مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-11-2002, 02:29 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي مناقشة حول الانتخابات التركية

http://www.annaharonline.com/htd/MONAKASHA.HTM


النهار"
الخميس 7 تشرين الثاني 2002
مـنــاقـشــة مـع غســان تــويني

لا شك في أن قلماً بحجم قلم الاستاذ غسان تويني وبثقافته وسعة أفقه يصدم القارئ عندما يتخذ موقفاً متشدداً من نتائج الانتخابات في تركيا مترحماً على الديموقراطية وعلى أتاتورك. ولا بد أن يستتبع ذلك منا موقفاً وتعليقاً من موقع المراقب والناصح مما قد يساهم في تحسين النظرة الى الامور، ودفع الحوار الى الامام خصوصاً في وقت تشكل فيه الاصولية الاسلامية (وفق التعبير الغربي المستحدث) المادة الرئيسة للنقاش السياسي في كل البلاد العربية المعنية ودول العالم الثالث و"العالم الاول" - مع التحفظ عن التسمية - نظراً الى الاثر الكبير الذي تتركه هذه الاصوليات "وخوفاً" على المستقبل الذي ترسمه لنا اميركا وحلفاؤها بأجمل الحروف وأبلغ الجمل وأكثر الآمال اشراقاً.
اولاً وقبل اي شيء لا بد من أن أشير الى أنني لا أعلق في المدى المنظور آمالاً كبيرة على انتصار الاسلاميين في تركيا او في غيرها، في عالم القطب الواحد واختلال الموازين، والتخلف والتبعية الاقتصادية، فلو افترضنا ان الاتجاه الاسلامي الفائز في تركيا او غيرها خالص من كل عيب وممثل لأكثرية ساحقة لا تجارى، فإن بلداً رازحاً تحت ثقل الديون والمساعدات مصلتاً على رقبته جنة الدخول الى الاتحاد الاوروبي، لن يستطيع الانطلاق الانطلاقة المطلوبة; وما اظن أنه سيترك ليقرر شأنه ومصيره وهو يستند الى قنبلة سكانية موقوتة كما الى تاريخ مميز طبع التاريخ العربي والمشرقي بل العالمي بصفات مميزة خاصة.
ومثل السودان الماثل امامنا يجعلنا نستنتج بسهولة ان امكان رسم سياسة اسلامية في هذا العالم ليس امراً بسيطاً. لقد حاول السودان جاهداً أن يبقى مميزاً في سياسته ومواقفه، فتم تسليط جون غارانغ عليه وهو الذي تم تزويده بكل انواع الدعم السياسي والمالي والعسكري، وبعض هذا الدعم كان عربياً، كما حوصر حصاراً اقتصادياً غير عادي، وأهمه منع شركات النفط العالمية من المشاركة في التنقيب عن النفط حتى اضطر الى الاستعانة بشركات صينية وما الى ذلك. وظل هذا الحصار، وظلت الحرب حتى تخلى السودان عن الكثير من مبادئه المعلنة او غير المعلنة لكي تبدأ المفاوضات حول الحرب في الجنوب ثم تتوقف; ولعل المطلوب جولة جديدة من التنازلات. والذي يميز ايران هو انها دولة نفطية تستطيع الاستغناء والصمود، كما ان قدرتها الشرائية القوية تجعل كثيراً من البلاد الاوروبية، وغيرها تتجرأ على القرارات وعلى الحصار الاميركي، كما ان القوة الشعبية المميزة للنظام تجعل الامر مختلفاً واسباب اخرى ليس المقام مناسباً لذكرها.
اما تركيا المثقلة بالديون وبالتدهور المستمر لسعر الليرة، فهل تستطيع الصمود؟
اذن قبل البدء نقول، قد لا نكون من المتفائلين كثيراً بالمستقبل الاسلامي لتركيا ضمن الاختلال العالمي الواضح لمصلحة الاستكبار الاميركي والغطرسة المبالغ فيها، ولكن لا بد من الوقوف عند بعض الافكار المطروحة التي جاءت كمسلّمات لا شك فيها او هي غير خاضعة للنقاش فيما الواقع هو غير ذلك.
