فكر التكــــــــــــــــــفيرحديثاً

[الاثري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكر التكفير حديثاً

عرفنا مما تقدم فكر الخوارج المتقدمين , وكيف أنه ألحق الضرر الفادح بالمسلمين عبر العصور المختلفة , فهو فكر إرهابي مدمر مخالف لحقيقة الدين الإسلامي الصحيح .
وأن المتأثر بهذا الفكر يصعب منعه من تنفيذ مآربه لشدة ضلالة وانحرافه , والتاريخ خير شاهد , وقد عانت بعض البلاد الإسلاميه من بعض من تأثر بهذا الفكر كما حصل في مــــــــــــــــــــصر , ثم الجزائر , واخيراً في البلاد السعودية , ذهب ضحية ذلك الكثير من الأبرياء .
وإن من أسباب هذه الاعمال الارهابية :
هو تأثر بعض أبناء هذه البلدان بالفكر التكفيــــــــــــــــــــــري الخارجي نسبة (( للخوارج ))

وإن من أسباب وجود هذا الفكر في هذا العصر :
هو وجود الكثير من (( المؤلفات المعاصرة )) والتي اتخذت مسميات عديدة , واساليب متنوعة , لكنها في النهاية إنما هي خلاصة (( للفكر الخارجي التكفيري )) .
وهذه المؤلفات تتبع لفكر(( جماعات إسلاميه ذات تنظيمات سرية ))
وتتسم دعوتها بالتكتم والخفاء والتلون وعدم إظهار حقيقة أمرها.

وإن من أعظم ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر من هذه الجماعات :
جماعة الإخوان المسلمين بتوجهاتها الثلاث :
1 - البنائية : نسبة لمؤسس الجماعة حسن البنا.
2 - والقطبية : نسبة لسيد قطب .
3 - والسرورية : نسبة لمحمد سرور .

والتي يتضمن فكرها الخروج باسوا معينيه :
الخروج عن السنة
الخروج على الجماعة

فأما الخروج عن السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الفرقة الناجية قال :
(( من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ))
اخرجه الترمذي برقم (2641)

وأمر باتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين فقال :
(( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي . . . . واياكم ومحدثات الامور , فأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) . . . .
رواه أحمد في مسنده (4/126 - 127 ) والترمذي (2676)

وهذا الخروج عن السنة ظاهر في كتبهم ومؤلفاتهم ومقالاتهم , فقد حوت الكثيـــــــــــــــــــــــر من المخالفات للسنة والذم لآهلها السائرين على منهج السلف الصالح ,كما تضمنت الكثير من البـــــــــــدع والمدح لأصحابها .

وثانيهما :
عدم طاعة ولي الأمر المسلم , والخروج عليه , وتهييج العامة والغوغاء ضده في كل بلد وجد لهم فيه دعوة
وتأويل النصوص التي تأمر بطاعة ولي الأمر المسلم , أو تحث على لزوم الجماعة , ولزوم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن لها معنيين عن السلف - هكذا زعموا - :
الأول :
أن الجماعة هم الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره , وهو الإمام الموافق للكتاب والسنة , وهذا هو المعنى الحسي للجماعة , وأحياناً يسمى السياسي .
الثاني :
أن الجماعة هم من كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه , سواءً وجد الإمام أو لم يوجد , وهذا المعنى العلمي أو الروحي للجماعة (1)

(1) كتاب (( الثوابت والمتغيرات )) للدكتور صلاح الصاوي (ص19)

ثم قالوا :
ومن ثم فليس للمسلمين اليوم جماعة ولا إمام بالمعنى الحسي . (2)
(2) انظر : كتاب (( كيف الأمر إذا لم تكن جماعة دراسة حول الجماعة والجماعات )) عبدالحميد هنداوي (51)
وانظر : (( جماعة المسلمين مفهومها وكيفية لزومها )) صلاح الصاوري
وانظر ((أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى )) لمحمد عبدالهادي المصري
وانظر : (( الطريق إلى جماعة المسلمين )) لحسن محمد علي جابر
فهي تؤصل لهذه المعاني , ومعظم كتابات الإخوان تدور حول هذا , بحيث يرون أنه لا توجد دولة مسلمة , وبالتالي لابد من إيجاد هذه الدولة المسلمة التي تحكم جميع المسلمين .

هذا ما تيسر لي ذكره من الموضوع ولنا بقيه إذا ارد الله