مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-05-2001, 08:49 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post الشعيبي: العمليات الاستشهادية من أنجح وسائل الجهاد الفعالة في سبيل الله

أحد كبار علماء الجزيرة يرفض تشبيه المستشهد بالمنتحر لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بالعدو وبث الرعب والقلق والهلع في صفوفه

لندن - خدمة قدس برس

قال الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، أحد كبار علماء الجزيرة العربية، إن العمليات الاستشهادية التي ينفذها مسلمون في فلسطين والشيشان وغيرهما من بلاد المسلمين ضد أعدائهم "عمل مشروع"، وهي «من الجهاد في سبيل الله إذا خلصت نية صاحبه، وهو من أنجح الوسائل الجهادية الفعالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح، ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم، ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء والإثخان فيهم، ولما فيها من التنكيل والإغاظة والتوهين لأعداء المسلمين، وغير ذلك من المصالح الجهادية».

وأضاف الشيخ الشعيبي، في "فتوى شرعية"، حصلت وكالة "قدس برس" على نصها الكامل، إن العمليات الاستشهادية «من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه، فيجتهد العلماء على تنزيلها على النصوص والعمومات والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف».

وأكد الشيخ حمود بن عقلاء أن قياس "المستشهد" في هذه العمليات الاستشهادية بالمنتحر "قياس مع الفارق"، وقال إن المنتحر «يقتل نفسه جزعاً وعدم صبر أو تسخطاً على القدر أو اعتراضاً على المقدور واستعجالاً للموت أو تخلصاً من الآلام والجروح والعذاب أو يأساً من الشفاء بنفس خائفة يائسة ساخطة في غير ما يرضي الله»، أما "المجاهد" في العملية الاستشهادية فنفسه «فرحة مستبشرة متطلعة للشهادة والجنة وما عند الله، ونصرة الدين، والنكاية بالعدو والجهاد في سبيله»، وأكد أن المنتحر والمستشهد لا يستويان.

ويسوق الشيخ الشعيبي، وهو رئيس سابق لقسم العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - فرع القصيم وسط السعودية، في فتواه نصوصاً كثيرة من مصادر التشريع الأساسية وهي القرآن والسنة والإجماع، فيستشهد بأقوال العلماء وبقضايا تُنزل على العمليات الاستشهادية، ويورد من ذلك قصة الغلام الذي حاول الكفار قتله فلم يفلحوا حتى دلهم على طريقة يقتلونه بها أمام أعين الناس، ففعلوا ذلك، فآمن قومهم أجمعين قائلين "آمنا برب الغلام"، وكانت حادثة أصحاب الأخدود المعروفة الواردة في القرآن الكريم.

كما يؤكد الشعيبي أن الحمل على العدو وتعريض النفس للخطر لم ينكره الصحابة ولا السلف على من فعله من المجاهدين لإثخان العدو، بل رفضوا عد من يفعل ذلك في عداد "من يلقي بنفسه إلى التهلكة" ووصفوه بأنه "يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله".

أما مسألة قتل من يسمون "المدنيين" من العدو في العصر الحاضر، فيرى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي أنه يجوز إذا تترس بهم الأعداء، من باب "النكاية". بل يذهب أبعد من ذلك فيورد ما قال به علماء السلف من أن "تترس" الأعداء بأسرى من المسلمين لا يمنع قتالهم إذا كان القعود عن قتالهم فيه خطر على جمع المسلمين، حتى لو قُتل "الترس" من المسلمين بسلاح إخوانهم المسلمين وبأيديهم.

ويفصل الشيخ الشعيبي في فتواجه كذلك مسألة "البيات"، وهي ترصد العدو وقتله ليلاً، حتى لو قُتل في ذلك نساء وأطفال من العدو. ويوضح الشيخ حمود بن عقلاء أنه إذا جاز قتل المسلم غيره من المسلمين في حالة "التترس"، وقتل نساء وأطفال في حالة "البيات"، فإن قتل المسلم نفسه في سبيل الله أهون ولا بأس به، ما دامت النية حسنة.

