مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-11-2002, 01:49 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي حين أطلت..للشاعر شوقي بغدادي

http://www.assafir.com/iso/today/weekly_culture/41.html











حين أطلّتْ
كانت في كامل زينتها
لاحظتُ سعادتَها بوجودي
في ركن الشرفة
أنتظرُ مواكبَها كالعادة كل صباحْ
ما أبهى طلّتَها!.
لاحظتُ كذلك بعض علاماتِ استغرابٍ
في نظرتها نحوي..
حتى في هذي الحال أراكَ هنا؟!.
كم أنتَ وفيّ يا رجلُ!.
ماذا؟.
هل شُفيتْ فقرتُكَ الخامسةُ من الحتِّ
وعاد لظهرك منظرُه أيامَ زمان؟
هل ترقص أحيانا؟
أم تجلس كي تتفرج مكسور الخاطرِ
ثم تنامُ على الكرسيّ
وتمضي السهرةُ من دونكَ نحو الذروةْ؟
كيف سُعالُكَ؟
ماذا تصنع كي تخمده؟
وزكامك هذا الأبديّ السائل من أنفكَ
حتى فوق قصيدتك الآن؟..
ماذا تصنع كي توقفه عند الحد المعقولْ؟
كم مرّ من العمر على موعدنا هذا؟
تنهض عند الفجر كلصٍ يتسلّلُ
كي لا توقظ أحفادك..
تخرجُ نحو الليل الساجي
أو نحو الليل الشاحبِ
أو نحو الليل الباردِ
برداءٍ حسب الطقسِ
وتجلسُ في ركنكَ
تتر قّبُ كيف ظهوري؟!
هل جفّت بُقعُ دماء أخيكَ
على الجدرانْ؟
هل تعب الجزّارُ
وهل هدأ الطوفان؟
كم أنت غريبُ الطبع!.
ماذا تشعر حين أُطلُّ
لكي تستقبلَني مثل الأطفالِ
بفرحٍ ليس يُصدّقْ؟!.
ماذا تصنع فيك غيومي
وهي ترفرف بالألوان القزحيّهْ
وعصافيري الفرحانةُ وهي تزقزقُ
بين الأوراق النائمةِ
فتوقظها، وتحرّض كل نيام الأرضِ
على أن تسهرَ في العرس النورانيّ
أليس سواي لديك الآنْ؟.
ماذا عن هذا الشارع تحتكَ
والكابوس اليوميّ على ظهركَ
والرعب الظاهر والمخفيّ أمامكْ؟!
من أنت لتنساها
فتصالحُ دنياكَ
وتركضُ نحوي.. قُلْ لي!!..
أنا لستُ سوى طفلٍ في السبعينْ
لا أشعر بالشيخوخةِ
إلا حين أغادرُ هذا الركنَ
بلى.. في ظهري فقراتٌ تتآكلُ
وبحلقي تشويشٌ يزعجني
وبأنفي ماءٌ ملعون لا ينضبُ
ثمة أوجاع أخرى لم أذكرها
وهواجس لا يُدرك قيعان مخابئها إلا ربّي!.
لكني مجنونٌ بعض الشيء
أداري أفكاراً مهلكةَ
فأخفُّ إليكِ.
فأجلسُ في ركني
أشهد كيف دمشق تموتُ وتحيا
كيف الأفقُ الشرقيُّ يصير خلاصاً
والوهج المتصاعدُ خلف الغوطةِ
ووراء عمارات الإسكانْ
يفتح قدّامي أبواباً لقصورٍ
من غير زمانْ
فإذا بي أهبطُ من طائرةٍ
في غير مكانْ
في بلدٍ آخرَ أجملَ
يبزغ من خلف النسيانْ
فإذا بي أطفئ كلَّ فوانيسي
وأزرّر في برد الإصباحِ قميصي
ثمّ أُوَحْوِحُ فوق يديّ
وأسترخي من غير نعاسٍ كالنعسانْ
لا شيءَ سواك الآن!.
لا شيء سوى هذي المعجزة اليوميةِ
تأخذني، فتفكك أعضائي
ثم تُعيدُ صياغتها
وتطوّح بي من بعدُ إلى الشارع
أقوى، وأرقّ، وأذكى!..
يا سبحان الله!..
ما ألطفَ هذي الدنيا!.
ما أجمل دهشتها بي
ما أعجب ما تمنحني منها
أو من نفسي!.
ما أقواني في هذي اللحظةِ
بل في كل الوقتِ
على أن أسبحَ ضد التيارِ
وأبقى محتفظاً بالوهجِ الطالعِ
من آبار القلبِ
إلى عينيّ.. يديّ.. إلى رأسي!.
ما أبدعَها.. شمس
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م