مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #51  
قديم 05-12-2004, 08:26 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس العشرون /2
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : ( إنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدمَ من تُرابٍ فجعَلهُ طيناً ثُمَّ تَرَكهُ حَتى إذَا كَان حَمأً مَسْنُوناً خَلَقَهُ وصوَّرَهُ ثمَّ تركَهُ حتى إذا كان صَلصَالاً كالفخار كان إبليس يمرُ بِه فيقول : لقد خُلِقتَ لأمر عظِيم ، ثم نَفَخَ فيه من رُوحِه وكان أول ما جَرَى فيه الرُّوحُ بَصَرَهُ وخَيَاشِيمَهُ فَعَطَسَ فقال : الحَمدُ الله ، فقال الله يَرْحَمُكَ رَبُّكَ )

" رواه الترمذي والنسائي والبزار وصححه ابن حبان "

الــشــرح :-

يشهد لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم من تراب قوله تعالى من سورة فاطر (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ) فاطر :11 . أي خلق آدم من تراب وخلق ذرّيَّته من نطفة . وقوله : فجعله طيناً بأن بَلّهُ بالماء حتى صار طيناً ، ثم تركه زمناً حتى حمأ مسنوناً أي متغير اللون والرائحة ثم خلقه وصوره بأن جعله جسماً وجسداً كأجسام وأجساد الناس اليوم ، وتركه زمناً حتى صار صلصالاً كالفخَّار ، ثم نفخ فيه من روحه . قوله : وخياشيمه الخياشيم جمع خيشوم وهي أقصى الأنف وعروق أيضاً في باطن الأنف . قوله : فعطس فقال : الحمدالله أي بإلهام من الله تعالى .


إرشــادات للــمربي :-

1- اقرأ الحديث قراءة هادئة جملة جملة والمستمعون يقرأون سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظ الحديث .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ جملة جملة مبيناً لهم مالبس عليهم وصعب فهمه ز

3- علمهم أن الأمر الذي كان إبليس يقوله لما يمرُ بجسد آدم قبل نفخ الروح فيه ، هذا الأمر العظيم هو التكليف بالعبادة والجزاء عليها بالجنَّة والرضوان .

4-ذكِّرهم بسنّة قول :- الحمدالله لمن عطس ، وقول : يرحمك الله لمن سمعه ، والرد عليه يقول : يغفر الله لي وللك وهو الغفور الرحيم أو يهديك الله ويصلح بالك حيث ثبتت السنة بذلك .

5- علّمهم أن لفظ الحمد معناه الوصف بالجميل ، وهو رأس الشكر ، وهو متعيّن عند حصول كل نعمة ، وخاصة بعد الفراغ من الأكل والشراب وتجدّد النعمة .

لـلفائده

السؤال:

هل يجوز بعد العلم بضعف حديث أن نأخذ به ؛ وذلك من باب فضائل الأعمال " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " علماً أن الصوم نفلاً في تعبد لله وكذلك قيام الليل .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان ليس من قسم الضعيف ، بل هو من قسم الموضوع والباطل ، وهذا لا يحل الأخذ به ولا العمل بمقتضاه لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها .

وقد حكم ببطلان الروايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم ، منهم ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " ( 2 / 440 - 445 ) ، وابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " رقم 174 – 177 ) ، وأبو شامة الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ( 124- 137 ) ، والعراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " ( رقم 582) ، وقد نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في " مجموع الفتاوى " ( 28 / 138 )

وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله - : في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان "

إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام : بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر .

وقال – رحمه الله - :

ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة ، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية : فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ ، هذا هو الصواب ، وبالله التوفيق .

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 511 ) .

انظر السؤال رقم ( 8907 )

ثانياً :

وإن سلَّمنا أنها ضعيفة وليست موضوعة : فإن الصحيح من أقوال أهل العلم هو عدم الأخذ بالحديث الضعيف مطلقاً وإن كان في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف ، ولا يُعرف تخصيص هذه الليلة ونهارها بشيء في الشرع لا عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند أصحابه .

وقال العلاَّمة أحمد شاكر: لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة ، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ .

