تداعيات فشل الحوار الفلسطيني
كان التصور عندما بدأ الحوار الوطني الفلسطيني أن يتم نوع من توحيد الرؤي والمواقف، وتحقيق قدر أكبر من التقارب بين جميع الفصائل وخاصة بين حركتي حماس وفتح، ووضع تصورات للحلول المختلفة للقضية الفلسطينية.
محاولات البعض تجميل ما توصل إليه الحوار والاعاء بعدم فشله أمر لن يقبله الشعب الفلسطيني، فالمؤتمر فشل في حل أي نقطة من نقاط الاختلاف، فلم يخرج بقرار واحد من أجل تعزيز سلطة القانون والنظام والقضاء علي الفلتان الأمني، سوي أنه أكد في بيانه الختامي علي تعزيز سلطة القانون والنظام والقضاء المستقل باعتبارها من أولي المهام الوطنية الملقاة علي عاتق الجميع، فما إن خرج البيان الختامي حتي أعلن مسؤول في القوة الأمنية الخاصة التابعة لوزارة الداخلية إعادة نشر هذه القوة جزئيا في مدينة غزة بعد الإعلان عن سحبها الجمعة، وخرجت في مقابلها تظاهرة المئات من كتائب احمد أبو الريش، وهي فصيل عسكري منبثق عن حركة فتح، ضد نشر القوة.
المؤتمرون فشلوا في وضع أساس يقوم عليه ترتيب الأوضاع الفلسطينية ونزع فتيل الأزمة الداخلية التي يخشي الجميع أن تتحول إلي حرب أهلية بين عناصر فتح وحماس، متناسين أن هناك مسلَّمات فلسطينية لا يمكن لأي فصيل أو حركة أن يتنكر لها، أولها وأهمها أن الوطن محتل وهو ليس لجماعة دون أخري، فهو وطن جميع الفلسطينيين بعيدا عن الفكر أو الفصيل، بل إن الجميع شركاء في تحمل المسؤولية، وثانيها أن الخلاف والاختلاف في الاجتهاد والمواقف أمر جائز ومقبول، لكن أن تتسابق حماس وفتح إلي الإعلان بأن الاقتتال الداخلي ممنوع ومرفوض فيما الجميع يري الدم الفلسطيني يسال بيد الفلسطيني فهذا خط أحمر يحرم الاقتراب منه بل وحتي التفكير فيه.
فشل الحوار الوطني الفلسطيني.. فالقضايا الحيوية لم تحسم، وعلي رأسها تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، والأزمة السياسية والاقتصادية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وخطة أولمرت أحادية الجانب، وهي أساس الحوار.
يبدو أن فكرة الوحدة الوطنية غير مفهومة لدي البعض في فلسطين، فالوطنية في الأساس لا تعني بأي حال من الأحوال إلغاء الآخر أو الالتفاف عليه أو تحجيمه، باستخدام ورقة الديمقراطية، فعندها ستتحول هذه الديموقراطية إلي حرب أهلية.