مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-08-2001, 06:23 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post القدس بين..... الوعد الحق والوعد المفترى.......

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هي خطبه مفيده...

للشيخ سفر الحوالي...

أرجوا الإستماع لها...

وجزاكم الله خيرا...

الوعد الحق والوعد المفترى ]

[ 13-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: محب الاسلام ]
__________________
web page
  #2  
قديم 13-08-2001, 08:41 AM
الـــــــــدانه الـــــــــدانه غير متصل
((سلوى))
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 568
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي محب الاسلام ونفعنا الله بعلمك
__________________
قال الله تعالى (((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )))

  #3  
قديم 13-08-2001, 09:06 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته...

وجزاك الله خيرا يأختي الكريمه...
__________________
web page
  #4  
قديم 14-08-2001, 05:48 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

سأنقل بإذن الله الخطبه مكتوبه لمن لا يستطيع سماعها بعد هذا الرد....
من موقع العودة الإسلامي...

[ 14-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: محب الاسلام ]
__________________
web page
  #5  
قديم 14-08-2001, 05:50 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للّه الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، واصطفى هذه الأمة بميراث النبوة والكتاب { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } فاطر: 32 وميز طريقها عن طريق المغضوب عليهم والضالين ، وجعلها قائمة بالقسط منصورة بالرعب حاكمة بالعدل شاهدة على العالمين بالحق .

وصلى الله وسلم على خيرته من خلقه وصفيه من عباده الذي دعا ببعثته إبراهيم وبشر برسالته عيسى عليهما السلام ، وأخذ الله العهد والميثاق على كل نبي بعثه أنه إن أدركه عهده ليؤمنن به ولينصرنه وظل أنبياء الله وأولياؤه وعباده الصالحون ينتظرون بعثته ويتلمسون مخرجه ويحسبون لموعده حتى بزغ نور الفجر المبين وظهر دين خاتم المرسلين فأيقنوا أنه الحق فخروا للأذقان يبكون ويقولون {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) } الإسراء : 108 .

واقتضت حكمة الحكيم العليم أن يكون أهل الكتاب - ولا سيما اليهود - من ساكني المهجر ومجاوري الدعوة وأن يكونوا أول كافر به مع أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وأن يؤلبوا عليه الأميين مع أنهم كانوا يستفتحون عليهم بخروجه وأن يكونوا أعظم الساعين لإطفاء نوره مع أنه مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل ، وأشد المعاندين لوعده مع أنه مجدد لملة إبراهيم ، وأنزل الله الكتاب المبين والذكر الحكيم مفصلا لما جبل عليه اليهود من عتوٍّ وجحود وكفر وعناد وخسة ولؤم ودناءة ونكوص وما استوجبوا من مقت وغضب وذلة ومسكنة وفرقة وصغار، فلا تجد في كتاب الله أمة طال الحديث عنها وتنوع قصصها مرة بعد مرة كهذه الأمة ؛ فضح الله خبايا نفوسها وخبيث طباعها وعداوتها للعالمين أجمعين ، وحقدها على أهل الخير والحق في كل زمان ومكان حتى الملائكة المطهرين !

فباؤوا بغضب على غضب ولعنوا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم كما لعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام (1) .

ولكن اليهود هم أشبه شئ من البشر بالشيطان الرجيم فكما أنه مستحق للعنة وموعود بشر عاقبة فإنه مسلط على طائفة من الخلق وممهَّد له الاستحواذ عليهم وممكن له التزيين لهم .

وبين يدينا في هذه الصفحات عرض واقعي وبحث استقرائي ودليل إحصائي عن هذه الطائفة المنتسبة للمسيح الذين هم صهاينة أكثر من الصهاينة ويهود أشد من اليهود ومع ذلك فهم قادة النظام الدولي الجديد - ولو كان ظاهرا - وسادة العالم في مرحلة ما بعد الحرب الباردة كما يسمونها .

فهم يلبسون جلود النصارى على قلوب اليهود ويجهدون لإطفاء نور الله وإخلاف وعد الله ورفع ما خفض الله وخفض ما رفع الله وإعزاز من أذل الله وإذلال من أعز الله ، وينصرون التلمود على القرآن ويعاونون قتلة الأنبياء على ورثة الرسالات ، وباختصار يسعون لإقامة مملكة المسيح الدجال ووأد مملكة المسيح ابن مريم عليه السلام .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) واقتضت حكمته تعالى أن ينال كل من والاهم نصيبه مما كتب عليهم وضرب ، سواء انتسب إلى هذه الأمة كمنافقي الأمس وملاحدة العصر أو كان من غيرها كبريطانية ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
  #6  
قديم 14-08-2001, 05:50 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

التي كانت لا تغيب الشمس عن ملكها فصارت عصابات إيرلندا تقض مضجعها وترغم أنفها والمستقبل قادم بمثل ذلك لوريثتها أمريكا بإذن الله .
وسار في ركابهم من المنتسبين إلى الإسلام زعامات عميلة وقيادات ذليلة انسلخت من دينها وكفرت بوعد ربها وكذبت خبر رسولها صلى الله عليه وسلم واستحوذ عليها حب الدنيا وحطامها فتجدهم أحرص الناس على كرسي ولو تحت أقدام اليهود .

هذه الزعامات ربطت مصيرها بعجلة الكفر وخانت أمتها في أعز ما تملك وحضرت مؤتمر مدريد وما أدراك ما مدريد ؟

لقد اختار أهل الكتاب أن يسجلوا تاريخ نصر اليهود واستعادتهم لمملكة التلمود حيث استعاد النصارى فردوسهم المفقود وفي البقعة التي انطلقوا منها لاكتشاف العالم الجديد، الذي تزعم المؤتمر المنكود .

ولئن كان هذا المؤتمر المتآمر هو سبب المحاضرة المباشر فإنني لم أخض في تفصيلات الأحداث وتحليلات الوقائع فيه أو فيما تلاه بل لم أجهد نفسي للبحث في ذلك لسبب واحد هو أن الإسلام قد غاب - بل غيب - عن المؤتمر وإنما حضره اليهود والنصارى وأولياؤهم الذين لو فتحوا القدس بل لو فتحوا روما لما كانوا إلا مرتدين ملحدين فكيف وهم يتكففون السلام ويقبلون الأقدام ويدفعون الجزيات الجسام . وما مدريد إلا زيادة في الكفر وإيغال في الردة .

