مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-11-2002, 01:47 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي مقال عن مدينة معان وخلفيات ما جرى فيها من جريدة النهار

http://www.annaharonline.com/htd/MA3NSTAN.HTM



معان... سْتان: "الشرق أردن" الخائف من "الأردن أولاً"

"معانستان"... الاسم المركب من "معان" - مدينة "الترانزيت" العشائرية الواقعة جنوبي الاردن - و"ستان" - من افغانستان - تداولته العاصمة الاردنية، كطرفة، خلال الاسبوعين الفائتين، بعد محاولات فاشلة لاعتقال اسلاميين في معان. ولكنه اصبح يلخص وضع المدينة الصحراوية - والمحطة القديمة على الخط الحجازي - منذ فجر الاحد (10/11/2002).
فجأة، قررت الحكومة الاردنية، "اقتحام" المدينة، في حملة عسكرية ضخمة، واعتقال "مطلوبين"، وتمشيط المعاقل العشائرية، للقضاء - حسب التصريحات الرسمية - على "عصابة مسلحة من الخارجين على القانون واصحاب السوابق في قضايا المخدرات وترويجها واعمال السطو والسلب والسرقات وترويع المواطنين". ولم تذكر البيانات الرسمية شيئاً عن الهوية السياسية لهذه "العصابة".. غير انه من المعروف ان المقصودين هم من الاسلاميين السلفيين المتشددين عقائدياً، انما الخاملون حركياً.
لم يكن حبل الامن فالتاً في معان، بل كانت الحياة اليومية فيها، اعتيادية تماماً حتى 19/10/،2002 حين قامت السلطات بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الاسلاميين الجهاديين على نطاق البلاد كلها، على خلفية اغتيال الديبلوماسي الاميركي لورانس فولي في عمان. والاعتقالات التي شملت ربما اكثر من مئة اسلامي لم تأت في سياق تعقب اتهامي كما يعترف بذلك، صراحة، المسؤولون الذين لم يربطوا بينها وبين حادث الاغتيال; بل جاءت كاجراء امني احترازي. وهو ما حدا بالقادة العشائريين في معان الى رفض تسليم ابنائهم المطلوبين للاعتقال من دون تهم محددة. وكان احد هؤلاء المطلوبين (محمد الشلبي آل خطاب - ابو سياف) اشتبك مع الشرطة، وعولج من اصابة في مستشفى معان الحكومي قبل ان يهرّبه اقرباؤه واصدقاؤه، بالقوة، الى معقله العشائري. وقد رأت الحكومة الاردنية في الموقف الناشئ، تمرداً يضر بهيبة الدولة، وقررت "وضع حد نهائي" للحالة القائمة، بأي ثمن. فهي، اذاً "معانستان"!
الاخبار من المدينة المغلقة والخاضعة لحظر التجول والاتصالات، متضاربة. وغير معروف، بعد، عديد القتلى والجرحى والمعتقلين، ولا حجم القوى المسلحة الرسمية المشاركة التي تصدى لها - حسب شهود عيان تحدثوا الى وكالات الانباء - "مئات الشبان المسلحين". ولا يوجد في معان - رغم قوة التيار الاسلامي الوهابي فيها - مئات من انصار هذا التيار (بل انهم لا يزيدون حسب احسن التقديرات عن 70-80 نصيراً). فإذا صح ان المئات قد شاركوا في القتال، نكون امام حالة اصطدام مع ابناء العشائر. وهؤلاء - مثل كل ابناء العشائر الاردنية - مسلحون، تقليدياً، بأسلحة فردية واوتوماتيكية ومتوسطة.
واذا كنا لا نملك المعطيات الكافية التي تمكننا من التنبؤ بآفاق الحالة الميدانية الناشئة في معان، فإننا نستطيع القول ان الحكومة الاردنية قد استعجلت نشوء حالة من التمرد السياسي قد تمتد على الخط الشرق اردني من معان الى الكرك الى السلط (الوسط) فالى الشمال، على نحو ما حدث عامي 1989 و.1996 فبالمصادفة، تشهد الاوساط الشرق اردنية، حالياً، نوعاً من خيبة الامل والاحباط والقلق، جراء حدثين سياسيين عاصفين، اولهما الاعلان عن التفسير الرسمي لشعار "الاردن اولاً" باعتباره مظلة لشراكة اردنية - فلسطينية، تم تجسيدها في "اللجنة الوطنية" المشكلة لتحقيق الشعار من 31 عضواً اكثر من نصفهم فلسطيني معروف بعدائه الشديد للتيار الوطني الاردني، بينما جرى استثناء ممثلي كل التيارات السياسية في البلاد من عضوية "اللجنة". وثانيهما الاعلان عن تعديلات على قانون الجنسية الاردني يعطي للاردنية الحق في تجنيس ابنائها من زوج غير اردني. وهذه التعديلات الصادرة بموجب قانون موقت أشاعت القلق من ان تتيح لربع مليون فلسطيني على الاقل، الحصول، حالاً على الجنسية الاردنية، واتاحة الفرصة لانشاء آلية قانونية للترانسفير من الضفة الغربية وغزة باتجاه الاردن.
