مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-08-2001, 05:08 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post التعقيب على موضوع ( الامامة )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المسألة الأولى : الأدلة العقلية والمنطقية :

الاستدلال بالعقل أو بالمنطق سواء على أهمية مسألة " الامامة " وضروريتها أو على أن الشارع لم يترك مسألة الخلافة من دون بيان، أو على أن الشارع قد عالج مسألة الخلافة بتعيين الامام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطأ، وذلك للأسباب التالية:

أولا- العقل أو الفكر هو نقل الواقع الى الدماغ بواسطة الحواس ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع، فالعملية الفكرية لا يمكن أن توجد إلا إذا توفرت أربعة شروط هي : الدماغ الصالح للربط، الحواس، الواقع الذي يراد التفكير فيه، والمعلومات السابقة التي يفسر بواسطتها الواقع . فإذا نقص عنصر واحد من هذه العناصر الأربعة لا يمكن اجراء العملية الفكرية، من هنا كان التفكير في غير الواقع المحسوس ليس فكرا ولا تفكيرا وانما هو تخيل وأوهام. فالعقل مجردا عن النصوص الشرعية لا يستطيع أن يدرك ان كانت الامامة ضرورة شرعية أم لا كما لا يستطيع أن يدرك ان كان الله تعالى سيعين الخليفة تعيينا أم سيوكل هذه المهمة للمسلمين أنفسهم أو أنه سيضع حلولا أخرى. وكل محاولة للتنبأ بما في علم الله تعالى أو بما يريده الله أو بما لا يريده من دون أن يخبرنا الله تعالى بذلك هي مجرد عملية تخيل لا أكثر ولا أقل فلا يعول عليها ولا يصح الاستناد إليها .

ثانيا- قال الله تعالى : { لا تدركه الأبصار } { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } { ليس كمثله شيء } ، فلا يصح أن نقيس الغائب على الشاهد أي لا يصح أن نقيس الله تعالى على الانسان ، فعقل الانسان محدود ولا يستطيع أن يدرك غير المحدود، ولا يصح قياس غير المحدود على المحدود، فما تراه عقولنا واجبا أو تقصيرا إنما هو بناء على قوانين هذا العالم فلا يصح أن نخضعه جلّ وعلا شأنه لهذه القوانين وهو الذي خلق العالم، وهو الذي يديره حسب هذه القوانين التي جعلها له. وعليه فلا يصح أن نقول يجب على الله تعالى أن يفعل كذا ، أو أن نقول إذا لم يفعل كذا يكون مقصرا، كقولك بتقصير الله سبحانه وتعالى ان ترك بيان من يكون الخليفة من بعد الرسول، قال تعالى { لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون }.


ثانيا- تتفاوت العقول في فهم المعالجات ، فكما يمكن أن يتصور العقل معالجة مسألة خلافة الرسول في الحكم بتعيينه من قبل الشارع يمكن أن يتصورها بجعل الأمر للمسلمين يختارون من بينهم من يرضونه خليفة، أو بتشكيل مجلس دائم لاختيار الخليفة، أو بغير ذلك من الحلول والمعالجات ممكنة التطبيق عقلا وفعلا. فلا يستطيع العقل أن يوجب معالجة بعينها على الله تعالى . فالايجاب العقلي للتعيين خطأ من هذه الناحية أيضا.

ثالثا- وأما القول بالاستخلاف بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم قياسا على استخلافه لبعض اصحابه على المدينة أثناء غيابه عنها لبينما يرجع من غزواته فليس هو قياسا شرعيا وانما هو قياس عقلي وادراك منطقي ، والقياس العقلي خطأ ولا يجوز. وأما أنه ليس قياسا شرعيا فذلك لعدم وجود العلة الشرعية أي العلة التي يدل عليها الدليل الشرعي. وليس مجرد وجود شبه يعني وجود علة شرعية، والقياس بمجرد وجود الشبه أو بمجرد وجود جامع مشترك في أمر هو القياس العقلي والادراك المنطقي وهو ما لا يجوز شرعا. وأيضا الحكم في الفرع " المقيس " ليس مماثلا للحكم في الأصل " المقيس عليه " لا في عينه ولا في جنسه، فالمقيس عليه استخلاف على المدينة فقط، والعمل به يكون في أثناء حياته صلى الله عليه وسلم فقط بل لبينما يرجع من غزواته، وهو أي استخلاف غيره على المدينة عمل من أعمال الحكم مما هو من صلاحيات رئيس الدولة ولا يلزم به من يأتي بعده، وأما المقيس فاستخلاف في رئاسة الدولة أي رئاسة عامة لجميع المسلمين ، وهو استخلاف بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو تشريع للمسلمين أي وحي من الله تعالى يلزم به جميع المسلمين لأن التعيين يكون هو بيان كيفية تنصيب الخليفة من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . لكن حتى لو كانت العلة الشرعية موجودة وحتى لو تماثل الحكمين فإن وجود نص شرعي في حكم المقيس يمنع من القياس، فإذا وجد نص شرعي في الفرع أي في المقيس فلا محل للقياس، فالقياس يعمل به حين لا يوجد نص، ولم يقل أحد بعدم وجود نص شرعي يبين كيفية تنصيب الخليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وانما الخلاف حاصل في فهم هذه الكيفية ، وأنت نفسك تقول بوجود نص بل نصوص في التعيين، وغيرك يقول بوجود النصوص الدالة على أن كيفية تعيين الخليفة هي البيعة .
وأما أن القياس العقلي خطأ ولا يجوز فذلك لأن الأخذ بالادراك المنطقي يقتضي التسوية بين المتماثلات في أحكامها ولذلك يجعل القياس موجودا بين كل أمرين بينهما وجه شبه ، ولكن الشرع كثيرا ما فرق بين المتماثلات أي جعل للمتماثلات احكاما مختلفة ، كما أنه كثيرا ما جمع بين المختلفات أي جعل للمختلفات أحكاما واحدة ، وأيضا أثبت الشارع أحكاما لا مجال للعقل فيها. أما التفريق بين المتماثلات فمثاله أن الشارع قد أوجب غسل الثوب من بول الصبية الأنثى والرش من بول الصبي الغلام وأوجب الصوم على الحائض دون الصلاة ، وجعل عدة المطلقة ثلاثة قروء وعدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام مع استواء حال الرحم فيهما . فهذه أحكام تتشابه في أمر ويوجد فيها جامع فجاء الشارع وجعل لكل منهما حكما غير حكم الآخر ، مما يدل على أن مجرد وجود الجامع في أمر لا يكفي في للقياس، بل لا بد أن يكون هذا الجامع علة شرعية قد نص عليها الشرع . وأما قيام الشارع بالجمع بين المختلفات فمثاله الجمع بين الماء والتراب في جواز الطهارة مع أن الماء ينظف والتراب يشوه، وجعل الضمان واجبا على من قتل حيوانا أو طيرا في الصيد سواء أكان قتل الصيد عمدا أو خطأ مع أن هناك فرقا بين قتل الخطأ وقتل العمد، وجعل القتل عقوبة للمرتد وعقوبة للزاني المحصن وان اختلفت كيفيته مع أن هناك فرقا بين عمل كل منهما. وأما الأحكام التي لا مجال للعقل فيها فمثاله أن الشرع قد أوجب التعفف أي غض البصر بالنسبة إلى الحرة الشوهاء شعرها وبشرتها مع أن الطبع لا يميل إليها ، ولم يوجب غض البصر بالنسبة إلى الأمة الحسناء التي يميل إليها الطبع. وأيضا فقد أوجب الله تعالى القطع في سرقة القليل دون الغصب الكثير ، وشرط في شهادة الزنا أربعة رجال واكتفى بشاهدة القتل باثنين مع أن القتل أغلظ من الزنا، وأوجب الزكاة في الذهب والفضة ولم يشرعها في الماس والياقوت وغيرهما من المعادن النفيسة ، واحل البيع وحرم الربا مع أن كلا منهما بيع وهما متماثلان ، ونهى عن تقديس الأحجار وأمر بتقبيل الحجر الأسود ، وغير ذلك كثير. فلو جعل للعقل أن يفهم من مجموع الشرع علة ، أو يفهم من ظاهر النص علة، أو يفهم من مجرد التماثل بين حكمين وجود القياس بينهما لحرم كثيرا مما أباحه الله وأحل كثيرا مما حرمه الله ، ولذلك لا يجوز أن يحصل القياس إلا في علة ورد النص بها ، ولهذا يقول سيدنا عليّ رضي الله عنه : ( لو كان الدين يؤخذ قياسا لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره ) وفي رواية : ( لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخفين أحقَّ بالمسح من ظاهرهما ، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهرهما ).

