مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-04-2006, 06:52 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Lightbulb (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)المائدة 38

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)


القتل بمعنى إزهاق الروح يعتبر في حد ذاته جريمة بشعة، بل هي أبشع جريمة عرفها التاريخ البشري، وقد شدَّدت الشرائع السماوية والأرضية على استنكارها وشجبها، فإن أكبر جريمة يقترفها الإنسان هي زهق روح بلا سبب موجب، ولا داع معادِل، والقرآن الكريم يستفظع صراحة وبقسوة هذه الجريمة المنكرة، فقد ساوى بين قتل نفس واحدة وقتل البشر كلهم (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنَّه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)، وفي الحقيقة نلتقي هنا بتصوير بالغ الخطورة لقيمة الإنسان، وبالتالي، ما تحمله عملية القتل الجزافي من خطر ينطوي على تصديع الوجود كلِّه، فالقتل جريمة كونية مخيفة.

الفطرة الإنسانية الشفافة تفزع من منظر الدم الحرام، ومن هنا كان دهشة العبد الصالح من إقدام موسى على قتل ذلك الرجل (أقتلت نفساً زكيَّة بغير نفس)، فهذه الدهشة تعبير عن الاستنكار الروحي الفطري لزهق روح بريئة، هناك دهشة من ثقل الجريمة، قتل نفس بلا ذنب وبلا دليل يعادل إعدام التاريخ البشري كله!

هذا الموقف القرآني من القتل يتكرّر بصيغ متعدِّدة وبمناسبات متعدِّدة، فقد واجه القتل خشية الفقر برفض صارم لا هواده فيه (قد خسر الذين يقتلون أولادهم سفها بغير علم)، وعلى هذا الامتداد قوله تعالى (لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيراً، فهو آثم كبير، ومّما يترجم هذا الموقف قوله تعالى (وإذا الموؤدة سُئلت بأي ذنب قُتِلَت).
كان من عادات قوم إنّهم يكّفرون عن آثامهم وذنوبهم بـ (قتل) أنفسهم، فما كان من الوحي إلاّ منعهم من هذه العادة أو العقيدة الفاسدة (ولا تقتلوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيما)، ولمّا طلب الله تعالى من بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم للتكفير عن عبادتهم العجل، إنّما كان يعني التلاوم والتأسف المتبادَل، ولا يعني القتل بمعنى إزهاق الروح كما أتصور، فإن تلك الطريقة بشعة وحشية تبعث على القرف.

كانت من أبرز المؤاخذات التي سجّلها كتاب الله على بعض اليهود من قدامى بني إسرائيل كونهم قتلة، قتلة الأنبياء، وفي الحقيقة ليست المؤاخذة تأسّست هنا بلحاظ العنصر النبوي في المعادلة، وإنَّما بلحاظ القتل أولاً، ثم نموذج المقتول البريء، حيث يزيد من سخونة الفضاء الذي تفرزه الآية كون المقتول هم الأنبياء عليهم السلام (يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين). فليس شيئاً غريباً أن يتشدَّد الفقهاء بأمر الدماء، يتحرّجون كثيراً، وقد جعل الإسلام شرط رجم الزاني المُحصن شهادة أربع شهود عدول، على أن تكون العملية بكاملها محل رؤية حسيَّة متطابقة، فإن كل ذلك من أجل احترام الدم!

كل نفس محترمة، بما في ذلك النفس الحيوانية الأليفة، لا يجوز إزهاق النفس البشرية بلا نفس أو فساد في الأرض، فما أعظم هذا التوثيق لقيمة الذات الإنسانية في كتاب الله عزّ وجل؟
القتل الجزافي يعادل الخسارة (فطوَّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)، ولذا يقول الله تبارك وتعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق)، حتى القصاص الذي هو قد يكون (القتل) من أحد مصاديقه إنَّما هو لحفظ النفس بالذات (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، فلم يكن القصاص لذات القصاص كما هو معلوم، وإنَّما هو لصيانة النفس البشرية من الإهدار والذبح والقتل الجزافي.

الخوف من القتل مشروع لانّ من حق النفس الإنسانية أن تعيش، فهذا الوجود لها، والقتل يحرمها من نعمة الوجود، فليس غريباً أن يخاف الإنسان القتل أكثر من أي مصير آخر، وذلك حتى بالنسبة للأنبياء الكرام (قال ربِّ إنّي قتلت منهم نفساً فأخاف أنْ يقتلون)، وموسى هنا يخاف أن يقتلوه رغم انّه كان قد بادر بالقتل أولاً! ممِّا يكشف عن هذا الهلع تجاه القتل، ذلك لأنَّه يعبر عن حرمان أقصى من الحياة.