اولاً: طرح الموضوع وكأن أتاتورك كان الخير العميم لتركيا، وان الاسلاميين هم الخطر الداهم، وهذا يستتبع نقاشاً غير عادي، فمن المسلّم به أن أتاتورك قطع تركيا عن جذورها وتاريخها ومحيطها وحاول الحاقها بالغرب، فلا هو أفلح بذلك ولا دفعها نحو التقدم التقني، كما لم يستطع الغاء التاريخ الاسلامي والتديّن التركي الفطري. ومن المؤكد انه قام بإجراءات تدل على حقده على الاسلام وتبعيته للغرب دون أن يكون ذلك دافعاً حقيقياً نحو التقدم. والسؤال المطروح ماذا عند الاتراك ليفاخروا به غير الانتماء الى الاسلام الذي جعلهم أمة تحكم شعوباً ترضى بحكمهم لأنهم مثلوا خلافة الاسلام وليس لقوتهم او جبروتهم، وعندما انحرفوا عن الاسلام بالقومية الطورانية لفظتهم تلك الشعوب واستغنت عنهم.
اما القول بأن ما في تركيا هو ديموقراطية نخشى عليها من هجمة الاسلاميين، فهذا اختزال لا يمكن لمنصف ان يرضاه، ونذكّر بالتعسف التاريخي ضد المعارضين للديكتاتورية الاتاتوركية بدءاً بالغاء الأذان بالعربية وارتداء الطربوش وصولاً الى أواخر السبعينات حين استطاع الاسلاميون استئناف حياتهم السياسية بعد جملة من المتغيرات السياسية العالمية. وعندما أفلحوا سياسياً وديموقراطياً في الوصول الى الحكم، قامت الديموقراطية التركية بانقلاب عسكري بقيادة كنعان أفرين بطلب مباشر من الادارة الاميركية. فألغوا الانتخابات وزجوا المنتصرين في السجون. وتم الغاء الحزب الاسلامي ثلاث مرات على الاقل استناداً لمخالفته ديموقراطية أتاتورك التي تمنع تشكيل اي حزب اسلامي. وظلت السجون مفتوحة والديموقراطية الاتاتوركية تمارس صلاحياتها على أوسع نطاق.
اننا نتمنى من الاقلام الموضوعية أن تتريث قبل الدفاع عن أتاتورك وسياسته التي جعلت تركيا اول بلد اسلامي يقيم علاقات مع اسرائيل، وأحلافاً، ومناورات ضد جيرانها العرب. ومن المؤلم أن نعتبر ان التعسف التركي الواضح ضد الاكراد هو ايضاً يعتبر ديموقراطية او شيئاً يشبهها.
ثانياً: لماذا يفترض دائماً ان الاتجاه الاسلامي يلغي الآخر؟ ولماذا يفترض بالآخر حتى لو كان اقلية غير منظورة ان يلغي الاكثرية، ويعتبر ذلك حرصاً على الديموقراطية؟ واذا افترضنا ان الاكثرية الساحقة طالبت من الاقلية احترام عقيدتها وتوجهاتها، يعتبر ذلك الغاء للديموقراطية.
لقد شهدنا في عدد من الاماكن ترحيباً بالديموقراطية، عندما تأتي بمن يريدون وعندما تأتي بالآخرين يشكك بها وبنتائجها وليست الجزائر ببعيدة عنها.
