مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-12-2003, 05:21 PM
sary111 sary111 غير متصل
كاتب قدير ومحترم
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: بلاد المخبرين
المشاركات: 239
إفتراضي بلاد في مهب الريح

بسم الله الرحمن الرحيم

(ج1)

ما كادت أحداث الحادي عشر من سبتمبر تطل برأسها حتى بدت العورة الحقيقية لهذا المجتمع وخلع الرداء الذي كانت تتدثر به بلادنا لوقت طويل ، وإذا بنا نرى ولأول مرة ، أناس من بني جلدتنا يرفعون عقيرتهم للطلب من ولي الأمر بتحجيم الدين وتابعيه والمؤيدين له وكأن تلك الأحداث كان تنتظر منهم أن يزيدوا النار إشتعالاً ويزايدوا على بقية أهل البلاد في عقيدتهم وعروبتهم وحبهم وانتمائهم لهذا البلد الطاهر ، وبحجج سخيفة انطلقوا يملؤن الدنيا ضجيجاً حول دمج تعليم البنات مع البنين ، وقيادة المرأة للسيارة ، والمشاركة مع الرجل في العمل جنباً إلى جنب ، والحرية للمرأة المضطهدة على حد زعمهم ، وحقوقها وما إلى ذلك من أمور أقرها الشرع الحنيف لكنهم هنا رفعوها لغرض آخر وهو تدمير هذا المجتمع القائم على حفظ عورات المسلمين والنصيحة بالمعروف وتكريم المرأة عبر إعطائها حقها وفق الشريعة الإسلامية وتمكينها من العمل بضوابط يراعى فيها أعراف هذا المجتمع ..

وما أن وصلنا إلى مرحلة إزاحة النظام العراقي البائد والذي لايمكننا أن نترحم عليه لما أحدثه في الأمة الإسلامية من شرخ كبير يصعب مداواته في الوقت الحالي لأنه كان سببُ لما قبله وسيكون سبباً لما بعده من الشرور التي لايعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى ، وتحت ظروف معينة وبضغط يهودي عبر أمريكا المتصهينة رضخت بلادنا لسبب أو آخر نعلمه أو لانعلمه لمطالبهم باستخدام أراضينا لضرب النظام العراقي المندس بين أفراد شعبه والمحتمي بهم من ساعة القصاص من عميل حرقت ورقته وأصبح عالة لابد من التخلص منه للبدء بالمرحلة الثانية من المشروع التغريبي للمنطقة ككل عبر بوابتها الشرقية ..

وتكلم الأمريكان والبريطانيين كثيراً عن مصالح بلادهم واقتصادها وأهمية النفط العراقي قبل أن يتم الإيضاح عن الأولة الحقيقية اللتي يملكونها لإدانة ذلك النظام البائد ، وقدر الله سبحانه وتعالى ومضى قدره ، وسقط النظام العراقي ولكن قبل ذلك السقوط سقطت أمور كثير ورحلت مع رحيله ..

أهم هذه الأمور وهي ورقة حصل عليها الأمريكيين والبريطانيين من سلطة بلادنا ستكون بيدهم حال الحاجة لاستخدامها ، هي خطيرة ومصيرية لهذه البلاد وسلطتها الحاكمة ، فأمريكا وحليفتها رأت أن الجهد السياسي المبذول في هذه المرحلة يجب أن يكون متكامل الجوانب خدمةً لما بعده من أحداث قادمة ، الورقة هي باختصار (إزالة الشرعية الدينية عن هذه البلاد وتصويرها على أنها عميلة لبلاد الغرب لايجاريها في ذلك دولة في المنطقة بما فيها المخلب الأمريكي القديم [مصر] تمهيداً للإعتداء عليها دون ضجيج أو مع قليل من الضجيج العربي والإسلامي لايصل إلى حد إعلان حرب إسلامية ضد انتهاك حرمة الأماكن المقدسة بشكل علني) وإن كان البعض يقول بوجود القوات الأمريكية في البلاد قبل ذلك بسنين ، فهذا غير ذاك ، ذاك كان وعبر التصريح الرسمي للدولة كان بطلب من الدولة نفسها لتفادي خطر شقيق غادر ، أما الأمر الآخر فهو نزع للشرعية الدينية التي كانت بلادنا تمتلكها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ..

