مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 27-09-2005, 01:10 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Arrow " أسس المعرفية وتجلياته النقدية "

يبلور مبدأ " دارسة اللغة في الاستعمال " الجانب الأكبر والأهم من جوهر " علم النص " وما يحققه من نقلة نوعية ، ذلك أن هذا المبدأ يعني الانتقال من دراسة اللغة في نظامها الافتراضي إلى دراستها في تجليها الطبيعي ، حيث يستعملها الناس إنتاجا وتلقيا في موقف ما من أجل التوصل والتفاعل.

وهم في هذا إنما يستعملون نصا ، قد يتجسد في مادة – منطوقة أو مكتوبة – كبيرة مثل : رواية ، مسرحية ، مجلد ، أو في مادة صغيرة في شكل جمل أو جملة أو شبة جملة مثل :للبيع " ، أو في مادة أصغر كالكلمة المفردة مثل " مغلق ، حريق " إذ لا اعتبار للحجم أو الكم ، وإنما الاعتبار أن المادة قيلت أو كتبت على نية الاتصال. ومن ثم فـ " إن الخاصية الأولى للنصوص من باب أولى هي كونها ترد في الاتصال " . وعلى هذا تعامل علماء النص مع النص بوصفه حدثا اتصاليا أو واقعة اتصالية . والناس في استعمالهم اللغة – أو بالأحرى النصوص – يمارسون إجراءات في الإنتاج تسعى للوفاء باشتراط أو مقتضيات السياق ، بغية النجاح في تحقيق المقاصد . وهم يمارسون – أيضاً – إجراءات في التلقي ، بغية فهم أو استيعاب ما يتلقونه ، مما يطرح سؤالين جوهريين في " علم النص " . ما إجراءات استعمال النصوص إنتاجا واستيعابا ؟ كيف تحقق النصوص وظيفة التفاعل الإنساني ؟
وقد أسهم في صياغة هذين السؤالين والإجابة عنهما التقدم المعرفي الذي حدث في علوم مختلفة ، خاصة علم اللغة الاجتماعي وعلم النفس الإدراكي وعلوم الحاسب الآلي ، مما جعل لهذه العلوم أثراً عميقاً في تطور " لسانيات النص " ، يقول دي بوجراند في رصده لتطور لسانيات النص : " وكانت سنة 1972 بشيرا بمرحلة جديدة من البحث في اتجاه نظريات بديلة مما سبقها في حقل اللسانيات ، أكثر مما كانت مراجعة للنظريات القديمة. وجاءت المؤلفات الجديدة نقداً لأسس الدراسات النحوية المبنية على الجملة ، فأدت إلى مقترحات بأفكار جديدة ... وأعلنت اللسانيات الاجتماعية معارضتها للتجريدات القديمة غير المرتبطة بموقف ما ، وأشارت إلى ضرورة التفاعل الاجتماعي في داخل الجماعة اللغوية ... وواجه المشتغلون بالحاسب الآلي مطالب عمليات محاكاة اللغة الإنسانية في الحاسب الآلي ... واستقر علماء النفس على دراسة الذاكرة ... التي أصبحت آخر الأمر مهمة بالنسبة إلى النصوص ... هذه المطالب العلمية المتبادلة بين النظريات والنماذج كانت الدافع الأكبر في مجال تطور لسانيات النص. ومن الواضح أن هذه العلوم تسعى إلى تحقيق ما هو أكثر من مجرد وصف بنيات الجمل ، فهي تهتم بالعمليات التي بواسطتها يتحقق استعمال اللغة الإنسانية " . ويدفع الاهتمام بهذه العمليات " علم النفس " إلى نظرة أكثر شمولية ، بحيث يتسع لدراسة النصوص بمختلف أنماطها ، ومستوياتها ( النحوية ، والدلالية ، والتداولية ) وأبنيتها ، ووظائفها ، بحيث يستوعب إنجازات العلوم المختلفة التي تساهم في الكشف عن هذه العمليات ، مما يجعل هذا العلم يكرّس مبدأ تكافل العلوم ، من ثم يكون سمته الأول أنه " مدخل متداخل الاختصاصات " ، على حد تعبير فان ديك ، الذي شرح – بشيء من التفصيل – علاقة علم النص بعلوم : البلاغة واللغة والاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا ، وعلم النفس الإدراكي ، وعلم النفس الاجتماعي وغير ذلك).
