مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-09-2003, 05:14 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي الدخيل يستخف بأمير عسير بمقال في صحيفته !!

كتب الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير .. ورئيس مؤسسة الفكر العربي .. ومؤسس صحيفة الوطن السعودية مقالا إنتقد فيه الدكتور خالد الدخيل بعد ان قامت قناة الجزيرة بإستضافته وتحدث عن السياسة السعودية
ولكن الدكتور الدخيل رد عليه .. وأحرجه
وقد جاء مقال الأمير خالد الفيصل بهذا العنوان وهذا النص :


بل تواجه... وتواجه يا أستاذ العلوم السياسية!
خالد الفيصل
لم نعد - نحن السعوديين - نستغرب, ولا عدنا نأبه أو نبالي بتلك الحملات (المنظمة) التي تؤججها بعض الفضائيات ضد المملكة, و(تستأجر) لها أصواتا انتقائية (مشبوهة), تزيف الحقائق وتلوي أعناقها خدمة لمنهج تلك الفضائيات (في الإثارة), ولكل - في نفسه - غرض (دفين) لكن تجمعهم الأمراض النفسية والعصبية التي مثارها الحقد على ما تنعم به المملكة من أمن يرجون زعزعته, ورخاء يتمنون زواله, والحسد على انسجام الروح الوطنية وقوة تماسكها بين المواطنين وولاة الأمر, وثبات منهج المملكة على الشريعة الإسلامية دون سواها.
لكن المستغرب على وجه الحقيقة, والمفاجأة المذهلة لأبصارنا وأسماعنا, عبارة وردت على لسان الدكتور خالد الدخيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود, في برنامج بثته إحدى هذه الفضائيات قبل أيام يدعي فيها, أن المملكة العربية السعودية لا تواجه, ولا تحب المواجهة!!!.
وهكذا.. بجرة قلم هدم الأستاذ تاريخ أمة لا أبالغ حين أقول إنها (تفردت) بالمواجهة في خضم الزلازل والأعاصير التي تعرضت لها الجزيرة والمنطقة العربية ولا تزال تتعرض.. بل إن المملكة - منذ البداية - قد قامت وتأسست على مواجهة الباطل.
هذا ما دعاني - إلى حد الاستثارة والاستنفار - لأن أضع أمام أنظار الدكتور بعض الحقائق التي تؤكد أن الصواب قد جانبه, وأن الحقيقة عكس ما ادعاه:
* (واجهت) الدولة السعودية الأولى ما ابتدعه خلق كثير في البلاد, وما استحدثوه مخالفا لصحيح الشريعة الإسلامية, واستهدفت المواجهة إعادة أهل البلاد إلى دينهم الصحيح, وعلى النهج ذاته سارت الدولة السعودية الثانية.
* (واجهت) البلاد الظلم والقهر والشتات الذي ساد أرجاء الجزيرة, حيث قامت (دولة) المملكة العربية السعودية في ظروف سياسية دقيقة, وفي محيط قوى محلية ودولية لها مآرب وأطماع في المنطقة, واستطاع الملك الصالح المصلح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالجهاد و(المواجهة) أن ينجح في توحيد الأرجاء وسط كل هذه الأشواك, وأصر الملك المؤسس على أن تكون الشريعة الإسلامية دستورا وحيدا للبلاد. في الوقت الذي انبهرت فيه غالبية الدول والشعوب العربية والإسلامية بقيم الغرب وحضارته حتى أصبح النموذج الغربي هو المثل الأعلى لدى هؤلاء وهؤلاء.