وكان البعض يلحظها في سفره خارج البلاد وتحولت بعد ذلك إلى غمز ولمز ، واصبحنا مثار العتب والتخوين بعد أن كنا نظن ذلك صفة في غيرنا ولاتجوز لنا أو لبلادنا ، ولكنها السياسة وحيلها التي تعيي من لاحيلة له ومن لا رأي عنده ومن لايعتمد على إخوته وأبناء جلدته وقت الشدائد ..

وبدأ المسلسل الأمريكي الخبيث بجر دول المنطقة نظاماً نظاماً بحيل وضغوط ورشاوى ، باسثناء النظام الكويتي الذي وقع على وثيقة بيضاء وإذن بدخول أي قوة للبلاد لتكون منطلقاً رسمياً لإحتلال العراق في سابقة تاريخية تسجل عليهم لا لهم ، فخسر النظام الكويتي سمعته وتلطخ بالعار كنظام علقمي عميل للأجنبي .

وصعد المثقف المصري على المنصة وبدأ يزايد على العروبة والاسلام وضياعه بين أهل الخليج ، وانبرى له الدكتور عايد المناع واخرسه بقوله (إن كنتم تتهموننا بأننا ندفع للأجنبي لإحتلال العراق ، فأنتم تأخذون ضرائب أو رسوم على مرور البوارج والسفن الحربية القادمة لضرب وغزو العراق) وأخرست هذه الجملة باقي المزايدين واصبح البيع والشراء في العراق على عينك يا تاجر ومن يدفع أكثر يحمل ..

لكننا لسنا بصدد دويلة لاتعدوا أن تكون خطأ تاريخي الوقت كفيل بتغييره ، بل بصدد بلد تتوفر بها إمكانيات هائلة من السمعة الدينية والمركز المالي والوسطية السياسية الهادئة التي تميزت بها السياسة السعودية وقتاً طويلاً من الزمان ، نأت خلاله بنفسها عن الدخول كطرف مرجح للطرف الآخر ، لكن ما كل مرة تسلم الجره ، وغلطة الشاطر بعشرة ، وحدث ما كان يتخوف منه وأشرنا إليه سابقاً ..

كان هناك من يروج للمصلحة الامريكية الاقتصادية والغرب عموماً في منطقة حساسة من العالم ، وبدأ المنظرون إما بإيعاز رسمي كالعادة في صحف بلادنا عند تناول حدث عام كبير أو باجتهاد شخصي من منطلق علماني بحت خالي من الدين والعقيدة لمصلحة الغرب المرتبط به ثقافياً ، ووجدنا من بعض من نحسبه في تيار الصحوة من يشمت في العراق كحكومة وما علم أن الضرر سيصيب الشعب بشكل أكبر ، المهم أن بلادنا بدأ العراك داخلها حول شرعية إنطلاق الطائرات القتالية وطائرات التجسس والتزود بالوقود في الجو والإسناد الجوي للعدو إلى العراق لضرب الأخ الشقيق الغير منضبط أمريكياً في الآونة الأخيرة ..

من الناحية المادية والاقتصادية :
الامريكان ازالوا نظام صدام لمصلحتهم !! وأين مصلحة بلادنا من دعمنا لهم ؟ هل يعقل أن تنطلق الطائرات من ارضنا وتدار عملياتهم الجوية من ارضنا لتدعيم مصلحة الامريكان والبريطانيين ؟ نتيجة خطيرة ..
ألم نكن نعلم ان النفط العراقي بديل كافي جداً عن النفط السعودي ؟ وهل كنا نعلم اننا لو توقفنا سنتين عن بيع النفط لأفلست الدولة تماماً ؟ مع ان الوضع المادي الحالي ليس مستقر لعدة اسباب من اهمها سوء الإدارة ..

من الناحية السياسية :
بدأت ايران الان وبعد انهيار النظام العراقي البائد ، بالتعاون مع شيعة الجنوب في العراق بترحيل اعداد كبيرة من عشائر السنة من تلك المنطقة وخلق حالة فراغ سكاني لملئها برافضة من ايران يأتون بشكل طبيعي الان وهذا ضمن صفقة امريكية ايرانية لتحسين شروط التوقيع على الملحق الاضافي بالمعاهدة النووية الايرانية !! ولنتخيل كيف إذا أحكمت إيران السيطرة لو بالولاء على الجنوب العراقي وهو ماهو حاصل الان فما هي الاخطار المترتبة على ذلك ؟ ولانذيع سراً عن التعاون اليهودي الايراني من تحت الطاولة برغم العداوة الفارغة المعلنة ..