وتأخذ علاقة " علم النص " بعلمي " البلاغة واللغة " وضعا خاصا ، حيث يتداخل هذان العلمان مع " علم النص " تداخل يفضي إلى إمكان عد " البلاغة " الصورة الأولى القديمة لـ " علم النص " ، وعد " علم اللغة " – في حال اتساعه – الصورة الحديثة المعادلة أو المطابقة لـ " علم النص ". ذلك أن البلاغة – في التراث اليوناني – قد انشغلت في مسائل تدخل في صميم " علم النص " حيث عنيت في درسها للخطابة بأهمية استثمار الخطيب لمعارف جمهور المستمعين وميولهم ، من أجل النجاح في وظيفة اتصالية جد مهمة ، ألا وهي " الإقناع ". فقد " كانت البلاغة تعد فن الاستخدام الجيد ... فالبلاغة لها في الأصل – كما يبين الاسم – أهمية خاصة بالنسبة إلى خطاب الخطيب امام المحكمة أو الاجتماعي الشعبي ... إن الأمر في البلاغة يتعلق بصورة موجزة للغاية باستعمال واعٍ وهادف ومعلل لمعارف جمهور المستمعين وآرائهم ورغباتهم من خلال سمات نصية خاصة ، أو الطريقة التي يتحقق من خلالها هذا النص في الموقف الاتصالي " كما أنه من أجل تحقيق الوظيفة الإقناعية عُنيت هذه البلاغة بمسائل تتصل بـ " إنتاج النص " و " بنيته العامة " ، يقول فان ديك : " والحق أنه من أجل هذا التفاعل الإقناعي الاتصالي قد أوليت بنية النص ( الخطاب ) نفسه عناية خاصة ، بل إن الجوانب الأخرى للقضية ( العملية ) الكلية قد روعيت أيضاً. على سبيل المثال مراحل محددة في أثناء العثور على الفكرة ( التيمة ) المناسبة ( inventio ). واختيار موضوعات محددة وتنظيمها داخل بناء التيمة ( dispositio ) ، وبناء ( أسلوب ... إلخ ) المنطوق ذاته ( elocutio ) والطريقة التي يعرض من خلالها ( pronuntiatio ) والاستراتيجيات والأبنية الإدراكية في الذاكرة ( memoria ) ( مع الكلام المحفوظ ) . وبعبارة أوضح : لقد كانت عمليات إنتاج الخطبة عند أرسطو خمسا ، هي ، حسبما استخلصا بارت ) :
1- الإيجاد : إعداد الأفكار
2- الترتيب : ترتيب الأفكار وتوزيعها على مدار الخطبة
3- العبارة : الصياغة اللفظية البليغة ( وجوه الزخرفة والتحسين )
4- الإيماء : استخدام الحركات والإشارات ( مسرحة القول )
5- الذاكرة : الحفظ والاسترجاع

كما عد أرسطو مكونات النص ( الخطبة ) أربعة تُرتب على النحو التالي( :
1- الاستهلال 2- السرد أو العرض 3- الإثبات أو البرهنة 4- الخاتمة

لكل هذا ، رأى فان ديك أنه " يمكن أن نعد البلاغة السابقة التاريخية لعلم النص، لكن اختزال بلاغة أرسطو ( الخطابة ) في مراحل زمنية تالية – حتى انحصرت في العملية الثالثة ( العبارة ) ، بحيث أصبح مفهوم هذه البلاغة منصبا على وجوه الزخرفة – فان ديك يستبعد " البلاغة " بمفهومها الأخير الضيق. ليؤثر عليها " علم النص " ذا المفهوم الأوسع ، يقول فان ديك : " إلا أنه لما كان اسم البلاغة يرتبط غالبا بأشكال ونماذج أسلوبية معينة ، وأشكال ونماذج أخرى ، فإننا نؤثر المفهوم الأكثر عمومية ، علم النص) .
