قرار وزارة التربية بالغاء تخصص الشريعة الاسلامية في الثانويات يثير ضجة في الجزائر

[fadl]

Mankool
Almasdar: Al-quds Al-araby, online

قرار وزارة التربية بالغاء تخصص الشريعة الاسلامية في الثانويات يثير ضجة واسعة في الجزائر
2005/05/19

طلبة وشخصيات واحزاب سياسية تضغط للتراجع عن القرار الاستفزازي
الجزائر ـ القدس العربي من مولود مرشدي:
مازالت الزوبعة التي اثارها قرار وزارة التربية الجزائرية بالغاء تخصص الشريعة الاسلامية في الثانويات بداية من الموسم الدراسي القادم يثير الجدل الحاد في وقت تسعي فيه الوزارة الي التخفيف من وقعها علي الاوساط الطلابية وخاصة في المعاهد وجامعات الشريعة الاسلامية.
ووجد وزير التربية ابو بكر بن بوزيد نفسه في حرج كبير بعد اعلانه بداية الاسبوع عن الغاء فرع الشريعة الاسلامية كتخصص مستقل في الثانويات برفقة ستة تخصصات اخري مما استدعي منه تقديم توضيحات لطمأنة وتفادي حدوث الانزلاق.
ورغم تطمينات الوزير فان ذلك لم يمنع طلبة جامعة الامير عبد القادر للعلوم الاسلامية بمدينة قسنطينة (عاصمة الشرق الجزائري) وهي اهم قطب لتدريس اصول الدين والشريعة في البلاد من التعبير عن سخطهم علي القرار حيث يواصل طلبتها اعتصامهم في ساحاتها مانعين كل تدريس بها احتجاجا علي قرار الوزارة الذي اتخذ في نظرهم دون اية استشارة.
واكد المحتجون ان امرا بهذه الاهمية يخرج عن صلاحيات الوزارة بل انه قضية تهم البرلمان بسبب حساسيته وتداعياته وهو الاخير الذي سيحسم فيه.
وقد استدعي الاحتجاج تدخل قوات الامن لابطال الاعتصام باستخدام القنابل المسيلة للدموع والقوة العمومية لاعادة فتح الجامعة التي تعد رمزا لعلوم الشريعة وشهدت مرور الفقيد الامام محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي كمدرسين بها.
وكان يمكن للضجة ان تقف عند جدران هذه الجامعة لولا ان شخصيات واحزابا سياسية تدخلت واعتبرت المسألة تتجاوز صلاحيات الوزارة والوزير ابو بكر بن بوزيد نفسه والذين اعابوا عليه اتخاذ القرار دون استشارة في قضية تهم الشعب الجزائري باكمله.
وبالنظر الي تداعيات هذا القرار فقد اضطرت الوزارة الي توجيه توضيحات الي مختلف الصحف في بيان مطول ضمنته الاهداف المرجوة من هذا الالغاء قالت فيه ان الهدف من هذا البيان تقديم توضيحات لتفادي كل جدل وكل نقاش يستمد اسسه من قضايا لا اصل لها في منطلقها.
واكدت ان الغاء التخصص في العلوم الشرعية في الثانويات يندرج ضمن خطة واسعة لاصلاح المنظومة التربوية في الجزائر والتي سيشرع في تطبيقها في مرحلة التعليم الثانوي بداية من العام الدراسي القادم. وقد اتهم البيان جهات دون ان يحددها بالاسم بـ تلفيق الالتباس وتصعيد الوضع عن قصد او عن غير قصد حيث انها لا تميز بين العلوم الشرعية كتخصص وبين التربية الاسلامية كمادة . وجاء اصدار هذا البيان اول امس مباشرة بعد اللقاء الصحافي الذي عقده وزير التربية الذي قلل من اهمية الاحتجاج وقال ان الامر لا يعدو ان يكون زوبعة في فنجان. ولكن الوزارة وجدت نفسها في حرج عندما قررت امس تنظيم لقاء صحافي آخر اشرف عليه ابراهيم خلاف مدير مكتب الوزير الذي اعاد علي الصحافيين حقيقة المسعي وأكد انه ليست هناك نية في الغاء الشريعة من التعليم في الجامعة الجزائرية وانما الغاؤها فقط كتخصص مستقل في الثانويات وقال ان الجدل المثار ليس له أي مبرر .
غير ان طلبة المعاهد وجامعة العلوم الاسلامية بقسنطينة علي وجه خاص اكدوا ان الامر يهدف في جوهره وعلي المدي الطويل الي تجفيف مصادر تزويد هذه المعاهد بالطلبة في تخصصات علوم الشريعة واصول الدين.
وهذه القناعة اكد عليها رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي اعتبر ان القرار سيؤدي مع الاعوام الي غلق جامعة العلوم الاسلامية بقسنطينة وكل المعاهد الاخري في مختلف المناطق . وحتي حزب حركة مجتمع السلم حمس الذي يترأسها ابو جرة سلطاني والعضو في الائتلاف الحكومي خرجت عن صمتها من خلال بيان اكدت فيه عزمها توجيه سؤال الي وزير التربية امام نواب البرلمان بعد غد الاحد بمناسبة عرض رئيس الحكومة احمد اويحيي لبرنامج حكومته وحصيلتها السنوية. واعتبرت الكلتة البرلمانية لهذا الحزب ان القرار استفزازي واتخذ دون أي تشاور حكومي علي اعتبار ان وزير التربية عضو قيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الحكومة احمد اويحيي.
ولكن موقف حركة الاصلاح التي يقودها عبد الله جاب الله كان الاعنف عندما اعتبر ان القرار عدوان علي العلوم الاسلامية وبالتالي علي عامة الشعب الجزائري. وذهب الي القول ان القرار لا يمكن اخذه بمعزل عما حدث في القاعدة العسكرية الامريكية في غوانتانامو في تلميح الي تدنيس القرآن الكريم من طرف محققين امريكيين في القاعدة المذكورة.
ومن جهته اكد المجلس الاسلامي الاعلي الذي اجتمع برئاسة رئيسه الشيخ ابو عمران ان القرار اتخذ بشكل انفرادي ودون استشارة المجلس. واكد ابو عمران ان وزارة التربية ألغت العلوم الشرعية في وقت نحن في امس الحاجة الي تطويرها وتحقيق الفهم الصحيح للاسلام .
وفي محاولة لابطال قرار الوزارة تم الكشف قبل يومين عن تشكيل تنسيقية الكليات الخمس (قسنطينة والخروبة بالجزائر العاصمة وباتنة ووهران وادرار) للشريعة الاسلامية بهدف تنسيق مواقف طلبتها للضغط علي وزارة التربية من اجل دفعها الي التراجع عن قرارها.