* (واجهت) البلاد في مستهل قيام الدولة الموحدة نزاعات وصلت حد (الحرب الأهلية) بسبب فئة تدعو إلى الجمود وتنادي بقفل الأبواب والانكفاء على الذات, في وقت أصر فيه الملك عبدالعزيز على الدخول بالمملكة إلى عالم اليوم مع الثبات على المبدأ الذي قامت على أساسه الدولة وهو التشريع الإسلامي, وقد نجح الملك المؤسس في تحقيق معادلة التوازن بين ازدواجية الأصالة والمعاصرة, فنهضت الدولة العصرية في السعودية إلى أرقى المصاف في البنية والبنيان دون أن تفقد من عقيدتها وقيمها قيد أنملة, وكان هذا إعجازا حقيقيا في تلك (المواجهة).
* (واجهت) السعودية في الخمسينيات والستينيات من القرن الميلادي الماضي المد الشيوعي والاشتراكي الجارف الذي انجرت إليه دول المنطقة وشعوبها وكثير من الدول الإسلامية, إلا المملكة فقد قاومته بضراوة, وحين أعجزت الجميع الحيل أن يجروا السعودية إلى هذا التيار, وبميزان العصر الذي كان سائدا لم يملكوا إلا أن يتهموها بالرجعية, فرد عليهم الملك فيصل بن عبدالعزيز بقولته الشهيرة "إذا كانت الرجعية هي التمسك بأهداب الدين فنحن نفخر بأن نكون رجعيين.... وإذا كانت تهمة فإننا لا نتبرأ منها".
* (واجهت) المملكة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م بقطع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا, واستنفرت أبناءها - بمن فيهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وإخوانه من الأمراء والمواطنين - إلى تدريبات عسكرية للاشتراك في الدفاع عن أرض مصر العربية.
* (واجهت) المملكة العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن عام 1967م بأكبر دعم عربي مادي ومعنوي, وعلى الرغم من كل الخلافات التي كانت بين السعودية ومصر وبين عبدالناصر وفيصل والتي وصلت ذروتها بالغزو المصري لليمن, ودفاع السعودية عن سيادة جارتها الشقيقة وعن حرية قرارها, فقد نسي الملك فيصل كل المآسي وكان أول الملبين إلى مؤتمر الخرطوم وأول الداعمين لمصر في (مواجهة) التحدي الصهيوني, وقد تجلت (المواجهة) بتبني السعودية - في مؤتمر الخرطوم - ضرورة التزام الدول العربية بتمويل إعادة بناء الجيش المصري, الذي عبر القناة ونسف خط بارليف وحرر الأرض السليبة عام 1973م.
* (واجهت) المملكة انحياز الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حرب العاشر من رمضان, الذي وصل حد إقامة جسر جوي, لنقل المعونات العسكرية والمدنية الضخمة إليها في زمن قياسي, فكان أن قطعت المملكة العربية السعودية البترول عن أمريكا ودول أوروبا التي تعاضد إسرائيل, وكانت المرة الأولى (والأخيرة) التي يستعمل فيها العرب هذا السلاح بتلك الفاعلية مما اضطر الدول المساندة لإسرائيل إلى إعادة حساباتها السياسية والاقتصادية تحت ضغط الشارع الغربي الذي تأثر كثيرا بقطع البترول. وقد نشرت صحيفة الجمهورية القاهرية - في حينه - على لسان الرئيس السادات مثمنا دور السعودية في حرب العاشر من رمضان: "إن فيصل هو بطل معركة العبور, وسيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب, وتحولهم من الجمود إلى الحركة, ومن الانتظار إلى الهجوم, وهو صاحب الفضل الأول في معركة الزيت... فهو الذي تقدم الصفوف, وأصر على استعمال هذا السلاح الخطير, والعالم (ونحن معه) مندهشون لجسارته".