" الباعث الحثيث " ( 1 / 278 ) .

وانظر لزيادة البيان " القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف " .

وانظر جواب السؤال رقم : ( 44877 ) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه أيمانه ، ولا من فاسق بيّن فسقه ، ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أزلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله . " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #52  
قديم 05-12-2004, 08:28 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

أود الأعتذار بأن الموضوع الأخير خالي من الألوان لعدم عمل ايقونة الألوان

وأرجو من المشرف مراعات هذا

الحقاق
  #53  
قديم 18-12-2004, 05:45 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الحادي والعشرون /2



قولُ الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) النساء : 1 .

الـــشــــرح :-

قوله تعالى : ( يأيها الناس اتقوا ربكم ) هذا نداء إلهي عام لكل البشر كافرهم ومؤمنهم ، من كان موجوداً يوم نزول هذه الآية ، ومن كان غير موجود إلى يوم القيامة ، إذ البشرية كلها عبيد له وهو أرحم بها من أنفسها ، لذا أمرها بتقواه ، وتكون تقواه بالإيمان به وطاعته وتوحيده في عبادته والإيمان برسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وطاعته في أمره ونهيه . وقوله ( الذى خلقكم من نفس واحدة ) وهي آدم عليه السلام . وقوله ( وخلق منها زوجها ) يعني خلق من آدم جواء إذ خلقها من ضلعه وزوَّجه بها فكانت زوجاً له . وقوله ( وبثَّ منهما رجالا كثيراً ونسآءَ ) إذ الناس كلهم رجالاً ونساءً من ذرِّيَّة آدم وحواء ومعنى بثّ أنشأ وفرق .

إر شــــادات للمربي :-

1- اقرأ الآية ويقرؤها معك المستمعون سراً حتى ترى أنهم قد حفظوها .

2- علِّمهم أن في الآية تذكيراً بنعمة الخلق المقتضية لشكر الله بعبادته وحده .

3- علّمهم أن تقوى الله بطاعته بعد الإيمان به وتوحيده هي سبيل نجاة العبد وفوزه ونجاحه في الدنيا والآخرة .

4- علّمهم بأن في الآية إشارة إلى بدء الخلق ، وقد مضى عليه آلاف السنين ، وفي ذلك تربية لهم على شكر الله ومحبته لواسع أفضاله وعظيم نعمائه .

5- علمهم أن لفظ الزوج يطلق على الذكر والأنثى ، ويقال للمرأة زوجة وزوج أفصح ، لأن كلاً من المرأة والرجل زوج لصاحبه .

6- في الآية تقرير للأخوة الإنسانية التي جهلها أكثر الناس ، ولم يعطوها حقها وعلة ذلك الجهل .







وقفه :-

موت ألف عابدٍ أهون من موت عالمٍ بصير بحلال الله وحرامه " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "



الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #54  
قديم 18-12-2004, 05:47 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثاني والعشرون /2




قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اسْتَوصُوا بالنْسَاءِ خيراً فَإِنَّ المرأةَ خُلِقَت من ضِلْع ، وإنَّ أعْوَجَ شيء في لضِلْع أعلاهُ ، فإذا ذَهَبْتَ تُقيمهُ كَسَرْتَهُ ، وإن تَرَكْتَهُ لم يَزل أعْوج ، فاستوصوا بالنساء ) رواه البخاري .

الـــــشـــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : استوصوا أي ليوص بعضكم بعضاً بالنساء خيراً فلا تعاملوهن بحسب سلوكهن لكثرة إساءتهن لما فطرن عليه من ضعف الخَلْق والخُلُق . وقوله صلى الله عليه وسلم : فإن المرأة خلقت من ضلع أي خلقها الله تعالى من ضلع آدم بكلمة التكوين أي بقوله : كوني فكانت . وفي هذا القول : فإن المرأة .... إلخ إشارة إلى علة ضعف المرأة الملازم لها بحسب الفطرة . وقوله صلى الله عليه وسلم : فإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إشارة إلى أن ضعف المرأة في خلقها الملازم لها سلاطة لسانها ، وعليه فإن من ذهب يقيمها كسرها أي طلقها وحُرِمَ أنْسَهَا والسعادة معها . ومن ترك ما فطرت عليه من الاعوجاج وتحمَّل إساءتها ، دامت عشرته معها وسعدا بذلك .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث قراءة متأنية وكرر القراءة حتى ترى أن أكثر المستمعين قد حفظ الحديث .

