مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-06-2007, 08:58 PM
redhadjemai redhadjemai غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 1,036
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى redhadjemai
إفتراضي مع الدكتور/ سيد القمني 2

تابع لموضوع ..
مع الدكتور/ سيد القمني

3 - حروب الردة..
أم حروب مانعي الزكاة؟!
تأتي الآن إلى الحجة الأعظم المشهرة بيد من يطلبون دم المرتد فوراً. ألا وهي حروب الردة التي أصر عليها وقادها (أبو بكر بن أبي قحافة).. وهو من هو؟!.. هو الصديق خل النبي الوفي – صلى الله عليه وسلم – أبرز المبشرين بالجنة.. ثاني أثنين إذ هما في الغار.. وصهر النبي عن طريق أبنته عائشة أم المؤمنين الحميراء التي عنها نأخذ نصف ديننا ، وخليفة رسول الله الأول ، والمعروف في التاريخ الإسلامي برقته ودماثته وهدوئه ورجاحة عقله وحسن مشورته.
والمعلوم أن أحداث السقيفة العاصفة قد انتهت بوضع الأمر بيد (أبي بكر) ، وأنها في رأي كثير من الباحثين ما استقرت له إلا لغياب (علي بن أبي طالب) وبني هاشم حول جثمان النبي ، ولخلاف قديم بين الأنصار عاد واستقر وتم استثماره مع حسد بعضهم بعضاً على تولي الإمارة ، عندما ترك المصطرعون على كرسي الإمارة جثمان نبيهم مسجى في بيته لأقاربه وذهبوا إلى السقيفة يتبارون حول المنصب المأمول ، تنابذوا فيها بعضهم مع بعض واستخدموا العنف الكلامي والجسدي ضد بعضهم البعض ، وانشغلوا عن نبيهم يومين وهم في آمرهم لاهون ، حتى إن أبا بكر وعمر لم يشهدا لا غسله ولا تكفينه ولا حتى دفنه الذي قام به أهله في جوف الليل (انظر أبن هشام 4 / 336 ، والمقدسي في البدو والتاريخ 5 /65 وشرح المنهج 2/2 واليعقوبي 2/103 وكنز العمال 3 /140 وتاريخ الخميس 1 /189 وأبو الفدا 10 /152 وتاريخ الذهبي 1/321).. لقد ذهب صاحب الدين.. وبدأت الدنيا !!
ومعلوم أيضاً أن بعض الأنصار وجميع بني أمية وجميع بين هاشم قد رفضوا هذه البيعة وامتنعوا عنها ، وتصل بعض المصادر بهذا الامتناع إلى ستة أشهر كاملة ظلت فيها شرعية أبي بكر تتأرجح ، حتى حصرهم (عمر بن الخطاب) وهم في اجتماع ببيت (علي بن أبي طالب) ومعه رجاله مشاعل النار والحطب منادياً المجتمعين : "والله لأحرقن عليكم البيت أو لتخرجن إلى البيعة".. "الطبري / التاريخ / 3/202" أما زعيم الخزرج الصحابي الجليل (سعد بن عبادة) أحد النقباء الاثنى عشر المؤسسين للدولة اليثربية الطالعة ، فقد رفض الاعتراف بإمارة أبي بكر ورفض أن يبايع بل أعلنها حرباً على الخليفة لولا مرضه الذي أقعده (الطبري / 3 /323) ، ومن بعده لم يعترف بخلافة (عمر بن الخطاب) حتى تم اغتياله ، ونسب مؤرخونا هذا الاغتيال إلى الجن ، دون أن يذكروا لنا أي توضيح بشأن الخلاف الثأري بين (أبن عبادة) وبين الجن ولا سببه.
ومثل هذه المعلومات البسيطة المعروفة في التاريخ الإسلامي ذكرناها على عجالة ، لأنها ترتبط أشد الارتباط بالأحداث التي ترتبت عليها وأدت إلى نبض موضوعنا (حروب الردة) التي جرت مع بداية حكم (أبي بكر).
