إنّ الحبَّ يعـدي .. كما أنّ الحقـد يعدي !

[نهر الحكمة]

لعلَّ مشكلة الكثيرين منا هي ، أنَّهم عندما يعيشون ذاتيتهم المغلقة ، وأنانيتهم المفرطة ، فإنَّهم لا يحترمون الناس .. لأنهم يشعرون بالفوقية ... !!
بينما السمو الأخلاقي في الشخصية الأنسانية ، الأيمانية .. هو الذي يمكن أن يفتح للإنسان ، العقول كلها ، والقلوب كلها ..
لأنَّ الإنسان الذي يعيش أنسانيته .. تراه يتفاعل بحب ودفء وود وإبتسام مع كل من يحترم إنسانيته .. !.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون )) ..
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : (( يا بني عبد المطلب ، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر )) ..
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما يوضع في ميزان امرىء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق )) ..

إنَّ الإسلام يريد من كل واحد منا ، أن يكون خيرا لنفسه ، وخيرا لكل الناس من حوله ..
أن يكون عنصر سلام ، وأمن ، ومحبة ، وإحترام لأخوانه من المؤمنين ..
أن يكون عنصر رعاية وحماية لهم ، وحفظ لكرامتهم وحقوقهم ...

هذه هي صورة الإنسان المؤمن في الأسلام ..
وهذا هو خط الأسلام الأصيل .... !!

ولكن بعض المسلمين ، للأسف الشديد ، يعتقد أنه لا بد أن يعطي الناس الهيبة ، فيبقى عابساً مقطباً .. ظانّاً ، أنَّ هذا العبوس ، وهذه الغلظة ، ستكسبانه إحترام الآخرين !! .

إنَّ الهيبة التي توجب إنغلاق الناس عليك ليست هيبة .. بل هي خوف وإنزعاج ..
فالهيبة الحقـة ، هي التي تدخللك الى قلوب الناس ..
وتجعل من الإنسان ، كما يريده الله تعالى إنسانا يعيش عمق انسانيته ..
ليعطي الفرح والصفاء والبشرى للعالم ...
وليدخل السرور والمودة والألفة على الناس !.

فلو أنَّ كل منـا ، عاش وتصرّف بهذه الروحية ..
لأستطعنا أن نتخلص من كثير من العقد النفسية ، وأن نحل الكثير من المشاكل الأجتماعية !.

فلنعطِ الحب والكلمة الطيبة للناس .. ولنعط الفرح للناس ..
ليحبنا الناس ، ويسمعوا منا ، ويقبلوا علينا ..

لنجعل من صدورنا ، واحات للخير والمحبة والرحمة والفرح الروحي ..
كي نستطيع أن نـَنزع كل أحقاد الدنيا ، وننتصر على أوكار الشر والقبـح فيها ..
لأن الحب يعدي .. كما أن الحقد يعدي ..

هذا هو خط الإسلام ...
وعلينا أن نعرف كيف نقدم الإسلام للعالم .. بأن نقدم المسلمين الذين يستطيعون أن يربحوا العالم بأخلاقهم أكثر من أي شيء آخر ...
وهذا ما انطلق به رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، الذي ربح الناس من خلال خلقه الكريم ..
فدخلوا في دين الله أفواجا !

لينفتح كل واحد منا على الآخر ، بالكلمة الحلوة ، والإطلالة الحلوة ، والأسلوب الأحسن ..
حتى نتمكن من صنع مجتمع قوي من خلال ما نتوافق عليه ..
من محبة بعضنا بعضا .. ومن حوار بعضنا مع بعض ..
لأن قوة المجتمع والجماعة انما تكون بالمحبة والتآلف ..

إنَّ الآخرين ، إنما استطاعوا أن يسيطروا علينا .. وأن يثيروا المشاكل فيما بيننا ..
لأنهم عرفوا كيف يزرعون البغضاء والحقد في داخلنا .. وكيف يربوننا على الغلظـة وسوء الخلق ..
فلا يطيق أحدنا الآخر ..
ولا يعذر أحدنا الأخر ..
ولا يرحم أحدنا الآخر ..
ولا يساعد بعضنا بعضا ..



تحياتي للجميع




نهر الحكمــة