2- اقرأ الشرح أي شرح الحديث بتأنٍ جملة جملة وبيِّن المعنى المراد من كل جملة فيه .

3- علُمهم أن الأخذ بوصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في النساء واجب وأنها الوصية بالخير لقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع : واستوصوا بالنساء خيراً ، ومن جملة الخير أن يحسن إليها ولا يُسيءُ ، وأن يعفُو عن زلة لسانها لضعف خلقها .

4- ذكرهم أن الطلاق لغير رفع الضرر عن أحد الزوجين لا يشرع لما فيه من الأذى وأذى المؤمن حرام وإن قلّ .

5- علمهم أن على الزوج أن يتحمل الأذى اليسير من زوجته لعدم سلامة المرأة من ذلك ، وذلك لضعفها الخَلُقِي و الخُلُقِي معاً .


** *** **



للفائدة


السؤال:

هل صحيح ما يقال بأن صوت المرأة عورة ؟.

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد : ليس صوت المرأة عورة بإطلاق , فإن النساء كن يشتكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويسألنه عن شئون الإسلام , ويفعلن ذلك مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وولاة الأمور بعدهم , ويسلمن على الأجانب ويردون السلام , ولم ينكر ذلك عليهن أحد من أئمة الإسلام , ولكن لا يجوز لها أن تتكسر في الكلام , ولا تخضع في القول , لقول تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) الأحزاب/32 لأن ذلك يغري بها الرجال ويكون فتنة لهم كما دلت عليه الآية المذكورة . وبالله التوفيق .ا.هـ .

من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 6 / 83 ) .

وتجد في السؤال رقم ( 1121 ) حدود وضوابط الكلام مع المرأة الأجنبية ؛فراجعه للأهمية .

الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

وقفه :-

تفقهوا في الدين فإنه لا يعذر أحد باتباع باطل وهو يرى أنه حق ، ولا يترك حق وهو يرى أنه باطل . " خطاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #55  
قديم 18-12-2004, 05:49 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثالث والعشرون /2



قولُ الله جل جلاله : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) القصص : 83 .

الشرح :-

قوله تعالى : ( تلك الدَّرُ الأخرةُ ) هذه جملة ابتدائية وهو بَدْءٌ مُشَوّقٌ ووصف للدار الآخرة ، لأنها سبقتها هذه الدار الأولى الفانية ، وأخبر عنها بقوله ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) ، أي نجعلها مَأوى ومسكناً للذين لا يريدون في هذه الحياة الدنيا استطالة على الناس ولا تعالياً ولا تكبراُ عليهم ولا فساداً بارتكاب المعاصي كالشراك والقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر . وقله تعالى ( والعاقبة للمتقين ) جملة تذييلية تابعة للسابقة تحمل البشرى بحسن العاقبة في الدارين الأولى والآخرة ، وأهلها هم المتقون أي الذين اتقوا عقاب الله بطاعته في أوامره ونواهيه ، لأن فعل الأوامر يزكي النفس فيعدها لنعيم الدار الآخرة ، وكما يزكي النفس يجنب صاحبه مهالك الدنيا ورزاياها ، كما أن احتناب المناهي يحفظ للنفس طهارتها ، ويَقي المكروه في هذه الحياة الدنيا .

إرشــادات للمربي :-

1- اقرأ الآية قراءة جيدة ، ويقرأها معك المستمعون حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح مبيناً معاني كل جملة على حدة وكرر البيان حتى يفهم المستمعون .

3- علمهم أن هذه الآية أذهبت أماني الذين يقولون إنه لا يضر مع الإيمان شيء ، وأن المؤمنين كلهم ناجُون ، كما قال الفضيل بن عياض ، إذ اشترطت لأهل الدار الآخرة شروطٌ وهي أنهم يريدون علواً في الأرض ولا فساداً .