لجميع هذه الأسباب كان من الخطأ أن تستدل بالعقل أو بالمنطق على ضرورة وجود نص بتعيين الخليفة. على أن الاستعانة بالمنطق لأجل إثبات صحة رأي معين يعتبر دليلا أو مؤشرا إما على افتقار ذلك الرأي إلى الدليل الشرعي أو على ضعف دلالة الدليل الشرعي عليه وإلا فيجب أن يُصار الى الدليل الشرعي نفسه مباشرة دون الحاجة إلى المقدمات المنطقية . فإذا كان الشارع قد عيّن الخليفة من بعد الرسول فيجب أن يؤتى بنص التعيين، فلا حاجة لوضع مقدمات منطقية لأجل اثبات ضرورة وجود نص في التعيين . فالاتيان بنص التعيين يكون هو الدليل على وجوده، وتكون دلالة النص على تعيين الشخص المعين كخليفة من بعد الرسول هي الدليل على تعيينه.

وبناء عليه فإن الدليل سواء على أن الشارع اعتبر الامامة ضرورة شرعية أو على أن الشارع لم يترك مسألة الخلافة من دون بيان أو على ماهية هذا البيان إنما هو الأدلة الشرعية وليس المنطق أو العقل. وقد دل الكتاب والسنة واجماع الصحابة رضوان الله عليهم على أن تنصيب خليفة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم واجب شرعي ، واجماع الصحابة يعتبر دليلا شرعيا كالكتاب والسنة والقياس ، فكونهم أجمعوا على تنصيب امام بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يعتبر دليلا شرعيا على وجوب تنصيب الامام وليس هو دليلا عقليا. والأدلة من الكتاب والسنة واجماع الصحابة دلت أيضا على كيفية معالجة الشارع لموضوع الخلافة. فالأدلة الشرعية لا العقلية ولا المنطق هي الدليل على أن الشارع لم يترك مسألة الخلافة من دون بيان وهي نفسها الدليل على الكيفية التي عيّنها الشارع في تنصيب الامام .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #2  
قديم 09-08-2001, 01:59 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

أخي العزيز أسعد الأسعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم ترد على سؤالي حول طريقة النقاش التي تفضل أن نتبعها ، كما لم تناقش تعقيبي على المسألة الأولى، لذلك أستكمل ان شاء الله تعالى التعقيب على جميع المسائل المتعلقة بموضوع " الامامة " .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #3  
قديم 09-08-2001, 02:02 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

المسألة الثانية :
مناقشة النصوص التي أوردها من يقولون أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد عين شخصا معينا للخلافة .
وهذه المناقشة منقولة نقلا حرفيا عن بحث بعنوان ( لم يعين الشرع شخصا معينا للخلافة ).
وهذا البحث يناقش ثلاث مسائل :

الأولى : امتناع ورود نص معين على تعيين شخص معين للخلافة.

الثانية : النصوص التي اوردها من يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلف أبا بكر الصديق رضي الله عنه.

الثالثة : النصوص التي اوردها من يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلف عليا بن ابي طالب رضي الله عنه .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #4  
قديم 09-08-2001, 02:05 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

" القول بان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عيَّن شخصا معينا يكون خليفة بعده يناقض نصوص الشريعة . والقول بان الرسول عليه السلام عيَّن الاشخاص الذين يكونون خلفاء بعده الى يوم القيامة ، اكثر مناقضة لنصوص الاسلام .
اما بطلان كون الرسول عين شخصا للخلافة بعده فانه ظاهر من عدة وجوه :