وهنا يجدر التنبيه إلى أن المعارضة المهزومة عادة ما لا تجد من ينصفها من كتاب يكتبون من على مقعد سيطرة الغالب ، وأن ما وصلنا من مدونات تاريخية قد كتب معظمها من وجهة نظر المتغلبين ، لذلك تحتاج إلى جهد وبحث وتدقيق للخروج بمعلومات منصفة للمعارضة ، وهو أمر متكرر في التاريخ ولدى مختلف الشعوب ، ظلم فيها كتاب المنتصر الفائز من حاقت به الهزيمة ، حتى امتهنوهم أحياناً وجعلوا منهم علامات سوداء في التاريخ ، رغم أن الأوضاع ربما لم تكن هكذا حقاً ، ومن ثم يلزمنا هنا وبعد مضي ما ينوف على ألف وأربعمائة عام أن نتحرى الدقة والحياد فيما وصلنا حتى لا نظلم الأبرياء مع الظالمين عبر التاريخ.
ثم علينا أن نتوجه بالتذكرة إلى أهل المذهب السني ، وهم يأخذون على أهل المذهب الشيعي إسرافه في التقديسية حتى وصل إلى الأئمة الاثنى عشر ، وإلى كبار الملالى والسادة المزعوم انحدار هم من نسل النبي لأن أصحاب المذهب السني بدورهم قد أسرفوا في التقديس لعباد صالحين حقاً وكبار الفعال صدقاً ، لكنهم نفعوا أنفسهم وزمانهم بصلاحهم وفعالهم ، ولا يعني ذلك رفعهم إلى رتبة القداسة ، كما فعلوا مع كبار الصحابة وأحياناً مع بعض الفقهاء أو جامعي التراث كالبخاري مثلاً ، وهو ما يؤدي إلى السقوط في شبهة شرك الذي نعيبه على أصحاب المذاهب الأخرى والأديان الأخرى ، كما يقولون بشأن المسيحية مثلاُ ، وهو ما لا تقول به أصول الملة بل تنهي عنه بقرارات قرآنية واضحة. حيث يفتقر الجميع بعد النبي – إلى النبوة ومن ثم إلى أي لون من القدسية ، ولا يبقى لهم سوى أعمالهم ، أو أنهم من المبشرين بالجنان الفردوسية أو صلاحهم وتقواهم ، وهي كلها أمور لهم وليست على الناس بشيء ، ولا ترفعهم عن رتبة البشرية ، فإذا كانت آفة الإفراط في التقديس مأخذا سيئاً على الآخرين فلا شك والحال كذلك أن النهي عن أمر وإتيان مثله سيكون عاراً على من يفعله عظيم.
وإذا كان (عمر بن الخطاب) قد وصف خلاقة أبي بكر بأنها "فلتة ، وقي الله المسلمين شرها" فإن البحث الأمين سينتهي إلى أن هذه "الفلتة" تركت بين المسلمين شراً مستطيراً فيما وقع بسببها من أحداث ، وأدت إلى إسالة الدماء أنهاراً حتى أنتنت منها السبل والطرق فلم يتم الإجماع على هذه البيعة (الفلتة) بتخلف الهاشميين والأمويين وبعض الأنصار عنها ، مع عدم إشراك بقية المسلمين في بقاع الجزيرة وأخذ رأيهم ، مع حق أعطاه الله فهم واضحاً فصيحاً في الآية الكريمة "وأمرهم شورى بينهم".. والأمر حينذاك يعني الحكم بلغة زماننا ، وهو ما أدى بكثير من العرب إلى الاعتراف بشرعية حكم أب بكر ، وعبروا عن ذلك بوضوح مع تمسكهم بإسلامهم وحقهم الشرعي في المشاركة في اختيار الحاكم ، وبأسلوب ذلك الزمان ما كان بيدهم من وسيلة علنية لإعلان هذا الرأي إلا منع الزكاة عن الوصول إلى الخليفة ، وأطلقوا شعرهم وسيلة زمانهم للانتشار يعبر عن موقفهم كما في الأبيات :
أطعنا رسول الله ما كان بيننا
فيا عجبا ما بال (ملك) أبي بكر
أيورثها بكر إذا مات بعده؟
وتلك لعمر الله قاصمة الظهر‍
(أبن كثير التاريخ 6 /311 ، 313) ، وهكذا عبر العرب عن تمسكهم بحق شرعي أعطاه الله لهم في اختيار حاكمهم ، وقد رأوا أن ما تم في تأمير (أبي بكر) هو لون من ألوان الملك ، وإذا كانت هذه هي البداية ، فربما يورثها (أبو بكر) من بعده في مجاز سافر لولده "بكر" كناية عن نسله لولده بكر ، وهي صيغة الحكم التي خوفهم منها القرآن واستنكرها ب"إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها".