ويشير إلى أن مقتل المجاهد المسلم الذين يثخن في العدو بأيدي الكفار أو المسلمين أو بدلالة على طريقة لقتله (قصة الغلام) جائز، فكل هذه الطرق «سواء في باب الجهاد لأن باب الجهاد لما له من مصالح عظيمة اعتُفر فيه مسائل كثيرة لم تغتفر في غيره مثل الكذب والخداع كما دلت السنة، وجاز فيه قتل من لا يجوز قتله، وهذا هو الأصل في مسائل الجهاد، ولذا أُدخلت مسألة العمليات الاستشهادية من هذا الباب».

وكانت مقابلة صحفية مع مفتي السعودية أثارت الأسبوع الماضي جدلاً واسعاً، بعد أن ورد في المقابلة قول المفتي عن العمليات الاستشهادية «لا أعلم لها وجهاً شرعياً ولا أنها من الجهاد في سبيل الله، وأخشى أن تكون من قتل النفس».

وفي ما يلي نص السؤال الموجه إلى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، والفتوى الشرعية التي أصدرها يوم الخميس الماضي، كما حصلت عليها وكالة "قدس برس":

«فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي في العمليات الاستشهادية

السؤال:

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء: يقوم المجاهدون في فلسطين والشيشان وغيرهما من بلاد المسلمين بجهاد أعدائهم والإثخان بهم بطريقة تسمى العمليات الاستشهادية. وهذه العمليات هي ما يفعله المجاهدون من إحاطة أحدهم بحزام من المتفجرات، أو ما يضع في جيبه أو أدواته أو سيارته بعض القنابل المتفجرة ثم يقتحم تجمعات العدو ومساكنهم ونحوها، أو يظهر الاستسلام لهم ثم يقوم بتفجير نفسه بقصد الشهادة ومحاربة العدو والنكاية به.

فما حكم مثل هذه العمليات؟ وهل يعد هذا الفعل من الانتحار؟ وما الفرق بين الانتحار والعمليات الاستشهادية؟ جزاكم الله خيراً وغفر لكم.


الجواب:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد ..

قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد أن تعلم أن مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه، فيجتهد العلماء على تنـزيلها على النصوص والعمومات والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف، قال تعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء»، وقال عليه الصلاة والسلام عن القرآن: «فيه فصل ما بينكم».

وإن العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع، وهو من الجهاد في سبيل الله إذا خلصت نية صاحبه، وهو من أنجح الوسائل الجهادية ومن الوسائل الفعّالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح، ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم، ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء والإثخان فيهم، ولما فيها من التنكيل والإغاظة والتوهين لأعداء المسلمين وغير ذلك من المصالح الجهادية.

ويدل على مشروعيتها أدلة من القرآن والسنة والإجماع، ومن الوقائع والحوادث التي تنـزّل عليها، وردت وأفتى فيها السلف كما سوف نذكره إن شاء الله.


أولاً: الأدلة من القرآن:

1 – منها قوله تعالى: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد». فإن الصحابة رضي الله عنهم أنزلوها على من حمل على العدو الكثير لوحده وغرر بنفسه في ذلك، كما قال عمر بن الخطاب وأبو أيوب الأنصاري وأبو هريرة رضي الله عنهم، كما رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم (تفسير القرطبي 2/ 361).


2 – قوله تعالى: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ..» الآية. قال ابن كثير رحمه الله: حمله الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله.


3 – قوله تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، والعمليات الاستشهادية من القوة التي ترهبهم.


4 – قال تعالى في الناقضين للعهود: «فإما تثقفنّهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون».


