مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-04-2004, 01:38 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي المشروع الإسلامي لا المذهبي-محمد حسين فضل الله

المشروع الإسلامي لا المذهبي
محمد حسين فضل الله


قد لا يختلف باحث مع آخر في ان الخلافات بين السنة والشيعة في قضايا الخلافة أو في بعض الأمور الكلامية قد استهلكت لفرط استخدامها، ومن خلال ان كل فريق قد قدم كل ما عنده وطرح وجهة نظره وعرف في المقابل ما عند الآخر من أدلة أو من وجهات نظر مضادة، أو ان هذه القضايا قد استخدمت في الجانب السلبي وغير العلمي الذي أدخل الأمة في كثير من المتاهات والانقسامات، حيث ان التراكمات التاريخية من جهة، والحساسيات السياسية التي دخلت على الخط في سياق هذه الخلافات قد نسبت إلى هذا الفريق أو ذاك الفريق من المسلمين أموراً لا يعتقدها ولا يعمل بها، وكل ذلك دخل في الحسابات بفعل الحمية والعصبية وغير ذلك.
بيد ان المسألة التي يجدر التوقف عندها والانطلاق من خلالها في هذه المرحلة العصيبة من حياة الأمة تتمحور حول القضايا الإسلامية الأساسية التي تمثل الأولوية في التحديات السياسية التي يواجهها الاجتماع الإسلامي العام، كالموقف من الاحتلال الأجنبي لبلاد المسلمين، والتحديات التي يفرضها عليهم الاستكبار العالمي، واستخدام العنف كوسيلة لحل المشاكل، وقضايا الاعتراف بالآخر أو السعي لإلغائه، أو تحديد ماهية الإسلامية في حركة هذه الدولة أو تلك، أو في ما هي الصورة الإسلامية التي نقدمها للعالم من الناحية الحقوقية في مسألة الحريات وحقوق الإنسان أو في الجوانب السياسية والاقتصادية الملحة وما إلى ذلك.
إن ثمة قضايا تمثل تحديات حركية متلاحقة للأمة يعيشها السنة والشيعة في كل هذا المخاض السياسي الذي تعيشه الأمة، إضافة إلى ما يطرح من عناوين سياسية قد تتحرك كالأفخاخ في الواقع أو تنطلق من خلال المشاكل والتعقيدات المتجذرة فيه أو المرسومة له كقضايا الإصلاح أو <<الحرب على الإرهاب>> أو ما يُتحدث عنه من مشاريع سياسية وافدة بعناوين متجددة كالشرق الأوسط الكبير، من حيث ان هذه القضايا تواجه العالم الإسلامي كله، ليطرح في مواجهتها السؤال عن المشروع الإسلامي المضاد الذي ينبغي ان ينطلق من الأرضية الإسلامية الثابتة التي تضم السنة والشيعة معاً، وخصوصاً من خلال القوى الحركية التي تمثل الطليعة الواعية في الأمة والتي عاينت المشكلة في كل تجلياتها على أساس ان الاستكبار العالمي لم يستهدف السنة لوحدهم ولا الشيعة لوحدهم، بل استهدف المجتمع الإسلامي والأرض الإسلامية والأمة ككل.
لذلك فنحن نعتقد وبصرف النظر عما جرى في العقود السالفة وما تحاور أو لم يتحاور فيه المسلمون في القرون الماضية ان لا بد للمسلمين من الاجتماع على هذه القضايا ليعملوا على تأصيل الفكرة الإسلامية حولها لنخرج بنظرية إسلامية جامعة شاملة تدين المجازر التي ترتكب في كثير من المواقع بعناوين إسلامية وترفض العنف كوسيلة وحيدة للتغيير، وان نرفض الإرهاب بمعناه المضاد للإنسانية، ونعمل على تصحيح الفكرة التي تحاول ان تساوي بين النضال والجهاد المشروع لحركات التحرر وبين الذين يقومون بأعمال إرهابية بدم بارد، ولينطلق العمل من خلال ذلك على دعم حركات التحرر ضد الاحتلال وفي طليعتها الانتفاضة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وعلى تقديم المشروع الإسلامي بتفاصيله السياسية والحركية لا المشروع المذهبي الخاص.
إن ما نعيشه في العراق على مستوى المعركة السياسية والأمنية المتحركة بشكل يومي يمثل تحدياً لنا كمسلمين وكعلماء سنة وشيعة، وخصوصاً بعد انكشاف اللعبة الإعلامية السياسية التي تعمل على مصادرة الطاقات الإسلامية من خلال تفريقها وتمزيقها وتوزيع العناوين المذهبية على هذه الحركة أو تلك، وحتى على مستوى العناوين الجغرافية ومحاولة الإيحاء بوجود فوارق عميقة بين السنة والشيعة هناك لطرح البدائل السياسية من خارج سياق الوحدة العراقية الوطنية التي نعرف انها متجذرة ومتأصلة على الرغم من كل ما تحرك به الاحتلال ومن يرتبط به للإيحاء بعكس ذلك.
إن علينا ان نتحرك في العراق سنة وشيعة لنلتقي على أساس الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية ومواجهة المحتل، لنقدم نموذجاً للأمة كلها في مواجهة الحملة التي يتحرك بها الاستكبار العالمي من جهة، أو تلك التي ينطلق فيها الطائفيون المذهبيون المعقدون والمتعصبون الذين يعملون لتمزيق الوحدة الإسلامية في كيل الاتهامات بالتخاذل لهذا الفريق الإسلامي، لأنه اجتهد في إدارة المقاومة ضد الاحتلال بطريقة معينة، علماً بأن الأحداث الأخيرة بكل تعقيداتها ومن خلال ما أثاره الاحتلال أبرزت الصورة الإسلامية الجامعة في مقاومة الاحتلال بعنوان إسلامي تقدم على العنوان المذهبي الذي لطالما حرصت وسائل الإعلام المختلفة على تقديمه بتلاوين توحي الإثارة ولا تسعى لتعميق أو تركيز عنوان الوحدة واللقاء.
لقد أعطتنا كل تجاربنا المعاصرة بنماذجها المتخلفة والمشرقة الصورة البينة والواضحة في ان الذين يدعمون الاحتلال الأجنبي قد يكونون من السنة والشيعة، وان الذين يتبنون المشروع الأميركي ليسوا من هذه الفئة فقط، كما ان الذين تصدوا للاحتلال الإسرائيلي كما حصل في التجربة الرائدة في لبنان، وكذلك في فلسطين المحتلة، هم من السنة والشيعة، وكذلك الذين تصدوا أو يتصدون للمشروع الأميركي في المنطقة أو للاحتلال الأميركي للعراق هم من السنة والشيعة أيضاً، ولذلك فإن من أخطر الأمور هو السعي لمذهبة حركة المواجهة ضد الاحتلال أو العمل لتفريق أو تمزيق الجهد الإسلامي العام في هذا المجال، والذي هو جهد الأمة كلها، وإننا نضع جهد كل هؤلاء العاملين على تفرقة صفوف المسلمين في خانة المحرمات وفي خدمة المحتل، سواء تحركوا في ما يتحركون فيه من وعي أو من خلال الجهل بالخطة الاستكبارية الكبرى الساعية لمصادرة المسلمين والعرب كشعوب وكقرارات مصيرية وكثروات طبيعية.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م