مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-02-2007, 04:39 PM
رياض بن يوسف رياض بن يوسف غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 30
إفتراضي قصتان

الرقص على القمة

كنا معا في الطريق إلى القمة. كانوا ستة و كنتُ وحدي. كنتُ في المقدمة و كانوا خلفي، يتباطؤون عمدا، و يتغامزون،
و يتهامسون ضاحكين من شكل جمجمتي و مشيتي العرجاء،
و كنتُ أتلقى إبرهم بظهري.
في أحد المنعرجات قرروا التوقف. شرعوا في الغناء
و الرقص و التصفيق، و ظلوا على هذه الحال ساعة من الزمن، أما أنا فجلستُ على صخرة و كنت أحدق في القمة البعيدة.
استأنفنا السير زمنا يسيرا، فإذا بحيرة كبيرة تخطف أبصارنا بصفحتها اللامعة. ذهب الستة نحوها يعدون، ثم لم يلبثوا أن صاروا داخلها يسبحون و يتراشقون بالماء في جذل طفولي،
و حين ضجروا من لعبتهم خرجوا إلى شاطئ البحيرة و أخذوا يتلقون أشعة الشمس بأجسادهم المبتلة، أما أنا فكنتُ أحدِّقُ في صورة القمة المنعكسة على صفحة البحيرة اللامعة.
استأنفنا السير من جديد فصادفنا بعد سويعة غابة صغيرة. تسلل الآخرون بفضول إلى الغابة، و شرعوا يتسلقون أشجارها و يكسرون أغصانها الطرية، ثم أخذوا يتبارزون بتلك الأغصان، أما أنا فتسلقتُ أعلى شجرة وجدتُها، و وقفتُ على غصن سميك مستمْسِكًا بغصن آخر، أحدِّق في القمة التي كانت تتطاول على الغابة في كبرياء.
اقتربنا من القمة، كان الآخرون خلفي و قد اتسعت المسافة بيننا.. فلم تعد إبرهم تصل إلى ظهري.
وصلتُ أخيرا.أخرجْتُ من جرابي عتاد التسلق، ثم زرعْتُ أول وتد حديدي في خاصرة الجبل العذراء، و نظرتُ خلفي، كان الآخرون بعيدين جدا، لا يكادون ينقلون خطاهم إلا بجهد هائل بعد يوم حافل.. أما أنا فكنتُ هنا، أتسلق الجبل بخفة سنجاب... و بعد أن وضعت قدمي على آخر نتوء في الجبل، وثبْتُ إلى القمة، و وقـفْتُ هناك قمّةً أخرى.
شرعتُ أغني، و أصفق، و أرقص بشراسة و عنفوان...
و سُكْرٍ لا يعرفه إلا من وصل إلى هناك.


الجسر

كنت أهمز فرسي همزا شرسا لتركض بأقصى قوتها، و خلفي أربعة فرسان يطاردونني بسيوفهم اللامعة تحت شمس الظهيرة، و حين كنت ألتفت مسترقا نظرة عابرة إليهم كان إصرارهم الظاهر على ملاحقتي يزيدني رعبا فتتقلص يداي أكثر..فأكثر على العنان.
استمرت المطاردة زمنا غير يسير و بدأ التعب الشديد ينال مني.. و فجأة وجدت نفسي أمام حافة منحدر سحيق يمتد منها جسر خشبي طويل إلى الحافة الأخرى.
ترجلت عن فرسي، و وقفت أنظر إلى الجسر يائسا، وقد بدا لي هشًّا، أوهى من أن يحتمل وقع خطواتي. حدقتُ فيه مليا، ثم سألتُه بأنفاس متقطعة:
- هل أنت قوي.. أيها الجسر؟ ألن.. تغدرَ بي؟!
لم يجبني الجسر، فعدت أسأله:
- هل أنت هشٌّ حقا.. كما يبدو؟
ظل الجسر العجوز صامتا، فصحتُ به حانقا:
- إن كنت سأهوي و أتهشم على الصخور، فأنا أفضل أن أموت مجالدًا أعدائي بسيفي على ميتة جبانة كهذه!
بعد هنيهة وقع في خاطري الهاجع، اليائس، ما حرك فيه دوائر المرح..ابتسمْتُ، و أخذت نفسا عميقا، ثم امتطيتُ صهوة فرسي ثانيًا عنانها إلى الجهة المعاكسة...جهة أعدائي.
شُدِه الفرسان الأربعة فتوقفوا مرتبكين، و لكنني لم ألبث أن مرقت من بينهم ناثرا عقد كوكبتهم الصغيرة و قد أخذتُ في صولتي تلك رأس أوسطهم بنصل سيفي، ثم استدرت أعارك الثلاثة الباقين، كما لو أن لي ستة أذرع، فجنْدلتُ اثنين منهم بضربة واحدة، وبقي الثالث يجالدني فهويت عليه بضربة خلتُها قاضية غير أنه صدها بسيفه الذي طار من يده فصار أعزل.
رميتُ سيفي بدوري، ودعوته إلى مبارزة بالأيدي. قبلَ دعوتي، فترجلنا عن فرسينا و شرعنا نداور نفسينا، و حين هممتُ بإمساك رأسه أفلتَ مني و استدار هاربًا، حاولت ملاحقته و لكنه سبقني إلى...الجسر.
مشى خطوات على درجاته الخشبية، و إذ أوحى له الجسر ببعض الثقة زاد من سرعة خطواته.. و في منتصف المسافة تماما أنَّتْ إحدى درجات الجسر الخشبية فتوقف، و لكن بعد فوات الأوان، إذ سرعان ما تعددت الأنّاتُ، ثم تناثرت الألواح الصغيرة، و تهاوى الجسر بمن عليه....

كان ذلك هو الجواب.

بن يوسف رياض- من مجموعتي القصصية : فضة وذهب

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 26-05-2007 الساعة 05:15 PM.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م