رسالة الى الامين العام لحزب الله اللبناني

[هشام عودة]

رسالة الى الامين العام لحزب الله اللبناني
سماحة السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفون يا سيدي المكانة المحترمة التي تحتلونها في وعي وضمير ابناء الامة العربية , من المحيط الى الخليج , وتعرفون ايضا ان هذا التقدير والاحترام , لم يكن , بسبب موقفكم الديني او السياسي , فهناك عشرات الالاف من رجال الدين والامناء العامين للاحزاب , الذين لا يتعدى حدود تأثيرهم الزوايا والغرف المغلقة , وان المكانة التي تتمتعون بها جاءت بسبب دوركم ودور حزبكم في معركة تحريرجنوب لبنان , والسجل المقاوم الذي تعرف اليكم من خلاله العرب والمسلمون , وتعرفون كذلك ان حجم التأييد الذي تحظن به , يجيء من المسلمين السنة والعرب المسيحيين , مثلما يجيء من المسلمين الشيعة , ولم ينظر اليكم احد من زاوية طائفية بغيضة , لانكم بموقفكم وجهاديتكم قدمتم صورة ناصعة عبرت عن ضمير الامة كلها , ولم تكن تقدم نموذجا طائفيا ضيقا .
سيدي
ليس بخاف عليكم ان قطاعات كبيرة من العرب والمسلمين , بدأت تتساءل بصوت عال عن سر موقفكم , الذي بدأت تطاله الشبهات , من الاحتلال الاميركي الصهيوني الغاشم للعراق , وتبنيكم في خطابكم السياسي المعلن للرواية الاميركية والمصطلحات التي يرددها الاحتلال وابواقه بشأن الوضع العراقي الراهن .
كيف نفهم يا سيدي موقف المقاوم للاحتلال في جنوب لبنان , ان يكون مهادنا للاحتلال في العراق , وكيف نفهم من رجل يحاول تسويق نفسه لنا على انه مجاهد ومناضل , ان يتبنى الرواية الاميركية البغيضة في العراق.

انك تعرف يا سيدي ان الادارة الاميركية تحرض ابواقها وعملاءها على الحديث المستمر عن مساوئ نظام الرئيس صدام حسين , لكي تبعد عيون البسطاء من ابناء امتنا عن ممارساتها العدوانية الاجرامية في العراق , لكننا لا نستطيع ان نفهم لماذا يقف رجل مثلكم في هذا الخندق , ولماذا يضطر رجل مثلكم للتغاضي عن جرائم العدو الاميركي في العراق .