وأفصح الرأي السياسي المعارض عن موقفه بسحرية قبائل أسد وفزارة : "والله لا نبايع أبا الفصيل" تهويناً لشأن (أبي بكر ، وبكر) وتصغيراً لأن البكر هو ولد الناقة أما وليدها الصغير الحدث فهو الفصيل (الطبري 2 /48).
وهكذا عبر عرب الجزيرة عن رأيهم في تلك البيعة الفلتة وعن عدم خضوعهم لها ، فمنعوا الزكاة عن العاصمة وإن ظلوا على إسلامهم يرفعون الأذان في مساجدهم ويقيمونا لصلاة ويقرأون القرآن ويلتزمون أوامر الإسلام ونواهيه ، وهنا لا يمكن وضع أي اعتبار لروايات (سيف بن عمر) التي أخذ عنها كثير من الإخباريين عن كون مانعي الزكاة كانوا يتجهزون لغزو المدينة ، لما هو معلوم من كذب (سيف) واختراعاته ، وأن جميع كتاباته ما كانت إلا لتبرير المنتصر وتبخيس المعارض المهزوم والطعن عليه في دينه.
وأتخذ الخليفة قراره بقتال مانعي الزكاة ، وفيما يروى أبن كثير : (عمر بن الخطاب قال لأبي بكر : "علام تقاتل الناس وقد قال رسول الله : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها 6 /311). ومن الماوردي في الأحكام السلطانية نسمع رد أبي بكر على حجة عمر وهو يقول : والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لأقاتلنهم على منعها ، إن الزكاة حق المال ، والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة".
ووجه الكارثة التاريخية في هذه الأحداث الجسام أن مؤرخينا ، غفر الله لهم ، قد أطلقوا على جميع الحروب التي خاضتها جيوش أبي بكر ضد العرب اسم حروب الردة ، وأطلقوا على كل من خالفه (خارج المدينة ومعارضيه من الكبار من هاشميين وأمويين) لقب المرتدين ، خالطين بين أتباع سجاح ومسيلمة والعنسي من متنبئين انفصاليين ، وبين مسلمين محتجين بمنع الزكاة. ومن جانبهم يرى الشيعة أن تلك الحرب كانت سياسة لا دينا وأن أبا بكر كان يبغي بها إخضاع الجزيرة لسلطانه والاعتراف ببيعته ولو بالقوة ، كما فعل مع الممتنعين عن مبايعته بالعاصمة ، لكن القوة التي استخدمت خارج المدينة انفلت عقالها وارتكبت فيها مجازر بشعة كان فيها التنكيس في الآبار والإلقاء من شواهق الجبال والحرق بالنار ، وأن ما لم يكن واضحاً في مسألة البيعة والإمارة ، وهو ما وضح في رسائله "ومن أبي أمرت أن يقاتل على ذلك ثم لا يبقى على أحج منهم قدر عليه ، وأن يحرقهم بالنار ويقتلهم كل قتلة ، وأن يسبي النساء والذراري". وهي الفلتة الثانية التي استخدمها قواد أبي بكر أسوأ استخدام ، ولأغراض شخصية وانتهازية لا علاقة لها بدين ، ولم تبغ وجه الله ، كما سنرى الآن مع أفعال سيف الله المسلول ضد العرب المسلمين في الجزيرة.