وإنما القصد الأول لمن وفقه الله لحمل ميراث النبوة وتجديد الدين أن يعيد الناس إلى حقائق الإيمان وأصول الدين مستمدة من منبعها الصافي ومعينها الزلال ، ثم يأتي الحديث عن مكر الأعداء ومؤامرة الدخلاء تبعًا لا قصدا ووسيلة لا غاية.

وقد وفق الله تعالى هذه الصحوة الممتدة المباركة لبدء الطريق من أوله والبناء من أساسه والإقبال على تصحيح العقيدة وتقويم المسار وربط كل قضية مهما صغرت بأصل الدين والإيمان وحقيقة العبودية فبان لها سبيل الولاء والبراء وظهر لها كيد المنافقين وأهل الكتاب في الأصل والجملة وأصبح لزامًا على من تصدر لتذكيرها بأيام اللّه وتبصيرها بدين الله أن

يبينوا لها من المعالم ما هو كثر تفصيلا وأبين قيلاً وذلك بالتوعية العامة للقاعدة العريضة من الأمة مع مخاطبة الفئة المثقفة بما يلائمها من عميق الفكر ودقيق البحث .

فالتوعية العامة التي تتخذ شكل العرض الواضح والحقائق المبسطة والربط الجلي بين مقتضيات العقيدة وأحداث الواقع من أجل الواجبات على من بصره اللّه بذلك من قادة الصحوة فهي فوق كونها مقتضى الإيفاء بميثاق الكتاب من أعظم الحقوق لهذه الصحوة عليهم ، لتتجلى معالم اليقين ولتستبين سبيل المجرمين ، وهذه الإبانة هي أساس لعقيدة الولاء والبراء . وهذه العقيدة أساس لمخاطبة الغرب الكافر باللغة التي يفهمها ولا يفهم سواها - اللغة التي يرهبها الغرب مع أننا لا زلنا في أبجديتها.

إن الحديث عن الحقوق المشروعة والقرارات الدولية الذي استنزف ويستنزف من الإعلام العربي ما يملأ البحار لم يجد أذنًا - ولا عُشرَ أذن - كتلك التي أحدثها انفجار مشاة البحرية في بيروت والهجوم على ثكناتهم في مقديشو، بهذه اللغة وحدها يسحب الكفر أذيال الهزيمة وتنحني هامات "الخواجات " العتية أمام مجموعات طائفية وعصابات قبلية وليست جيوشًا دولية ، وإن استرداد بضعة قرى ومدن في البوسنة قلب المؤشر الصليبي وأرغمه على إعادة حساباته . وإن أي خطاب للكفر لا يستخدم هذه اللغة هو لغو من القول وزور من العمل ، الغرب الذي يجرد الجمهوريات الإسلامية من سلاحها النووي ويكدسه بيد روسيا الأرثوذكسية بل يرغي ويزبد إذا اشترت دولة عربية سلاحَا من الصين أو الأرجنتين ، إنه لا يرضى بأقل من أن نصبح خدمًا بين يديه (كتلك الصورة التي نشرتها الصحف الأمريكية للمسلمين وهم يمسحون حذاء رئيس حكومة اليهود) .

وإن ما يُسمى مشروع السلام لم يأت تبعًا لتغير الظروف الدولية وانحسار مرحلة الحرب الباردة ووفقًا لمقتضيات الوفاق الدولي كما يصور ذلك الإعلام الغربي و ذيله الإعلام العربي ، فهذه التغيرات نفسها أعراض للمتغير الأساسي وهو الخطة الصهيونية للسيطرة على العالم كافة والمنطقة الإسلامية خاصة .

إن هذه الخطة ببساطة - قد عدلت عن فكرة إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وبعبارة أصح قد عذلت هذه الفكرة لأسباب ذاتية ضرورية أهمها أن دولة اليهود وجدت نفسها بعد 40 سنة من قيامها عبارة عن مركب من المتناقضات وكائن غريب في محيط من العداوات .

فعلى المستوى الأمني لم تنجح في السيطرة على ما ابتلعته من أرض فلسطين فكيف تسعى لمزيد من الأراضي ؟ وإن لبنان التي هي أضعف الجيران وأبعدهم عن العدوان ظلت مصدر قلق وإزعاج لا نهاية له حتى بعد اجتياحها المعروف .

والمشكلة السكانية تشكل أعمق المشكلات وأبعدها تأثيرا فكثير من اليهود لم تخدعهم الوعود المعسولة والإغراءات البراقة للهجرة إلى أرض تعج بالمساوئ الاجتماعية من اختلال الأمن إلى الطبقية المقيتة إلى التناحر الحزبي . . إلخ .

إن هذه الأفاعي عندما تجتمع - على اختلاف ألوانها وأشكالها - لابد أن يذوق بعضها سم بعض إضافة إلى الحجارة التي تهشم رؤوسها باستمرار من أيدي أشبال الإسلام ، فكيف إذا وصل الأمر إلى الرصاص ؟ ولقد رعبت دولة اليهود من ارتفاع مؤشر الهجرة المضادة وقلة استجابة السكان لدواعي تكثير النسل وأظهرت الإحصائيات الرسمية أنه مقابل كل شهيد من أبناء فلسطين المسلمة يولد عشرات وعشرات .

ومن تجربة إسرائيل التي لا تقبل النقاش أنها أعجز ما تكون عن استئصال المقاومة بنفسها فعملاؤها هم الذين تولوا سحق الفلسطينيين في لبنان والأردن وسورية والكويت وغيرها . فلماذا لا تضع يدها في أيديهم ضمن خطة أخرى تتنازل فيها عن أوسع حدود الأرض التوراتية إلى أضيقها ولا غرابة في هذا على عقيدة اليهود التي تؤمن بالبداء وبأن الأحبار يصححون أخطاء الرب ، تعالى اللّه عما يصفون .

ثم إن إسرائيل لكي تقنع الإنسان الغربي المفتون بدعوى الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تستطيع أن تظل ثكنة عسكرية وسجنًا كبيرًا إلى الأبد .

