القاعدة يسعى لتحويل هذه الدولة كعراق أخرى أو كأفغانستان.

10- ألتقيت ببعض مما كان يراسلني على البريد من أفراد التنظيم ، حيث قبض عليهم في مداهمة كانت في منطقة القصيم .

11- رأيت من لايرى البيعة لولاة الأمر في هذه الدولة فهو قد بايع أسامة بن لادن ويعلن ذلك دون خوف أو تردد.

12- مُكنت من رؤية الوالد والوالدة وإخواني وأخواتي في السجن ، ولا أخفيكم أن الزيارة الأولى كانت مليئة بالحزن والهم والغم ، والألم يعصر والدي خاصة ، لأنهم لم يشعروا يوماً أن أكون مفسداً وأن أكون داعية للفساد في هذه الدولة ، ولكن الحمدلله على قضاء الله وقدره.

13- رأيت أيضاً ممن قبض عليهم من أفراد التنظيم على علاقة مباشرة بسعد الفقيه بالإتصال والتوجيه ، وقد أثبت هذا أيضاً ، والعجيب أن بعضهم يكتب في الشبكة بأسماءمستعارة.

14- رأيت من يعتقد كفر والده لأنه رجل أمن في الدولة ، وآخر يرى كفر بعض إخوته لأنهم رجال أمن في الدولة.

15- علمت أن التنظيم كان ينوي تجنيد النساء وذلك للقيام بالعمليات الإنتحارية ، وقد تم بالفعل تجنيد بعض النساء ولكن بفضل الله تعالى تم القبض عليهن ، وهذا التجنيد له أهدافه وأسبابه وأعتذر عن الإطالة فيه.

16- هناك من تظاهر بالتوبة وأعلن عن رفضه لهذه التفجيرات وهذا التنظيم ، وتم إخراجه من السجن ، ولكن للأسف الشديد أنظم مرة أخرى للتنظيم ومن آخرهم جفال رفيع الشمري ، الذي أدعى في السجن أنه تاب من فكر تنظيم القاعدة ، وبعد أن خرج انظم إلى التنظيم وتوجه إلى بقيق للقيام بالعملية الأخيرة.

17- هناك فكرة مطروحة علي أنا وبعض الأخوة الذين أفرج عنا للخروج عبر شاشات التلفزيون للتحدث عن واقعنا وتجربتنا مع التنظيم وقد أبدينا المواقفة ، وإن شاء الله سترون أخوكم وصلاوي23 قريباً بشحمه ولحمه.

18- الجهود التي قامت بها الدولة داخل السجن تشكر عليها ـ لامن ناحية تمكينها من زيارة الأهل ولا من وقفتها الإعانات المالية للسجناء ولأهليهم ، أقول هذا الأمر لأني لماسته بنفسي شخصياً.

وهذا من فضل الله تعالى ، أخيراً ، هذه بعض الخواطر والكلمات التي أردت أن أبتدأ بها معرض كلامي في الساحات ، حيث عزمت على الكتابة من جديد في الساحات وبأسلوب غير الأسلوب التكفيري الذي كنت عليه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أخوكم وصلاوي23

منقول من الساحات

---

التعليق

الحمد لله الذي أنعم عليه بالعودة إلى الحق وإلى جادة الصواب
ونسأل الله أن يثبته على ذلك