4- ذكرهم أن عليَّ بن الحسين بن عليِّ مرَّ وهو راكب على مساكين يأكلون كِسراً أي خبزاً لهم فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم ، فقرأ هذه الآية ( تلك الدّار الأخرة ....) إلخ ثم نزل من على فرسه وأكل معهم .

5- ذكرهم أن العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة خاصة بالمتقين الذين يتقون الشرك والمعاصي فلا يَقْرَبُوها .


** *** **


للفائدة :-


السؤال:

كيف نجمع بين هاتين الآيتين : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) وقوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) وهل بينهما تعارض ؟

الجواب:

الحمد لله ليس بينهما تعارض ، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب منه فإنه لا يغفر له ومأواه النار كما قال الله سبحانه : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )( المائدة :72) وقال عز وجل : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( الأنعام : 88) والآيات في هذا المعنى كثيرة . أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)( طه :82) فهي في حق التائبين ، وهكذا قوله سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )( الزمر :53 ) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين . والله ولي التوفيق .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 4/ 419) (www.islam-qa.com)


وقفه :-

قال أحمد بن محمد بن سليمان التستري ( سمعت أبا زرعة يقول :- إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة .....

" أبو زرعة هو عبيد الله بن عبدالكريم الزازي ، توفي سنة 264 هجري من موالي بني مخزوم "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #56  
قديم 18-12-2004, 05:53 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الرابع والعشرون /2



قول سَلَمةَ بن الأكَوع رضي الله عنه أنَّ رجلاً أكلَ عِند رسُول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، فقال كُلْ بِيَمينِك ، قال : لا أسْتَطِعُ ، قال : لا اسْتَطَعتَ ما مَنَعهُ إلاَ الكِبْرُ . قال : فَمَا رَفَعها إلى فِيهِ . رواه مسلم .

الشرح :-

قول سلمة رضي الله عنه إن رجلاًَ أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، لم يذكر اسم الرجل اتقاء للغيبة إذ هي ذكرك أخاك بما يكره .

وقوله بشماله يعني بيده اليسرى ، وقوله ، كل بيمينك أي قال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أكل بشماله كل بيمينك تعليماً وإرشاداً لما هو خير له ، لأن الأكل بالشمال تشبه بالشيطان ، إذ الشيطان يأكل بشماله . وقوله لا أستطيع أي قال الرجل الذي أمره أن يأكل بيمينه ، وكان قادراً مستطيعاً أن يأكل بيمينه ، ولكن منعه الكبر ، فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : لا استطعت أي لا جعلك الله تستطيع ، لأنه متكبر ، والكبر صاحبه ينازع الله تعالى في صفته وهي الكبر والكبرياء ، ومن نازع الله أهلكه وقول سلمة رضي الله عنه : فما رفعها إلى فيه أي من تلك الساعة أصيبت بالشلل الفوري فلم يقدر أن يأكل بها حتى مات .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث وردد قراءته حتى يحفظه أكثر المستمعين ز

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وبيّن للمستمعين المعاني معنى بعد آخر حتى يفهموا المراد من الحديث للعمل به .

3- علمهم أن الأكل والشرب يكونان باليمين أي باليد اليمنى ، ومن أكل أو شرب بشماله فقد تشبه بالشياطين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ز

4- حذرهم من الكبر إذ المتكبر لا يدخل الجنة لحديث مسلم : ( إن الله لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر ) .

5- ذكرهم بوجوب تجنب غيبة المسلم وهي ذكره وهو غائب بما يكره .

6- حذِّرهم من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم تَكَبُراً أو عِنَاداً فإنها تقود إلى الهلاك .


للفائدة



السؤال بتاريخ 2004-08-23 05:27 م

باب سد الذرائع وحماية جناب التوحيد باب واسع يستعمله البعض لمنع بعض الأمور المباحة والتضييق على الناس في الأقوال والأعمال، فما وجاهة ذلك؟


الجواب بتاريخ 2004-08-23 05:28 م

سد الذرائع التي تفضي إلى الحرام أمر واجب، قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين": فإذا حرم الرب تعالى شيئًا وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها تحقيقًا لتحريمه وتثبيتًا له ومنعًا أن نقرب حماه. ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضًا للتحريم وإغراءً للنفوس به وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء بل سياسة زعماء الدنيا تأبى ذلك، فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء ثم أباح لهم الطرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه لعد منتاقضًا ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده. انتهى[1].