ثانيا: الأدلة من السنة:

1 – حديث الغلام وقصته معروفة وهي في الصحيح، حيث دلهم على طريقة قتله فقتلوه شهيداً في سبيل الله، وهذا نوع من الجهاد، وحصل نفع عظيم ومصلحة للمسلمين حيث دخلت تلك البلاد في دين الله، إذ قالوا: آمنا برب الغلام. ووجه الدلالة من القصة أن هذا الغلام المجاهد غرر بنفسه وتسبب في ذهابها من أجل مصلحة المسلمين، فقد علّمهم كيف يقتلونه، بل لم يستطيعوا قتله إلا بطريقة هو دلهم عليها فكان متسبباً في قتل نفسه، لكن اغتُفر ذلك في باب الجهاد. ومثله المجاهد في العمليات الاستشهادية، فقد تسبب في ذهاب نفسه لمصلحة الجهاد، وهذا له أصل في شرعنا، إذ لو قام رجل واحتسب وأمر ونهى واهتدى الناس بأمره ونهيه حتى قتل في ذلك لكان مجاهداً شهيداً، وهو مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».


2 – فعل البراء بن مالك في معركة اليمامة، فإنه احتُمل في تُرس على الرماح والقوة على العدو فقاتل حتى فتح الباب، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة، وقصته مذكورة في سنن البيهقي في كتاب السير باب التبرع بالتعرض للقتل (9/ 44) وفي تفسير القرطبي (2/ 364) وأسد الغابة (1/ 206) وتاريخ الطبري.


3 – حمل سلمة ابن الأكوع والأخرم الأسدي وأبي قتادة لوحدهم على عيينة بن حصن ومن معه، وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «خير رجّالتنا سلمة» متفق عليه. قال ابن النحاس: وفي الحديث الصحيح الثابت: أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده وإن غلب على ظنه أنه يُقتل إذا كان مخلصاً في طلب الشهادة كما فعل سلمة بن الأخرم الأسدي، ولم يعب النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينه الصحابة عن مثل فعله، بل في الحديث دليل على استحباب هذا الفعل وفضله فإن النبي عليه الصلاة والسلام مدح أبا قتادة وسلمة على فعلهما كما تقدم، مع أن كلاً منهما قد حمل على العدو وحده ولم يتأنّ إلى أن يلحق به المسلمون. انتهى. مشارع الأشواق (1/ 540).


4 – ما فعله هشام بن عامر الأنصاري لما حمل بنفسه بين الصفين على العدو الكثير فأنكر عليه بعض الناس وقالوا: ألقى بنفسه إلى التهلكة، فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة رضي الله عنهما وتليا قوله تعالى «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ..» الآية. مصنف ابن أبي شيبة (5/ 303، 322)، سنن البيهقي (9/ 46).


5 – حمل أبي حدرد الأسلمي وصاحبيه على عسكر عظيم ليس معهم رابع، فنصرهم الله على المشركين، ذكرها ابن هشام في سيرته وابن النحاس في المشارع (1/545).


6 – فعل عبد الله بن حنظلة "الغسيل" (غسيل الملائكة) حيث قاتل حاسراً في إحدى المعارك وقد طرح الدرع عنه حتى قتلوه، ذكره ابن النحاس في المشارع (1/ 555).


7 – نقل البيهقي في السنن (9/ 44) في الرجل الذي سمع من أبي موسى يذكر الحديث المرفوع: «الجنة تحت ظلال السيوف». فقام الرجل وكسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل.


8 – قصة أنس بن النضر في وقعة أحد قال: واهاً لريح الجنة، ثم انغمس في المشركين حتى قتل، متفق عليه.


ثالثاً: الإجماع:

نقل ابن النحاس في مشارع الأشواق (1/ 588) عن المهلب قوله: قد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد، ونقل عن الغزالي في الإحياء قوله: ولا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل.

ونقل النووي في شرح مسلم الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد، ذكره في غزوة ذي قرد (12 / 187).


هذه الحوادث السبع السابقة مع ما نُقل من الإجماع هي المسألة التي يسميها الفقهاء في كتبهم مسألة حمل الواحد على العدو الكثير، وأحيانا تسمى مسألة الانغماس في الصف، أو مسألة التغرير بالنفس في الجهاد.


قال النووي في شرح مسلم باب ثبوت الجنة للشهيد (13/ 46) قال: فيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء. انتهى.