* (واجهت) المملكة الغزو العراقي للكويت مواجهة صارمة, وسمحت لقوات التحالف الدولي بالمرور عبر أراضيها لتحرير الكويت الشقيق, على الرغم من جبهة الرفض التي ضمت - مع الأسف - جهات عربية وإسلامية!! ولولا وقفة خادم الحرمين الشريفين الصلبة لنصرة الكويت, وإصراره على عودة حكومتها الشرعية, لما اندحر الغزو وتحررت الكويت.
* (واجهت) المملكة - بصرامة وحسم - محاولات تدخل السفراء الأجانب في شؤونها, حتى إنها طلبت سحب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لديها مرتين, الأولى في عهد الملك سعود, والثانية في عهد خادم الحرمين الشريفين.
* (واجهت) المملكة العربية السعودية الإرهاب قبل أحداث 11 سبتمبر عام 2001م وكانت من أولى الدول التي وضعت ووقعت اتفاقية بين وزراء الداخلية العرب لمحاربة الإرهاب, ولا تزال (تواجه) الإرهاب الآن بلا هوادة.
* (تواجه) المملكة السعار الإسرائيلي بالوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين ودعمهم ماديا ومعنويا, وطرح المبادرات لحل مشكلتهم, والتحرك على الجانب الأمريكي - القادر على التأثير على الدولة العبرية - بغرض دفعه إلى التدخل لحل المشكلة.
* (تواجه) المملكة - على الرغم من الحملة العالمية الشرسة على الإسلام والمسلمين - مشكلات دول العالم الإسلامي بالعون الممكن ماديا ومعنويا, وتتابع ما يجري على الأراضي الإسلامية, كما (تواجه) حاجات ومتطلبات نحو سبعة ملايين زائر مسلم سنويا للحج والعمرة.
وأخيرا... فإن المملكة (تواجه) الآن تحالفا (غريبا) بين قيادة تنظيم (القاعدة) وما يمارسه أذنابها من تخريب في محاولة لزعزعة استقرار المملكة, وبين قيادة التنظيم (الصهيوني) الذي يواصل محاولاته في الضغط الإعلامي والفكري والاقتصادي على الإدارة الأمريكية لاستعدائها على المملكة.
ولم ترضخ المملكة لأي من فريقي التحالف, فهي (تواجه) إرهاب القاعدة بضراوة وإصرار, و(تواجه) الصهيونية الغربية بالثبات على المبدأ والإصرار على تطبيق معادلة الملك المؤسس التي توازن بين الأصالة والمعاصرة, وها هي بلادنا تتقدم علما وثقافة واقتصادا على القاعدة الإسلامية التي اختارها الملك المؤسس دستورا ومنهجا للبلاد.
وبعد هذه النماذج القليلة من المواجهات التي سقتها لمجرد التدليل وضرب المثل, أمازلت يا دكتور تعتقد بأن بلادك لا تواجه؟! لا.. بل تواجه.. وتواجه يا أستاذ العلوم السياسية.
ورحم الله من قال: إن كنت تدري فتلك مصيبة, وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.