فالذرائع إنما تحرم إذا كانت تفضي إلى محرم، أما التي لا تفضي إلى محرم فإنها لا تحرم، ويعد تحريمها تضييقًا على الناس، والمرجع في ذلك إلى الأدلة وأقوال العلماء لا إلى أقوال الجهال.

ومثال الذرائع التي حرمها الشارع لأنه تفضي إلى محرم: الصلاة عند القبور، والدعاء عندها، والذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله، والصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ـ أعني: صلاة النافلة ـ ومثل البناء على القبور كل هذه الأمور تحرم؛ لأنها تفضي إلى الشرك.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين" (3/147).

المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ج 3

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



وقفه :-

علامة الجهل ثلاث :- العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن يهنى عن شيء ويأتيه .

" أبو الدرداء رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #57  
قديم 19-12-2004, 02:43 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الخامس والعشرون /2



قولُ الله سبحانه وتعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة : 119 .

الــــشـــرح :-

قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا ) هو نداؤه تعالى للمؤمنين من عباده ناداهم بعنوان الإيمان ، لأنهم بإيمانهم قادرون على امتثال ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه أو يرغبهم فيه أو يحذرهم منه ، لأن المؤمن حيٌّ بإيمانه يسمع ويبصر ويعقل ويفهم ويقدر على النهوض بالتكاليف بخلاف غير المؤمن وهو الكافر فإنه شبيه بالميت إن لم يكن ميتاً فعلاً ، لأن الذي ينادي فلا يسمع ويكلف فلا يقدر هو إلى الموت أقرب منه إلى الحياة . وقول الله تعالى ( اتقوا الله ) هذا واحد من اثنين ناداهم من أجلهما ، والثاني قوله ( وكونوا مع الصادقين ) ، أمرهم بالتقوى وهي اتقاء عذاب الله بطاعته فيما يأمر به من اعتقاد وقول وعمل ، وفيما ينهى عنه أيضاً من اعتقاد باطل وقول سيئ وعمل فاسد . وأمرهم بأن يصدقوا في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم ليعدهم بذلك ، لأن يكونوا مع الصادقين ، في الدنيا والآخرة إذ قال تعالى : والذي جاء بالصدق وهو رسو الله صلى الله عليه وسلم وصدق به وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه أولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية وليقرأها معك المستمعون وواصلوا قراءتها حتى تحفظ .

2- اقرأ الشرح بتأن جملة جملة وبيِّن لهم معاني ذلك ورغبهم في فهمه .

3- ذكرهم بصدق الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع ، ولما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من تبوك جاء غيرهم ممَّن تَخَلَّلُوا يعتذرون بالحق والباطل وأبى هؤلاء أن يعتذروا بالكذب فأمر الله بمقاطعتهم فقوطعوا وصبروا فأنزل الله توبتهم وتاب عليهم وأصبحوا مَضْرب َ المثل في الصدق ودعا الله تعالى في هذه الآية المؤمنين أن يكونوا معهم ، جعلنا الله منهم آمين .

4- حثثَّهُمْ على الصدق ولزومه ، فإنه يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة .

5- علمهم أن الصدق يكون ظاهراً وباطناً كما قال ابن العربي لما قرأ تفسير الصادقين بأنهم الذين استوت ظواهرهم وبواطنهم قال :- هذا القول هو الحقيقة والغاية التي إليها المنتهى .


للفائدة



السؤال:

ما هي صورة مدارسة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان للقرآن ؟ وهل يدل على أن الاجتماع أفضل من الانفراد على القرآن ؟ وهل هناك مزية لليل على النهار؟ نرجو التوضيح .

الجواب:

الحمد لله

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" أولاً :

أما كيفية المدارسة فلا أعلم عن كيفيتها.