اولا- انه يتناقض مع البيعة، لان تعيين الشخص، يعني تعريف المسلمين من يكون الخليفة عليهم، وبذلك يكون الخليفة معلوما، فلم تبق الحاجة لتشريع البيعة. لان البيعة هي الطريقة لنصب الخليفة، فاذا عيّن سلفا لم تبق حاجة لبيان طريقة نصبه، لانه نصب بالفعل. ولا يقال ان البيعة هي اعطاء الطاعة لهذا الخليفة، لان الشرع نص على طاعة الخليفة وأولي الامر بنصوص أخرى كثيرة وهي غير نص البيعة. فالطاعة طلبت من المسلمين طابا صريحا . اما البيعة فقد طلبت من المسلمين طلبا آخر لا على اعتبارها طاعة، وان كانت النصوص تتضمن معنى الطاعة، ولكنها طلبت على اعتبار انها عقد للخلافة، ومعناها في جميع الاحاديث التي وردت فيها، هو اعطاء الرئاسة لمن يُبايع، والاستعداد للانقياد لهذه الرئاسة، وليس معناها الطاعة . فاشتراط البيعة لنصب الخليفة يناقض تعيين الرسول لشخص معين ان يكون خليفة من بعده.
على ان الفاظ البيعة التي جاءت في الاحاديث الصحيحة جاءت عامة ولم تخصص باشخاص، ومطلقة ولم تقيد بأي قيد، ولو كانت تعني بيعة شخص معيّن لما كانت عامة ومطلقة. فالاحاديث لفظها ( من مات وليس في عنقه بيعة ) ( من بايع اماما ) ( ورجل بايع اماما ) فالقول بأن الرسول نص على شخصمعين يكون خليفة بعده ينقضه ويبطله عموم البيعة واطلاقها.
ولا يقال ان هذا يعني ان البيعة هي عين نصب الخليفة مع ان نصب الخليفة غير البيعة، فلا بد ان ينصب الخليفة اولا ثم يبايع. لا يقال ذلك لان كون البيعة طريقة لنصب الخليفة لا يعني انها عين نصبه. ولا يقال انه لا بد ان ينصب الخليفة اولاً ويعرف نصبَه ثم يبايع ، لا يقال ذلك لان هذا يعني ان هناك طريقة اخرى لنصب الخليفة، وان البيعة هي مجرد اعطاء الطاعة، مع ان احاديث البيعة كلها تدل على انها طريقة النصب للخليفة وليست هناك طريقة غيرها. انظر قوله عليه السلام ( من مات وليس في عنقه بيعة ) فانها صريحة في انها تعني من مات ولم ينصب له امام ببيعة، ولا تعني مطلقا من مات ولم يطع اماما. وهذا يدل على ان البيعة في هذا الحديث تعني طريقة نصب الخليفة ولا تعني الطاعة وحدها. وانظر قوله عليه السلام ( اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الاخر منهما ) فانه صريح بانه اذا نُصب خليفتان فاقتلوا الاخر منهما. وهكذا جميع احاديث البيعة صريحة في انها طريقة نصب الخليفة . واحاديث البيعة تدل على انها لا تعني الطاعة فقط ولا الطاعة مطلقا وانما تعني الانقياد لمن ينصب خليفة، مع معناها الذي هو طريقة نصب الخليفة. وفوق ذلك فانه لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اي حديث رواية ودراية يبين طريقة لنصب الخليفة غير البيعة مطلقا.

ثانيا- وردت احاديث من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تدل على انه سيكون نزاع بين الناس على الخلافة وتسابق عليها، فلو كان هنالك نص من الرسول على شخص لما كان هناك نزاع مع وجود النص، او لنص الرسول ان اناسا سينازعون هذا الشخص. ولكن النصوص جاءت بان النزاع يكون بين الناس مع بعضهم، وبين طريقة فض هذا النزاع والحسم في موضوع الخلافة. فقد روى مسلم في صحيحه قال : حدثني وهب بن يقية الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله الجريري عن ابي نضرة عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) وروى مسلم في صحيحه قال حدثنا زهير بن حرب واسحق بن ابراهيم قال اسحق اخبرنا وقال زهير حدثنا جرير عن الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فاذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست اليه فقال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا ... اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم الى ان قال : ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) . وروى مسلم في صحيحه قال : حدثنا محمد بن بشاء حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن ابي حازم قال قاعدت ابا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الاول فالاول ) وروى مسلم في صحيحه قال : حدثني عثمان بن ابي شيبة حدثنا يونس بن ابي يعفور عن ابيه عن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم او جماعتكم فاقتلوه ) وهذا معناه ان الخلافة حق لجميع المسلمين ، ولكل واحد ان ينازع عليها. وهذا يناقض كون الرسول يعين شخصا معينا يكون خليفة بعده .

ثالثا- ان الاحاديث التي وردت فيها كلمة امام بمعنى خليفة، وردت هذه الكلمة نكرة ، وحين وردت معرفة ، جاءت اما معرفة بأل التي للجنس واما معرفة بالاضافة بلفظ الجمع. ففي الامكنة التي جاءت فيها معرفة بأل، جاءت فيها أل الجنس بدليل سياق الجملة . فالرسول يقول ( من بايع اماما ) ( قام الى امام جائر ) ( يكون بعدي أئمة ) ويقول ( فالامام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ) انما الامام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به ) ويقول ( لأئمة المسلمين ) ( خيار ائمتكم ) ( شرار ائمتكم ) وهذا كله يدل على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبهم من يكون خليفة ولم يعيّنه، وهو صريح في دلالته على ان الرسول لم يعين شخصا معينا للخلافة، بل جعلها حقا لجميع المسلمين. واذا أضيف اليها ان بعض النصوص وردت بصيغة الجمع ، كان ذلك نصا في نفي امامة شخص معين.

رابعا- ان الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا على الاشخاص الذين كانوا في ايامهم من يكون خليفة منهم. وهذا الاختلاف على الاشخاص دليل على ان الرسول لم يعين شخصا معينا للخلافة . ومن الاشخاص الذين اختلفوا ، الاشخاص الذين يقال ان الرسول نص على خلافتهم، وهما : ابو بكر وعلي . ومع اختلافهم لم يحتج أي واحد منهم بان هناك نصا من الرسول على ان الخلافة له ، ولم يحتج احد من الصحابة عموما بوجود نص على اشخاص، فلو كان هنالك نص لاحتجوا به، فعدم احتجاجهم بأي نص معناه انه لا يوجد نص على شخص معيَّن للخلافة. ولا يقال انه يوجد نص ولكن لم يبلغهم وعرف من بعدهم، لان ديننا اخذناه عن الصحابة فهم الذين نقلوا الينا القرآن، وهم الذين رووا لنا الحديث. فاذا لم يرد النص – اي نص- عن الصحابة فانه لا يعتبر ولا بوجه من الوجوه . فما جاء عنهم اخذناه وما لم يأت عنهم ضربنا به عرض الحائط. وفي مسألة النص على خليفة بعد الرسول ، نجد الصحابة جميعهم دون استثناء بما فيهم ابو بكر وعلي متفقين على عدم وجود اي نص على شخص معيَّن للخلافة، لعدم ذكرهم لذلك ، مع وجود دواعي القول ولزوم ذكر النص لو كان. فدل ذلك على بطلان كون الرسول عيَّن شخصا للخلافة . ولا يقال ان عدم ذكر النص كان حرصا على جمع كلمة المسلمين فان هذا يعني كتمان حكم من احكام الله وعدم تبليغه في الوقت الذي كانت الحاجة ماسة اليه. لا سيما وهو في امر من اعظم امور المسلمين . وهذا الكتمان لدين الله مما لا يجوز ان يصدر من صحابة رسول الله .

