مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-02-2007, 09:54 AM
عزالدين القوطالي عزالدين القوطالي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 27
Thumbs up سرّ من رأى : رغم أنف مريكا والصفويين وجميع الأعداء


سرّ من رأى... رغم أنف أمريكا والصفويين وجميع الأعداء
خواطر حول الحملة العسكرية على مدينة سامراء


لم نشك يوما ولو لمجرد لحظة من الزمن في أن كل قرية وبلدة ومدينة في بلاد الرافدين تشكل زخما نضاليا لا ينضب وطاقة جهادية لا نهاية لها وروحا قتالية لا تلين ؛ ولم تتزعزع ثقتنا في رجولة وبطولة وإستبسال أبناء شعبنا العربي في العراق العظيم وإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم وإستماتتهم في الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والتاريخ والمستقبل رغم القتل والتشريد والتجويع والمحاصرة من طرف جحافل قوات الإحتلال الأمريكي واذنابه من المرتزقة البائعين للوطن والشرف والتاريخ بأبخس الأثمان.
وها أننا اليوم نقف عند محطة جديدة من محطات قطار الحقد الصهيو- أمريكي المتجسم في الحملة العسكرية الجبانة التي تشنها قوات الإحتلال على مدينة سامراء بعد مروره بمحطات متعددة كان أولها الفلوجة والرمادي وتلعفر وغيرها من المدن العراقية المقاومة.
والغريب في الأمر بل المضحك المبكي فيه أن أحفاد ابن العلقمي من المرتزقة الذين لا وطن ولا شرف لهم أمثال الجعفري والحكيم والجلبي وغيرهم كانوا المحرّضين الأساسيين على القيام بتلك العمليات العسكرية على خلفية التفجيرات التي طالت مقام الإمامين العسكريين والإنتقام من جماهير سامراء – السنية – وتأديب من من تخول له نفسه المساس بالمقدسات الشيعية.
نقول إن الأمر غريب وعجيب لأن هؤلاء الذين يوقدون اليوم نار الحقد الطائفي ويشعلون حرب التقتيل والإبادة والإستئصال ويذرفون دموع التماسيح على ما طال مرقدي الإمامين العسكريين من دمار هم أنفسهم الذين سبق وأن باركوا فيما مضى محاصرة مدينة كربلاء وضرب نفس المقدسات من طرف المحتل وأعوانه بل ووصل الأمر ببعضهم الى مغادرة البلاد وترك تلك المقدسات لتلقى مصيرها المحتوم ولم يصدر مجرد بيان أو تصريح من أهم المراجع الشيعية يندد بتلك العمليات .
والأغرب من ذلك كله أن التاريخ يعيد نفسه اليوم ولكن في شكل مهزلة إذ أطلعتنا الكتب والمراجع والأخبار أن مؤيد الدين ابن العلقمي وزير المستعصم العباسي ونصر الدين الطوسي وهما من كبار رجال الدولة العباسية المنحدرين من أصل فارسي والمتشيعين الى آل البيت سبق وأن حرّضا على إحتلال بغداد وسبي نسائها وقتل أطفالها وشيوخها ونهب ثرواتها وحرق معالمها والقضاء على تراثها الحضاري من طرف المغول والتتار وذلك تحت ستار الدفاع عن الشيعة الذين نكّل بهم إبن الخليفة في حادثة حريق الكرخ المشهورة وقد إتفق ابن العلقمي والطوسي مع ملة الكفر مجسدة في هولاكو ضد ملة الإسلام مجسدة في الخلاقة العباسية رغم أن المغول والتتار إستهدفوا حين دخولهم بغداد عاصمة الخلافة أغلب المقدسات الإسلامية وعلى رأسها ضريح الإمام موسى الكاضم.
