في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن( العراق لا بواكي له)

[kurdi91]

هل يصح ان نطلق على مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في لندن على ان الجبل تمخض فولد فئرا؟!
أم يجب أن ننتظر لنرى النتائج؟

العراق موزاييك شعبي وطائفي وايديولوجي وحزبي عجيب..
فمن حيث الشعوب والقوميات هناك : (العرب، الكرد، التركمان، الاشوريون.. ) وهناك اقوام اخرى اما هي غير رئيسية او قد انحلت في القوميات السابقة الذكر..

ومن حيث الاديان فهناك ( مسلمون، نصارى )
والطوائف( سنة، شيعة، يزيدية، كاكةيى..) وقد تكون هناك اخرى لا علم لي بها..

اما من حيث الافكار فحدث ولا حرج.. و قم بتقسيم الاحزاب على الافكار ناهيك عن المصالح..

وقد كان العراق من اولى الدول العربية التي تحررت، ونضجت فيها الافكار، وعملت فيها الاحزاب، وحدثت فيها الانقلابات الى مجيء الحزب البعث العربي الاشتراكي الذي حكم العراق اكثر من 30 عاما فدمر الشعب والوطن.. وقضى على كل شيء سوى شيء واحد وهو ( اذا قال صدام قال العراق واذا قال العراق قال صدام)

وبذلك حدث مجازر مع الكرد
ومع الشيعة
ومع السنة
ومع كل موجود في العراق، هو ليس بصدام..

لهذا جعل من العراق وطنا يعج بالقضايا المظلومة... واصحاب كل قضية ينطرون الى قضاياهم بزوايا خاطئة قد تدمر العراق لا سامح الله:

فالكردي مثلا يرى نفسه مظلوما، لكونه كردي قد ظلم من قبل العرب..!!

والشيعي يرى نفسه مظلوما لكونه شيعي مظلوم من السنة!!

والتركمان نفس المنطلق!!

اما الاشوري فيرى نفسه مظلوما لكونه صاحب حضارة قد دمرت بايدي المسلمين وما الى ذلك!!

والمسيحي يرى نفسه مظلوما لانه مسحي، مظلوم من قبل المسلمين!!

وهكذا باقي الطوائف...

وهم نسوا ان صدام اذا لم يجد من يظلم عليه يظلم على اعضاء اسرته!!

فقد يكون العرب اكثر مظلومين بايدي صدام من الكرد..
وقد يكون السني اكثر مظلوما من الشيعي..
وقد يكون التكريتي الذي عاش مع صدام اكثر مظلومية من غيره..

بل حتى زوجته قد تكون اكثر مظلومية من الجميع فقتل اخاها ويتم احفادها ورمل بناتها..

وهذا المنطلق للاسف كان مسيطرا على المجتمعين في مؤتمر المعارضة العراقية، مما سبب تقسيم العراق على اسس طائفية وقومية وفكرية قد تكون وبالا على اي عراق مستقبلي..

لهذا فكان لكل قضية بواكي لها سوى العراق!!

فكان هناك بواكي للقضية الكردية،
وللشيعة،
وللملكية الدستورية
وللتركمان.. والاشوريين..
.
.
فكان العراق الوحيد الذي لا بواكي له..!!