خامسا- وردت نصوص صريحة على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف احدا ، بمعنى انه لم ينص على ان يكون شخص معين خليفة بعده. فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قيل لعمر الا تستخلف ؟ قال ( ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني ابو بكر، وان اترك فقد ترك من هو خير مني، رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وروى مسلم عن ابن عمر ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ( ان الله عز وجل يحفظ دينه واني لئن لا استخلف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وان استخلف فان ابا بكر قد استخلف ) . فهذا نص على ان الرسول لم يستخلف. ولا يقال ان هذا رأي لعمر ، فان الصحابي اذا قال : فعل رسول الله كذا، ولم يفعل كذا ، او كنا في عهده كذا، او كان في عهده كذا ، يكون هذا حديثا يحتج به ولا يكون قول صحابي. على ان عمر قال ذلك على مرأى ومسمع من الصحابة، وعلي رضي الله عنه كان، وبلغه هذا القول فلم ينكر على عمر منكر، مما يدل على موافقتهم على ما رواه عمر.

هذا من حيث امتناع ورود نص معين على تعيين شخص معين للخلافة، اما من حيث النصوص التي اوردها من يقولون ان هناك نصا على شخص معين، فان هذه النصوص ، منها ما اوردوه للدلالة على استخلاف الرسول لابي بكر لان يكون خليفة بعده، ومنها ما اوردوه للدلالة على استخلاف علي لان يكون خليفة بعده. ولا بد من ايرادها وبيان ما فيها .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #5  
قديم 09-08-2001, 08:27 AM
كوكتيل كوكتيل غير متصل
ديـنـاصـور الـخـيـمـة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
الإقامة: فوق الثراء
المشاركات: 11,627
Post

<FONT FACE="DECOTYPE THULUTH" SIZE="5"><FONT COLOR="#00007F">

...... السلام عليكم

الاخ الفاضـــل صالح عبد الرحمـــــــن

بارك الله فيك .. وزادك من نور علمه
وجزاك الله الخير كله

[ 09-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: كوكتيل ]
  #6  
قديم 09-08-2001, 03:48 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

أخي الكريم كوكتيل
ذكرتني كلماتك الطيبة بهذا الدعاء :
( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما . الحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال اهل النار ).
وهذا دعاء آخر :
( اللهم اغنني بالعلم وزيني بالحلم وأكرمني بالتقوى وجملني بالعافية ).
اللهم آمين وجزاك الله أخي كل خير.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #7  
قديم 09-08-2001, 03:51 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

تتمة البحث...

اما النصوص التي اوردها الذين يقولون ان الرسول استخلف ابا بكر فهي قسمان: قسم مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ابا بكر، وليس فيها اي شيء يدل على انه استخلفه. وقسم استنبط منها بعضهم استنباطا ان الرسول استخلف ابا بكر. واستنبط آخرون انه رشحه للخلافة.

اما القسم الاول الذي مدح فيه الرسول ابا بكر ، فانا نورد نموذجا منها بذكر بعضها، وكلها لا تخرج عن معنى المدح .
روى البخاري عن ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ان من أمَنَّ الناس علي في صحبته وماله ابا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت ابا بكر، ولكن اخوة الاسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب الا سُدّ ، الا باب ابي بكر ). وقد روى هذا الحديث مسلم ايضا بالفاظ غير هذه الالفاظ ، ولكنها قريبة منها. وهذا الحديث لا شيء فيه يجعل المرء يقول انه استخلاف لابي بكر، وكل ما فيه انه مدح لابي بكر من الرسول. والرسول صلى الله عليه وآله وسلم مدح كثيرا من الصحابة باسمائهم. فقد وردت احاديث في مدح عمر وعثمان وعلي وسعد بن ابي وقاص وطلحة والزبير وابي عبيدة بن الجراح والحسن والحسين رضي الله عنهما، وزيد بن حارثة واسامة بن زيد وعبد الله بن جعفر وخديجة وعائشة وفاطمة بنت النبي عليه السلام وام سلمة وبلال وغيرهم. فمجرد المدح لا يدل على الاستخلاف ولا بوجه من الوجوه .

اما الاحاديث التي استنبط منها بعضهم خلافة ابي بكر، فانها اربعة احاديث نوردها ونبين ما في كل منها . وهذه الاحاديث هي :

اولا- روى البخاري عن القاسم بن محمد قال : ( قالت عائشة رضي الله عنها : وارأساه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذاك لو كان وانا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت عائشة : واثكلياه ، والله اني لاظنك تحب موتي ، ولو كان ذاك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل انا وارأساه، لقد هممت او أردت ان ارسل الى ابي بكر وابنه فأعهد ان يقول القائلون او يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون او يدفع الله ويأبى المؤمنون ) . وروى مسلم هذا الحديث عن عائشة بلفظ قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ( ادعي لي ابا بكر اباك واخاك حتى اكتب كتابا فاني اخاف ان يتمنى متمن ويقول قائل انا اولى، ويأبى الله والمؤمنون الا أبا بكر ).

ثانيا- روى البخاري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه قال : اتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها ان ترجع اليه، قالت يا رسول الله ارأيت ان جئت ولم اجدك – كأنها تريد الموت- قال : فان لم تجديني فأتي ابا بكر ) وروى مسلم هذا الحديث عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه بلفظ ( ان امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فأمرها ان ترجع اليه ، فقالت يا رسول الله ارأيت ان جئت فلم اجدك – قال ابي كانها تعني الموت – قال فان لم تجديني فأتي ابا بكر ).

ثالثا- روى البخاري عن عائشة ام المؤمنين ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا ابا بكر يصلي بالناس ، قالت عائشة : قلت ان ابا بكر اذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل، فقال مروا ابا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولي ان ابا بكر اذا قام في مقامك لم يسمع الناس، ففعلت حفصة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكن صواحب يوسف، مروا ابا بكر فليصل بالناس، فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لاصيب منك خيرا ).

رابعا- روى مسلم عن ابي مليكة ( سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف ؟ قالت : ابو بكر ن فقيل لها : ثم من بعد ابي بكر ؟ قالت عمر . ثم قيل لها من بعد عمر ؟ قالت : ابو عبيدة بن الجراح . ثم انتهت الى هذا ).
وهذه الاحاديث كلها لا تصلح دليلا على استخلاف الرسول لابي بكر.

اما الحديث الاول فيرد لسببين ، احدهما ان الرسول يقول ( هممت واردت ) ولكنه لم يفعل ، فلا يكون دليلا لان الدليل هو قول الرسول وفعله وسكوته، اما ما عدا ذلك فلا يعتبر دليلا شرعيا . وثانيهما ان عائشة هي بنت ابي بكر، ولو كان هذا الحديث موجودا لعلمه ابو بكر ولاحتج به حين ذهب الى السقيفة يناقش الانصار حين اجتمعوا لبيعة خليفة منهم . وعليه فان هذا الحديث مردود ولا يصلح دليلا على استخلاف ابي بكر .