* أمير منطقة عسير

http://www.alwatan.com.sa/daily/2003.../writers07.htm
__________________
  #2  
قديم 09-09-2003, 05:24 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

وجاء رد الدكتور الدخيل بمقاله هذا

نعم أعرف كل ذلك .. لكنني أختلف معك

خالد الدخيل*

الاختلاف في الرأي أمر طبيعي, لكن الواقع لا يعكس دائما هذه الرؤية. يعبر الاختلاف عن حيوية فكرية عندما يفضي إلى حوار مفتوح. وعلى العكس عندما يتأسس على الشك في نيات مبيتة, أو عدم الاعتراف بحق الآخر في الاختلاف لا يفضي إلى شيء من ذلك. من هذه الزاوية أود تناول ما كتبه سمو الأمير خالد الفيصل, أمير منطقة عسير, في هذه الصفحة يوم الأربعاء الماضي عن مشاركتي في برنامج " أكثر من رأي " في محطة الجزيرة يوم الجمعة 22/8/2003م. ما كتبه الأمير خالد يطرح, قضايا عدة سأحاول التطرق إليها بقدر ما تسمح المسافة المتاحة.
لماذا اخترت هذه الزاوية دون غيرها؟ مقالة الأمير خالد هي التي فرضت ذلك. فمن جانبي ليس مفاجئا أن يختلف أحد معي في الرأي. ما فاجأني حقيقة, وأثار دهشتي هو اللغة التي ساق بها الأمير هذا الاختلاف. وهي لغة عبر عنها أدق تعبير عنوان مقالته الذي يقول " بل تواجه .. وتواجه يا أستاذ العلوم السياسية ". وهو عنوان يحمل في تضاعيفه سخرية واضحة مفعمة بروح تحد لا تقل وضوحا. ثم جاءت المقالة كلها لتعبر عن هذه اللغة, خاصة استعراض الأمير لمجموعة من المواقف السياسية للدولة السعودية منذ نشأتها وذلك ليبرهن بأن السعودية تفردت عبر تاريخها " بالمواجهة في خضم الزلازل والأعاصير التي تعرضت لها الجزيرة والمنطقة العربية ولا تزال تتعرض ..". وبعد ذلك الاستعراض التاريخي, وفي نهاية المقالة يسألني الأمير بسخرية, " أما زلت يا دكتور تعتقد بأن بلادك لا تواجه؟" ثم يجيب رغما عني, " لا .. بل تواجه .. وتواجه يا أستاذ العلوم السياسية. "
إلى جانب ذلك, وكتعبير عن قسريتها, اتسمت لغة المقالة بالإملاء الذي لا يترك مجالا لأي خيار آخر غير القبول بما هو معروض. وعكس ذلك يعني العقوق للوطن, والجهل بتاريخه. ثم تتجاوز لغة المقالة ذلك لتصبح لغة اتهامية ومنذ بدايتها وذلك من خلال حديثها عن فضائيات تستأجر أصواتا مشبوهة " تزيف الحقائق وتلوي أعناقها ... ولكل في نفسه غرض دفين ". وحيث إنني أجهل, أو أتجاهل, كما توحي المقالة, الحقائق التي استعرضها الأمير, فإن هذا يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية أنني أحد أولئك الذين تستأجرهم قناة الجزيرة لتأجيج حملاتها ضد السعودية. ( هنا أحيل الأمير إلى ما كتبته عن هذه القناة في صحيفة "الحياة" يوم الأحد 6 إكتوبر, 2002م ).
بهذه المواصفات تتناقض مقالة الأمير مع طبيعة الحوار المفتوح في مرحلة أصبح فيها الحوار ضرورة ملحة ومطلباً على كل لسان. ومثار الدهشة أن يأتي هذا من خالد الفيصل تحديدا, الشاعر, والرسام, وصاحب فكرة ومؤسس مؤسسة الفكر العربي, وهي مؤسسة ترتكز أساسا على فكرة الحوار في الداخل العربي, ومع الخارج. وأولى منطلقات الحوار المفتوح أنه يحق للمرء أن يختلف, بل يحق له أن يخطئ. وإذا عرفنا أن خالد الفيصل هو أمير منطقة عسير عرفنا أننا أمام إنسان تتقاطع في شخصيته حدود الثقافة مع متطلبات المسؤولية الرسمية. وهذه مسؤولية مضاعفة.