ايضاً لدينا خطر داخلي اهم من مكافحة الارهاب وهو الخطر المحدق فعلاً .. الخطر قادم من الشرق وليس من وسط البلاد او غربها .. واظنك تفهم ما اعنيه اخي القارئ الكريم .. وهم اقلية يمكن احتوائها لكن مع اقتراب الجار الايراني الى حدود الكويت الضعيفة من كل الجوانب ، فالموضوع يأخذ بعداً آخر أقرب مايكون إلى الاطمئنان والعمل على اثارة القلاقل بشكل مستمر ومقلق للسلطات في بلادنا بدعاوى آخرها تم رفعه في عريضه لولي العهد للمطالبة بالمساواة الدينية على حد زعمهم وتكميم افواه العلماء عن الادلاء بفتاوى او آراء أو دروس تتعلق بهم وطلب السماح لهم بممارسات منافية أكثر ..

الحل العلماني لايناسب هذه الجزيرة من عدة وجوه فأنت لاتستطيع أن تفصل المكان عن ممارسات السلطة ، هذه بقعة دينية مقدسة عند المسلمين وانتهاج نهج علماني فيه خطر كبير على السلطة نفسها وهو المشاهد الآن .. فبرغم البيانات الحكومية والاعتقالات لكن الوضع يبدوا انه في هدوء غير طبيعي ، وآخر الاعتقالات تزعم أن هناك نساء أيضاً يحاولن القيام بعمليات تفجير وهذا لا اعتقد انه صحيح لسبب بسيط وهو ان المرأة لدينا محكومة بتقاليد مجتمعها وبخاصة إن كانت متدينه فمن غير المعقول ان تخرج مع اجنبي او تتحدث مع اجنبي في خلوه للتخطيط لعمل تفجيرات .. وهذا هو الصحيح .. فلم نسمع ان هناك نساء ذهبن لافغانستان الا قليلات مرافقات مع ازواجهن تم استعادة بعضهن عبر السفارة السعودية في باكستان .. إذن هذه مقدمه لعمل علماني غير جيد وخطير العواقب خاصة في بلاد لازالت امور القبيلة فيها بخير .. ولدينا سابقة حادث حريق مدرسة البنات كمقياس للحكم على مثل هذه الأمور التي يتم تصنيعها وإطلاقها داخل المجتمع تحت ظرف معين لإقناع الرأي الشعبي بها .

من الناحية الإجتماعية :
اكبر خطر على الاسرة الحاكمة أن يتم تدجين الشعب للقبول بالحلول الأمريكية للمجتمع أو الدمقرطة للبلاد على النهج الغربي الصرف ، وهذا يجر ما بعده من تنازلات مهددة لبقاء النظام الحالي والذي لانشك مطلقاً في أنه أنسب الموجود حالياً نظراً لطبيعة البلاد ومكره أخاك لابطل ، فمن يسمح اليوم بقيادة السيارة يسمح غداً بمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس الشورى فيما لو أقرت ، ومن ثم نصل إلى بيت القصيد (انتخاب قيادة للبلاد) بدعوى التجديد وإحلال الدماء الشابة ، ومن هي القيادة القادمة للبلاد ؟؟ ليست غير التكنوقراط والرأسماليين المعروفين الآن والذي يدفعون في هذا الإتجاه الآن عبر استغلال مايحدث من أحداث في هذه البلاد أوسطها حريق مدرسة البنات والتهجم الغادر السافر الكاذب على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رغم انهم لم يكونوا عائق لما ذكره علمانيو الصحافة وتم استغلال الحدث لدمج تعليم بناتنا بتعليم الذكور تمهيداً لدمج التعليم ككل في مدارس متجاورة منفصلة ثم إزالة الحاجز مستقبلاً .. وآخرها حوادث التفجير التي استغلها اصحاب المقاصد الخبيثة لإضفاء هالة من التخويف والشبهات على كل ملتزم بالدين في صور تنبئ عن نفاقهم وما طرحه أحد الوقحين من الوافدين المتجنسين في صحيفة غير محترمة بضرورة حمل بطاقة للمرأة تحمل صورتها كاشفة الوجه والرأس ، في تعدي سافر على خصوصيات وعادات وتقاليد أهل البلاد الأصليين .
  #2  
قديم 05-12-2003, 05:22 PM
sary111 sary111 غير متصل
كاتب قدير ومحترم
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: بلاد المخبرين
المشاركات: 239
إفتراضي

(ج2)