أنا لا ادافع في هذا الصدد عن توجهات بعض الاسلاميين الرافضين التعايش مع المخالفين وهم بذلك يسيئون الى الاسلام، لكن في الوقت نفسه لا أجعل اساءة البعض الاصل فيما هي استثناء. والسؤال نوجهه الى علماء التاريخ و المستشرقين، من حمى الاقليات الا الاسلام؟ وماذا عن مواقف علماء الدين منذ الامام الاوزاعي حتى يومنا هذا؟
هل ينبغي ان يبقى الاسلاميون في السجون وتحت الحظر السياسي لتنتصر الديموقراطية؟ هل هذا شرط واقعي أم اميركي؟
اما القول ان التجارب الاسلامية المعاصرة تناقضت مع الديموقراطية، فدعوى تحتاج الى دليل دون الانزلاق الى فخ الدفاع المطلق عن الاسلاميين واغفال اخطائهم، ولكن الامر ليس كذلك، ويفترض على ما يبدو الدخول في نقاش حول حقيقة الديموقراطية وابعادها الحقيقية ومعانيها المختلفة حسب الجهة التي نتكلم عنها.
ثانيا: ان موقفا سلبيا مسبقا من تيار اسلامي واسع التمثيل عميق الجذور لا يتردد في الحديث عن الالتزام بالدستور العلماني وطمأنة الغرب واوروبا خصوصا وتقتصر دعوته الاسلامية على الحديث عن ضرورة تمكين المتدينين من اداء شعائرهم، ولا ينزلق الى الحديث عن دستور اسلامي ولا عن حتمية زوال اسرائيل ولا عن فرض الحجاب ولا عن تطبيق الحدود الاسلامية (قانون العقوبات الاسلامي) ولا عن شيء مشابه. ان موقفا متشددا من تيار اسلامي مماثل هو دعوة للمتطرفين او المتشددين للامساك بزمام الامور.
ان هؤلاء يفترض ان يكونوا مقبولين من المراقبين والكتاب الموضوعيين، مثل الاستاذ غسان تويني، اثباتا لحرية الرأي والاختيار ونفيا للعنف والغاء الآخر.
لقد قال احد الاسلاميين المصريين المعتدلين جدا في مقابلة تلفزيونية، انه التقى احد المتطرفين جدا في سجن واحد جمعهما: لقد اصبح سجني الى جانبه مادة له للتهكم على اعتدالي المبالغ فيه قائلا: ماذا نفعك اعتدالك وقبولك بالانتخابات والحوار والديموقراطية الخ... ماذا نفعك كل ذلك طالما انك في السجن الى جانبي؟
ان كلاما رافضا في المطلق على ما يبدو لكل اتجاه اسلامي، ولو اتى عن طريق الانتخابات الهادئة ولو كان مسالما الى ابعد حد يجعلنا نفترض ان هنالك موقفا من الانتماء الى الاسلام وهذا ما لا يمكن ان يكون الاستاذ تويني قد قصده. ان المجتمع الاسلامي يسير نحو التدين، والمواقف الاميركية المتشددة تدفع الناس الى ذلك. مواقف الاميركيين او مواقف بوش تحديدا، بعد احداث الحادي عشر من ايلول، اثبتت حقدا على الاسلام وليس على بن لادن والارهاب كما يزعمون. وساهم ذلك من دون شك في دفع الرأي العام الى مزيد من التمسك بالاسلام.
وليس بعيدا عن ذلك ايضا تنامي الالتزام الديني المسيحي، وقد اشرتم الى ذلك في ملحق "النهار" منذ حوالى اسبوعين، وكان الملحق كله مخصصا لذلك. يعني لا يمكننا ان نرفض واقعا عاما وهو ان الناس في شكل عام يسيرون نحو التدين بأشكال متفاوتة ومختلفة، فاذا اختاروا من خلال تدينهم اتجاها ما، فهل نستطيع ادانته مسبقا حتى لو كان يعطي كل الاطمئنان الممكن؟ ما اظن ان موقفا كهذا يخدم الحوار ويخدم الاتجاه العام نحو "حوار حضارات حقيقي". مع التذكير ان الايمان المسيحي لا يستتبع اتجاها سياسيا وفق المقولة المشهورة (اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) وهذا لا ينطبق على التدين الاسلامي.