ونقل القرطبي في تفسيره جوازه عن بعض علماء المالكية (أي الحمل على العدو) حتى قال بعضهم: إن حمل على المائة أو جملة العسكر ونحوه وعلم وغلب على ظنه أنه يقتل ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثراً ينتفع به المسلمون فجائز أيضاً. ونقل أيضاً عن محمد بن الحسن الشيباني قال: لو حمل رجل واحد على الألف من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، تفسير القرطبي (2/ 364).

ووجه الاستشهاد في مسألة الحمل على العدو العظيم لوحده وكذا الانغماس في الصف وتغرير النفس وتعريضها للهلاك أنها منطبقة على مسألة المجاهد الذي غرر بنفسه وانغمس في تجمع الكفار لوحده فأحدث فيهم القتل والإصابة والنكاية.


وقائع وحوادث تنـزل عليها العمليات الاستشهادية:

أولاً: مسألة التترس:

فيما لو تترس جيش الكفار بمسلمين واضطر المسلمون المجاهدون حيث لم يستطيعوا القتال إلا بقتل التُرس من المسلمين جاز ذلك، قال ابن تيمية في الفتاوى (20/ 52) (28/ 537، 546) قال: ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم. انتهى.

وقال ابن قاسم في حاشية الروض (4 / 271) قال في الإنصاف: وإن تترسوا بمسلم لم يجز رميهم إلا أن نخاف على المسلمين فيرميهم ويقصد الكفار وهذا بلا نزاع. انتهى.

ووجه الدلالة في مسألة التترس لما نحن فيه أنه يجوز للتوصل إلى قتل الكفار أن نفعل ذلك ولو كان فيه قتل مسلم بسلاح المسلمين وأيدي المسلمين، وجامع العلة والمناط أن التوصل إلى قتل العدو والنكاية به إنما يكون عن طريق قتل التُرس من المسلمين فحصل التضحية ببعض المسلمين المتترس بهم من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، وهذا أبلغ من إذهاب المجاهد نفسه من العمليات الاستشهادية من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به، بل إن قتل أهل التُرس من المسلمين أشد لأن قتل المسلم غيره أشد جرماً من قتل المسلم لنفسه، لأن قتل الغير فيه ظلم لهم وتعدٍ عليهم فضرره متعد، وأما قتل المسلم نفسه فضرره خاص به ولكن اغتُفر ذلك في باب الجهاد. وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل النكاية في العدو مثله أو أسهل منه، فإذا كان فعل ما هو أعظم جرماً لا حرج في الإقدام عليه فبطريق الأولى ألا يكون حرجاً على ما هو أقل جرماً إذا كان في كليهما المقصد هو العدو والنكاية لحديث: «إنما الأعمال بالنيات ..».

وفي هذا رد على من قال في مسألة الانغماس والحمل على العدو أن المنغمس يُقتل بأيدي الكفار وسلاحهم! فنقول ومسألة التترس يقتل بأيدي المسلمين وسلاحهم، ومع ذلك لم يعتبروا قتل المسلمين المتترس بهم من باب القتل الذي جاء الوعيد فيه.


ثانياً: مسألة البيات:

ويقصد بها تبيت العدو ليلاً وقتله والنكاية فيه وإن تضمن ذلك قتل من لا يجوز قتله من صبيان الكفار ونسائهم، قال ابن قدامة: يجوز تبييت العدو، وقال أحمد: لا بأس بالبيات وهل غزو الروم إلا البيات؟، وقال: لا نعلم أحداً كره البيات. المغني مع الشرح (10/ 503).

ووجه الدلالة أنه إذا جاز قتل من لا يجوز قتله من أجل النكاية في العدو وهزيمته فيقال: وكذلك ذهاب نفس المجاهد المسلم التي لا يجوز إذهابها لو ذهبت من أجل النكاية جائز أيضاً، ونساء الكفار وصبيانهم في البيات قتلوا بأيدي من لا يجوز له فعله لولا مقاصد الجهاد والنيات.