على أن فان ديك يقدم للأشكال البلاغية التي عُدت من قبيل " وجوه الزخرفة " ، تصورا نظاميا جديدا من منظور " علم النص " ، بوصف هذه الأشكال أبنية نصية خاصة " لها وظيفة اتصال أكثر عمومية، ويمكن أن ترد في أنماط نصية شديدة التباين . وقد شمل تصوره للأبنية البلاغية : العمليات والمستويات والمجالات والقيود . أما العمليات فهي أربع :
1- الإضافة. 2- الحذف 3- النقل. 4- الإحلال
"ويمكن أن تفسر العمليات بطريقتين ابتداء بوصفها عمليات نظرية مجردة لوصف أبنية محددة وعلاقاتها فيما بينها ، ثم بوصفها " إجراءات إدراكية " Kognitive Prozeduren محددة لإنتاج المنطوقات وتفسيرها التي تشتمل على هذه الأبنية البلاغية ، وتتم هذه العمليات على المستويات الصوتية والصرفية والمعجمية والنحوية والدلالية وفي مجالات اللفظ والمركب والجملة والتتابع والنص، ويؤخذ بعين الاعتبار قيود ، مثل مكان العملية من النص ونسبة شيوعها وغير ذلك ، وهكذا تقوم نظامية الصور أو الأبنية البلاغية على البارومترات ( المعايير ) الآتية :
(أ‌) مستوى " الفهونولوجيا ، المورفولوجيا / المعجم ، النحو ، الدلالة " .
(ب‌) نمط العملية ( الإضافة ، الحذف ، التبديل ، الإحلال ).
(ج) مجال العملية ( الوحدات المعنية ).
(د) قيود أخرى للعملية ( المكان ، الشيوع ،...إلخ)).
وفي ضوء هذا قدم فان ديك خريطة تشمل بعضا من الأشكال البلاغية ، تتخذ المستوى اللغوي أساسا ، ثم تبحث داخل كل مستوى العملية يحدد مجالها ( ومن الأهمية بمكان أن نؤكد ما أكده فان ديك في دراسة الأبنية البلاغية وغيرها ، من جوانب مراعاة مبدأ " النسبية " " استناد إلى ما يصلح في موقف محدد بالنسبة إلى متكلم أو سامع محدد ، وبالنسبة إلى نمط نصي محدد ... إلخ أما عن علاقة " علم النص " ب" علم اللغة " ، فإن الأخير هو الأساس الذي بني علية " علم النص " ، كما أن علم اللغة الاجتماعية وعلم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة النفسي يشاركان " علم النص " في مهامه ويسهمان في الإجابة عن أسئلته ، غير أن " علم اللغة " لم يتسع لمناقشة أو وصف أشكال وأبنية نصية تشغل مركزا جوهريا في " علم النص " ، فـ " علم اللغة " – على سبيل المثال – لا يناقش حتى الآن إلى حد كبير بطريقة غير مباشرة أو بصورة عامة أبنية نصية بلاغية أو أسلوبي أو أدبية أو جدلية أو سردية . كما أن " علم اللغة نادرا ما عني بوصف أنواع مختلفة من أشكال الاستعمال اللغوي . مثل نصوص تحدد فيها – مثلا – السمات الخاصة للمحادثات ونصوص الإعلان والتقارير الصحافية وكتابات الدعاية والعقود والقوانين وإشادات الاستخدام ... إلخ . والوظائف الختلفة لكل منه) وقد اتخذ دي بوجراند ودريسلر من تنوع استعمال النصوص ( أدبية ، قانوني.ة ، إعلامية ...الخ ) ، مبررا معقول لإنشاء " علم النصوص " ، إذا إن هذه النصوص على تنوعها تتفق في خصائص وتختلف في أخرى ، من ثم فـ " إنه يبدو معقولا الحاجة إلى علم النصوص ، الذي يجب أن يكون قادرا على وصف أو شرح كل من القواسم الجامعة والخصائص الفارقة بين هذه النصوص أو أنماط النص .
