مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-05-2005, 08:57 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي الصعيد الأصلي للقضايا السياسية

بسم الله الرحمن الرحيم


1ـ تجدر العناية ببحث القضايا على صعيدها الأصلي عند الربط السياسي بمعرفة الأساس الذي انطلقت منه الأحداث ، والجهة التي تسير إليها. ولا يصح إسقاط الأحداث و القضايا على بعضها البعض دون وجود رابط بينها ، أو لمجرد الاشتباه بوجود رابط ، ولأجل سلامة الفهم السياسي لابد من استبعاد المنطق ، وعدم القياس الشمولي والتعميم ، وعدم تجريد المسألة من ظروفها ، وعلى سبيل المثال : تستخدم الولايات المتحدة سياسة الاحتواء المزدوج، بتوظيف إيران و العراق للضغط على إسرائيل ودول الخليج . ولكن لابد من التفريق بين الأعمال السياسية التي يقوم بها العراق و يراد منها الضغط على إسرائيل ، وبين ما يراد به الضغط على دول الخليج عند بحث تلك الأعمال على صعيدها الأصلي .


صحيح إن مجرد الإشارة إلى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، كفيل بأن يحقق الضغط على الجهتين ، ولكن الدقة في الرأي تقتضي ملاحظة الظرف السياسي المحيط بتحرك العراق بأعمال الضغط ، حتى تعرف الجهة المقصودة بها ، ويعرف مسار الوضع السياسي في المخططات الأمريكية في الجهة المقصودة بالضغط ، إذ الضغط على دول الخليج كان يكشف عن عوائق أمام المخطط الأمريكي في الهيمنة على الخليج ، والضغط على إسرائيل يكشف عن عقبات حقيقية تعترض مسار العملية السلمية من الجانب الإسرائيلي سواء على صعيد الرأي العام الإسرائيلي أو على صعيد الحكومة الإسرائيلية .
إن انفراد الولايات المتحدة بالموقف الدولي ، و إقصائها خصومها الدوليين من التأثير في العلاقات الدولية _ إلا بالقدر الذي تسمح لهم به ، وبما يخدم مصالحها في القضايا الدولية _ جعل أعمالها السياسية الدولية تسير إلى إعادة تأهيل وترتيب الأوضاع الدولية من أقاليم وأنظمة ومفاهيم بما يتلاءم مع انفرادها بالموقف الدولي . هذا هو الخط العريض لما يجري من أحداث عالمية ، ويصادق عليه الواقع .
فإزالة التوترات بين الدول في الأقاليم وإقرار أوضاعها أمر لا يكذبه الحس وينسجم مع تطلع الولايات المتحدة في تركيز انفرادها و تخفيف الأعباء عن كاهلها في قيادة العالم ، فضلا عن كون الاستقرار في المناطق هو نتيجة طبيعية لحالة الانفراد في الموقف الدولي .
فالتقارب من حيث هو بين الدول هو إستراتيجية عامة لأمريكا بعد انفرادها ، ولكن التقارب بين دولة وأخرى يبحث على صعيد خصوصية المنطقة وطبيعة المصالح الأمريكية . فالمصالحة السودانية لا تدخل في إطار بحث العملية السلمية حتى ولو تزامنت مع السعي لعقد قمة عربية لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن العملية السلمية ، وحتى وإن كانت السودان دولة عربية، وداخلة في إقليم الشرق الأوسط من ناحية جغرافية. فالمدقق في قضايا السودان لا يجد لها أي تداخل مع قضية الشرق الأوسط ، ولا أثر لها على مجريات أحداثه السياسية . وإنما تدخل قضاياه ضمن منطقة البحيرات العظمى والقرن الإفريقي ، حيث يدعم السودان حركات المعارضة لتلك الدول ، بينما تحتضن تلك الدول حركات المعارضة السودانية . لذلك كان لابد من أجل إنهاء حالة التوتر في منطقة البحيرات والقرن الإفريقي ، من جر المعارضة السودانية من الخارج . الأمر الذي أدى إلى إعادة صياغة النظام السوداني على أساس المصالحة الوطنية ، فكانت الأزمة المفتعلة بين البشير والترابي نتيجة حتمية لما يخطط للسودان والمنطقة . هذا هو صعيد القضية السودانية ، ولا علاقة له بما يجري في الشرق الأوسط ، ولا يصح خلط القضايا وإسقاطها على بعضها دون رابط بينها ، أو لمجرد الاشتباه بوجود رابط ، أو لمجرد الربط على إطلاقه .
