قولي قسوتُ

[سلاف]

حبيبتي بعد طول الضّرّ والسهر
...............بحثت عنك فلم أعثر على أثرِ

غزلت من خيط ليلي سلّما صعداً
.............عليه رحتُ أجوب الأفق للقمرِ

وكان معتكفاً منذ اعتكفتِ فما
............إن غابت العينُ تجدي هلّةُ الأثرِ

أدركته باكيا مثلي به دنَفٌ
................إلى التي ولهتني ثمّ لمْ تُعِرِ

قولي رجوتكِ - هذا البعد يرهقني-
........هل من وصالٍ؟ ألا قد ضاق مصطبري

رحماك سمراءُ أدري أنّ لي حلُماً
..............قد استقرّ بقلبي مثلما الجمَرِ

وربّما كانَ ضغثا قد شغفت به
.............إذا مضى ينتهي في إِثْره عُمُري

غيري تولهه رومٌ وصفرتها
.........وقد علقت بأحلى السمر من مضَرِ

لها من العلم نورٌ يستضاءُ به
..........أضفه للوجه تدركْ ساعة القدَرِ

غيري يحب على وصل يؤمله
..........ولي من اليأسِ ما يودي إلى سقرِ

لا لا تخافي على قلبٍ يظل له
...........عمْرٌ بقدر الذي قد ظلّ من إبَرِ

لو كنّ من معدنٍ لم ألْفَ مكترثاً
............لكنها من بنات الدهرِ والبشرِ

لو كان خطبي لوحدي هان منزلةً
...........لكنها أمّةٌ تنقادُ كالـ..........

قسوتُ قُولي، على نفسي أعذبها
.............عافاك ربّكِ من لومٍ ومن كدَرِ

حُيّيت سمراءُ ما ناحت مطوّقةٌ
.............وما تعطّر روضٌ من شذا زَهَرِ