بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد إخوتي الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بكاته
إن كل أدلة القائلين بتحسين البدعة قد رد عليها العلماء بما يروي الغليل، و من بين الأدلة ما قلته يا عمر و وافقك عليه علاء الدين.
و عندي مؤاخذات على علاء الدين: فقد نهيت تسنيم من الإعتماد على تفسير واحد ثم أتيت بهذا الفعل فنقلت عن الطبري رحمه الله فقط و لم تنقل عن غيره, كما جئت بحديث مشكوك في صحته فلا يكفي ذكر الروات لإثبات حديث بل يجب ذكر قول العلماء في رجاله و في الحديث نفسه.
أما كلام الطبري فليس فيه ما يدل على أنه يقول بإستحسان ما ابتدعوه، و الشاهد في الاية هو قوله تعالى"فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم و كثير منهم فاسقون" فالثواب هنا حاصل لهم من أجل إيمانهم و ليس لبدعتهم كما فهمتم، و كما هو معلوم في مذهب أهل السنة أن المسلم له ثواب ايمانه و عقوبة معصيته، و إلا غير هذا فهو إما مذهب الخوارج(لا ينفع من العصية ايمان) أو مذهب المرجئة(لا تضر مع الإيمان معصية). و نعود لكلام الطبري قال"وقوله: {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} يقول تعالى ذكره: فأعطينا الذين آمنوا بالله ورسله من هؤلاء الذين ابتدعوا الرهبانية ثوابهم على ابتغائهم رضوان الله(لاحظ على إبتغائهم رضوان الله), وإيمانهم به وبرسوله في الأخرة"و أيضا من مذهب أهل السنة أنه ليس كل من إرتكب بدعة يسمى مبتدع، فقد يرتكبها تأويلا أو تقليدا أو غير ذلك، كما لا يمنعنا فعل إنسان أو عالم لأمر أن نحكم على ذلك الفعل أنه بدعة.
و هناك وجه آخر للرد هو أنه شرع غيرنا على قول من يقول أن "شرع غيرنا ليس شرعا لنا" أما من يقول أن "شرع غيرنا شرع لنا" فهم يقيدون هذه القاعدة بقولهم "ما لم يرد في شرعنا بخلافه" و في شرعنا لا توجد آية و لا حديث و لا حتى قول صحابي يمدح بدعة، بل كل ما ورد في البدع فهو ذم لها.
ستقول يا عمر أن ابن الخطاب رضي الله عنه قال "نعمة البدعة هذه" فأقول مرة أخرى قد أفاض العلماء في الرد و خلاصة ما قالوه أن عمر قصد المعنى اللغوي للبدعة(الذي هو الإختراع من غير مثال سابق) قد تقول أنى لهم ذلك و من أين فهموا قصده أقول لأن النبي صلى بالصحابة التراويح في رمضان ثم تركها مخافة ان تفرض علينا ففي خلافة عمر أحيى هذه السنة رضي الله عنه فما فعله أتى به النبي من قبله و حاشى الصحابة ان يحدثوا في الدين ما ليس منه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
|