مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 16-02-2004, 12:09 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي كلهم أبناؤنا! - عدلي صادق

عدلي صادق

كانت مجالس العزاء، في حي الشجاعية، في مدينة غزة، تعكس روح شعبنا في كل مكان. وبقدر ما هي جرائم الإحتلال، بشعة وموغلة في الفاشية، فإن الروح الفلسطينية، التي خفقت في مجالس العزاء؛ كانت جميلة وواعدة، ليس أكثرها تكثيفاً للتحدي، من تقديم الشراب بطعم الفاكهة، مع القهوة العربية، للمعزين!
فتية يافعون، خرجوا من منازلهم، للتصدي للتوغل في الحي، بالدبابات. كان إسماعيل محمد أبو العطا، من بينهم، وهو أحد الذين سقطوا علي طريق الاستقلال والحرية. وعلي الرغم من فُجائية التوغل، ومن فُجائية التصدي، ومن ثم فُجائية الاستشهاد، كان اسماعيل قد أعد وصيته، في شريط فيديو، وأبلغنا الأمانة. وفي مجلس العزاء، قُدم الشراب الحلو، الي جانب القهوة المُرّة. الأولي للتعبير عن الفخر، بالشهيد، والثانية في السياق المرير، لهذه المعركة الممتدة. واحدة ترمز الي التعلق بالحياة، والآخري للتفجع بالموت، وبأكلاف انتزاع الحق الفلسطيني، في الحياة!

ہ ہ ہ

أما محمد الصغير الكبير، نجل أخينا أبو ماهر فقد هيأ نفسه للحياة، وللمضي في دراسته، مثلما تهيأ للتحدي الذي تعجز عنه الجيوش. فهو النبيه المتفوق، في مدرسته، وهو الرياضي، سباحة وألعاباً أخري، وهو الممتشق للبندقية، التي يريدها العدو، وسيلة ضرورية، لأبنائنا، لكي يدفعوا الموت عن أهلهم وعن أنفسهم، ولكي يسجلوا براهينهم، علي أن هذا الشعب، جدير بالحياة الكريمة. ولم يكن وارداً في خاطر الشهيد محمد، وهو يتصدي للقتلة، أنه يسجل لأبيه، بياناً وافياً عن بيئة منزلية، لقيادي فتحاوي أعلت من شأن الكرامة الوطنية، التي يهون الإبن، وتهون النفس، علي طريقها!
قال لي أخي أبو ماهر أن والدة الشهيد، عندما عادت من زيارة ابنها، ليتزامن دخولها الي المنزل ـ بالدقيقة ـ مع دخول ابنها محمولاً، قبل تشييعه. سألها سريعاً: مَن الذي قام بتربية محمد، أنا وأنت، أم غيرنا؟! ردت بأنها هي وهو. فقال لها ما بمختصر إيماني بليغ: إذن، استشهد الفتي، في السياق الطبيعي للأمور!

ہ ہ ہ

أيمن الشيخ خليل، كان حاضراً في المواجهة، بتاريخ حي الشجاعية المناضل، وبسيرة عائلة أنجبت الكثير من الشهداء. وسقط مع الكوكبة الأخيرة، شباب آخرون، من الحي نفسه: هيثم ربحي عابد، ومحمد عايش العجلة، ومهدي زيدية، وأكرم عقيلان، وأشرف حسنين، وعامر الغماري. وكان لمخيم الثورة جباليا، من يمثله في هذه الكوكبة، من خلال الشهيد هاني أبو سخيلة، مثلما كان مخيم البريج حاضراً من خلال أحمد كمال أبو عرمانة. وبالطبع، كان لكل من هؤلاء الأبطال، ألف حكاية! جميعهم أبناؤنا، مثلما قال لي أخي أبو ماهر الذي كانت ملاحظته، أن سقوط نجله محمد، يعمق صدقية هذه العبارة، عندما نرددها: كلهم أبناؤنا، وفلذات أكبادنا.
فهؤلاء هم الذين جسدوا وحدة المقاومين، ويجسدون بدلالات سقوطهم معاً، بعد أن خرجوا من بيوت عدة، وحدة هذا المجتمع، ووحدة كادراته الذين لم يتأخروا عن الحدث، ووحدة الهدف الفلسطيني، ووحدة المكان!
كنت أتمني لو أن عائلة أي شهيد من الفتية الصغار دون الخامسة عشرة، لم تلجأ الي المونتاج التصويري، لكي تنتج ملصقاً للفتي وهو يحمل البندقية. فالملصق سيكون أعمق أثراً، لو أنه جاء للتلميذ حاملاً حقيبة المدرسة. لكنها إرادة التحدي الفلسطينية، التي لم يعد يهمها أن يقول الماكرون الأعداء ما يقولون. فقد أصبحنا لكثرة الفواجع، جاهزين لأن نذهب بأنفسنا، الي المعني الذي يريدونه، وهو أننا جميعاً مقاتلون. ليكن ذلك، وليكن المونتاج، لاستبدال حقيبة المدرسة، بالبندقية. هكذا يريد ذوو الشهيد الصغير، طالما أنه قد سقط، ولم تحمه براءته، ولم تشفع له حقيبته، ولا نعومة أظفاره!
شبابنا في مدن وقري ومخيمات الضفة، عاشوا حدث الشجاعية، لأن الجدار العنصري، والحواجز، لم ولن تنجح في تقسيم الروح الفلسطينية، ولا الي تحويلها الي جزيئات. فالمدن والقري والمخيمات كلها، حضرت في رفح، وفي الشجاعية، وفي جنين، وفي بلاطة، وفي طولكرم ومخيمها وقراها، وفي الخليل وقراها، وفي سائر الوطن، وحيثما يوجد الفلسطيني، من النهر الي البحر. فكل الشهداء أبناؤنا، من أي مكان في هذا الوطن، ومن أي فصيل أو حركة فيه!
9
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م