مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-03-2004, 04:10 AM
د. سليمان الخضاري د. سليمان الخضاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 27
إفتراضي

عندما تلقى الإمام الحسين نبأ استشهاد مسلم بات مترددا ومتسائلا ما الذي يجب أن يفعله الآن؟!. في مثل تلك الظروف والتطورات وفي الوقت الذي قتل فيه مسلم فإن سؤالاً بات يطرح نفسه: أين تكمن مصلحة المسلمين؟ وهل يواصل الإمام الحسين طريقه باتجاه الكوفة؟ أم يعود؟. لقد تشاور الحسين حول هذا الموضوع، وكانت وجهات النظر مختلفة. البعض قال إن الذهاب إلى الكوفة بعد هذا التطور الذي حدث ليس في صالح الإمام. والبعض الآخر، وهم الغالبية، قالوا: إن الحسين ليس كمسلم بن عقيل، وان القوات مستعدة هناك، وان الإمام إذا حل في الكوفة فإن الناس سيتوجهون نحوه اكثر مما توجهوا نحو مسلم، وليس من المصلحة أن يعود الإمام، وأن الأمل ما زال قائماً في انتصاره على اعدائه.
ان الأسلوب الطبيعي لمعالجة مثل هذه المواقف هو نفس الأسلوب الذي انتهجه الإمام الحسين عليه السلام. علينا ان نقيّم ما يقوم به الإمام وفق الأسس والمعايير الطبيعية والاعتيادية حتى يكون قدوة لنا نقتدي به، ولكن عندما نقيم هذه الأعمال على أسس ومعايير غير طبيعية فإنها لن تكون لنا قدوة، بل يكون الأمر إعجازاً يخرج عن دائرة الرغبات الاجتماعية والأحداث الطبيعية فلا يمكن لنا تحقيق ذلك ولا يمكن أن يكون هذا العمل نموذجا نقتدي به.
صحيح ان قائدا قد قتل ولكن القوات في العراق مع من ستكون؟ إن هؤلاء لم يتخلوا عن عقيدتهم. إن قوة ظالمة قد قتلت ممثل الإمام، ولكن ماذا عن الشعب كله؟. إن القوات مستعدة للدفاع عنك، إنهم يعشقونك أيها الإمام وليس من المصلحة ان تعود. حتى إن هذه العودة لم تكن تخلوا من الأخطار. ففي عودة الإمام مخاطر أيضاً. فإذا عاد الحسين إلى مكة سوف لن يكون آمنا هناك. وفي المدينة أيضاً سيكون الوضع هكذا. فهو لم يكن متأكداً من وضعه الأمني في مكة، كما أن حياته في المدينة لم تكن مستقرة وهادئة.
لقد مارسوا الضغوط عليه لأخذ البيعة منه. وفي مكة كانوا على أهبة الاستعداد لاغتياله أو اعتقاله، كلتا المنطقتين، مكة والمدينة، لم تكونا آمنتين للإمام، ولكن القاعدة التي قد تمنحه الأمان هي الكوفة في ظل وجود قوات يصل عددها إلى ما لا يقل عن مائة ألف مقاتل متطوع. القوات المحلية هناك لم تكذب ولم تنوي خداع الإمام مثلاً، فالكوفة لم تكن غير وفية بل كانت هناك قوات وفية حقاً. إن الأوضاع قد تغيرت بالفعل وخرجت عن نطاق إرادتهم، لكن الإمام واصل مسيرته. ونحن إذ ما نزال نتحدث عن المرحلة الثانية من نهضته. إلا أن التوجه لدى الإمام لا يزال يسير باتجاه تشكيل حكومة في الكوفة.
استمر هذا الوضع حتى وصل جيش بقيادة الحر بن يزيد الرياحي الذي فرض حصارا على الإمام لاعتقاله وإحضاره الى ابن زياد في الكوفة.
في البداية، بذل الإمام الحسين جهداً كبيراً لإقناع الحر الالتحاق به، حيث كان معه ألف مقاتل جاءوا من القادسية.
عندما وصل هؤلاء كان الإمام الحسين قد نزل قبلهم في منطقة واستقر وأخذ قسطاً من الراحة. وعندما وصل الحر مع قواته لم يكن يعرف من هم هؤلاء المستقرين وماذا يريدون. ان هذه القوات كانت قد وصلت تواً، وكانوا هم وفرسانهم عطاشا لذا أمر الامام بسقي القادمين وحيواناتهم جميعاً. وقد تم حمل كميات كبيرة من المياه إليهم واستضافوهم. اقترب الحر من مقر الإمام وقال له ولصحابته وأهل بيته بأن مهمته تكمن في إغلاق الطريق أمامهم وعدم السماح لهم بمواصلة السير إلى ان يصل أمراً آخر من الحكومة المركزية (حكومة يزيد)، وقال الحر بأنه إذا استطاع فسيقوم بنقلهم إلى الكوفة لتسليمهم إلى ابن زياد، فرد عليه الإمام الحسين قائلاً: خذوا الآن قسطاً من الراحة.