بلغتها المشار إليها تفترض مقالة الأمير خالد أنني في حاجة إلى البرهنة على وطنيتي. وهذا افتراض يجانبه الصواب لأنه يجعل من الوطنية امتحاناً يملك البعض دون البعض الآخر حق تعيين وتحديد معاييره. في حين أن الوطنية حق طبيعي, وانتماء جمعي سياسي يملك الجميع حق تعيين طبيعته وتحديد متطلباته. وهنا تبرز الإشكالية المزمنة لعلاقة المثقف بالسلطة, والتي ترتكز في الثقافة السياسية العربية على فرضية أن المثقف هو صوت للسلطة, لا صوت عليها, وبالتالي لا يحق له أن يكون صوتا مستقلا. هناك تماهٍ بين القيادة والشعب: موقف الشعب هو موقف القيادة, وموقف القيادة هو موقف الشعب. وأي خروج للمثقف عن هذا التماهي هو خروج على إجماع لا اختلاف فيه, ومثلبة في الموقف الأخلاقي لهذا المثقف. وهذه رؤية تتناقض ليس فقط مع طبيعة الاجتماع السياسي, بل مع طبيعة المجتمع الإنساني. وهي في حقيقتها رؤية لا وجود لها على أرض الواقع إطلاقا. على العكس, الاختلاف علامة تنوع وحيوية وليس فرقة وفتنة, وعلامة تعددية وليس انقساماً. نعم يجب أن يكون ذلك في إطار من الثوابت السياسية والأيديولوجية المجمع عليها, وفي إطار من الولاء والانتماء للدولة كمفهوم وكواقع. لكن في السياق نفسه يجب التمييز بين الدولة وبين الحكومة. فالحكومة تمثل الدولة ولا تختزلها أو تتماهى معها. وبالتالي فالنقد الموجه إلى الحكومة هو موجه لسياساتها ولأنظمتها, ولمدى نجاحها في خدمة أهداف الدولة, خاصة أهدافها الإستراتيجية, وليس موجهاً للدولة بحد ذاتها كمناط للانتماء والولاء.
هنا يأتي أوان الإشارة إلى سوء الفهم الذي تولد لدى الأمير خالد لما قلته عن السياسة السعودية في البرنامج المذكور. فما قلته كان إجابة على سؤال محدد هو: هل سترد السعودية بطلب سحب دبلوماسي بريطاني ردا على الطلب البريطاني بسحب الدبلوماسي السعودي في لندن؟ وكانت إجابتي أنني لا أعتقد أن هذا سوف يحدث, لأن السعودية تميل في علاقاتها الدبلوماسية إلى عدم المواجهة. وقد فهم الأمير من ذلك, وكما يبدو من مقالته, أنني أصف السياسة السعودية بشكل عام بـ"الجبن", وتفادي المواجهة حتى عندما يتعلق الأمر بثوابت المملكة ومصالحها الإستراتيجية, وحتى عندما يقتضي الموقف حسم الخيارات المتاحة في أتون الصراعات السياسية. وفي يقيني أن هذا التفسير لا يتفق مع ما قلته, ولا مع المعنى المتضمن فيه. فالمعنى الوحيد المتضمن فيما قلته هو إن الدبلوماسية السعودية لا تميل إلى الصدامية في علاقاتها مع الدول الأخرى. والأمثلة على ذلك كثيرة, وآخرها ما تتعرض له المملكة من حملة شرسة ومنظمة في الولايات المتحدة لما يقارب السنتين الآن ليس فقط من قبل الإعلام الأمريكي, بل من قبل بعض أعضاء الكونجرس, وبعض الرسميين في بعض الوزارات, خاصة وزارتي الدفاع والخزانة, وبعض المستشارين, إلى جانب التسريبات من داخل الإدارة نفسها. بل إن السيناتور تشارلز شومر من نيويورك, وحسب صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية ليوم الأحد الأول من أغسطس الماضي, بعث برسالة إلى السفير السعودي, بندر بن سلطان, من ضمن ما جاء فيها طلب يتجاوز فيه السناتور على استقلال المملكة وسيادتها!!. ورغم ذلك ليس هناك مواجهة سعودية رسمية تتناسب مع حجم هذه الهجمة المنظمة, عدا ما يقوم به المستشار السياسي لولي العهد, عادل الجبير, من تفنيد لبعض الاتهامات الموجهة إلى المملكة.
