رسالة إلى أخي المطلوب قبل فوات الآوان

[دايم العلو]

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أخي المطلوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هاهي الأيام تنطوي وهاهي ساعات الزمن تمر
ولم يبقى إلا القليل على انتهاء مدة العفو التي منحها
ولي الأمر لك لتسلم نفسك وتكون أمناً على نفسك ومالك .

أخي

ماوصلت إلى ماوصلت إليه إلا لأنك صاحب فكر وعقل
لكن للأسف الشديد سخرت فكرك وعقلك للغير ليحشوه بما يشاء .
إن هؤلاء الذين جعلوك مطية لينفذوا من خلالها أحقادهم وأهدافهم
على دولتنا المباركة ماهم إلا حاقدون متبعي الهوى والشيطان
كيف بربك يكون الجهاد على من نذروا أنفسهم خدمة لهذا الدين ؟!
كيف بربك يكون الجهاد بقتل الآمنين والمستأمنين ؟!
كيف بربك يكون الجهاد بقتل نفسك والإفساد في الأرض بغير الحق ؟!
أجبني بعقلك وقف معي طويلاً ، إن هؤلاء الذين
سخروكم وحشوا عقولكم وقلوبكم وفرشوا لكم أبواب الجنان
بمجرد الانتحار والتفجير حتى أصاب قلوبكم الران الذي
بدل لكم الحق بالباطل وأصبحتم تظنون أنكم تحسنون صنعاً.

أخي

إن شبههم مفضوحة وحججهم واهية مكشوفة
فهل تفكرت ورجعت إلى أقوال أئمة السلف في الحديث
الذي تجعلونه ركيزة لكم ومنطلقاً لتحقيق أهدافكم
( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب )
هل درست هذا الحديث وفهمت معناه على الوجه المطلوب ؟
أم أنك انسقت إلى أولئك الذين فسروا هذا الحديث على هواهم
وماتشتهيه نفوسهم ؟!
هل دار في خلدك يوماً أن رسولنا صلى الله عليه وسلم
قال ( أخرجوا ) ولم يقل اقتلوا ؟! وشتان بين الأمرين
وهل دار في خلدك من هو الذي يقوم بالإخراج ؟!
وهل دار في خلدك أن أفعالكم مرفوضة من الجميع ؟
هل دار في خلدك أن هذا الحديث اختلف العلماء في تحديد
جزيرة العرب فهل يحق لك أن تقتل نفسك على أمور مختلف فيها ؟
هل دار في خلدك يوماً أن حملك للسلاح وإشهاره مخالفاً لولي الأمر
الذين كفرتموه لأنه أعان الكافر ؟
ومن قال لك أنه أعان الكافر على المسلم ؟!
حتى لو افترضنا جدلاً وهذا ماتنفيه حكومتنا حتى لو افترضنا
أنها أعانت الأمريكان في حربها على العراق
ألم ترجع إلى أقوال العلماء في فهم هذه المسألة وهي
هل كل من أعان كافراً على مسلم هل يكفر ؟
وهل عرفت قصة الصحابي الجليل حاطب رضي الله عنه
عندما أفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش
عندما أراد أن يغزوهم . هل كفره الرسول ؟!
أو أمر بقطع رأسه لأنه أفشى هذا السر الخطير لإعداء الملة والدين
وهل يجرأ أحد أن يقول بكفر حاطب رضي الله عنه عندما فعل هذا الأمر ؟!

أخي

إن مسألة الخروج على الإمام مسألة عظيمة ومسألة فيها
هلاك العباد والبلاد ، فهل ترضى أن تكون ممن يفسدون
في الأرض بغير الحق ظناً منهم أنهم على صواب وظناً منهم أنهم يصلحون ؟!

أخي

الكلام في هذه المسائل كلام يطول
لن تخرج منه إلا بأنك على خطأ وأنك مسير لتنفيذ
خطط أعداء الإسلام ثم أعداء هذه الدولة المباركة .

لقد وقفت عند هذا الخبر
اضغط هنا

وأرجوك أن تقف عنده طويلاً مثلي
أنظر كيف تعامل حكومتنا قتلاكم ، تصلي عليكم وتدفنكم في مقابر المسلمين
مع أنكم تكفرونها وخرجتم عليها !!!
قلي بربك لو أنكم في أي دولة غير هذه الدولة هل سيفعل بجثثكم
هكذا ؟!
وهل سيسمح لأهلكم أن يدفنوكم مع المسلمين في مقابرهم ؟!

أخي

والله إن في القلب أشياء وأشياء
بودي أن أقولها لكن علك تفيق من غفلتك
علك تزيل الران عن قلبك
علك تزيح الغشاوة عن عينيك لترى النور وترى الحق
الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار

أخي

حكم عقلك وفكرك واستغل الساعات الباقيات
من هذه الفرصة التي أزفت على طي دقائقها ولحظاتها
معلناً توبتك ورجوعك إلى الصواب .

أسأل الله لنا ولك الهداية .