الادارة الأمريكية: من المأزق الأفغاني إلى المأزق العراقي د. عبد الله فهد النفيسي

[أبو محمد 10]

د. عبد الله فهد النفيسي
الادارة الأمريكية: من المأزق الأفغاني إلى المأزق العراقي
’ بالكاد يمر يوم دون ان تتكرر الهجومات على القوات الامريكية في ارجاء العراق. وعدد القتلى من الامريكان منذ 9/4/2003 حتى الآن يفوق عدد قتلاهم في العملية العسكرية لاحتلال العراق في مارس. هذا مؤشر الى ان الادارة الامريكية -عندما شرعت في الاستعداد لاحتلال العراق ربما درست هذه الخطوة من جهة امكانياتها العسكرية الضخمة وأهملت دراسة الخطوة من جهة نتائجها السياسية وتفريعات تلك النتائج ومنها التفريعة الامنية. وما لم يتكامل التخطيط العسكري Military planning مع التخطيط السياسي Political Planning في خطوة كبيرة كهذه تكون النتيجة الحتمية هذه الفوضى الأمنية والسياسية التي نلاحظها في العراق.
’ بعد تأمل قليل نستطيع القول بأن الإدارة الامريكية عندما شرعت في التفكير باحتلال العراق فعلت ذلك تحت الحاح فشلها في الافغان وللخروج من مأزقها هناك. صحيح ان الادارة الامريكية لم تغرق في (الحرب) الافغانية ولكنها غرقت في (السلام) الافغاني. وصحيح انها اسقطت حكومة طالبان ولكنها فشلت في تكريس سلطة حكومة كرزاي (ذي الجنسية الامريكية) او اعطائها الشرعية خارج مدينة كابول في الارجاء الافغانية الشاسعة. وبالمناسبة فان المعارك بين طالبان والقوات الامريكية هناك ما زالت مستمرة ولكن الملاءة الاعلامية الامريكية العالمية تجتهد في التعتيم على ذلك. وحركة طالبان بدأت تستعيد عافيتها وتبني صفوفها من جديد في افغانستان وباكستان والمناطق المحاذية الى درجة ملحوظة انعكست على انتعاش الحركات الجهادية في كشمير وخاصة حركة (لشكر طيبة اي جيش المدينة) التي تربطها علاقات تنظيمية بحركة طالبان. هذه العودة للساحة من طرف طالبان في الأفغان ولشكر طيبة في باكستان: بدأت تقلص الظهور العلني لكل من كرزاي في كابول وحتى مشرف في اسلام اباد هذه الايام.
’ قفزت الادارة الامريكية قفزا من الافغان الى العراق ولكنها كانت قفزة في الظلام، وكانت هروبا من المستنقع الافغاني لكن لم تتصور ان هذه القفزة ستوقعها في مستنقع آخر وهو المستنقع العراقي الذي قد يختلف عن المستنقع الافغاني في الشكل لكن حتما لا يقل وعورة وعسارة ذاق طعمها الانجليز عندما احتلوا البصرة 1914 ولم يصلوا بغداد الا 1917 واضطروا ليعلنوا استقلال العراق 1932 والرحيل عنه نهائيا .1958
(للموضوع صلة ان شاء الله)