كما أن المقاطعة العربية مهما بدت شكلية توفر حاجزا نفسيا لشعوب المنطقة، فلابد من افتعال حركة "تكتيكية " يتراجع فيها اليهود ويسلمون بما يسمى "الحكم الذاتي المحدود" لكي يتم الهدف الأكبر استراتيجيًا التخلي عن التوسع الجغرافي مقابل التغلغل السياسي والاقتصادي والثقافي " وهو ما عبر عنه أكثر من مفكر ومسؤول بمصطلح ( الولايات المتحدة الشرق أوسطية" !!

وهكذا سيؤدي فتح الحدود الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإعلان فتح القنوات السياسية إلى أن يصبح يهود إسرائيل في الشرق الأوسط كيهود نيويورك في أمريكا ، وتصبح ثروات المسلمين ركازًا لهم وجامعاتهم ومؤسساتهم الثقافية أوكارًا لفكرهم ، وحواضرهم التجارية مراكز لبنوكهم وتجارتهم وأسواقا لبضائعهم ويصبح عامة الشعوب العربية عمالاً كادحين لخدمة البارون اليهودي الربوي !!

هذا هو هدف السلام المزعوم مهما غلفوه أو قنعوه ، والتخطيط الصهيوني لم يتغير ارتجالاً ولا هو نتيجة دراسات فكرية وميدانية بحتة كما يظهر - بل إن أسبابه وجذوره تمتد إلى ما هو أعمق من ذلك إلى خبيئة النفسية اليهودية وحقيقة الجبلة اليهودية وواقع التاريخ اليهودي القديم والحديث .

فقيام كيان يهودي متميز مستقل كسائر الكيانات السياسية أو العقدية في العالم أمر يتنافى مع تلك النفسية والجبلة والتاريخ والخطأ الأكبر الذي وقع فيه مسطرو أحلام العودة منذ الأسر البابلي إلى الاضطهاد الأوربي وخطط له أمثال هرتسل وفيشمان ووايزمان هو أنهم غفلوا أو تغافلوا عن هذه الحقيقة، فلما قام الكيان المنشود خرجت الحقيقة كالشمس من تحت الركام !!

وليس بخاف على اليهود ولا على المطلعين على الحركة الصهيونية الحديثة أن جماعات وزعامات يهودية (دينية وفكرية) ترفض قيام دولة يهودية متميزة بل تعكس النبوءات التوراتية على أهلها وتقول إن قيام هذه الدولة هو نذير الهلاك والفناء لليهود، ولها على ذلك أدلة وشواهد من الأسفار والمزامير ومن واقع التاريخ .

لقد جسد قيام دولة إسرائيل المأزق الكبير الذي وقع فيه اليهود حين اصطدمت الأحلام التلمودية العنصرية التي لا حدود لها بواقع النفسية اليهودية العليلة التي لم تكن يومًا من الأيام رأسًا في قضية ولو كانت قضيتها الذاتية فكيف تكون رأسًا في قضية العالم كله ، ولذلك فإنها تعلل نفسها بخروج المسيح الموعود الذي يحمل عنها هذه التبعة . فاليهود لم يكونوا في حقبة من أحقاب تاريخهم رأسًا في قضية وإن كانت قضيتهم ، ولو كانوا كذلك مرة واحدة لكانت في هذا العصر وهو ما لم يكن !! فهم كالشجرة الطفيلية لا تنمو إلا على ساق غيرها أو الدودة المعوية التي لا تكل إلا قوت غيرها، فمن حادثة بنى قينقاع حيث كان المنافقون هم الناطقين الرسميين والمدافعين الظاهرين إلى مؤامرة الأحزاب حيث كان الجند جند قريش وحلفائها لا جند قريظة وأخواتها ؛ إلى الإدارة الأمريكية حيث لا يزال اليهود - وهم يسيطرون على الجزء الأكبر من الاقتصاد والإعلام والتأثير السياسي . . الخ - يستخدمون أمثال نيكسون وكارتر وريجان وبوش وهم جميعَا نصارى! !

وقد عاشوا في أحشاء أوربا وتسلقوا شجرة الحقد الصليبي فكان لهم حبل من الناس .

وعندما أصبح لهم لأول مرة منذ قرابة ألفي سنة دولة وحكومة ظهرت السنة الربانية {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)} (الحشر: 4 ا) فهذه الدولة تعج بالمتناقضات والصراعات ، وتتكفف العالم كله وتعصر اليهود وغيرهم في كل مكان عصرًا لإدرار التبرعات ، ولا تستغني في أي محفل دولي عن المندوب الأمريكي ونظرائه ،وإن كانت في الظاهر تمثل مع أمريكا دور الثعلب مع النمر !! (2) .

إنهم دائمَا يحركون الدمى من وراء الستار ولو ظهروا على المسرح لانكشفت سوءاتهم وبطل سحرهم . إنهم يحرصون على تبنى أي رئيس أمريكي والإحاطة به ولكنهم لا يستطيعون أو لا يفكرون في أن يجعلوه رئيسًا يهوديًا وحكومته حكومة يهودية صريحة !!

وأمر آخر يقض مضاجع يهود دولة إسرائيل هو أنه ليس في وسع الشراهة اليهودية العمياء أن تظل حبيسة الأرض التي قالت عنها التوراة أنها تفيض لبنًا وعسلاً مع أن المنطقة الكبرى حولها تفيض نفطا وذهبًا ثم تظل رهينة الفكرة الداعية لقيام دولة ما بين الفرات والنيل وفق النموذج النازي العسكري الذي عجزوا عجزًا واضحًا عن السيطرة على ما تم لهم منه .

بل إن ما تحقق من هذا الحلم كاف للعدول إلى الفكرة الأخرى التي أقام عليها (روتشيلد) و ذريته مملكة لا نظير لها في التاريخ << مملكة الربا والإعلام والجاسوسية >> وهي مملكة تتفق تمامًا مع الجبلة الطفيلية وليكن ما احتلوا من الأرض في حروبهم المتعددة أو جزء منه منطلقًا لهذه المملكة وتربة لهذه الشجرة الطفيلية التي سوف تترعرع وتخترق بثقافتها وفكرها ومناهجها سائر المنطقة التي يسيل لُعاب العالم كله لثرواتها !

فإلى متى يظل وصولهم إلى هذه الثروات الهائلة والكنوز السائلة ملتويًا يمر بقناة الأمريكان والأوربيين ! ! وهم الجيران الأدنون ؟!