ثانياً :

وأما هل المستحب أن يجتمع الناس على القرآن أو أن يقرأ كل إنسان بمفرده ؟

فهذه ترجع إلى الإنسان نفسه ، إن كان إذا اجتمع إلى إخوانه لتدارس القرآن صار أخشع لقلبه ، وأنفع في العلم فالاجتماع أفضل ، يعني إذا كان الاجتماع صار هناك حضور قلب وخشوع وتدبر للقرآن ، وتساؤل فيما بينهم فهذا أفضل ، وإن كان الأمر بالعكس فالانفراد أفضل .

ثالثاًَ :

وأما مدارسة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام فهو من أجل تثبيت القرآن بقلب النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما الفقرة الثالثة من السؤال وهي : هل هناك مزية لليل على النهار فهذا نعم ، لكن قد يكون للإنسان أعمال لا يستطيع معها أن يدرس القرآن في الليل ، فيجعل أكثر دراسته في النهار ، فالإنسان ينظر ما هو أنفع له ، لعموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : « احرص على ما ينفعك » فما كان أنفع لك إذا لم يكن محظوراً شرعاً فهو أفضل "

انتهى مجموع الفتاوى 8/78 . (www.islam-qa.com)


وقفه :-

لا يزال الإسلام منيعاً ما استد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف أو ضرباً بالسوط ، ولكن قضاءٌ بالحق وأخذاً بالعدل .

" عمير بن سعد رضي الله عنه - امير حمص في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #58  
قديم 19-12-2004, 03:59 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم ... ونفعنا بعلمك
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #59  
قديم 21-12-2004, 12:51 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الأخ الفاضل / الوافي

بارك الله فيك وجزاك الله خير ، أو جعلتني شيخ ؟! ياشيخ ، غفر الله لك


الحقاق
  #60  
قديم 21-12-2004, 12:53 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس السادس والعشرون /2



قوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البر وإنّ البر يهدي إلى الجنة . ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي غلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابا ) رواه مسلم .

الــشـرح :-



قوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصدق يُريد الزموه ولا يفارقكم ولا تفارقوه ، اصدقوا نياتكم وأقوالكم وأعمالكم أي في ظاهركم وباطنكم حتى تكونوا من الصادقين في الدنيا وهم أهل الطهر ولصفاء ومع الصادقين في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً . وعلل لهم أمره إياهم بالصدق وملازمته فقال :- إن الصدق الحق الكامل الظاهر والباطن يهدي أي صاحبه الملازم يهديه إلى البر . والبر يهدي إلى الجنة ، إذ من لازم الصدق كان من أهل الجنة وهو كذلك . وزادهم حثاً على الصدق وترغيباً فيه بقوله :- ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق أي يقصده ويطلبه ليحصل عليه حتى يكتب عند الله صديقاً ، وعندها فقد فاز بصحبة مواكب الجنة الأربعة والكمال عنايته صلى الله عليه وسلم بأمته لتكمل وتسعد في الدارين بعدما رغبهم في الصدق حذرهم من ضده وهو الكذب فقال : إياكم والكذب أي احذروه واجتنبوه وعلل ذلك بأن الكذب يهدي إلى الفجور وهو معصية الله ورسوله بالخروج عن طاعتهما في الأمر والنهي ، والفجور يهيد إلى النار ، وزاد في التحذير فبيّن لهم أن المرء إذا كذب وواصل الكذب ولم يتب من فإن عاقبته أن يكتب عند الله كذاباً وعندها يُواكب الاذبين المفترين على الله الكذب ، وهم أهل جهنم وبئس المصير .

إرشــادات للمربي :-

1- اجتهد في تحفيظ الحديث للمستمعين حتى يحفظه كلهم .

2- اقرأ الشرح قراءة بتأن واشرح المعاني الخفية حتى ترى أنهم فهموا المراد من الحديث .

3- رغبهم في الصدق وملازمته ، وحذرهم من الكذب ورغبهم في البعد عنه والتوبة منه .

4- علمهم أن المرء إذا اعتاد الصدق لازمه ولم يفارقه ، وأنه إذا اعتاد الكذب لازمه ولم يفارقه وهي سنة الله في الناس ، لذا على العبد أن يبادر بالتوبة كلما أذنب وإلا يتوالى الذنب وتصعب عليه التوبة لقول رسو الله صلى الله عليه وسلم : وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وقول الله تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ) النساء :17 .