أما الجمع بين التقارب السعودي ـ اليمني ، و القطري ـ البحريني ، والمغربي ـ الجزائري . والمصالحة السودانية ، وجعل ذلك مقدمة للتقارب العربي العربي ثم إسقاطه على المسيرة السلمية أي الضغط على إسرائيل ، فإنه لا يصلح في الفهم السياسي ولو صادف الصواب.
لأن التقارب بين الدول في العالم يبحث على صعيد الموقف الدولي . فالتقارب من حيث هو وإزالة التوترات في الأقاليم . هو إستراتيجية أمريكية جديدة ، تخدم انفراد الولايات المتحدة في الموقف الدولي . ويأتي التقارب بين الدول العربية على هذا الصعيد ، مع ملاحظة خصوصية كل منطقة .
فالتقارب المغربي ـ الجزائري ، يبحث على صعيد إحياء الاتحاد المغاربي تمهيدا لعقد الشراكة الأمريكية المغاربية المرتقبة . والمصالحة السودانية ، و أزمة البشير والترابي ، تبحث على صعيد إقرار الوضع في منطقة البحيرات والقرن الإفريقي . وتنظيف صورة القذافي وإيران ، تبحث على صعيد إعادتهما إلى المجتمع الدولي ، تمهيدا لانفتاح أمريكا عليهما ، بعد أن حققت أمريكا الغرض من عزلهما سياسيا . ومن ذلك قطع الطريق عن المنافسين للاستثمار فيهما ، وبعد أن ضغطت الشركات الأمريكية على الإدارة الأميركية لفك الحصار الاقتصادي عنهما ، وتمهيدا لإعطائهما دورا جديدا يتلاءم مع المتغيرات الدولية . و كذلك الحال مع الانقلاب الذي حصل قبل مدة في ساحل العاج . لا يبحث على صعيد الصراع الأمريكي ـ الفرنسي، برغم وجود علاقة تقليدية للجنرال روبرت غي بفرنسا . ولكن صعيد القضية هو ما ترتبه الولايات المتحدة للقارة الإفريقية . حيث تفضل نقل السلطة في ساحل العاج لعميلها القوي الدكتور واتارا رئيس الوزراء الأسبق ، ورئيس الحزب الجمهوري المعارض ، والذي درس بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة منذ سنة 1963م إلى سنة 1972م وأشتغل بصندوق النقد الدولي ، مديرا للشؤون الإفريقية ، ونائبا للمدير العام سنة 1994م. والولايات المتحدة ترغب بإيصال واتارا للحكم في ساحل العاج بسبب درايته بالشؤون الإفريقية ، وعلاقاته الواسعة مع قادة إفريقيا ، بحكم توليه مناصب في صندوق النقد الدولي ، وتوليه لمنصب محافظ البنك المركزي الاقتصادي لدول غرب إفريقيا ، مما جعله الأنسب لتولي الحكم في ساحل العاج حسب المقاييس الأمريكية .
أما التقارب البحريني ـ القطري ، بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها في قضية النزاع الحدودي حول بعض الأراضي والجزر بين قطر والبحرين ، فإنه يبحث على صعيد صياغة الخليج العربي . وهو أن الولايات المتحدة تسعى لتوحيد الموقف السياسي لدول الخليج تمهيدا لقلب الحياة السياسية في الخليج برمته ، والتحول به إلى الديمقراطية والتي ترفع شعار الدعوة لها دوليا . فتوحيد الموقف السياسي لدول الخليج بعد إزالة التوترات بين دوله ، سيفضي إلى خلق مناخ سياسي عام لنظام الحكم الذي ترمي الولايات المتحدة إلى إيجاده في المنطقة . فتصبح بعض الأنظمة كنظام الحكم في السعودية مرغمة ولو تدريجيا على التنازل عن خصوصيتها و الذوبان في المناخ السياسي العام للمنطقة .
وقد بدأت الولايات المتحدة لتحقيق ذلك عن طريق تفعيل الديمقراطية في الكويت المؤهلة أكثر من باقي دول الخليج لتطبيق النموذج الديمقراطي ، ثم تعميمه على بقية دول المنطقة . والملاحظ أن قطر بدأت تسير على نفس النهج ، حيث بدأت منذ فترة بانتخابات بلدية بمشاركة نسائية مكثفة تعد سابقة في منطقة الخليج . كما أن أمريكا تستخدم قناة الجزيرة الفضائية كأداة للتأثير في الرأي العام الخليجي ، وإعادة صياغة مفاهيم الناس فيه على أساس الديمقراطية . وهذا يقتضي استنفار الطاقات واستنهاض همم المخلصين من أبناء البلاد ، ومضاعفة الجهود ، لإعاقة المخطط الأمريكي القاضي بجعل الديمقراطية نهجا في المنطقة ، من خلال التركيز على كفر الديمقراطية ، وعمالة دعاتها من أبناء البلد ، وبعث قيم الإسلام الرفيعة في المجتمع .