إن اليهود أكثر دهاء وأكثر شراهة من أن يظلوا موغلين في خطأ جسيم كهذا - خطأ التوسع الجغرافي غير المضمون حتى لو كان هذا هو ما تخيله أحبار التلمود منذ سحيق العهود، وسواء خرج المسيح أو لم يخرج ! !
ـــــــــــــــــــــــــ
(2) يقال في الأساطير أن الثعلب رغم أن الوحوش تهابه كما تهاب النمر فكذبه النمر في هذا، فقال الثعلب : البرهان أن تسير معي في الغابة وترى كيف تفر مني كلها، فسار النمر معه وكلما مر على حيوان هرب منه لا من الثعلب ، والثعلب يقول : هل صدقت الآن ؟ وهكذا اليهود مع الأمريكان !
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
  #7  
قديم 14-08-2001, 05:52 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

صحيح أن التلمود الذي هو مستند الحركة الصهيونية يقول :

(يجب على كل يهودي أن يسعى لأن تظل السلطة على الأرض لليهود دون سواهم ، وقبل أن يحكم اليهود نهائيًا باقي الأمم يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ، ويهلك ثلثا العالم ، وسيأتي المسيح الحقيقي ، ويحقق النصر القريب ، وحينئذ تصبح الأمة اليهودية غاية في الثراء، لأنها تكون قد ملكت أموال العالم جميعًا، ويتحقق أمل الأمة اليهودية بمجيء إسرائيل وتكون هي الأمة المتسلطة على باقي الأمم عند مجيء المسيح (3) .

ولكن هذا الكلام الذي يقطر حقدًا نتيجة ظروف الأسر البابلي لا يمكن أن ينفذ الجانب الحربي منه في أرض الواقع ، أما الجانب الآخر وهو الممكن فلا وسيلة لتنفيذه إلا افتعال السلام ! !

وهو ما كان . .

بقي أن يقال : إن هذه المحاضرة ألقيت قبل حكم الديمقراطيين (كلينتون ) ومن المعلوم أن اليمين المتطرف (الأصوليين الإنجيليين ) حليف حميم للجمهوريين فهل من متغير جديد نتيجة هذا ؟

والجواب : إن الأفعى اليهودية لا تبالي أركبت الحمار أو الفيل فلكل منهما ميزات في الركوب والحمل ولكن فوز الحزب الديمقراطي حزب الأقليات التي أهمها اليهود وحزب الانحطاط الأخلاقي الذي يعد كلينتون أحد وجوهه هو نجاح مباشر للمخطط الصهيوني، وإذا نجح كلينتون في مشروعات قوانينه الانحلالية كنجاحه في خدمة السياسة الإسرائيلية فإن هذا نذير بأن القوم يهيئون فعلاً استقبال المسيح الدجال ! !
ـــــــــــــــــــــــــ
(3) الخلفية التوراتية للموقف الأمريكي، إسماعيل الكيلاني ص 89 الطبعة الأولى 1407 د.
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
  #8  
قديم 14-08-2001, 05:55 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

وقد جاء كلينتون للرئاسة لكي يؤكد أنه مهما تقلصت اهتمامات أمريكا الخارجية كما يشاع فإن ما يتعلق باليهود يظل رأس كل اهتمام داخليًا كان أو خارجيًا .

وجاء كلينتون ليؤكد أن كاهنه يزعم أنه تنبأ له بحكم أمريكا وأوصاه بدولة اليهود فببركتها يفوز وببركتها ينجح في حكمه .

جاء كلينتون ليتبنى بصراحة ووضوح علاج أهم تحديات الاستراتيجية اليهودية التي أشرنا إليها حيث قال في خطابه أمام القيادات اليهودية في نوفمبر 1992 :

( إنني أعتقد أنه يتوجب علينا الوقوف إلى جانب إسرائيل في محاولاتها التاريخية لجمع مئات الألوف من المهاجرين لمجتمعها ودولتها" . وفي الجانب الآخر قال - وهو يضع العربةأمام الحصان ! :

"ما من شك أن مفاوضات السلام ستأخذ وقتًا ولكن هناك خطوة كان على العرب اتخاذها منذ زمن بعجل : إنهاء مقاطعتهم اللاشرعية لإسرائيل ، فالمقاطعة هي حرب اقتصادية والحرب يجب أن تنتهي الآن " (4) .

وعندما زاره رابين لأول مرة لاحظ المراقبون والمحللون بدهشة المرونة البالغة بل الاستجابة المطلقة لمطالب رابين حتى أن زمن الزيارة اختصر إلى النصف وتم كل شيء على أساس الثقة الشخصية كما عبر رابين !

وعندما أخذ الناس يدوكون من سيكون مهندس السلام بعد بيكر ؟ ومن سيكون وزير خارجية لإدارة كلينتون كان على رأس المرشحين (وارن كريستوفر) الذي وصف بأنه من الأصوليين ، وكان هو الوزير والمهندس وقام بدوره على أتم الوجوه عند اليهود!

وأخيرًا أثمرت تلك الحبائل اتفاقية السلام مع الزعامة الفلسطينية المزعومة وتم إعلان ما يسمى إعلان المبادئ واتفاق الحكم الذاتي المحدود في غزة وأريحا (5) وهو الحدث الذي لا نزال نعيش وقائعه الدرامية ولا نطيل على القارئ

الكريم بالحديث عنها ولكن ننبه إلى أن يقارن بين نتائجها وبين ما سطرناه هنا (6) فلنتابع معًا . ولا ننسى في النهاية أن نقول : إن كل ما حدث ويحدث هو بقدر الله الذي لا يُرد، وله فيه الحكمة البالغة، مهما ادلهمت الخطوب وأحلكت الأحوال فلن يتغير يقيننا لحظة واحدة أن النصر للإسلام ، وأن كيد يهود ومن وراء يهود هابط خاسر بإذن اللّه ، وأن قدر اللّه لا شر فيه محضًا، وأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله ، وأنه ما من محنة أصابت دعوة الإسلام إلا وهي متضمنة لمنحة إلهية كبرى .

ولو لم يكن فيما حدث من نصرة للحق واستبانة لسبيل المجرمين إلا سقوط أقنعة الزيف والنفاق التي ظلت عقودًا تضلل الأمة وتمتص قواها كالثور في الحلبة باسم قضية فلسطين : لكفى!

