مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #25  
قديم 26-07-2006, 05:08 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

معالي الوزير علي

هل تحسن القول بأن قوة علاقات الدولة و مكانتها العالمية تعود لحكمة وحنكة فخامة رئيس الجمهورية ؟

هل تحسن القول بأن اقتصادنا ينمو باطراد و صعود ، وأن بلادنا من أقل بلاد العالم فقرا ؟

هل تحسن القول بأن بلادنا تشكل واحة أمن فريدة ، وأن أعين أجهزتنا الأمنية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن ؟

إن كنت تحسن ذلك أو مثله ، وإذا كنت على قدر من التفاني في تقديم جواب ، عن أخبار أهلك و محيطك بما يرضي رجلا (مهما عند الدولة) من جواب ، و إن كنت ممن يتواجد في الاحتفالات التي يخطط لها مليا ، لتكون احتفالات ، وإن كنت ممن كان لهم ماض معارض ، فصرت تعلن توبتك بمناسبة و دون مناسبة ، وإن كنت ممن يرفع البرقيات على صفحات الجرائد ، وإن كنت صاحب أثر في محيطك أو توهم الآخرين بأنك كذلك .. فتوقع أن تكون أحد أعضاء وزارة في يوم ما .

في البلاد العربية ، لا تحل مشاكل الوزارات بوزراء قديرين ، بل تحل مشاكل الوزراء غير القديرين بوزارات .. وطبعا لن يكون اسم أحدهم وزير قبل توليه الوزارة ، بل كان رجلا ولكن ليس ككل الرجال !

تكاد أنظمة الحكم أن تكون بحكم المتأكدة أو المتيقنة ، بأن الوزراء الذين يتم اختيارهم ، سيكونون أكثر طاعة وهم داخل الحكومة منهم وهم خارجها ، وهو أسلوب قديم ظهر منذ عهد العباسيين في استرضاء الخصوم لاتقاء شرورهم . وقد اكتشف المستوزرون هذا الأسلوب ، فيكونوا نارا على الحكم وهم خارجه ، وبردا وسلاما على الحكم وهم في داخله ونارا على خصوم الحكم ..

يكفي أن يكتب أحدهم عدة مقالات ينتقد فيها الحكم ، ويضحي بجلسات للمسائلة من قبل أشخاص رفيعي المستوى من أجهزة الأمن ، ويكون يستند على قوة مضللة للحكم ، قد تلقى الحكومات فيها كتلة شعبية أو حزبية مقلقة ، فما أن يتم تعديل آراء المعارض العتيد ، حتى يستسهل حضور سهرات الصالونات السياسية ، وتصبح معظم مساهماته داخل تلك السهرات ، عبارة عن تندر بماضيه السياسي ، وقد يتعمد لذكر قصة أو أكثر في كل سهرة ، تبين إعجابه بفطنة الحاكم ومن حوله ، ويسردها بطريقة ذكية حتى لا يوصف بالابتذال ، ويكون هناك من يرقب هذا التحول النوعي عند تلك الشخصية ( المحيرة) .. ولا يطول الوقت حتى يعتبر من في الحكم أن تكليف هذا الشخص بحقيبة وزارية لا يخلو من حكمة مليئة بالمكاسب !

كان الناس ينظرون الى الأستاذ علي نظرة مليئة بالإعجاب و الحيرة في آن واحد ، وكان هو يتعمد أن يجعلهم في حيرة مستمرة ، فكان يوحي لهم بأنه على علم بأدق التفاصيل لدى الدولة ، ولكنه لا يسهب في ذكر أي منها ، بل ينتقل الى مواضيع عدة ، فيلاطف هذا و ينتقل بأسلوب رشيق الى ما قبل ثلاثين عاما مستشهدا بأحد كبار السن الجالسين ، فيضحك ذلك المسن للحظوة التي نالها ، ويبتسم أبناؤه فرحا بأن أباهم على صلة بالأستاذ ، ثم يتذكر أحد الجالسين أنه أهمل من قبل الأستاذ علي ، فيبادر بصوت قوي يدعوه للغداء هو ومن يحب في أقرب فرصة ، فيجد الأستاذ بهذا الاهتمام والتنوع ممن حوله ، ملاذا للإبقاء على غموض شخصيته ..

عندما تم إعلان التشكيل الوزاري ، وظهر اسم الأستاذ علي بين الأسماء ، هب محبوه بالتحرك الى العاصمة لتقديم التهاني و التبريكات ، ومع ذلك كان الأستاذ يحسس المهنئين بأنه قد فضل عليهم في استقبالهم ببيته ، وكان أهل بلدته يحسون بحرج شديد ، إذا دخل البيت رجال لم يشاهدوهم إلا في التلفزيون أو يسمعوا عنهم بالإذاعة و يقرءوا عنهم بالصحف .. فكانوا يهمون بالرحيل لتخفيف الحرج عنه ، لكنه كان يومئ لهم بالبقاء ، لقد كان ماكرا بما فيه الكفاية ، يريد أن يبلغ رجال الدولة بأنه رجل مؤثر جماهيريا ، ويريد أن يبلغ أهله أنه رجل مهم على صعيد الدولة ، وها هم رجالها يتقاطرون لمجاملته ..

لم تطل متعة الأستاذ علي كثيرا ، رغم أنه بقي في الوزارة عدة سنوات ، فلم يسمع أحد ببلدته أنه قدم خدمة لأحد منهم سوى حالتين ، فقد كان يغزوه في الشهور الأولى يوميا رجال ذو أهمية اجتماعية يطلبون تعيين أحد أو ترقية مدير أو إخراج أحد من ( الحبس ) .. ثم أغلق الأبواب أمام الزوار ، ولم يرد أن تهتز صورته أمام الحكومة بزهده في طلب الخصوصيات ..

كان المواطنون يتساءلون : كيف إذا أردنا أن نقابل مديرا عاما ، نقضي شهورا ولن نفلح ، وفي نفس الوقت ، كان من السهل أن يتجمع ثمانية وزراء أو أكثر على ( عزومة ) في قرية نائية ؟

قلت مشاركات الأستاذ علي في المناسبات الاجتماعية في بلدته ، واقتصرت على وقوفه القليل من الوقت في مآتم ذويه ، ولم يعد استخدامه لبعض المفردات الإنجليزية في حديثه ، أو رش نفسه بعطر كان يشتهر به سابقا .. لم يعد ذلك مؤثرا في نفوس المواطنين الذين تكونت لدى معظمهم قصص لا تترك أثرا للود بينهم و بين الأستاذ ..

عندما تم تغيير الوزارة ، ولم يكن هو ضمن التشكيل ، اكتشف أن تصنيفه بين الناس أصبح من الصعوبة بمكان ، فلا هو ممن اكتفى ماليا حتى يكون لكراهية الناس له ثمنا ما ، فاضطر لبيع بيته ، ولا هو ممن أبقى على علاقاته القديمة التي كانت توفر له بعض قرارة النفس !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م