واما الحديث الثاني فلا يدل على استخلاف ابي بكر، لان المرأة قالت : ولم أجدك، فيصدق انها لا تجده لغيابه في غزوة من الغزوات، او في شأن من الشؤون، ولا يوجد فيه ما يدل على انها تريد من قولها ولم اجدك بان تكون قد مت. وما جاء في الحديث من قوله " كأنها تريد الموت " هو قول لجبير وفهم له. فأمرُ الرسول لها ان تذهب لابي بكر اذا جاءت ولم تجده، لا دلالة فيه على استخلاف ابي بكر في الخلافة بعد الرسول . على انه لو فرض انها تريد الموت فانه كذلك لا يعني انه لهذا القول عين ابا بكر ليكون خليفة بعده.

واما الحديث الثالث فهو استخلاف في الصلاة ليس غير، والاستخلاف في الصلاة لا يدل على الاستخلاف في الحكم. واما قولهم رضيه رسول الله لامر ديننا ، أفلا نرضاه لامر دنيانا، هو فهم لهم، وهو فهم خاطىء ، لان هناك فرقا شاسعا بين الصلاة وبين الحكم. فليس كل من يصلح لان يكون اماما في الصلاة يصلح لان يكون اماما في الحكم . على ان النص خاص بالصلاة ، فلا يشمل غيرها، ولا يصح ان يحمل على غيرها لخصوصية النص .

واما الحديث الرابع فانه لا يعتبر حديثا ، لانه لم يسند الى الرسول بشيء، وانما هو رأي لعائشة . ورأي الصحابة لا يحتج به ولا يعتبر دليلا شرعيا، ولذلك يرد لانه ليس بحديث ولا قيمة له في الاحكام الشرعية .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #8  
قديم 09-08-2001, 03:52 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

اما الاحاديث التي اوردها الذين يقولون ان الرسول استخلف عليا فهي ثلاثة اقسام : قسم مدح فيه الرسول سيدنا عليا رضي الله عنه، وقسم استنبط منها بعضهم استنباطا ان الرسول استخلف عليا، وقسم ورد فيها عند المحتجين نص صريح ان الرسول استخلف عليا .

اما القسم الاول الذي مدح فيه الرسول عليا ، فانا نورد نموذجا منها بذكر بعض الاحاديث، والباقي لا يخرج عن معنى المدح .
روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لاعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، قال فبات الناس ليلتهم يدوكون ليلتهم ايهم يعطاها. فلما اصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها ، فقال : اين علي بن ابي طالب ؟ فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله ، قال فارسلوا اليه فأتوني به، فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ). وروى مسلم هذا الحديث عن ابي هريرة بلفظ ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لاعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه. قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الامارة الا يومئذ . قال فتساورت لها رجاء ان ادعى لها، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب فاعطاه اياها ). وروى البخاري في باب مناقب علي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ( انت مني وانا منك ). وروى مسلم عن عامر بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه ، قال : امر معاوية بن ابي سفيان سعدا، فقال ما منعك ان تسب أبا التراب ؟ فقال : اما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه، لان تكون لي واحدة منهن احب الي من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى ، الا انه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به ارمد، فبصق في عينيه ودفع الراية اليه، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية { فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : ( اللهم هؤلاء اهلي ). وروى مسلم عن سهل بن سعد قال : ( استعمل على المدينة رجل من آل مروان ، قال فدعا سهل بن سعد ، فأمره ان يشتم عليا ، قال فأبى سهل، فقال له اما اذا أبيت فقل لعن الله ابا التراب ، فقال سهل : ما كان لعلي اسم احب اليه من ابي التراب وان كان ليفرح اذا دعي بها. فقال له اخبرنا عن قصته لمَ سُميَ ابا تراب قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد عليا في البيت فقال : اين ابن عمك ؟ فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقِل عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان انظر اين هو، فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه ويقول : ( قم ابا التراب قم ابا التراب ). وروى مسلم عن عدي بن ثابت عن زرقال ، قال علي ( والذب فلق الحب وبرأ النسمة انه لعهد النبي الامي صلى الله عليه وسلم اليّ ان لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق ).
فهذه الاحاديث لا شيء فيها يجعل المرء يقول ان الرسول استخلف عليا ان يكون خليفة بعده. فحديث خيبر مدح فيه الرسول عليا. وقول الرسول لعلي ( أنت مني وانا منك ) مدح من الرسول لعلي . وحديث سعد فيه ( اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى ) وسيأتي الكلام عليه في القسم الثاني من احاديث هذا الموضوع. وفيه حديث خيبر وهو مدح، وفيه ان عليا وفاطمة وحسنا وحسينا اهله وهو مدح ، وحديث سهل بن سعد مدح . والرسول صلى الله عليه وسلم كما مدح سيدنا عليا مدح غيره من الصحابة . ومدح الرسول لشخص لا يدل على استخلافه ولا بوجه من الوجوه .
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #9  
قديم 10-08-2001, 12:34 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

أما القسم الثاني من الأحاديث وهي التي استنبط منها بعضهم أن الرسول نص على أن يكون علي خليفة بعده، فإنها تتلخص في أربعة نصوص هي :

1- روى البخاري عن مصعب بن سعد عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك واستخلف عليا وقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال الا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ؟ الا انه ليس نبي بعدي ".
وروى مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي " أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا انه لا نبي بعدي ". وروى مسلم عن إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لعلي " اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى " .
وروى البخاري عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي " اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى " .
وروى ابن اسحق قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب رضوان الله عليه على اهله ، وأمره بالاقامة فيهم فأرجف به المنافقون، وقالوا : ما خلفه إلا استثقالا وتخففا منه، فلما قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف فقال: يا نبي الله ، زعم المنافقون أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني فقال " كذبوا، و لكنني خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي " فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سفره ".
وذكر السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتاب ( المراجعات ) ما نصه " حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي انه يحل لك في المسجد ما يحل لي وانك مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي ".