لقد تكشفت الحقائق وأصبح بعض القادة يتنافسون في الادعاء بأنهم الأسبق إلى تبنى مشروعات السلام والتبشير بها ! ولو كان وايزمان حيًا لحكم بينهم ! ولكن الأيام ستكشف كل شيء والله مخرج ما كانوا يكتمون .
ـــــــــــــــــــــــــ
(4) مجلة المراقب العدد الأول ص 9 ، 10 ، وأنا أوصي القارئ الكريم بقراءتها والاشتراك فيها . وهي مجلة يصدرها مركز العالم للدراسات والمعلومات لمتابعة ورصد الإنتاج الفكري الغربي المتعلق بالإسلام وترجمته . وفي هذا العدد ملف جيد للأحداث التي تلت مؤتمر مدريد .
(5) أما غزة فلو استطاعت إسرائيل أن تلقيها في المحيط الهادي منذ أن دخلتها لفعلت ! وأما أريحا فهي مدينة مغضوب عليها في التوراة منبوذة بين مدن فلسطين !
وكأني باليهود يثأرون لأجدادهم حيث نفاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من خيبر إلى أريحا / انظر المسند 2/ 149 . وهذا من إلهاماته وتحديثه رضي الله عنه .
(6 ) أحيل القارئ إلى الأعداد التي تلت الحدث من مجلتي البيان والمجتمع .
وفي هذا إشارة لولادة أمة الحق المؤمنة بالوعد الحق والمجاهدة في سبيل الحق حتى تقاتل اليهود ومن ورائهم الدجال كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : " يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن وأنتم شرقيّ النهر وهم غربيه " (7).
(7) رواه ابن سعد في الطبقات القسم الثاني 7/ 139 طبعة الشعب عن نهيك بن صريم السكوني بسند متصل كله ثقات ما عدا شيخه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو حافظ مسند تكلم فيه الإمام أحمد لكن وثقه ابن معين وغيره. انظر التفصيل في التهذيب وأصله تهذيب الكمال . فالحديث حسن إن شاء الله .
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
  #9  
قديم 14-08-2001, 05:59 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

الحمد للّه الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ؛ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين ، وبعد :

فإن القضية التي سنتناولها بالحديث في هذه الليلة ليست بعيدة عن واقعنا اليومي فنحن في كل يوم وساعة وفي كل وسيلة إعلام أو مجلس نسمع أو نتحدث عن هذا الحدث الكبير الذي يسمونه (( مشروع السلام بين العرب واليهود )) ، ولا شك أن ما يحدث في مدريد هذه الأيام لهو حدث كبير جدًّا بكل المعايير الدينية والنفسية والتاريخية، ولا أدل على ذلك من اهتمام وسائل الإعلام الغربية به تفسيرا وتحليلاً ، حتى أن الغرب تناسى مشاكله الداخلية وقضاياه الكبرى ، واشتغل قادته ومفكروه وصحافيوه وأفراد شعبه كله بهذه القضية، وملاحقة هذا الحدث لحظة بلحظة !! ..

فما السر في هذا أيها الإخوة ؟

أهو مجرد أن نزاعًا إقليميًا يراد الصلح بين طرفيه ؟

لا إن ما تم في مدريد يفوق ذلك بمراحل كثيرة .. إنه معلم تاريخي كبير يراد به إحداث انعطاف هائل في صراع مزمن بين عقيدتين وحضارتين وتاريخين متناقضين !

وها هي ذي الجذور :

بين وعدين :

إن مدريد في الحقيقة هي محطة لقطار طويل انطلق منذ خمسة آلاف سنة ، وسيستمر إلى أن تقوم الساعة، ومدريد ومن لمجدها واشنطن وموسكو . . إلخ محطات عابرة على هذا الطريق الطويل . . وهو طريق الوعد الذي وعد الله سبحانه وتعالى به نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام ، ووعد به صالح ذريته من بعده . . وتلتقي عند هذا الوعد كل الأديان الثلاثة المعروفة في العالم . . المسلمون عندهم في هذا الوعد دعوى ثابتة من كتاب الله وسنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم كما سنبين . . واليهود والنصارى عندهم فهمهم لهذا الوعد الذي افتروه على الله سبحانه وتعالى .

ومن ثم فإن الصراع في أصوله ليس بين قوتين ، أو بين عنصرين ، وإنما هو صراع بين وعدين ، بين الوعد الحق والوعد المفترى . . وبالتالي فهو صراع بين عقيدتين ، عقيدة التوحيد التي جاء بها نبي اللّه إبراهيم وجددها سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وسيجددها آخر الزمان سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام ، وبين دعوة الشرك والخرافة والدجل التي أسسها الرهبان والأحبار فيما كتبوه من عند أنفسهم وقالوا هذا من عند الله ، وما هو من عند الله ، ابتداءًا بحاخامات اليهود ومرورًا ببولس (شاؤول ) ، ثم البابوات الضالين المضلين وانتهاء بهرتزل ومن كان معه ، ثم ينتهي الأمر إلى النهاية المؤكدة في آخر الزمان بظهور مسيحهم الدجال . . وعندما يلتقي المسيحان المسيح ابن مريم عليه السلام والمسيح الدجال ويذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء لولا أن المسيح يقتله (8) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(8) ثبت ذلك في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو والنواس بن سمعان وفي مسند الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ومجمع بن جاريةوانظر تفصيل نزول عيسى عليه السلام والحكمة في ذلك والرد على منكريه في كتاب (( أشراط الساعة )) للأخ الشيخ يوسف بن عبد الله الوابل .
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
  #10  
قديم 14-08-2001, 06:01 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

عندها تنتهي هذه المعركة الطويلة بين هذين الوعدين . . أي بين الأمتين اللتين تؤمنان بهما، أمة الإسلام من جهة واليهود والنصارى من جهة أخرى (9).

هذه هي القضية، ولذلك فإن ما يجري في مدريد ليس للصلح والسلام ، وإنما هو تأييد وإيمان بالوعد المفترى ، وتكذيب وكفر بالوعد الحق ، وهذا هو جوهر القضية وأساسها، ولا يشغلنا بعد ذلك الحديث في تفصيلات الوقائع والأحداث .

خمسة آلاف سنة تعلمون أن الله سبحانه وتعالى قد اختار بلاد الشام { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) } .