ومع اقتراب الظهر قام الإمام إلى الحر وقال له: قم وصلي مع جنودك ونصلي نحن مع أصحابنا. فقال الحر: لا، نحن في الصلاة نقتدي بكم، لماذا نصلي منفصلين عن البعض. أقيمت صلاة الجماعة وأم الإمام الحسين المصلين ثم ألقى خطبة قبل تكبيرة الإحرام. وكان الإمام يهدف من ذلك بذل الجهود من أجل انضمام الحر إليه. أشبع الإمام حديثه بالدليل المنطقي وقال لهم: انظروا لمن يجب أن تكون قيادة هذه الأمة؟ هل تكون لأشخاص مارسوا الظلم والجور والاعتداء على حقوق الناس، أم لنا نحن أهل بيت النبوة ومنبع العدالة ومجريي أحكام الإسلام؟ نحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر.
ثم قال الحسين: إن تحركي نحو العراق كان تلبية لدعوات أهلها حيث وجه الرأي العام في الكوفة والبصرة الدعوات لي لقدومي، وأنا وافقت على هذه الدعوات بعدما تأكدت من وجود الأرضية المناسبة، فتحركي كان مبنياً على رغبات ودعوات الناس ولا يستند إلى الأهواء، والناس لو عدلوا عن رأيهم الآن ولا يريدونني فأنني سأعود حتماً.
انظروا كيف يتحدث الإمام الحسين بعدل وإنصاف كي يقنع الحر. إنه الآن محاصر وارتباطه بقواته مقطوعة، واتصالاته بالقوات المتواجدة في الكوفة مقطوعة أيضاً، أي أن الحسين بقي من دون قوات. وفي هذه الظروف التي يواجه فيها حصاراً عسكرياً اتخذ قراراً حازما بالرجوع لعدم تمكنه من إقناع الحر، وبالتالي فإن ذهابه إلى الكوفة يعد أمراً غير منطقي.
وإذا أراد الحسين ان يعود فإلى أين يذهب؟ لذا بات يفكر في منطقة تجلب له الأمن اكثر كي يقرر العودة إليها.
أقيمت صلاة الظهر، ثم ذهب المقاتلون ليأخذوا قسطا من الراحة، وذهب الحسين إلى معسكره ليستريح. عندما حل العصر، أذن المؤذن مرة أخرى لصلاة العصر. وقد أم الحسين عليه السلام أصحابه وأصحاب الحر أيضاً. وكان الإمام قد ألقى خطبة قبيل صلاة الظهر، ولكن خطبته هذه المرة ألقاها بعد صلاة العصر، وقد تشابهت مع الخطبة الأولى وأكد فيها الإمام على نفس المواقف التي تحدث عنها سابقا. قال لهم الإمام: انتبهوا جيدا وفكروا جيدا من الذي أولى بتولي الحكومة. إن الإمام كان يتحدث عن شؤون الحكم ومن هو أولى بقيادة هذه الأمة: نحن أهل بيت النبوة نستحق القيادة .. أم هذه الفئة الحاكمة التي تمارس الظلم ضد الناس.
كان الإمام الحسين يحاول، من خلال استدلالاته المنطقية، أن يقنع هؤلاء. لكن الحر رغم اقتناعه في داخل نفسه بكلام الإمام، إلا أنه كان يخاف أن يفقد منصبه الذي كان فيه.
في نهاية الأمر لم يتمكن الإمام من إقناع الحر. وبعد الانتهاء من صلاة العصر أصرّ الإمام في خطبته على العودة. اتخذ الحسين عليه السلام قراره النهائي بشأن ذلك وأصدر الأوامر لقافلته لتجميع الخيام ومساعدة النساء ليركبن مراكبهن. كان ذلك قراراً صعباً. استعدت القافلة للتحرك وأمرها الإمام بالعودة إلى أرض الحجاز.
بدأت مقدمة القافلة بالعودة فعلاً نحو الحجاز في الوقت الذي كان الحر وأصحابه ينظرون ماذا سيفعل الحسين، وقد أدركوا بأن الإمام اتخذ قرار العودة حقا.
إن الإمام كان جادا دون أدنى شك في قراره بالعودة.
منذ هذه اللحظة بدأت المرحلة الثالثة من نهضة الحسين عليه السلام، والتي تمثلت في عدم الاستسلام وبذل الجهد من أجل الابتعاد عن القتال.
لقد كرر الحسين دعوته بالعودة مرتين، ماذا يعني ذلك؟
ان القصد من ذلك هو الابتعاد عن الاقتتال. المرة الأولى كانت قبيل إقامة صلاة الظهر، والمرة الثانية كانت بعد إقامة صلاة العصر.