وتستند هذه المخاوف الى ان 43 في المئة من الاردنيين هم فلسطينيو الاصل، ويحتفظون بعلاقات عائلية وطيدة ومتشابكة مع اقربائهم الفلسطينيي الجنسية في الاردن وفي الاراضي المحتلة. وسوف تؤدي "التعديلات" المذكورة، اذا ما تم اقرارها بارادة ملكية، الى ايجاد اساس قانوني للهجرة الدائمة من الاراضي الفلسطينية نحو الاردن.
واذا ما اضفنا الى آثار هذا الانقلاب المفاجئ في السياسة الرسمية الاردنية (التي كانت تبدو، حتى وقت قريب، تميل نحو الاردنة) الانخفاض المستمر في مستوى المعيشة وانسداد الافق امام عشرات الآلاف من ابناء المحافظات الذين تهمشهم سياسات الخصخصة وتفقرهم، نكون اذاً امام حالة خطرة ليس لها متنفس سوى الشعار الاسلامي الجهادي.
هنا يكون من الملائم ان نذكر انه اذا كانت الحركة الاسلامية التقليدية المعترف بها (الاخوان المسلمون) هي معقل تقليدي للاردنيين من اصل فلسطيني، فان الاسلام الجهادي ينتشر اكثر في صفوف ابناء العشائر الاردنية، مما يعطي للحملة ضد الاسلاميين المتشددين طابع الصدام مع هذه العشائر.
الى أين تسير التفاعلات المعقدة بالبلد؟ سؤال يضمر الخوف اكثر مما يضمر الرؤية. ويظل المراقب حائراً من دواعي الخطوة الحكومية المفاجئة التي ليس لها ضرورات أمنية. ويقول مسؤول حكومي لم يذكر اسمه لوكالة "رويترز" ان "تصعيد العملية الامنية في معان خطوة احترازية لضمان عدم خروج الوضع على الارض عن السيطرة في حالة نشوب الحرب ضد العراق". ومن المعروف ان معان هي تقليدياً "قلعة عراقية". وكانت اظهرت عامي 1996 و1998 خصوصاً عزيمتها المثابرة على تأييد بغداد ضد اي انحراف في السياسة الاردنية عن تقليد التحالف الاردني - العراقي. غير ان السؤال الذي يطرح بقوة هو اذا ما كانت الحملة الامنية الاحترازية سوف تحبط، ام تلهب اكثر، تأييد المدينة الراسخ للعراق في حالة تعرضه للعدوان الاميركي.
***
ومعان، رغم انها اقرب الحواضر الاردنية الى الجزيرة العربية جغرافياً واجتماعياً وثقافياً، ليست وهابية. وهي رغم كونها محافظة فهي قومية النزعة، وقد نشأ التيار الوهابي فيها بتشجيع سعودي - اردني رسمي في الثمانينات، في اطار الجهود الاميركية لتجنيد المجاهدين العرب للقتال في افغانستان السوفياتية. وهؤلاء المجاهدون هم اساس الحركة السلفية في معان، وهي الحركة التي تصفها الحكومة الاردنية الآن بأنها "عصابة"، غير ان الحركة السلفية لا تلخص المدينة المتمردة في أي حال.
معان المعزولة نسبياً والتقليدية، أكثر المدن الاردنية فقراً وتهميشاً، لم تنفع معها وصفة تكثيف المشاريع التنموية فيها، منذ عام 1989 وحتى الآن. ربما لأن تلك المشاريع جاءت من أعلى ووفقاً لتصورات مسبقة منبتّة عن التفاعل مع المجتمع المحلي وارادته. وربما لأن تلك المشاريع لم تعط لابناء المدينة فرصاً حقيقية بقدر ما كانت سياقاً لتمشية مصالح نخبوية معينة! وربما لأن "الثقافة"، في وضع عياني، لها اولوية على "الاقتصاد". ليس لدينا اجابات قاطعة، غير ما يدعونا للتفكير في شأن هذه "المدينة" التي بدأ منها الامير عبد الله الاول، امارته الاردنية سنة .1921 وكانت واحدة من معاقل المعارضة في العشرينات والثلاثينات، وظلت اسيرة التهميش الى ان بدأت فيها بالذات مسيرة "اعادة التأسيس"، سنة ،1989 فانطلقت منها "انتفاضة نيسان" التي شملت سريعاً المحافظات الاردنية وفرضت انهاء الاحكام العرفية والعودة الى البرلمانية "نصف الديموقراطية". ومذ ذاك ظلت معان مبتدأ كل التحركات الجماهيرية التي شهدها الاردن في اجواء الصراع الاجتماعي لعقد التسعينات الصعب، عقد "الخصخصة" والمعاهدة الاردنية - الاسرائيلية والانقلاب على التحالف مع العراق ومجيء الليبرالية الجديدة ورجال الاعمال الى الحكم، ايذاناً بفوات النظام الاجتماعي - السياسي التقليدي في الاردن.
حكمت الليبرالية الجديدة اولاً ممثلة بحكومة عبد الكريم الكباريتي التي لم تصمد سوى حوالى سنة، حين اسقطتها انتفاضة 1996 المنطلقة من معان... ثم ممثلة بحكومة علي ابو الراغب. وهي ما تزال في الحكم منذ حزيران .2000 وقد حصنت هذه نفسها بتعطيل البرلمان، واغلاق الحياة السياسية، والاستئثار غير الدستوري بصلاحيات التشريع (اصدرت خلافاً للدستور 120 قانوناً موقتاً تغطي معظم احتياجات رجال الاعمال "للتحديث الليبرالي".) وذلك، ان تجرد حملة عسكرية الى معان!
***
... وسؤال الخوف؟!
فأكثر ما صدمني، في هذا الاحد الاردني الدامي، رسالة خليوية وردتني تقول: "أنا أحب معان"... تحت رسمة كلاشنيكوف!
ناهض حتّر - عمان
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م