وأسكن فيها إبراهيم الخليل عليه السلام ، وهنالك بدأ هذا الوعد الذي يرجع إلى خمسة آلاف سنة تقريبًا ، ومن هناك بدأت القضية والمعركة ؛ أي منذ إبراهيم عليه السلام الذي اختاره الله وجعله إمامًا للناس ، ومن ثم أمره أن يأتي إلى هذه الأرض المباركة الطيبة، وأن يجدد بناء البيت العتيق ، عند هذه النقطة بدأ الخلاف والمعركة بين أتباع هذه الأديان الثلاثة التي أشرنا إليها .

مستند الوعد المفترى :

وسأقرأ عليكم نص التوراة التي يستند إليها اليهود في هذا الوعد المفترى، وأما الوعد الحق الذي وعد الله سبحانه وتعالى به أولياءه فمعروف لدى الجميع وسنعرض له في الأخير. . ولكنا نريد البدء بالمستند الأساسي لليهود، في دعواهم ، الذي يبنى الغرب موقفه من القضية عليه .
ـــــــــــــــــــــــــ
(9) وهكذا فإن ما يسميه الغرب جبل الثلج بين العرب واليهود لن يذوب الآن في مدريد بل في آخر الزمان على أرض المعركة ! !
ـــــــــــــــــــــــــ

في سفر التكوين وهو أول أسفار التوراة تبدأ القصة العجيبة في عهد نوح عليه السلام ، وهي المفتاح لفهم ما سيجري من وعد لإبراهيم عليه السلام ، تقول التوراة المحرفة : (( وابتدأ نوح يكون فلاحًا ، وغرس كرمًا ، وشرب من الخمر، وسكر، وتعرى داخل خبائه ، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه ، وأخبر أخويه خارجا ، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما. . فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير فقال : ملعون كنعان ، عبد العبيد يكون لأخويه . وقال : مبارك الرب إله سام ، وقال : ليكن كنعان عبدًا لهم يفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدًا لهم )) اهـ.

انظروا هذا النص الذي تقشعر منه أجساد المؤمنين بما فيه من سوء الأدب والافتراء على أنبياء الله ، إن من أول ما يقرأ الإنسان في التوراة يقرأ هذا النص . . ومن هو كنعان الذي وردت عليه اللعنة وأكدت عبوديته ثلاثا ؟! هو جد العرب وسلالتهم قبل إسماعيل عليه السلام .

هذا النص هو مفتاح الدراسة في عدد هائل من المدارس الإنجيلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد هذه المدارس لا يقل عن عشرين ألف مدرسة، يتلقى الدراسة بها الملايين من التلاميذ كما سنبين إن شاء اللّه ، يفتتحون دراساتهم بهذا الكلام وتتفتح مداركهم عليه (10) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(10) ويا عجبا لهذا المفتري على الله هذا النص و واضعه في التوراة ! ألم يسأل نفسه : هب أن حام بن نوح أطغى من فرعون وأكفر فما ذنب كنعان ؟ وهب أن سام بن نوح خير خلق الله ألم يجد ما يكافئه به إلا بأن يختص اليهود من بين ذريته بهذه الغنيمة المهداة "عبودية كنعان " ؟!
ـــــــــــــــــــــــــ

أرض كنعان :

ثم بعد ذلك تأتي أوصاف في عدة إصحاحات من هذا السفر تصف أرض كنعان، فتقول التوراة المحرفة في الإصحاح العاشر :

" كانت تخوم الكنعاني من صيدون (صيدا اليوم ) حينما تجيء نحو الجرار إلى غزة وحينما تجيء نحو السدوم وعمورة إلى لاشع ) هذه حدودها من الشرق إلى الغرب ولذلك فإنهم يستسيغون التنازل عن غزة دون هضبة الجولان .

ثم يقول : " قال الرب لإبرام ( 11 ) اذهب من أرضك ، ومن عشيرتك ، ومن بيت أبيك ، إلى الأرض التي أريك ، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك ، وأعظم اسمك ، وتكون بركة ، وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض ، واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيمى إلى بلوطة مورة ، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : لنسلك أعطي هذه الأرض الإصحاح )) الإصحاح 12 .

ملك الختان :

وقال في الإصحاح السابع عشر: (أقيم عهدي بيني وبينك وبين نفسك من بعدك في أجيالهم عهدًا أبديًا؛ لأكون إلهًا لك و لنسلك من بعدك و أعطيِ لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك ، كل أرض كنعان ملكًا أبديًا).
ـــــــــــــــــــــــــ
(11) في التوراة أن اسمه عليه السلام كان إبرام ، ثم غيره الرب فجعله إبراهيم .
ـــــــــــــــــــــــــ

ومن الغريب أنه في السفر نفسه يحدد أن الختان هو علامة من يرثون الأرض ، وهذا يذكرنا بالحديث في صحيح البخاري حديث هرقل الذي قال فيه : " إنني رأيت في المنام أن ملك الختان قد ظهر" . والنصارى لا يختتنون ، قيل له لا يختتن إلا اليهود فإن شئت تأمر فتقضي على كل من في مملكتك من اليهود، ولما جاءوا له بأبي سفيان أيقن بالتأويل الصحيح للرؤيا بعدما سأله الأسئلة العجيبة في دلائل النبوة وشهد قيصر (هرقل ) بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الموعود بذلك، ولكنهم يحرفون كل هذه النبوءات والمبشرات(12)

لك ولنسلك :

وفي الإصحاح الخامس عشر تحدد التوراة المحرفة الأرض التي هي ملك وحق أبدي فتقول : (لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ).

ثم بعد ذلك يقول في الإصحاح 27 : " يستعبد لك شعوب ، وتسجد لك قبائل ، كن سيدًا لإخوتك ، وليسجد لك بنو أمك ، ليكن لاعنوك ملعونين ، ومباركوك مباركين ))

هذا ليعقوب ، وبعد ذلك يذكرون أن يعقوب نام بين بئر سبع وحران في أرض فلسطين فرأى الله فقال له : ( أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق ، الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ، ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبًا ، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع لقبائل الأرض ) الإصحاح 28 .