لماذا تميل الدبلوماسية السعودية إلى عدم المواجهة أو الصدامية مع الدول الأخرى؟ تكمن الإجابة في التمييز بين الأهداف الإستراتيجية للدولة, وبين الأدوات والوسائل المتاحة لحماية هذه الأهداف. ولعله من الواضح أنه في مواجهة مصادر التهديد الخارجية تعتمد السعودية بشكل أساسي وليس حصريا, على الأدوات السياسية ( مثل التحالفات الدولية والإقليمية, وتوازنات القوة, والمساعدات المالية ). طبعا الأداة العسكرية جزء من المعادلة هنا, لكن الأولوية تبقى للأداة السياسية. الأمر الذي أفقد السياسة السعودية التوازن المطلوب بين الآليتين السياسية والعسكرية في إستراتيجيتها الأمنية, وهو توازن تحتاجه كدولة إقليمية كبيرة.
من هذه الزاوية يعود السلوك السياسي السعودي الذي يفضل تفادي الصدام إلى حسابات سياسية, ويعكس إستراتيجية أمنية استقرت عليها الدولة. وهي إستراتيجية لا تعطي الدولة مساحة كافية من حرية الحركة. لكن في اللحظة التي يتعرض فيها أمن الدولة أو ثوابتها للتهديد فمن الطبيعي أن السعودية لن تتوانى عن المواجهة. حصل هذا مثلا في السبلة عام 1929م, وفي حرب اليمن بعد التدخل المصري, وبعد الغزو العراقي للكويت, كما ذكر الأمير في مقالته. لكن لابد من الملاحظة هنا بأن المواجهة العسكرية مع مصر في اليمن لم تكن مباشرة. كما أن المواجهة في حرب تحرير الكويت كانت تحت مظلة تحالف دولي واسع بقيادة الولايات المتحدة. وعلى العكس من ذلك كانت المواجهة في السبلة مع كل ما كانت تحمله من مخاطر في حينها. الأمر الذي يعكس طبيعة التوازن بين البعدين السياسي والعسكري في إستراتيجية الأمن السعودية, وخلال أكثر من نصف قرن الآن. في الوقت نفسه فإن كل الأمثلة التي أوردها الأمير لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية هي أمثلة لمواجهات سياسية فرضت على المملكة فرضا بسبب تطورات الموقفين الإقليمي والدولي.
أشير إلى الموقف من الفضائيات العربية كما جاء في مقالة الأمير. هناك حقيقتان: أن الجزيرة هي أفضل محطة إخبارية عربية في مهنيتها, وأنها تستهدف من ضمن ما تستهدف السعودية. هذا صحيح, لكن هل يستدعي الأمر مقاطعتها؟ المقاطعة موقف غير عملي, ولا يحقق الهدف. الأفضل هو التعامل معها واستخدامها كأداة إعلامية جماهيرية. وأفضل من ذلك تقديم بديل إعلامي ينافس الجزيرة في مهنيتها. وإذا كنا نريد إعلاما يخدم الدولة, فلماذا نأتي بالجهاز اللازم لهذا الإعلام, ثم نترك صناعته كخطاب لأناس من خارج الدولة. وهذا ما يحدث في الفضائيات العربية المملوكة أو الممولة خليجيا. وأهم أسباب ذلك هو السياسة الإعلامية لهذه الدول الخليجية.
وهنا تبدو المفارقة. فضائيات سعودية وخليجية, لكنها تنشر وتغذي خطابا لا يشارك السعوديون ولا الخليجيون في صناعته وتحديد توجهاته. بل إنه خطاب لا يتفق مع سياسات هذه الدول. لا تتفق الشكوى مع بقاء هذه السياسة. إذا أرادت الدولة أن يكون لها خطاب سياسي يعبر عنها ويمثلها, فأولى متطلبات ذلك أن يأتي هذا الخطاب من داخل الدولة ومن صنع أهلها, وليس مستوردا من خارجها.
أخيرا أرجو أنني أجبت على سؤال الأمير من الزاوية التي أراها. فأنا أعرف كل الاستشهادات التي أوردها. كل ما في الأمر أننا لا ننظر إليها من زاوية واحدة. وظني أن في هذا غنى لثقافتنا السياسية. وكم كنت أتمنى لو أن الأمير أحسن ظنه في ذكائي بغض النظر عن الدرجة العلمية التي أحملها. وفي كل الأحوال أشكر له هذه الفرصة لتبادل الرأي مع من هو على شاكلته من الاهتمام بقضايا الفكر والسياسة والفن.