رابعا: اما الاشارة الضمنية لمماثلة ما بين الصهيونية والاصولية الاسلامية فأمر خطير، لا يمكن قبوله. والموضوعية تفترض بنا الاعتراف، والتأكيد، بأن الصهيونية لا تماثلها فكرة اخرى على سطح الارض. فكرة تبيح لنفسها ان تقتل الآخرين لتعيش وان تطرد شعباً كاملا لتسكن مكانه. فكرة تعتمد على اساطير الشعب المختار والتميز القومي واستباحة دماء الآخرين واموالهم لأنهم من غير اليهود. اننا نربأ بقلم نحترمه ان يرضى حتى بمجرد الاشارة للتشابه المحتمل بين الصهيونية والشارونية من جهة واية فكرة اخرى من جهة ثانية، او ان يبالغ في ذلك فيشير الى ان الاصوليات الاسلامية هي صنيعة الصهيونية في شكل من الاشكال؟
ان هذا يستتبع نقاشا في العقيدة والتاريخ المعاصر، كما القديم، وفي الحضارات وفي امور هي من المسلمات بالنسبة الى علماء الدين والتاريخ. ان اشكالا مختلفة ولدت خلال التاريخ للاحيائية الاسلامية، او التجديد الاسلامي. قبل ان توجد الصهيونية بقرون وإن حركة التجديد الاسلامي ليست بحاجة الى حافز خارجي دائم، مع تأكيدنا ان الحافز الخارجي يكون مساعدا في كثير من الاحيان، ولا يمكننا فصل الاصوليات الاسلامية الواسعة الانتشار عن تاريخ الاسلام الذي ظهر فيه احيائيون ومجددون سواء على صعيد التجديد الديني في النص والفهم والالتزام ام على صعيد القيادة العسكرية ام غيرها. وما اظن ان هذا هو اقتناع الاستاذ تويني بل هي زلة قلم.
هل نحن مضطرون لذكر اسماء بارزة كعمر بن عبد العزيز او صلاح الدين الايوبي او السلطان قُطُزْ او محمد الفاتح او حسن البنا. اسماء هؤلاء وامثالهم منثورة في التاريخ ولا تنحصر بالقرن الذي ظهرت فيه الصهيونية. حتى الاتجاهات المتطرفة الى حد الخروج عن الدين لها جذورها في التاريخ الاسلامي كالخوارج مثلا. وهؤلاء يخرجون عندما تعجز افكارهم عن تفسير منطقي لحدث خطير كبير (كالتحكيم مثلا) وان احداثا خطيرة يعجز بعض المراقبين عن تفسيرها تدفعهم الى تطرف مرفوض.
خامسا: لا شك ان الاصولية الاسلامية تعاني "مشكلات داخلية" اذا صح التعبير، هذا مع عدم تبنينا لهذا المصطلح المستحدث. فلا شك في ان بعض هذه الاصوليات ذهب بعيدا عن الالتزام الديني والاهداف الدينية ومنهم من اعلن "توبته" ومنهم من غيّر نظرته، ومنهم من تراجع عن تشدد هنا وتشدد هناك. ومنهم من هو مقصر في ميادين كثيرة ويحصر نشاطه في ميدان واحد. ولكن لا نستطيع ان ننكر ان الاتجاه العام نحو الاسلام يهدف الى توحيد الامة واستقلالها من المستعمر والى استثمار طاقاتها الحقيقية والى العدالة والى تغيير المركّبات السياسية المصطنعة التي جعلت في طريق الامة وشوهت صورتها الحقيقة.
وهي اهداف يجب ان ينسجم معها كل الموضوعيين امثال غسان تويني وان نفتش معا من خلالها عن الافضل ضمن خيارات يبدو التفاوت بينها واضحا. بمعنى ان حالة الامة وتخلفها وتمزقها، لا ينقذها بسهولة مغامر هناك او معتدل هنا. القضية اعقد من ذلك واكبر من ان تحل بنتيجة انتخابات او بمقال. لكننا واياكم على الطريق، طريق الحوار والموضوعية والبحث عن الافضل.
الشيخ ماهر حمود
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م