وإذا كان يمكن لعلم اللغة أن يتسع نظريا وتجريبيا اتساعا يمكنه من وصف الأبنية والأشكال النصية المختلفة ، فإنه يصبح – حينئذ – معادلا أو مطابقا لـ " علم النص " . لكن يبدو أن أغلب اللغويين يرفضون هذا الاتساع حفاظا على قيود أو حدود التخصص ، وهو ما يفسح في المجال لقيام علم مستقل ( علم النص ) ، يقول فان ديك في نهاية عرضه للعلاقة بين العلمين : " وبعد هذا العرض للعلاقات بين علم النص وعلم اللغة ننتهي بشكل تلقائي إلى النتيجة القائلة بأن علم اللغة وعلم النص يمكن أن يتطابقا إذا أمكن أن يتسع علم اللغة وأن يتشعب نظريا وتجريبيا ، وأمكن أن يصف الملامح النصية المذكورة ووظائفها وآثارها. بيد أنه على نحو مماثل ، كما يتحقق استقلال علم الأدب من اهتمامه الخاص بأبنية النصوص الأدبية ووظائفها ، يمكن أن يدافع أغلب اللغويين في الوقت الحاضر – كذلك – عن اقتصار علم اللغة على الخصائص اللغوية بصورة أخرى في النظام اللغوي والاستخدام اللغوي، أي علم النحو. وبذا يبقى مجال كافٍ لعلم النص مستقل لدراسة الخصائص الأخرى للمنطوقات وأشكال الاتصال.


تُستخدم كلمة نص (Text) في اللسانيات – حسبما يذكر هاليداي ورقية حسن : " ليشير إلى أن أي مقطع – منطوق أو مكتوب وأيا كان طوله – يشكل كلا متحدا ") ، فالترابط قوام النص أو هو – على الأقل – شرط أول لكي يكون الكلام نصا ، ويؤكد هذا كثير من تعريفات " النص " لدى علماء لغة النص ، فـ " النص " عند هارفج " ترابط مستمر للاستبدالات السنتجميمية التي تظهر الترابط النحوي في النص ، وعند فاينريش " تكوين حتمي يحدد بعضه بعضا ... إذ تستلزم عناصره بعضها بعضا لفهم الكل . وعند برنيكر " تتابع متماسك من علامات لغوية أو مركبات من علامات لغوية لا تدخل ( لا تحتضنها ) تحت أي وحدة لغوية أخرى ( أشمل )) . ويقتضي الترابط من الإجراءات ما يكون به " ظاهر النص Surface text " مبنيا بعضه على بعض نحويا ، وما يكون به " عالم النص Textual world " مبنيا بعضه على بعض دلاليا ، ومن ثم يكون النص مسبوكا محبوكا ، ولكلا الترابطين معياران : السبك Cohesion والحبك
أما السبك ، فهو يختص " بالوسائل التي تتحقق بها خاصية الاستمرارية في ظاهر النص Surface text. ونعني بظاهر النص الأحداث اللغوية التي ننطق بها أو نسمعها في تعاقبها الزمني ، والتي نخطها أو نراها بما هي كم متصل على صفحة الورق. وهذه الأحداث أو المكونات ينتظم بعضها مع بعض تبعا للمباني النحوية ، ولكنها لا تشكل نصا إلا إذا تحقق لها من وسائل السبك ما يجعل النص محتفظا بكينونته واستمراريته. ويجمع هذه الوسائل مصطلح عام هو الاعتماد النحوي ) .
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م