* كاتب سعودي

http://www.alwatan.com.sa/daily/2003.../writers09.htm
[HR]


وأعجبتني من مقال الدخيل


اللغة التي ساق بها الأمير هذا الاختلاف. وهي لغة عبر عنها أدق تعبير عنوان مقالته الذي يقول " بل تواجه .. وتواجه يا أستاذ العلوم السياسية ". وهو عنوان يحمل في تضاعيفه سخرية واضحة مفعمة بروح تحد لا تقل وضوحا

اتسمت لغة المقالة بالإملاء الذي لا يترك مجالا لأي خيار آخر غير القبول بما هو معروض

تفترض مقالة الأمير خالد أنني في حاجة إلى البرهنة على وطنيتي. وهذا افتراض يجانبه الصواب لأنه يجعل من الوطنية امتحاناً يملك البعض دون البعض الآخر حق تعيين وتحديد معاييره.

وهنا تبرز الإشكالية المزمنة لعلاقة المثقف بالسلطة, والتي ترتكز في الثقافة السياسية العربية على فرضية أن المثقف هو صوت للسلطة, لا صوت عليها, وبالتالي لا يحق له أن يكون صوتا مستقلا. هناك تماهٍ بين القيادة والشعب

وهنا تبدو المفارقة. فضائيات سعودية وخليجية, لكنها تنشر وتغذي خطابا لا يشارك السعوديون ولا الخليجيون في صناعته وتحديد توجهاته

وكم كنت أتمنى لو أن الأمير أحسن ظنه في ذكائي بغض النظر عن الدرجة العلمية التي أحملها

وفي كل الأحوال أشكر له هذه الفرصة لتبادل الرأي مع من هو على شاكلته من الاهتمام بقضايا الفكر والسياسة والفن
__________________
  #3  
قديم 11-09-2003, 07:42 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Lightbulb



الأخت الفاضلة : اليمامة


شكرآ لطرحك موضوع مهم كهذا , له أبعاد كثيرة

ليس أقلّها فتح باب الحوار الوطني الذي ضل مغلقآ

ردحآ من الزمن بين من يتسّنم السلطة وبعض المفكرين


خارجها.. وهو أمر خطير أن لا يلتقيا في نقطة المصلحة

العلياللوطن..

وجود الحواجز يخلق إنطباعات متباينةلدى الفريقين

وينشأ عنه أزمة ثقة وسوء فهم,إذا لم يكسر هذا الحاجز النفسي

فعواقبه وخيمة على الكل..

أحيي الأمير على فتحه باب النقاش , حتى لو كان من باب الإنتقاد

وهو الذي أعطى الدكتور الفرصة للتوضيح ليس من باب الدفاع عن

نفسه فحسب , وإنما كان من غيرته وثقته بمعتقده الذي أعطاه

الضوء الأخضر ليقول ما قاله بكل شجاعة وإقتدار يعجز كثير من

علية القوم على ذكر بعضه حتى في مجالسهم المحفوفة...

هذا المقال والحوار المخلص هو ما يجب أن يحرص على سماعه

أصحاب الشأن ,لما فيه من مصلحة للجميع..بدلآ من سماع النفاق

والتطبيل من البطانة وأصحاب المصالح الخاصة...

هنا أتوقف وأقول : المرحلة الحالية خطيرة جدآ....

ورحم الله من أهداني عيوبي...


تحياتي...
__________________
  #4  
قديم 11-09-2003, 10:14 PM
كوكتيل كوكتيل غير متصل
ديـنـاصـور الـخـيـمـة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
الإقامة: فوق الثراء
المشاركات: 11,627
إفتراضي

يقول المثل :
قابل الصياح بالصياح تسلم . . .