هل تعتقد يا سيدي ان الاحتلال الاميركي للعراق , جاء لتحرير الشعب العراقي , كما تروج لذلك الادارة الاميركية وعملاؤها , لذلك فان مقاومة هذا الاحتلال مؤجلة وغير واردة في اجندتكم السياسية؟
ام تعتقدون ان العراق الذي صار اليوم مستباحا من قبل رجال المخابرات الايرانية , قد صار "عراقكم" بالاتفاق والتنسيق مع ادارة الاحتلال .
سيدي
لقد احتفلنا ذات يوم في ايار / مايو 2000 عندما اضطرت قوات الاحتلال الصهيوني للانسحاب من جنوب لبنان , وهتفنا لكم , واطلقنا عليكم ابهى الاوصاف , وكنتُ واحدا من ضمن وفد شعبي اردني كبير جاء لتهنئتكم بتحرير ارض الجنوب الحبيبة , حين اطلق الجنود الصهاينة النار علينا عند " بوابة فاطمة " وجرحوا بعض زملائنا , يومها لمسنا في صفوف عناصر حزبكم وجماهيره بعدا طائفيا , لكننا غفرناه عندما استمعنا الى حديثك , الذي جاء فوق كل النعرات الطائفية , وكان حديثا بلسان الامة كلها .
اليوم يا سيدي بدأ يتكشف الموقف السياسي الحقيقي لحزبكم , وهو موقف لا يغادر عباءة النظام الايراني , الذي تنازل عن كل شيء , ومن ضمن الاشياء التي تنازل عنها , تلك الصورة البهية لحزب الله اللبناني في ضمائر ابناء الامة .
تعرف اكثر من غيرك يا سيدي ان البعثيين في العراق , مع الشرفاء والمجاهدين , هم الذين يقودون هذه المقاومة الباسلة التي حولت ليل المحتلين ونهارهم في العراق الى جحيم حقيقي , وتعرف كذلك ان هذه المقاومة الباسلة تتعرض الى الملاحقة من عناصر اجهزة النظام الايراني , التي وضعت نفسها في خدمة الاحتلال , تماما مثلما تتعرض للملاحقة من الاحتلال نفسه .
ويعرف كل الخيرين من ابناء امتنا ان الدور السياسي المنوط الان بالمرجعيات الدينية في العراق , التي تتلقى اوامرها من طهران , هو دور مشبوه , ويخدم اولا واخيرا سياسية الاحتلال .
ويعرفون كذلك طبيعة الدور الذي الذي لعبه النظام الايراني واجهزته , الذين عملوا كادلاء عند قوات الاحتلال للقبض على الرئيس العراقي الاسير المجاهد صدام حسين .
سيدي
كان العرب والمسلمون يتطلعون الى انطلاقة قوية لحزب الله العراقي في جنوب العراق , تماما كما انطلق حزب الله اللبناني في جنوب لبنان , وكانوا يتطلعون الى موقف مساند ومؤازر , ان لم نقل مشارك , لكم في المقاومة العراقية , لكن خطابكم السياسي منذ التاسع من نيسان 2003 وحتى الان , قد خيب امال عشرات الملايين التي تعاملت معكم ومع حزبكم من زاوية مختلفة عن باقي مكونات المجتمع العربي .
انكم يا سيدي تتحملون اليوم مسؤولية تاريخية هامة , تجاه حاضر ومستقبل هذه الامة , باعتباركم تمثلون نموذجا مختلفا من جهة , وباعتباركم صورة واضحة من سجل المسلمين الشيعة العرب , لان سكوتكم عما يجري من ممارسات ايرانية مجرمة في العراق , ومساعدتكم لها في بعض الاحيان , يمثل تغذية لروح الحقد الفارسي المتأصلة في نفوس النخبة الحاكمة في ايران ضد كل ما هو عربي , وان استمرار صمت الشيعة العرب عن هذه الجرائم الايرانية يعد مشاركة فيها , ودعما للاجندة الفارسية الحاقدة ضد حاضر ومستقبل امتنا العربية والاسلامية .

انني يا سيدي لا اتحدث من منطق طائفي , ولم افكر في يوم من الايام ان اخاطبكم من هذه الزاوية , لكن السكوت بعد اليوم سيحولنا جميعا الى " شياطين خرساء " ونحن نرى ما يريد الفرس الايرانيون بناءه في العراق , وهو بناء بعيد كل البعد عن روحية وتاريخ الشيعة في كل العصور .
كلمتكم سيدي سيكون لها اصداء في كل الاتجاهات , وانتم وحزب الله اللبناني في محك الامتحان العربي الاسلامي .. فهل يعيد حزب الله والسيد حسن نصر الله مكانتهما اللتين يستحقانها في الضمير والوجدان العربي ننتظر ...

هشام عودة
الاردن
28/1/2004
Hishamodeh56@yahoo.com

[abunaem]

اهلا بالرسائل والمرسلين
وصلتنا تساؤلاتكم الموضوعية
هنا نرحب بالطبقة الواعية في الامة
والقادرة على استشفاف الخطر والمخاطر

تحية طيبة لاستاذنا هشام عودة على الوضوح
ونرجوا من الله تعالى ان يحفظ المجاهدين في جنوب لبنان
الاشهر القادمة
وان لايتحولوا لحراسة الشمال( فلسطين) بدلا من جنوب لبنان .
الضغوط التي تمارسها العصابة الصهيونية الحاكمة في البنتاغون
ضغوط اعلامية فقط ولا وزن لها
ولو سمحوا لهذه الشعوب بالاختيار ..,.
لرحلوا خلال 3 ايام كا تفضل مندوب الامام السيستاني قبل اسبوع
الامة مربوطة
اخيارها في السجون
واراذلها في القصور

لكننا نرى ان ايام الخلافة قادمة ونظنها قريبة ويحسبونها بعيدة
والله المستعان