كانت وجهة نظر الشيعة إذن هي أن حرب مانعي الزكاة كانت لإخضاع القبائل لسلطانه وتثبيتاً لإمارته ، لكن هناك وجهة نظر أخرى تقوم على رؤية خاصة بنا ومؤسسة على قراءة لعوامل قيام الدولة الإسلامية في جزيرة العرب في أعمال كبرى منشورة ، يمكنها أن تقدم تفسيراً وليس تبريراً لحروب أبي بكر خاصة ضد المتنبئين ، وليس مانعي الزكاة ، نؤجلها منعاً لقطع القراءة الحالية لمسألة الردة وكيف تم استثمارها انتهازياً منذ فجر التاريخ الإسلامي لأغراض أبعد ما أن تكون عن الدين ، وكيف طالت مسلمين أبرياء ولطخت تاريخنا الماضي ولم تزل تلطخ حاضرنا.
نقف هنا مع ما فعله (مالك بن نويرة) الشاعر الفارس المسلم كبير بني يربوع وشريفهم المقدم الذي استعمله النبي على صدقات قومه ، ولما مات النبي جمع صدقات قومه وفرقها في موضعها بين قومه ، وهو الأمر الجائز شرعاً ، وقال في ذلك شعره :
فقلت خذوا أموالكم غير خائف
ولا ناظر فيما يجئ به الغد
فإن قام بالدين المحوق قائم
أطعنا وقلنا الدين دين محمد
وهو شعر وضاح المعاني يشير إلى إيمان بالإسلام ليس فيه شك ، لكن بينما كان يرسل رسائله تجوب الفيافي شعراً ، كان (خالد بن الوليد) بجيشه يحط على مقربه من البطاح اليربوعية عند ديار أسد بن خزيمة ، ويرسل العيون لتعرف موقف اليرابعة من الإسلام في سرية فيها (ضرار بن الأزور) يحمل أوامر خالد ، وفيها أيضاً الصحابي الجليل (أبو قتادة) ، وتسللوا إلى ديار القوم وهم نيام فشعروا بهم وفزعوا ونهضوا يحملون سلاحهم ، وهنا نسمع إلى شهادة (أبي القتادة) وهو يروي بداية الأحداث المؤلمة قائلاً : (إنهم لما غشوا القوم ليلاً راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح. قال : فقلنا إنا المسلمون ، فقالوا : ونحن المسلمون ، قلنا فما بال السلاح معكم؟ فقالوا لنا : فما بال السلاح معكم؟ قلنا : فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح. قال : فوضعوها ثم صلينا وصلوا). لكن كانت مع (أبن الأزور) أوامر أخرى من (خالد بن الوليد) هي أن يأتي بهم مستسلمين أسرى مع نسائهم وذراريهم ففعلوا "فلما وضعوا السلاح ربطوا أسرى فجئ بهم إلى خالد".
وبدأ (أبو قتادة) يشعر بالانزعاج مما يرى ، والمسلمون مع سيدهم يقادون أسرى بعد الصلاة ، يتابع الموقف ويسمع (خالد) يتهم (مالك) بأنه من المرتدين ، وأن هناك من أبلغه بذلك ، لكن مالكاً ينكر مدللاً بصلاته وقومه وباستسلامهم وإلقائهم السلاح عندما عرفوا أن القادمين من مسلمي العاصمة ، مطمئناً إلى براءتهم أمام إخوانهم في الإيمان ، ويقول خالد : أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت ، ووقف دونه أبو قتادة وعبد الله بن عمر يشهدان له وعنه وينافحان (كنز العمال 3 /132) واليعقوبي في تاريخه 2/110).
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م