الخلاصة:

دل ما سبق على أنه يجوز للمجاهد التغرير بنفسه في العملية الاستشهادية وإذهابها من أجل الجهاد والنكاية بهم ولو قتل بسلاح الكفار وأيديهم كما في الأدلة السابقة في مسألة التغرير والانغماس، أو بسلاح المسلمين وأيديهم كما في مسألة التترس، أو بدلالةٍ تسبب فيها إذهاب نفسه كما في قصة الغلام، فكلها سواء في باب الجهاد لأن باب الجهاد لما له من مصالح عظيمة اعتُفر فيه مسائل كثيرة لم تغتفر في غيره مثل الكذب والخداع كما دلت السنة، وجاز فيه قتل من لا يجوز قتله، وهذا هو الأصل في مسائل الجهاد ولذا أُدخلت مسألة العمليات الاستشهادية من هذا الباب.

أما مسألة قياس المستشهد في هذه العمليات الاستشهادية بالمنتحر؛ فهذا قياس مع الفارق. فهناك فروق بينهما تمنع من الجمع بينهما، فهناك فرق بين المنتحر الذي يقتل نفسه جزعاً وعدم صبر أو تسخطاً على القدر أو اعتراضاً على المقدور واستعجالاً للموت أو تخلصاً من الآلام والجروح والعذاب أو يأساً من الشفاء بنفس خائفة يائسة ساخطة في غير ما يرضي الله، وبين نفس المجاهد في العملية الاستشهادية بنفس فرحة مستبشرة متطلعة للشهادة والجنة وما عند الله ونصرة الدين والنكاية بالعدو والجهاد في سبيله لا يستوون. قال تعالى: «أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون»، وقال تعالى: «أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون»، وقال تعالى: «أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون».

نسأل الله أن ينصر دينه ويعز جنده ويكبت عدوه .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أملاه فضيلة الشيخ أ. حمود بن عقلاء الشعيبي .. 2 صفر 1422 هـ».
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #2  
قديم 14-05-2001, 08:57 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

صرح الشيخ/ يوسف القرضاوي، الداعية والعلامة الإسلامي المعروف، لوكالة انباء الامارات يوم السبت في 13/5/2001 أن (كل مسلم يقاتل ضد اسرائيل دفاعا عن الارض والعرض والدين، ويقتل فى سبيل استرداد حقه السليب، فهو شهيد عند الله).

وأن (العمليات الاستشهادية جزء من المقاومة ضد اسرائيل التي تقتل وتدمر يوميا في فلسطين، وتعيث في الارض فسادا وخرابا ضد شعب واطفال ونساء فلسطين العربية المسلمة).

و(الجهادي الفلسطيني الذي ينفذ عملية استشهادية في اسرائيل، لم يكن يضع فى حسبانه قتل الاطفال والنساء بل هو ذاهب لمحاربة اسرائيل وجيشها وقواتها التي ما فتئت تقتل الاطفال والشيوخ والنساء العرب دون تمييز ).
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #3  
قديم 14-05-2001, 02:55 PM
الصورة الرمزية لـ قمشطيط
قمشطيط قمشطيط غير متصل
ابو طه
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 1,904
Post

اللهم ارزقنا الشهاده في سبيلك .
شكرا اخي صلاح على هذا الموضوع .
__________________
<embed width="440" height="280" src="http://mypage.ayna.com/kamshatit/kamshatit/mekkka.swf">
  #4  
قديم 15-05-2001, 06:00 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك، اللهم آمين.

وشكر الله لك أخي قمشطيط.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
  #5  
قديم 29-05-2001, 05:31 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
Post

الأخوة الكرام
كان لدى الصحابة في المعارك اللتي يتفق فيها العدو بالعدد يشكل كبير عادة حميدة اسمها البيعة على الموت يتابيعون بأن يموتوا شهداء بالعشرات ثم ينغمسون في عمق صفوف العدو يزلزلونها ويستشهدون
إنها اشبه ما تكون بالعمليات الإستشهادية والله اعلم حيث لاتكون هناك فرصة للنجاة عندما يكون صدرك وظهرك للعدو وهو يحيط بك من كل جانب والمجاهد الواحد يجتوع عليه العشرات بل المئات ولكن الشجاعة وقوة البأس المستمدة من الإيمان تجعل خسائر العدو المادية والمعنوية هائلة بسبب هذه الجراءة
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م