دعا الحر أصحابه إلى الوقوف بوجه الإمام الحسين وسد الطريق أمامه وعدم السماح له بالعودة. القضية تعتبر غامضة. ماذا يعني عدم السماح له بالعودة؟ إن العسكر لا يستطيعون تغيير الأوامر الصادرة لهم من قبل قياداتهم، عليهم تنفيذ أوامر الحر، لذلك جاءوا ووقفوا في طريق الحسين. الإمام قال للحر: ماذا تقصد من عملك هذا؟ فأجاب الحر قائلاً: عندي أوامر باعتقالك وتسليمك إلى ابن زياد وأنا مسؤول عن تنفيذ ذلك وإن سمحت لك بالعودة أكون قد خالفت مهمتي. فرد عليه الإمام قائلاً: لن استسلم إليك أبداً. فقال الحر: وإني أيضا لا أتركك طليقاً.
لقد تكرر هذا المشهد ثلاث مرات. أصبح الحر الآن لا يدري ماذا عليه ان يفعل وأي قرار يجب أن يتخذه كي لا يندلع القتال بين الجانبين. قال الحر: لي اقتراح لكم إن كان مفيداً فاقبلوه: اختاروا طريقاً لا ينتهي إلى الحجاز ولا إلى الكوفة، ذلك لأنني أود ان اصطحبكم معي إلى الكوفة وأنتم ترفضون ذلك، إذاً سأرافقكم وأبعث برسالة إلى ابن زياد أقول له هكذا هو حال الحسين فما هو أمركم؟
وافق الإمام على الاقتراح، ولم يكن أمامه خيارا آخر.
كتب الحر رسالة سلمها إلى رسول خاص قال فيها انه يرافق الحسين في مسيرته غير المنتهية إلى الحجاز لا إلى الكوفة.
اختار الحسين طريقاً غير سالك باتجاه اليسار، فبدأ يسير على هذا الطريق حتى وصلت رسالة الحر إلى ابن زياد الذي بعث الرد إلى الحر في وقت وصل فيه الحسين إلى منطقة تسمى كربلاء. في هذه الأثناء وصل الرسول القادم من ابن زياد حاملاً رسالة إلى الحر تقول: عندما تصلك رسالتي هذه قم بإنزال الحسين بن علي بن أبي طالب قهراً وكرهاً في أرض ليس فيها ماء ولا زرع ولا ملجأ حتى يصلك أمرنا التالي، وأن حامل الرسالة هذه يعمل جاسوساً لدي وسوف يطلعني إن كنت قد نفذت أمري أم لا.
لقد أطلع الحر الحسين على الرسالة وقال: ان هذه رسالة الأمير وهذه أوامره.
قال الحسين: ان هذه الأرض صحراء، وفي الأرض الصحراوية لا يمكن للنساء والأطفال النزول فيها، وهناك قرى بالقرب من هذه المنطقة فاسمح لي على الأقل بالنزول في إحدى هذه القرى، فأجاب الحر قائلا: لا إذن لي بذلك لأن هناك جاسوساً يراقب أعمالي وسوف ينقل ذلك إلى ابن زياد. لم يوافق الحر على ذهاب الإمام الحسين إلى إحدى القرى القريبة، كما أنه لا يوجد أمام الحسين حلا آخر. أما الدخول في نزاع معهم فهو لا يرغب في ذلك، فهو سعى من أجل الابتعاد عن أي نزاع أو اقتتال قد يحدث بين الجانبين.
لقد مرت سبعة أو ثمانية أيام من شهر محرم، كان المعسكران جاثمين جنباً إلى جنب حتى اليوم التاسع من محرم دون ان يعتدي أحد على الآخر. بدأ الجيش المعادي للحسين منذ اليوم السابع بمراقبة ضفاف نهر الفرات عبر نشره 500 عنصر لإفشال أية محاولة تستهدف نقل المياه إلى معسكر الإمام.
لقد أرسل ابن زياد في اليوم الرابع من محرم قوة إضافية مؤلفة من 4000 مقاتل، ووصلت رسالة ابن زياد الجديدة في اليوم التاسع. كان المعسكران مرابطين أمام البعض ولا يعلمان ماذا عساهما ان يفعلا. لم تصل الأوامر بعد.
عندما وصل عمر ابن سعد، فإن أول عمل قام به هو أن بعث رسولاً إلى الحسين يسأله عن سبب نيته التوجه إلى الكوفة. ان عمر هو نجل سعد بن أبي وقاص. رد عليه الإمام قائلاً: ان الناس بعثوا إليّ برسائل وواجب عليّ التوجه إليهم فإذا لم يرغبونني سأعود وسوف لن أوافق على الاقتتال.
فرح عمر بن سعد كثيراً عندما شعر بأن الحسين يدعوا إلى السلام لا الحرب، ذلك لأنه كان يعلم بأن الحرب لو اندلعت فان عواقبها ستسيء إلى سمعتهم.
__________________
أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م