2ـ أما القول بأن الصورة لم تتضح بعد حول أمير البحرين ، وملك المغرب وكذلك القول بأن الملك عبد الله تابع للإنجليز ، وأنهم لا يجرؤون على الوقوف في وجه المخططات الأمريكية في هذا الوقت على الأقل . فإن القرائن الراجحة تفيد بأنهم غارقين في المخططات الأمريكية إلى ذقونهم ، وأعمالهم السياسية كلها تنطق بانخراطهم في العمالة لأمريكا.
ولكن الذي يجعل الصورة غير واضحة حولهم ، هو بقاء التوهم بوجود دور للإنجليز في السياسة الدولية ، وتسلطه على الأذهان عند تحليل الأحداث ، خاصة التي كان يشارك فيها بقايا عملاء الإنجليز العريقين .
كما لم ينتبه البعض إلى تطور العلاقة الأمريكية ـ البريطانية تبعا لتبدل الموقف الدولي ، وخاصة بعد سنة 1991م وبعد مجيء حزب العمال البريطاني إلى الحكم في بريطانيا .
و من جهة أخرى ، يرجع عدم وضوح الصورة حول أمير البحرين وملك المغرب وملك الأردن ، لكونهم ليسوا عريقين في العمالة لأمريكا ولكون عائلاتهم من صنع الإنجليز ، ولكونهم جددا في الحكم و مبتدئين في الأعمال الخيانية ، ويبدو عليهم الحذر والخوف من غضب أمريكا ، وهم يرونها تلقي بعملائها في مزابل التاريخ ، مثل سوهارتو وعلي بوتو وضياء الحق ونواز شريف ، وغيرهم ، وهم يدركون أنهم في زمن القطب السياسي الواحد ، وليسوا في زمن آبائهم حيث تعدد مراكز القوى ، حيث تحاول كل قوة استقطاب العملاء لصفها ، وتضطر للمحافظة عليهم وحمايتهم من خصومها الدوليين ، بل ويدركون أن ثمن العميل ـ في ظل انفراد دولة واحدة بالموقف الدولي ـ رخيص ، ويمكن استبداله بأبخس الأثمان ، إن لم يكن بالمجّان .
أما الذي لا يدركونه فهو أن الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الأنظمة الدكتاتورية التي تتناقض مع دعوتها للديمقراطية ، والتي ارتبطت بذاكرة الشعوب بالعبودية والظلم والقهر ، وأن أمريكا تسعى لإيجاد أنظمة تحظى برضى شعوبها عنها ، وأنها تقلل من الاعتماد على العملاء في المحافظة على مصالحها ، وتعمل على نشر قيمها ومفاهيمها عن الحياة للهيمنة على الشعوب واتقاء خطرهم على مصالحها ، وأنها تتظاهر لهم بالمودة من أجل طمأنة الجيل القادم إلى الحكم في باقي الدول العربية ، ولا يدركون أنها تعمل ببطء و خفاء لتقويض حكمهم ، تمهيدا لخلعهم ونسخ تاريخ أسرهم الضالعة في التآمر مع الإنجليز على مصالحها .
كما لا يدرك الحكام بأن النظام الجمهوري ، هو مسألة مبدئية لدولة رأسمالية كالولايات المتحدة ، لابد لها للدعوة له وفرضه على كافة دول العالم ، إن عاجلا أم آجلا ، فضلا عن كونه أضمن لأمريكا في الحفاظ على مصالحها ضد خطر الشعوب المتوقع بعد زوال خطر الدول المنافسة .
وهم كذلك لا يدركون العقلية التي توجه السياسة الأمريكية وتجعل مفكريها يخططون لتغيير الحكام عبر الهاتف للالتفاف على حركة الشعوب وإخمادها عن طريق تغيير الوجوه ، كما فعلت مع سوهارتو الذي تنحى عن الحكم بعد ساعات قليلة من تلقيه الأمر من أولبرايت عبر الهاتف ، كما أنهت حكم زروال قبل إكمال مدته الرئاسية بسهولة ويسر، والإتيان بعميلها بوتفليقة الأقدر على التعامل مع الأزمة الداخلية للجزائر ، وملف الاتحاد المغاربي .

3_ أما عن الإمارات ، فإن الراجح هو أنها تحولت إلى السير مع أمريكا بعد حرب الخليج ، ودل على ذلك أعمالها السياسية منذ حرب الخليج حتى الآن . والضربة المالية التي تلقاها آل نهيان في البنك الذي أنهار في لندن قبل سنوات وفضح علاقة آل نهيان بالإنجليز على صفحات مجلة الشاهد السياسي ، بالإضافة وإلى دعم الإمارات المالي للجزائر خاصة بعد تولي بوتفليقة الحكم ، وعزمها على الاستثمار بملياري دولار في الجزائر ، كل ذلك قرائن واضحة على تحول سيرها في خدمة المخططات الأميركية .

28/ذو الحجة/ 1421هـ
الموافق 23/ آذار/ 2001م
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م