القتال بحد ذاته، أي بالنظر إليه من حيث هو بمثابة شر، ظلمة، تجويف للوجود، تصديع للحياة، وهو يتنافى مع الفطرة السليمة، وهو إضافة لذلك كريه ثقيل عندما يتحوّل إلى واجب (كُتِب عليكم القتال وهو شرّ لكم)، ومن هنا ينبغي التخلص من هذا العبء الثقيل في أي فرصة ممكنة (فإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، فالقتال عارض، شبح مخيف يدمِّر الحياة، ويزرع الأحقاد، وهل قتل قابيل لهابيل إلاّ جريمة كبرى اهتز لها عرش الله تعالى؟

القتال من القتل كما هو معلوم، وهو إزهاق الروح في سياق قتالي حربي بين طرفين، قد يكون بين شخصين أو أُمَّتين أو دولتين أو عشيرتين أو حزبين، وهو بطبيعة الحال مكروه تبعاً لكره القتل فما بالكم بالقتل دون حرب للنفس المسلمة المطمئنة، ومن هنا يحرص القرآن الكريم على تجنُّب القتال إلا إذا كان لغاية أعظم، ويرجِّح القرآن الكريم السِّلم على الحرب في نطاق كل ممكن متوفِّر (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، وفي أية أخرى يقول تعالى (أُدخلوا في السلم كافَّة ولا تتبعوا خطوات الشيطان)، رغم أنَّ بعضهم يصرف كلمة السلم هنا إلى الإسلام، وفي آية أخرى (فلا تهنوا وتدْعوا إلى السَّلم كافَّة وأنتم الأعلون)، وهناك نقطة في غاية الأهمية، ذلك أنَّ الإسلام خيّر أهل الكتاب في (الحرب) بين الإسلام أو الجزية أو القتل، وكما هو معلوم إنَّ الجزية ضريبة زهيدة جداً، وهي لا تُفرَض إلاَّ على المُتمكِّن، وبذلك يبدو واضحاً إنَّ الإسلام يرمي حقن الدم قبل كل شيء، فإنَّ الجزية لا شيء يُذكَر بالمرّة نسبةً إلى أوزار القتال من خراب ودمار ودم وخسارة وحقد، لقد جعل من الجزية هذه وسيلة لإنقاذ الحياة بكل معانيها الجميلة، بكل مساحاتها الرائعة، فدى كل ذلك بجزية ليس لها ذكر من بين أقل ما يمكن أن يترتب على دفعها من مستحقات الوجود الخيّر، ونظرة بسيطة إلى القصد من الجزية، نكتشف إنَّ القرآن كان يرمي أولاً وأساساً إلى حقن الدم، وحفظ النفس، فالجزية ليست مطلوبة لذاتها، بل مطلوبة لهذا الهدف السامي النبيل.

أخوتي الأفاضل ...
إن رائحة البارود وحرارته خطفت برودة وعذوبة الهدوء والهواء العليل في منطقة دهب السياحية... ولون الدم البريء سرق لون الورد في موسم الفرح على شاطىء البحر السيناوي...

ما هو شكل هذا الغراب القاسي القلب وفاقد الوعي والرحمة, الذي حصد ارواح الضحايا بقتل وحشي عشوائي جماعي مجاني?!

ما هو الهدف, وما هو الانتصار الذي حققه وحوش الموت المجهول?!

نحن لا نعرف القتلة ولكن اثارهم تدل عليهم, وعلى تحجرهم وقساوة قلوبهم وغلاظة عقولهم المهووسة بالفتنة ورائحة الدم وشهوة الانتقام من ضحايا ابرياء ذنبهم الوحيد أنهم احبوا الحياة باقتناص لحظة سعادة ونسمة نظيفة وفترة راحة بعيداً عن ضجيج اليوم العادي وعناء وشقاء العمل...

الجناة القتلة جرحوا الجسد المصري وادموا روح العروبة والاسلام واختبأوا في جحورهم يحتضنهم ظلام الليل وعتمة البصر والبصيرة والقلب لأنهم اعداء الحياة ويخشون شمس النهار ونور الحقيقة..

كل المبررات والحجج والذرائع مرفوضة لان كل الشرائع لا تبيح قتل الناس وسلبهم ارواحهم وتخريب مصادر رزقهم لمجرد الترهيب والتخريب والغضب والانتقام... او بهدف التشويش على الحكومة او ازعاج النظام...

فالسياحة هي مصدر رئيس للدخل الوطني في مصر وهي مصدر مهم لتشغيل قطاع واسع من ابناء الشعب المصري, لذلك تسلل كواسر الارهاب وخفافيش الظلام الى هذا المنتجع الجميل فقتلوا عدداً من اخوانهم واهلهم وروعوا الآخرين بضربتهم الجبانة الدامية مثل موجة عمياء حركتها ريح الغضب ولكنها تكسرت وانكسرت عندما ارتطمت بصخرة الحياة لان الحياة اصلب واقوى وأبقى...

أما زبد الغضب والجهل والانتقام والظلام فيتطاير ويذهب في ثنايا نسمة تهب ذات صباح لتداعب حبات رمل على شاطىء من دهب...

نعلنها هنا كلنا مصريون ... لا تبكي يا مصر من الخيانة ... فكلنا فداؤك وكلنا منكِ ولكِ يا مصر أكتوبر والعدوان الثلاثي ومصر العروبة والأزهر الشريف ...
إن مصر في عقولنا وقلوبنا ما حيينا ...

وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) آل عمران
شاكراً للجميع قرآتهم الكاملة للموضوع... فإن أصبت فمن الله تعالى وإن أخطأت فمن الشيطان ومن نفسي ...
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
__________________

  #2  
قديم 26-04-2006, 07:02 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) آل عمران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م