إن إستهداف مدينة سامراء في هذه المرحلة يدخل بالضرورة في إطار سياسة تجفيف منابع المقاومة الوطنية والقضاء على الروح النضالية لدى أغلب أبناء شعبنا العربي في العراق ولما لا فرض التطهير الطائفي وتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة تحت وطأة التهجير الجبري والإستيطان المخطط له والمرغوب فيه من طرف قتلة الحسين ابن علي احفاد ابن العلقمي من الصفويين الجدد الحاملين لقميص علي على حراب جنود الشيطان الاكبر كما يسمونه ؛ وكيف لا ومدينة سامراء تحتضن في تربتها الطاهرة مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري ومشهد الإمام الثاني عشر صاحب الزمان وقبة سرداب الغيبة وقبر السيدة نرجس زوج الإمام الحسن وقبر السيدة حليمة بنت الإمام الجواد ومرقد آمنة بنت الإمام الحسن وقبر الإمام محمد الدري وقبر الشيخ محمد الجاجيري وقبر مهدي الشيرازي وغيرها من المعالم والمقدسات الشيعية.
ولعل المتأمل في خارطة العراق الجغرافية سوف يلاحظ من الوهلة الأولى أن مدينة سامراء تقع في قلب القطب المقاوم والرافض للإحتلال بل وتشكل محور التصدي للغزو لأنها تمثل قلب المخزون الثقافي والحضاري للعراق فهي تقع جنوب العاصمة بغداد وشمال مدينة تكريت وغرب الرمادي ومن الشمال الغربي لمدينة الموصل ومن الجنوب الشرقي لديالى بمعنى أنها مركز الربط الأساسي بين المدن العراقية الملتهبة تحت أقدام الغزاة الأمريكيين يضاف الى ذلك أنها رمز وحدة بلاد الرافدين بإعتبارها شكّلت عاصمة للخلافة العباسية لمدة تزيد عن الستين سنة ونموذجا فريدا للتسامح الديني والطائفي حيث تعايش السنة مع الشيعة جنبا الى جنب بأمن وسلام ومودة حتى أن السنة كانوا من أكبر المحافظين على المعالم المقدسة للشيعة إذ صانوها من النهب والتدمير والخراب وآوى أهل سامراء وهم في اغلبهم من السنة رموز وأئمة الشيعة بداية من الإمامين العسكريين وصولا الى الميرزا محمد حسن الشيرازي الذي هاجر من النجف الى سامراء وإستقر بها وعاش ومات فيها معززا مكرما.
لقد أراد المحتل وأذنابه من الصفويين الجدد أن يقدّموا سكان سامراء البالغ عددهم 200 ألف نسمة الى العالم على أنهم طائفيون متعصبون باثون للفتنة والحال أنهم خلاف ذلك ونقيضه عراقيون نشامى من الرأس الى الإخمص كارهون للتمذهب وباغضون للطائفية ومحبون لوطنهم وصائنون لتاريخهم ومحافظون على شرفهم ومدافعون عن حقهم في الوجود الحر المستقل بل أكثر من ذلك فإن أهلنا في سامراء المجاهدة كانوا تاريخيا أول من تصدّى للطائفية في أبغض صورها ممثلة في الحركة البابكية والحركة المازيارية حيث سعت الحركتين الى بثّ الفتنة في صفوف المسلمين وتشكيكهم في معتقداتهم أيام الدولة العباسية ووقف سكان سامراء في وجه الفتنة وقطعوا الطريق على الداعين إليها فصلب بابك الخرمي والمازيار على أسوار سامراء التاريخية ليصبحوا عبرة لمن لا يعتبر من الحاقدين المتمذهبين.
إن الحملة العسكرية الجبانة التي تشنها قوات الإحتلال وأذنابه من فيلق الغدر والخيانة لن تتمكن من الوصول الى أهدافها طالما بقي في العراق وسامراء بالذات ذلك الخيط الرفيع الذي يربط أهل البلاد بتاريخهم الحضاري المجيد ورغبتهم في الحياة بشرف وكرامة فكلما نظر العراقي الى المئذنة الملوية وقصر العاشق والمعشوق ومدينة المتوكلية والقبة الصليبية وقصر المعتصم وغيرها من المعالم الأثرية يزداد إيمانه بعدالة قضيته وترتفع في ذاته قيم التضحية والفداء ويترسّخ تصميمه على المقاومة الى النهاية فلا حياة بدون شرف أو كرامة وهذا هو بالضبط سرّ الفشل الذريع الذي تلاقيه قوات الغزو كلما إستهدفت مدينة من مدن العراق العظيم فقد فشلت في الفلوجة وإندحرت في تلعفر وأنكسرت في الرمادي وسوف تهزم بإذن الله تعالى في سامراء .
عزالدين بن الحسين القوطالي
تونس في: 05/02/2007
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م