رحمك الله .. يا ... عائشة ..

[*سهيل*اليماني*]

اتصل بي . وكنت على موعد انتظره. وفرحت به. ولممت اموري وتفكرت فيمن حولي . ان سمحوا لي فسمحوا لي في مخيلتي فقط . ان اذهب في نزهه بريئة برية ربيعة يوم امس ...

ذهبنا ورددنا التحية كيفك وكيفي انا اسال وهو يسال انا اخبر وهو يعبر انا اضحك وله دم خفيف ..

وصلنا تلك القفار ونعمنا بنوم به غفت الانظار في آخر الاسحار . وقبل شروق الشمس فتحت بتغريد وازهار . الروض مقفر والزهر معطر . وانا مازلت اسحب النفس فخفت لحظة .. فلم يمل النفس الاستنشاق وخشيت ان ينفجر الصدر فوقفت .. ولم يرض ذلك العبير ان يخرج .. فتركته واخذت ابرد الماء عليه بوضوء الفلاح اعطر القفار باراطي عجاف واخر يابسات من عروق رمث مدمدمات ... فما اروع ريح البن الذي صرخ في ذلك المكان وكأنه ينادي ان الكرم معقود بي فاين من كان ليشهد لمن هنا ومن سياتي بهذا المكان ..

رحنا ومددنا الانظار ولو رجعنا لكفانا الاستمتاع بما كان .. ونحن نسبح ونحاكي الطيور والمزن فوق الغمام .. مررنا برجل قديم به الوقار حميم يسال ونفهم انه له هدف عرفناه اذ يسال عن اهله .. عزيز وعن ذياب وعن علياء التي تريد ابنا من ابي زيد .. اخبرناه بانهم مازالوا في تلك البلاد الخضراء علامات الاستفهام تعلوا اعدائهم عن تللك الاسود الحائرين ... الاعداء منتصرين عليهم بسكونهم المثير ... الكل بهم معجب ولهم احساسه بكل عرق ينبض ..

واذا بآخر من بني عبس المهاجرين .. به الشجاعة رمز على الجبين .. يسال عنهم يخفي الدمعة عن الوجه الحزين ...

وآخر .. آخر .. وآخر .. يسأل عن فلوجة العز الهمام .. وآخر يكتب على الارض انتقام .. وآخر يشرح ان السيف هو الحل الحسام ..

حتى مررنا برجل يستمع عبر الاثير يستحيط من الاعداء .. فيقول قبل شهر ويسمي البنتاجون .. نبت الجون .. اخبروا انهم سيصنعون طائرات بحجم الطيور واليوم يقولون بحجم الذباب .. لتفجير السلاح والعبوات الناسفات بايدي الصانعين .. يهذي ويبكي ويضحك شعرة تنمو ليجن وتسقط ليصمت .. وهكذا ..

عدنا .. لا ندري ماذا نعمل .. انفكر بالكون بالروح ام نقيد غدا اننا في كشف الحضور حاضرين .. ام نسعد باهلنا الحاضرين في النفس لو كانوا عن العين غائبين .. ونخبرهم بان كل الشوق لهم والحنين .. فمهلا يانفس لطفا منك فلا تعجلين ... انشاء الله بقرب من الله في اكناف ظل لكل ماتطمحين مع من تحبين ستسعدين ....

فذكرنا انه في الصحيحين عن أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ
قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
« يغزو جيش الكعبة؛ فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوّلهم وآخرهم ، قالت: قلت يا رسول الله، كيف يخسف بأوّلهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟!، قال: يخسف بأوّلهم وآخرهم، ثمّ يبعثون على نيّاتهم ».

فرحمك الله يا عائشة ...