2- روى مسلم عن يزيد بن حيان قال انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا ابن اخي، والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بما يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد الا ايها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم ".
وذكر السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه ( المراجعات ) هذا الحديث بالرواية الآتية " أخرج الطبراني بسند مجمع على صحته عن زيد بن أرقم قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير خم، تحت شجرات فقال : أيها الناس يوشك أن أدعى فاجيب واني مسؤول وانكم مسؤولون، فماذا انتم قائلون ؟ قالوا نشهد انك قد بلغت وجاهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا. فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله ، وان جنته حق وان ناره حق، وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت، وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ؟ قالوا بلى نشهد بذلك . قال : اللهم اشهد . ثم قال : يا أيها الناس ان الله مولاي ، وانا مولى المؤمنين، وانا أولى بهم من أنفسهم ، من كنت مولاه فهذا مولاه – يعني عليا- اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ثم قال : يا أيها الناس اني فرطكم وانكم واردون علي الحوض، حوض اعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد من النجوم، قدحان من الفضة ، واني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سبب طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض ". انتهى ما ذكره السيد عبد الحسين شرف الدين.
وقال الشيخ عبد الحسين أحمد الاميني النجفي في كتابه ( الغدير ) ما نصه : " فلما قضى مناسكه – اي النبي صلى الله عليه وسلم – وانصرف راجعا الى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات ووصل الى غدير خم من لجحفه التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل اليه جبرائيل الامين عن الله بقوله { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } الآية . وامره ان يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل واحد، وكان اوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله ان يُرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام ان لا ينزل تحتهن احد. حتى اذا أخذ القوم منازلهم فقمّ ما تحتهن حتى اذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد اليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء وظُلّل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من صلاته قام خطيبا وسط القوم على اقتاب الابل واسمع الجميع رافعا عقيرته فقال : الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا الذي لا هادي لمن ضل ولا مضل لمن هدى، واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، أما بعد : ايها الناس قد نباني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي الا مثل نصف عمر الذي قبله ، واني اوشك ان ادعى فأجيب ، واني مسؤول وانتم مسؤولون فماذا انتم قائلون ؟ قالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا. قال : ألستم تشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، وان جنته حق وناره حق وان الموت حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ؟ قالوا بلى نشهد بذلك . قال : اللهم اشهد . ثم قال : ايها الناس الا تسمعون ؟ قالوا نعم . قال فاني فَرَط على الحوض وانتم واردون علي الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه اقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم اخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم اجمعون فقال : ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين من انفسهم ؟ قالوا الله ورسوله اعلم، قال : ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ احمد امام الحنابلة اربع مرات، ثم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه، وابغض من ابغضه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث دار، الا فليبلغ الشاهد الغائب ".


3- من يقولون أن الرسول نص على علي للخلافة، يروون في كتبهم احاديث. وهذه الأحاديث لا نجعل محل البحث فيها موضوع روايتها مع انه لم يروها الشيخان البخاري ومسلم وليست مروية من طريق الثقات واكثرها من الاحاديث الموضوعة ، لا نجعل محل البحث موضوع روايتها، حتى لا يقولوا ان هذه الاحاديث لم يروها الثقات عندكم وقد رواها الثقات عندنا وان من صح عنده الحديث له ان يحتج به، نعم لا نجعل ذلك موضع بحث وانما نجعل محل البحث النصوص نفسها حسبما وردت في رواياتهم . هذه النصوص التي يستنبطون منها ان الرسول قد استخلف عليا ليكون خليفة من بعده. وهذه الاحاديث يقولون لها احاديث الولاية، نورد قسما منها والباقي هو في نفس المعنى بل في نفس الالفاظ .

أ- أخرج أبو داود الطياليسي بالاسناد الى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب " أنت ولي كل مؤمن بعدي " .

ب- وجاء في كنز العمال عن عمران بن حصين إذ قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فاصطفى لنفسه من الخمس جارية ، فانكروا ذلك عليه، وتعاقد أربع منهم على شكايته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قدموا قام أحد الأربعة فقال : يا رسول ، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. وقام الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه. وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه ، فأعرض عنه. وقام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والغضب يبصر في وجهه فقال ما تريدون من علي ؟ ان عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " .

ج- وفي حديث طويل عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ".

د- وفي كنز العمال عن وهب بن حمزة قال : سافرت مع علي فرأيت منه جفاء، فقلت لئن رجعت لاشكونه. فرجعت فذكرت عليا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنلت منه فقال " لا تقولن هذا لعلي فانه وليكم بعدي ".

ه- وفي كنز العمال عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا بعدي وليوال وليه ".

و- في منتخب الكنز عن زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي وهي جنة الخلد، فليتول عليا وذريته من بعدي، فانهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم باب ضلالة ".

ز- في كنز العمال عن عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن ابي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ".

ح- وفي الكنز أيضا عن عمار مرفوعا " اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب، فان ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله تعالى ".


4- هناك أحاديث يرويها الذين يقولون أن الرسول نص على الخلافة لعلي . وهذه الاحاديث لم يروها احد من الثقات، واكثرها من الاحاديث الموضوعة. ونوردها لا لنبحثها من ناحية روايتها حتى لا يدعى انها صحيحة عند من رواها وانما نوردها لنجعل محل بحثها النصوص التي اوردوها حسب ما وردت في رواباتهم . وهذه الاحاديث تتضمن مؤآخاة الرسول لعلي وجعله الوارث من بعده . ونورد قسما منها والباقي هو في نفس المعنى بل في نفس الالفاظ :

أ- ان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين قبل الهجرة واصطفى عليا لنفسه. ومما جاء فيه في حديث المؤاخاة الاولى " فقال علي : يا رسول الله ، لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرجتك الا لنفسي وانت مني بمنزلة هرون من موسى، غير انه لا نبي بعدي وانت اخي ووارثي . فقال وما ارث منك، قال ما ورث الانبياء من قبلي، كتاب ربهم وسنة نبيهم ".

ب- ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخى بين المهاجرين والانصار بعد الهجرة بخمسة أشهر، ولم يؤاخ بين علي وبين احد من الانصار، ولم يؤاخ بين نفسه وبين احد من الانصار وانما اصطفاه لنفسه . ومما جاء في حديث المؤاخاة الثانية " ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار، ولم اؤاخ بينك وبين احد منهم، اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسىن الا انه ليس بعدي نبي ".

ج- وروي ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خرج على اصحابه يوما ووجهه مشرق فسأله عبد الرحمن بن عوف فقال " بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي بان الله زوج عليا من فاطمة " " ولما زفت سيدة النساء الى كفئها سيد العترة ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا ام ايمن ادعي لي اخي . فقالت هو اخوك وتُنكحه ؟ قال نعم يا ام ايمن . فدعت عليا فجاء " . وخاطبه النبي يوما في قضية كانت بينه وبين اخيه جعفر وزيد بن حارثة فقال له " واما انت يا علي فاخي وابو ولدي ومني والي ".

د- عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى علي يوما فقال " انت اخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرىء ذمتي ".

