الكرد شعب وارض وقضية ( 1- الكرد رؤية تاريخية)

[kurdi91]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة و قراء منتدى الخيمة الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الموضوع سلسلة من 6 حلقات و ها هي الحلقة الاولى اطلعكم عليها في هذا المنتدى الراقي عسى ان اكون قد استطعت من افادتكم في ذلك و ما توفيقي الى بالله:

الكورد رؤية تاريخية:
______________
الكورد شعب من الشعوب الاسلامية يبلغ تعداده حوالي 25-30 مليون انسان، أي يعتبر اكبر شعب في العالم ليس له حق السيادة على ارضه و حق ادارة بلاده بنفسه. موطنهم( كوردستان) التي تعد المهد الثاني للبشرية بعد الطوفان، حيث بدأت الحياة تنطلق من سفوح جبال جودي الواردة في القرآن الكريم لتعمر شتى بقاع الارض.
ولهذا الشعب لغة خاصة بهم يسمي(الكردية) وهي تنتمي الى فصيلة اللغات (الهند و اورية) وتتفرع منها عدة لهجات.
كانت لهم حكومات وممالك مختلفة: حكومة (لولو) عام(3500ق.م) والتي استمرت 140 عاماً , وحكومة جودي المنسوبة الى جبل جودي, ومملكة (ميديا) الشهيرة التي قضى عليها الفرس الاخمينيون عام(550.ق.م).. بعد ذلك اصبحوا حكومات وامارات مشتتة تابعة للفرس حنى ظهور الاسلام, وكان الفرس يستخدمهم لمواجهة الرومان والحكومات البيزنطية, مستغلاً ضعفهم وتشتتهم.
دخل الكرد في الاسلام منذ عام(18 هـ) وشاركوا في بناء الحضارة الاسلامية والثورة الفكرية ببسالة وجدارة.. كما وساهموا في احداث تأريخية هامة مثل:
- ملاحقة بقايا فلول كسرى التي تحصنت في جبال وسهول كردستان.
- استرجاع مصر من يد الفاطميين المبتدعة بقيادة البطل صلاح الدين الايوبي, وكذا فتح الشام والقدس الشريفة على يده.
- مشاركة الفتوحات الاسلامية في شرق الخلافة .
- كما وان الشعب الكردي ربى مئات من العلماء الافذاذ الذين ساهموا في بناء الصرح الحضاري والثقافي, من امثال: الفقيه الاصولي الشهير (ابن صلاح الشهرزوري), والحافظ المحدث العراقي, والقاضي والمؤرخ البارع ابن خلكان, والامام العلامة ابن تيمية, الاصولي الكبير سيف الدين الامدي, وابن الاثير الجزري وابن الحاجب والالوسي والزهاوي وغيرهم.
وكان للكرد حكومات وامارات مستقلة في ظل الحكم العباسي والعثمانين, مثل(الحكومات الايوبية) المتتالية في الشام, و(الحكومة الزندية) و(الاردلانية) في ايران, و(الدوستكية) في دياربكر تركيا, و(البابانية) في العراق.
ــــــــ
الى اللقاء في الحلقة القادمة تحت عنوان: (الكورد رؤية جغرافية) انشاء الله

[محمد ب]

الكرد شعب من الشعوب الإسلامية الشقيقة التي شاركت مشاركة فاعلة في بناء هذه الحضارة العظيمة.كل شعب كان له دور وأياد بيضاء وغرزة مميزة في السجادة الإسلامية العظيمة.
مثلهم مثل العرب والبربر(الأمازيغ) والفرس والترك والهنود وشعوب أفريقيا وغيرهم.
وقد ابتلوا ما ابتليت به هذه الشعوب كلها من نزعة قومية وشاء لهم سوء حظهم أن تتعارض النزعات القومية لغيرهم مع نزعتهم.والمشكلة الكردية في اعتقادي لم تظهر إلا مع ظهور المشكلة العربية أي مع استلام العناصر القومية المتطرفة للسلطة في مركز الدولة العثمانية في مطلع القرن العشرين وبدئهم في سياسة التتريك الإجرامية.
الآن لدينا كأمر واقع التطلعات القومية للشعب الكردي الشقيق.ولا شك أن المرء كان يتمنى لو تبنى الدولة على غير القاعدة القومية ولكن إن كان الأمر موجوداً فلا بد من إعطاء الأكراد حق تقرير المصير وحقهم في بناء دولتهم المستقلة.
ولكن عليهم واجب كما على العرب واجب وهو مكافحة التيارات القومية العميلة التي تنادي بفصل الأكراد عن محيطهم التاريخي ولا تمانع في تحويل الأكراد إلى رأس جسر للغزو الأجنبي.
وهذا الموقف الصائب يقفه بالتأكيد معظم الأشقاء الأكراد.
ولا يعني معاناتهم من إجرام الأنظمة في المنطقة،العراقي منها وغيره، أن تلجأ للحل الانتحاري الذي هو التحالف مع الاحتلالين الأمريكي والصهيوني