وأقل الأمم في الدنيا الآن اليهود، ومع هذا أكثر اليهود في العالم الآن ليسوا من بني يعقوب ، وإنما من يهود العرب والأوروبيين وغيرهم ، فإذن كم يبقى من اليهود الذين من ذرية يعقوب عليه السلام ؟!
ـــــــــــــــــــــــــ
(12) تفاصيل ذلك في كتاب شيخ الإسلام (الجواب الصحيح ) ج 3 / 299 حتى ص 19 من ج (4)
فالواقع يشهد أن هذه الوعود ليست لبني إسرائيل وأنهم يكذبون ويفترون على الله حين يجعلونها فيهم وإنما هي في بني إسماعيل (13) .
ـــــــــــــــــــــــــ

لماذا النصارى ؟

وهنا لابد من سؤال ، إذا كان هذا هو الموضوع وهو إيمان اليهود بهذه الوعود التي قالوا أنها وردت في كتابهم المحرف ، فلليهود أن يؤمنوا بذلك باعتبارهم يهودًا ، ولكن ما علاقة النصارى بذلك . . ؟

ولماذا نجد النصارى اليوم يقفون مع اليهود صفًا واحدًا ؟ ويسعون جاهدين لتحقيق الوعد المفترى ؟

أستطيع أن أجيبكم بيسر فأقول :

لقد استغل اليهود الكتاب ، الذي يؤمن به اليهود والنصارى معًا وهو القسم الأول من (الكتاب المقدس ) الذي يتكون من قسمين يسمون كلا منهما عهدًا ، فالأول هو العهد القديم وهو التوراة، والآخر هو العهد الجديد وهو الأناجيل والرسائل .

والتوراة تشتمل على هذه النصوص فأي نصراني يبدأ بقراءة كتابه المقدس فهو يقرأها أول ما يقرأ فلا غرابة أَن يعتقد مضمونها كاليهود . ولكن في إمكانكم أن تقولوا - وأنتم على صواب - : أليس النصارى في تاريخهم كله يقرأون التوراة ويعلمون بهذا الوعد ومع ذلك يضطهدون اليهود أشد الاضطهاد إلى مطلع العصر الحديث ؟

ـــــــــــــــــــــــــ
(13) هناك خلاف مشهور هل العرب اليمنية من ذرية إسماعيل أم ليسوا كذلك ؟ ومع أن كثيرًا من المحققين يرجحون أنهم من ذريته نقول : على القول الآخر فإن ما بينهم وبين عرب مضر من الرحم والصلة أقرب قطعا مما بين يهود الفلاشا الزنوج ويهود شرق أروبا القوقازيين الذين يزعم الصهاينة اليهود والإنجيليون أنهم وسائر اليهود من ذرية إسحق . وهو باطل مركب ، ثم إن العرب كلهم تبع لقريش الذين اصطفى الله منهم رسوله صلى الله عليه وسلم . وانظر ص 70 .
ـــــــــــــــــــــــــ

فما الذي جعلهم ينقلبون هذا الانقلاب الهائل ويصبحون كبر الساعين لتحقيق الوعد اليهودي ؟

وأقول لكم إن الأمر ليس كما تقولون فقط ، بل إن المذهل والمحير أن يكون الحامل لراية التبشير لهذا الوعد الرافع عقيرة إعلامه المتطور بضرورة ذلك هم النصارى لا سيما الأصوليون منهم ولا سيما في أمريكا، ولهذا فاسمحوا لي أن آتي على هذه القضية الغريبة والخطيرة من جذورها .

الملل والمسيح المنتظر :

تتفق الأديان الثلاثة على أن المعركة الكبرى والأخيرة التي ينتصر فيها دينها و يتحقق لها وعدها و يدمر فيها عدوها لن تكون قيادتها من النوع المألوف لدى الناس ، بل سيكون حامل لوائها منتظرا موعودًا به مؤيدَا من عند اللّه يسمى (المسيح ).

يقول ابن القيم رحمه اللّه : " والأمم الثلاث تنتظر منتظرًا يخرج في آخر الزمان ؛ فإنهم وعدوا به في كل ملة " (14) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(14) إغاثة اللهفان 2/ 338 وأول كلامه . " ومن تلاعبه - يعني الشيطان - بهم - يعني اليهود - أنهم ينتظرون قائما من ولد داود النبي إذا حَرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم ، وأن هذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذي وعدوا به . وهم في الحقيقة إنما ينتظرون مسيح الضلالة الدجال ، فهم أكثر أتباعه وإلا فمسيح الهدى عيسى ابن مريم عليه السلام يقتلهم ولا يبقى منهم أحدًا . والأمم الثلاث. . إلخ العبارة أعلاه ، ثم قال : ( والمسلمون ينتظرون نزول المسيح عيسى ابن مريم من السماء ؛ لكسر الصليب وقتل الخنزير وقتل أعداءه من اليهود ، وعباده من النصارى ، وقد ذكر مثله شيخ الإسلام في مواضع من الجواب الصريح.
ـــــــــــــــــــــــــ

ويقول بن جوريون أول رئيس حكومة يهودية : " تستمد الصهيونية وجودها وحيويتها من مصدرين : مصدر عميق عاطفي دائم ، وهو مستقل عن الزمان والمكان ، وهو قديم قدم الشعب اليهودي ذاته ، وهذا المصدر هو الوعد الإلهي والأمل بالعودة، يرجع الوعد إلى قصة اليهودي الأول { ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفًا مسلما } الذي أبلغته السماء أن : (سأعطيك ولذريتك من بعدك جميع أراضى بني كنعان ملكًا خالدًا لك ) هذا الوعد بوراثة الأراضي رأى فيه الشعب اليهودي جزءًا من ميثاق دائم تعاهدوا مع إلههم على تنفيذه وتحقيقه ، والإيمان بظهور المسيح لإعادة المملكة أصبح مصدرًا أساسيًا في الدين اليهودي يردده الفرد في صلواته اليومية ؛ إذ يقول بخشوع وابتهال : أؤمن إيمانًا مطلقًا بقدوم المسيح ، وسأبقى - حتى لو تأخر - أنتظره كل يوم .