ه- في كنز العمال قال صلى الله عليه وسلم " مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله، علي اخو رسول الله ".
هذه النصوص الاربعة، وهي نص جعله من الرسول بمنزلة هرون من موسى، ونص انه عليه السلام ترك كتاب الله وعترته، ونص الولاية، ونص المؤاخاة . هذه هي النصوص التي يَستنبِط منها بعض المسلمين ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم استخلف عليا من بعده ، اي جعله هو الخليفة بعد وفاته . ولنأخذها نصا نصا :
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
  #10  
قديم 10-08-2001, 12:37 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

اما النص الاول ، وهو نص جعلِ علي من الرسول بمنزلة هرون من موسى فانه يتبين معناه من دراسة المقام الذي قيل فيه ومن دراسة لفظه.

اما المقام فان الرسول قال هذا الحديث يوم غزوة تبوك. وذلك ان الرسول صلى الله عليه وآله سلم خلف على المدينة مكانه محمد بن مسلمة ليتولى رعاية شؤون المسلمين وادارة شؤون الحكم، وخلف سيدنا عليا رضي الله عنه على اهله وامره بالاقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه الا استثقالا له وتخففا منه، فلما قال ذلك المنافقون ، اخذ علي بن ابي طالب رضوان الله عليه سلاحه ثم خرج حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف، فقال : يا نبي الله ، زعم المنافقون انك انما خلفتني انك استثقلتني وتخففت مني، فقال : كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائين فارجع فاخلفني في أهلي واهلك أفلا ترضى يا علي ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى، الا انه لا نبي بعدي. ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سفره. فالحديث الوارد في جعل علي من الرسول بمنزلة هرون من موسى وارد باستخلافه في اهله بدليل قول علي نفسه " اتخلفني في الصبيان والنساء " ؟ . فواقع الحادثة انه خلف في اهله، فلا يؤخذ منه انه خلفه في الخلافة، لا سيما اذا عرف انه عليه السلام خلف محمدا بن مسلمة على الحكم مكانه، وخص عليا بالاستخلاف على اهله وقال له " اهلي واهلك " .
على ان استخلاف الرسول لاحد اصحابه على الحكم حين خروجه للغزو لا يدل على ان هذا الشخص الذي خلفه هو خليفة مكانه، بدليل ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم استخلف كثيرين في الغزوات. ففي غزوة العشيرة استعمل على المدينة ابا سلمة بن عبد الاسد. وفي غزوة سفوان استعمل على المدينة زيد بن حارثة. وفي غزوة بني لحيان استعمل على المدينة ابن ام مكتوم ، وهكذا . فاستخلاف الرسول لشخص على الحكم في المدينة مكانه لبينما يرجع من غزوة ، لا يدل على ان ذلك يعني استخلافه في الخلافة فكيف اذا استخلفه على اهله فقط ، واستخلف غيره في الحكم لبينما يرجع من الغزوة ؟

هذا من حيث الاستخلاف ، اما من حيث قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى " فان معنى ألفاظه : ألا ترضى ان يكون مثلك فيما تخلفني فيه ما يخلف هرون موسى ؟ فهو تشبيه لعلي بهرون، ووجه الشبه هو الاستخلاف ، اي مثلك في استخلافي لك مثل هرون في استخلاف موسى له. هذا هو معنى ألفاظ الحديث. ولا يوجد معنى غير هذا لألفاظ الحديث. ويعين هذا المعنى ويجعله وحده هو المراد قول علي للرسول " أتخلفني في الصبيان والنساء " ومجيء قول الرسول " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى " جوابا على سؤال علي هذا وردا على قوله . ولمعرفة ما يراد من هذا الحديث يرجع الى القرآن الكريم ليرى فيه موضوع استخلاف موسى لهرون ما هو ؟ وبالرجوع إلى القرآن الكريم نجد القصة يذكرها القرآن بالنص التالي وهو " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة ، وقال موسى لاخيه هرون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " فيكون معنى الحديث : الا ترضى ان تخلفني في اهلي كما خلف هرون موسى في قومه، فتكون مني بمنزلة هرون من موسى بالاستخلاف ؟ ويكون المراد من الحديث تطييب خاطر علي لانه جاء غير راض بهذا الاستخلاف، وهو في نفس الوقت افهام لعلي انه هو الذي يقوم مقامه في اهله اذا غاب، كما قام هرون مقام موسى في قومه اذا غاب. واما قوله " الا انه لا نبي بعدي " نفي للنبوة عن الشبه، لان هرون كان نبيا، وهو نبي خلف نبيا اثناء غيابه. فاستثنى الرسول النبوة في ذلك رفعا لما قد يتوهم انه بمنزلته في النبوة . ولا يقال ان قوله " لا نبي بعدي " أي بعد وفاتي، لان الكلام في الاستخلاف حال الحياة، ذلك ان هرون كان نبيا مع موسى اثناء غيابه وليس بعد وفاته، وكان خليفته على قومه اثناء غيابه حال حياته وليس بعد وفاته . فقول الرسول " غير انه لا نبي بعدي " انما قاله لان هرون كان نبيا اثناء غياب موسى حال حياته. فلأجل ان ينفي النبوة عن علي قال هذا القول، فلا يأتي هنا موضوع الاستخلاف بعد الوفاة لانه غير موجود في هرون وموسى الذي هو الشبه به ، فلا يوجد في النبي وعلي الذي هو المشبه .