للفائدة



دعاة السوء والفرقة


السؤال بتاريخ 2003-07-24 06:30 ص

فضيلة الشيخ، نرجو منك توجيه نصيحة للشباب في هذه المدينة، والسبب أن بينهم فجوة كبيرة؛ فكلٌ يقول: إنه على الحق. والله يعلم من معه الحق. فنرجو أن توجهوا نصيحة في طلب العلم وكيف ينهجون خاصة في بداية تعلمهم وفي بداية طلبهم للعلم؟


الجواب بتاريخ 2003-07-24 06:32 ص

بسم الله الرحمن الرحيم.

لا شك أن الشيطان لعنه الله يريد أن يفرق بين المسلمين، وكذلك أعوان الشيطان من بني الإنسان يريدون أن يفرقوا بين المسلمين؛ شبابهم وشيبهم، هذا أمر معروف منذ تعهد الشيطان بذلك حين قال ما ذكره الله عنه: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} [الإسراء: 62 ـ 65]؛ يعني آدم عليه السلام.

هذا مهنة الشيطان، ولا يقاوم الشيطان وأعوان الشيطان إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بذلك، مع الرجوع لأهل العلم والبصيرة بالتعلم منهم ومشاورتهم، ثم الحذر من الدسائس التي تتخلل المجتمع من هنا وهناك على أيدي دعاة السوء الذين يريدون أن يفرقوا هذا المجتمع؛ لأن هذا المجتمع في هذه البلاد ولله الحمد ما زال بخير، يمتاز به على سائر الناس في البلدان الأخرى... يحكم فيه شرع الله سبحانه وتعالى، والولاية فيه ولله الحمد ولاية مسلمة مؤمنة؛ لا نقول: إن عندها الكمال في كل شيء، وما عندنا من النقص يمكن إصلاحه بالمناصحة الشرعية، كذلك هذه البلاد على عقيدة التوحيد، ليس فيها قباب أو أضرحة تعبد من دون الله، ليس فيها مزارات شركية كما في البلاد الأخرى، وهي بلاد الحرمين الشريفين، ترفل بالأمن والاستقرار، نأمن على أنفسنا وأموالنا وعلى أولادنا، بينما البلاد الأخرى على تخوف.

فكروا يا عباد الله بهذه النعمة، والنعمة تستوجب الشكر، فإن لم تشكر فإنها تزول {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، فعلى شباب المسلمين أن يتذكروا هذه النعمة، وأن يسعوا في بقائها وإصلاح ما يحصل فيها من خلل بالطرق الصحيحة، وعليهم أن يحذروا كل الحذر من المفسدين الذين يتسمون باسم الدعوة وباسم الإسلام، وهم ينشرون العداوة والأحقاد بين المسلمين، ويتصيدون في الماء العكر، ويتلمسون الزلات البسيطة ليكبروها، حتى يجعلوها كأنها جرائم ليس لها علاج وليس لها إصلاح، وأنها كفر، وأنها، وأنها...

علينا أن نحذر من هذا النوع من الناس، وإن تلبسوا باسم الإسلام وباسم الدعاة؛ لأن الداعية من صفاته الإخلاص والسعي بالإصلاح والسعي بإزالة الفرقة بين المسلمين.

أما هذه الدعوة التي تفرق بين الناس وتشتتهم؛ فهذه دعوة إلى الفتنة؛ فالذي يشهر بالأخطاء والذي ينشر المخازي والذي يقنط الناس من الإصلاح؛ فهذا داعية سوء، علينا أن نحذر من أمثال هؤلاء، وأن نعود إلى رشدنا، وأن نشكر نعمة الله علينا، وأن نقبل على تعلم العلم النافع، وأن نزيل ما بيننا من الاختلاف بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


وقفه :-

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل همّ بطلاق امرأته ( لِمَ تطلِّقها ؟ ) قال : لا أحبها . فقال عمر رضي الله عنه ( أوكلُّ البيوت بُنيت على الحب ؟ فأين الرعاية والتذمم )

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م