أما المصدر الثاني فقد كان مصدر تجديد وعمل ، وهو ثمرة الفكر السياسي العملي الناشئ عن ظروف الزمان والمكان ، والمنبعث من التطورات والثورات التي شهدتها شعوب أوروبة في القرن التاسع عشر وما خلفته هذه الأحداث الكبيرة من آثار عميقة في الحياة اليهودية (15).
ـــــــــــــــــــــــــ
(15) الخلفية التوراتية ص 42.
ـــــــــــــــــــــــــ

مسيحان :

وعلى هذا الأساس فإن معركة المستقبل ستكون بين مسيحين أحدهما المسيح الدجال الذي يؤمن به اليهود ويسمونه ((ملك السلام ))(16) والذي يهيئون لخروجه ولكنهم لا يسمونه الدجال . والآخر هو المسيح ابن مريم عليه السلام الذي يؤمن بنزوله وعودته المسلمون والنصارى . ويتفق اليهود والنصارى على أن المسيح المنتظر سيكون من بني إسرائيل ، وسينزل بين بنى إسرائيل وسيكونون جنده وأعوانه ، وستكون قاعدة ملكه هي القدس (أورشليم ) كما تتفق الطائفتان على أن تاريخ نزوله سيوافق رقمًا ألفيًا (نسبة إلى الألف ) ومستندهم في ذلك بعض التأويلات لما جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي ومنامات الرهبان وتكهنات الكهان أمثال (أنوسترا دامس ) الذي حولت السينما الأمريكية توقعاته المستقبلية إلى فيلم لاقى رواجَا كبيرًا في العقد الماضي. ثم برز الحديث عنها أيام حرب الخليج بين الغرب والعراق .

والآن مع اقتراب نهاية الألف سنة الثانية من ميلاد المسيح عليه السلام واعتقاد قرب نزوله كما يؤمن الأصوليون الإنجيليون يلتقي الحلمان القديمان اللذان يتكون منهما الوعد المفترى : حلم النصارى بعودة المسيح ونزوله إلى الأرض ليقتل اليهود والمسلمين وكل من لا يدين بدينهم في معركة هرمجدون (الآتي تفصيل الحديث عنها)، وحلم اليهود بخروج الملك من نسل داود الذي يقتل النصارى والمسلمين ويخضع الناس أجمعين لدولة إسرائيل وهو المسيح الدجال ، ومن ها هنا اتفق اليهود والنصارى على فكرة أن قيام دولة إسرائيل وتجمع بنى إسرائيل في فلسطين هو تمهيد لنزول المسيح ، كما يفسره كل منهما !!

ـــــــــــــــــــــــــ
(16) يدأب الإعلام الصليبي واليهودي على تسمية المرحلة المقبلة من تاريخ المنطقة : "مرحلة السلام "! وهذا هو ملكها عند الصهاينة !! والإنجيليون يوافقون على الاسم دون المسمى !!
ـــــــــــــــــــــــــ

وبنظرة منطقية عابرة يظهر جليَا أن هذا الإلتقاء الظاهري يحمل تناقضَا كبيرا - يجعل من المفترض عقليًا أن يكون قيام دولة إسرائيل واقتراب نهاية الألف الثانية - مسوغًا لحرب لا هوادة فيها بين الطائفتين (اليهود والنصارى) تبعًا للتناقض الكبير والحرب المتوقعة بين المسيحين !! (الدجال وابن مريم ) وأن يكون النصارى في هذه المرحلة أكثر تقربًا إلى المسلمين وتعاونًا معهم تبعًا لاتفاق الطائفتين في الإيمان بمسيح الهدى عليه السلام وعداوتهما لمسيح اليهود ولكن ها هنا مربط الفرس وبيت القصيد .

ها هنا يظهر المكر اليهودي الخبيث ، ويتجلى معه الحقد النصراني الدفين على المسلمين . أما المكر اليهودي فيتجلى في تلك الحيلة الغريبة التي ابتدعها حاخامات صهيون وأقرهم عليها بلا تردد قادة الإنجيليين الألفيين (ولا غرابة فبعضهم يهودي مندس ) وهي تأجيل الخوض في التفصيل والاهتمام بالمبدأ الذي هو نزول المسيح ، وذلك بالتعاون سويًا والتخطيط اشتراكًا لتهيئة نزوله ، فإذا نزل فسنرى هل يؤمن به اليهود أو يكون هو الذي يؤمن به - الآن - اليهود ؟

فلتظل هذه المسالة معلقة تمامًا لأن الخوض فيها ليس من مصلحة الطائفتين معًا !! وليعملا سواء للقضاء على العدو المشترك " المسلمين ا !!

واتفق زعماء الملتين على نسج قناع يستر وجه المؤامرة عن أعين المغفلين من النصارى والمستغفلين من المسلمين !

وأما الحقد الصليبي فيتجلى في انسياق العالم الغربي النصراني وراء اليهود حتى في هذه القضية الكبرى التي يقتضي الدين والعقل والمصلحة أن يتفهموا موقف المسلمين منها على الأقل !!

ونخص بالذكر الكاثوليك أتباع البابا الذين لا يؤمنون بحرفية التوراة - ولكنه الحسد والبغي الذي يكنه أهل الكتاب للمسلمين كما أخبر الله في كتابه المبين (17).

وإن يكن شيء أعجب من انسياق النصارى وراء اليهود فهو انسياق المسلمين وراء الطائفتين ، كما هو حال المشاركين في مدريد والموافقين على مشروع السلام المزعوم ، بل المنساقين وراءهم منذ وعود الحلفاء في الحرب العالمية الأولى !

نحن والغرب وثلاثة أحداث :

وإذا كانت فكرة عودة المسيح الألفية قد راودت الأذهان عند نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين حيث بدئ عمليًا في تحقيق الوعد المفترى وإنشاء دولة إسرائيل فإنه لابد لنا أن نستعرض الأحداث الكبرى في تاريخ المنطقة منذ ذلك الحين إلى اليوم لنرى بوضوح كيف تمت مؤامرة أهل الكتاب وكيف صدقهم وشايعهم من كفروا بالوعد الحق أو تناسوه ، وأنهم لا يعتبرون من تكرار النتيجة الخاسرة والغدر الواضح في كل مرة.

وسنرى أن كل حدث يقرب من النتيجة يكون له قناعه الذي يبعد أنظار المغفلين والمستغفلين عنها !

والمدهش حقًا أن العرب يكونون أكثر تعلقًا بالمتآمرين وتحالفًا معهم في الوقت الذي يكون أولئك فيه كثر إصرارا على الغدر بهم وسلبهم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(17) أما البروتستانت فسيأتي تفصيل الحديث عنهم ، وأما الكاثوليك فقد عقدوا المجمع المسكوني الشهير سنة 1963 لتبرئة اليهود من دم المسيح وتغيير صلاتهم التي صلوها عشرين قرنًا لتخلو من عبارات سب اليهود ولعنهم ، وهذا مما يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م