هذا هو معنى الحديث. ولا توجد فيه أية اشارة للاستخلاف في الخلافة، ولا يفهم منه مطلقا ان الرسول اراد بالحديث ان ينص على جعل علي خليفة على المسلمين بعد وفاة الرسول. فالحديث وارد في استخلاف علي على اهل الرسول مدة غيابه في غزوة تبوك . واما باقي الروايات التي وردت في هذا الحديث وهو قوله عليه السلام " الا ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى " فمنها روايات صحيحة كرواية البخاري وكرواية مسلم في حديثيه عن عامر وابراهيم ولدي سعد، ومنها روايات غير صحيحة، ولكنها كلها تورد نفس النص. وهذا يعني أن الحديث قيل في تبوك وفي غير تبوك. والجواب على ذلك أن الروايات الصحيحة هي رواية جزء من القصة ، أي رواية قول الرسول وحده منفصلا عن القصة، وهذا لا يعني أنها حادثة غير حادثة تبوك، فان الرواة والمحدثين كثيرا ما يروون جزءا من حديث او جزءا من قصة ، فيقتصرون على رواية محل الشاهد. على انه لو فرضنا بأن الحديث لم يكن في وقعة تبوك وحدها بل قيل في تبوك وفي غير تبوك ، فانه يعني ان الرسول استخلف سيدنا علي رضي الله عنه على اهله دائما في تبوك وفي غيرها. ولا يدل على استخلافه كرم الله وجهه في الخلافة بعد وفاة الرسول، وكل ما يدل الحديث في شرح الفاظه وشرح معناه هو : الا ترضى ان أجعلك تخلفني على أهلي اثناء غيابي، وكلما غبت، كما خلف هرون موسى اثناء غيابه، الا ان هرون نبي وانت لست نبيا، لانه لا نبي بعد نبوتي. ولذلك جاء في رواية مسلم عن عامر بن سعد عن ابيه " اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى الا انه لا نبوة بعدي " أي بعد نبوتي . هذا هو التشبيه الذي شبه به الرسول عليا بالنسبة اليه بهرون بالنسبة لموسى، اي الاستخلاف ليس غير، والاستخلاف اثناء غيبة الرسول لا غير ، والاستخلاف على اهله كما هو نص الحديث لا يخرجه عن معناه ويجعل له معنى آخر غيره. فان كون الاستخلاف في تبوك انما كان في اهل الرسول ليس غير، ثابت لا شبهة فيه . والروايات التي تروي الحديث في غير تبوك انما تنقل كلها نفس النص الذي قيل في تبوك في الفاظه ومعناه ، ولا تذكر قيدا للاستخلاف غير القيد الذي ذكر في حادثة تبوك وهو الاهل، بل لا تذكر قيدا مطلقا. ولذلك تحمل على ما وردت فيه رواية تبوك وذلك لأن رواية تبوك مقيدة بالاهل وباقي الروايات مطلقة من اي قيد في الاستخلاف فيحمل المطلق على المقيد . ولا يقال ان الروايات الاخرى عامة ، فان الفاظ الحديث ليس من الفاظ العموم لان نص الروايات كلها سواء رواية : الا ترضى ، او رواية انك ، او رواية انت ، وما شابه ذلك " هو بمثابة هرون من موسى " فهذا الكلام خاص بمنزلة معينة هي منزلة هرون من موسى وليست منزلة عامة. الا ان منزلة هرون من موسى جاءت في بعض الروايات مطلقة ولم تقيد بقيد وقيدت بقيد الاهل في رواية من الروايات فيحمل المطلق على المقيد ، وتقيد جميع الروايات بالاهل .

واما باقي الامور التي طلبها موسى من الله في قوله ( واجعل لي وزيرا من اهلي ، هرون اخي اشدد به أزري، وأشركه في امري) فانه لا محل لها في منزلة هرون من موسى ولا في الاستخلاف ، اذ هي دعاء من موسى الى الله ان يجعل اخاه معينا له، وان يعطيه النبوة معه، لان امر موسى الذي طلب من الله ان يشرك هرون فيه هو النبوة والرسالة، واشراكه انما يكون في هذا الامر لا في الحكم، اذ لم يكن موسى حاكما وانما كان نبيا. على ان الطلب هو طلب معاونة له وطلب اشراك له في امره ، لا طلب استخلاف له. وفوق ذلك فان هذه الامور ليست مبينة لمنزلة موسى من هرون بل المبين لمنزلة موسى من هرون هو استخلافه على قومه اثناء غيابه. فمنزلته منه انه يخلفه في قومه اثناء غيابه. وعليه فلا وجود للمعاونة والمشاركة في النبوة في قول الرسول ( بمنزلة هرون من موسى ) بل المعنى محصور فيها بالاستخلاف في القوم ولا تحتمل النصوص معنى آخر غير هذا .
وقد يقال ان موسى كان حاكما لانه انزلت عليه شريعة ليحكم بها اذ فيها معالجات وعقوبات، وانه كان قائدا لجيش يريد ان يحتل بيت المقدس وقال له قومه اذهب انت وربك فقاتلا، فيكون استخلافه لهرون في قومه هو استخلاف في النبوة واستخلاف في الحكم أيضا.
والجواب على ذلك ان موسى لم يكن حاكما ، ولم يرو عنه لا في القرآن ولا في غيره انه قام بتنفيذ الاحكام على بني اسرائيل بالقوة والسلطان او انه كان حاكما عليهم. والذين حكموا بني اسرائيل بشريعة موسى ليس موسى نفسه ولا في حياته، وانما هم من جاء بعده من الانبياء مثل داود وسليمان وغيرهما من الملوك. واما قيادة موسى للجيوش فلم تحصل قط ، والآيات التي في سورة المائدة من آية 19 الى آية 26 ليس فيها أي شيء يدل على قيادة موسى للجيش وانما فيها ان موسى طلب من قومه دخول الارض المقدسة فرفضوا وقالوا له ان فيها قوما جبارين وانهم لن يدخلوها حتى يخرجوا هؤلاء الجبارين منها وطلبوا ان يذهب هو وربه فيقاتلا، وهو لم يذهب. وكان من جراء ذلك ان تاهوا في الارض اربعين سنة.
واما نزول شريعة على موسى فيها معالجات وعقوبات فان ذلك لا يعني انه حكم بها، بل الواقع انه جاء بها وبلغها لبني اسرائيل وحاول اخذهم الى بيت المقدس فكان ان تاهوا في سيناء ولم يحصل لهم استقرار في ايام موسى حتى انتهى عهده، وبعد ان انتهت عقوبتهم بالتيه انتقلوا بعد ذلك وحكمهم بشريعة موسى ملوك وانبياء منهم، وآيات القرآن تنطق بذلك في اكثر من سورة. على ان الآيات التي استخلف فيها هرون صريحة في انها استخلاف عن موسى في النبوة حين ذهب موسى ليتلقى عن الله ، وهي في سورة الاعراف من آية 141 { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليلة وقال موسى لاخيه هرون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } الى آخر آية 155 { واختار موسى قومه سبعين رجلا } الآية . وكلها تتعلق بالنبوة والاستخلاف فيها وفي تلقي الالواح واتخاذ بني اسرائيل العجل ونحو ذلك وليس فيها ادنى صلة في الحكم والسلطان. ولا يحتمل ان يشتبه احد انها تتعلق بالحكم والسلطان.
وعليه فلا شبهة في ان موسى لم يكن حاكما ولم يستخلف هرون في الحكم مطلقا. هذا هو معنى احاديث المنزلة جميعها، سواء وردت لسبب كحادثة تبوك او وردت مطلقة، فانها تدل على ان الرسول جعل عليا على اهله يخلفه فيهم اثناء غيابه حال حياته . وبهذا العمل، اي الاستخلاف من الرسول لعلي يكون علي من الرسول بمنزلة هرون من موسى ، فلا توجد اي دلالة في هذه الاحاديث على ان الرسول نص على ان يكون علي خليفة على المسلمين في الحكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م