و يسلم من نقل الموضوع
  #5  
قديم 14-09-2003, 03:06 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

زبدة الكلام الدكتور ألحين وينه ؟؟ عسى ماراح ورا الشمس ؟
__________________
يدنو فيرحب بي سم الخياط كما** يضيق بي حين ينأى السهل والجبل
  #6  
قديم 14-09-2003, 01:00 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الأخ غيث

صحيح أن لغة الحوار الوطني فُتحت بناء على الحاجة ومتطلبات المرحلة الحالية ..
وبصراحة كما قلت يجب أن يعي الجميع أن مرحلة التطبيل والبطانة المزورة إنتهت وهي مصلحة للطرفين الحكومة والشعب .. ولكن البطانة دائما ماتنظر لمصلحتها مع السلطة ولا تنقل لها إلا ماترتضيه نفس السلطة وهم أسوأ من يورط السلطة وأول من يُخيب الوطن إن كانت هنالك مواجهة فكرية او ثقافية او سياسية ورأينا من هذه النماذج الكثير في الفضائيات والذين يرصون كلمات غبية متهالكة .. ورأينا أصحاب الفكر التصحيحي وهم يتقبلون الرأي والرأي الآخر ويتخاطبون بكل ثقة وإقتدار وبمنهجية معتدلة .

ولكن خالد الفيصل تورط
مافهم الإسلوب الذكي للدكتور الدخيل في المقال

خاصة قوله " من هم على شاكلته "


الاهتمام بقضايا الفكر والسياسة والفن
ومحاولة إفهام خالد الفيصل بأن صوت المثقف لايجب أن يكون للسلطة كما رسخوها في الأذهان

[HR]

الأخ كوكتيل
يقول المثل :
إقتباس:
قابل الصياح بالصياح تسلم . . .

مين اللي قابل مين ؟؟

سؤال مهم جدا جدا

[HR]

الأخ اش بك ياشيخ
ماأدري كأن هذا الإسم مكاوي
تذكرني بالأهازيج الإتحادية اش بكم كذا اتكتمتم .. طبعا مهداه لفريق الأهلي والهلال

الدكتور موجود .. وهو إسم لامع ولا انت تبيها فضيحة لهم مثل فضيحة الشيخ بن زعير

ولكن

يبدو انني بحاجة لموقفكم مثل موقف الساحات مع بن زعير

كوكتيل

في ذمتك تدير حملة الدفاع عن اليمامة لو غبت وتستمر مو تورطني وتطفش وتنسى قضيتي
__________________
  #7  
قديم 14-09-2003, 02:36 PM
تمساح بري تمساح بري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: شبه جزيرة التماسيح
المشاركات: 202
إفتراضي

خالد الفيصل يحاول أن يرسم صورة عن نفسه انه رجل عصري يتقبل الحوار و الواقع عكس ذلك تماماً و اسئلوا أهل عسير.

أما سؤال الأخ (اش بك يا شيخ) عن الدكتور و اذا ما كان اللي بالي بالكم ودوه ورا الشمس, فأقوله اطمأن فورا الشمس امتلأ و لم يعد فيه مكان, ليس هو فقط بل حتى (ورا القمر) و (ورا المريخ) و (ورا المشتري) و (ورا الحائر ) و غيرهم امتلؤا أيضاً. استناداً الى هذه الحقيقة أكاد أجزم أن الدكتور بخير لعدم وجود مكان شاغر في أحد هذه الورائات (ورائات جمع ورا).
__________________
لطيف جداً مع التمساحات
  #8  
قديم 15-09-2003, 02:00 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

اوافق تمساح بري


فخالد الفيصل يحاول رسم صورة وردية للأوضاع داخل البلاد وان الحرية الاعلامية في انفتاح وانه رجل عصري ديمقراطي ,, خالد الفيصل اخذ المجد من أطرافه ( فن - شعر - رياضة - أدب - ثقافة - سياسة - اقتصاد - سياحة ) ماشاء الله

ولا خوف على خالد الدخيل فكل ماقاله الدخيل يعتبر ( حـــرية ) تحسن صورة البلد على الأقل داخل البلد !

فكلا (الخالدين) لعبا اللعبة صح !
__________________
  #9  
قديم 20-09-2003, 06:36 AM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

السلام عليكم

ياحبكم للسياسة

Almusk
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م