من ناحية العلماء :
هم أفاضل ولاشك في ذلك ولهم مكانتهم في قلوب الشعب كله إلا ماشذ عن ذلك من بقية الشعب وهم فئة منافقة معلومة النفاق ، وحتى البعيد عن الدين يحاول التمسح بهم لإعطاء نفسه شرعية أو لنفي معاداته للدين ، لكن الذي نعرفه أن العلماء هم القادة الحقيقيين للمجتمع وهم الموجه وهو صمام الأمان من الفتن والشرور ، لكننا لم نعد نرى لهم ذلك التدخل الواضح في شؤون المجتمع ككل ، ولم نعد نرى مشائخنا الأفاضل بيننا في مساجدنا داخل أحيائنا بمحاضراتهم كما كان ذلك في السابق ، ولم نعد نرى بعضهم وبالأخص الفطاحل منهم داخل مراكز ابنائنا الصيفية وانا واحد ممن احبهم في تلك الأمكنة برغم صغر سني في ذلك الوقت حين جائنا شيخ فاضل حببنا بنفسه وعممنا فضله وخلقه وتعامله على البقية الفاضلة منهم فأنا أراهم بنظرتي لذلك الشيخ الوقور رحمه الله ، يريد الشاب أو المستطلع لحقيقة الأمور من منظار الشرع أن يجتمع بهم داخل مكاتبهم دون رقيب من السلطة ليقال لهم مايجول في الصدور من أسئلة تعتبرها السلطة خروج عليها وما علمت أن الخروج عليها لن يأتيها إلا مع البعد عن الدين وعن مشائخنا الأفاضل ، ما يريده الناس هو حق طبيعي لهم فلم نسمع من قبل منذ أن وحد الملك عبدالعزيز هذه البلاد أن هناك عالماً منع الناس من الدخول عليه أو الالتقاء به لمناقشته في أمر أو التجمع لتقديم عريضة له أو الاستئناس برأيه والأخذ به أو استفتاءه إلا في هذه الأيام ، يوم أن اصبحت البطانة سوداء علمانية تثير الناس على الولاة في السر بتصرفاتها المشبوهه وتأكل أموال الناس بالباطل ..

ما يريده الناس أو الشعب هو عالم يحبهم ويحبونه يثق بهم ويثقون به يعرف أن الشعب المسلم يريد دينه في المقام الأول ومن ثم الحياة بكرامة وحرية كما كان آبائهم وأجدادهم من قبل على مر العصور في هـذه البلاد ، وإن كانوا ثلاثين عالماً بارك الله فيهم فهم خير وبركة فما الذي يمنع من تجوالهم على جامعات ومدارس ابنائنا لتبيان الحقيقة لهم وراء ما يحدث بكل وضوح وليسمعوا من عامة الشعب المسلم ما يحب أن يوصلوه لقيادة البلاد فهم القناة المأمونة والموثوقة لدى الشعب المسلم في هذه البلاد ولا اختلاف عليهم رغم ما يقال عن مداهنتهم ووقوفهم في صف الحاكم لكن لو تعقلنا ونظرنا الأمر من زاوية أخرى لوجدنا أن ما بالإمكان أحسن مما كان ..

وهذا الشعب لن يسمع ولن يستمر مع سلطته تماماً إلا بعودتها إليه ، الشعب لم يرتمي في حضن أمريكا ولم يقدم التنازلات لها وكان على استعداد أن يضحي بالغالي والنفيس عندما حاول صدام غزو أرضهم بدل استقدام القوات الأجنبية التي هي مفتاح الشر كله وببركة النظام البعثي العميل البائد ، فلماذا هذا الجحود من حكامه !! هل ركنوا إلى أمريكا وباعوه بثمن بخس وما قيمة الأرض بلا إنسان حر يعيش عليها بكرامة ، هل فعلاً كما قال أحدهم أن الأرض تنساح من تحت أرجلهم وهم لايشعرون ؟ شيء عجيب ..

وإذا نظرنا للواقع الحالي ، فالسلطة تريد أن تستمر بنفس وتيرة العمل السابق صرف بغير حساب وبدون ضوابط لأفرادها مع منحهم صلاحيات واسعة للتدخل في أمور البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهذا يجر تناقض واضح وتضارب في القرار وفقدان لهيبة السلطة فمن غير المعقول أن يكون هناك قائدين في وقت واحد فما بالك بعشرات القادة في وقت واحد ، هذا يأمر بكذا وهذا يأمر بكذا وهذا يأخذ من هنا وهذا يأخذ من هنا وبالنهاية سقوط مالي وسياسي داخل البلاد وذهاب لهيبة الحكم وسقوطه من أعين الناس ، وتشجيع للقفز على السلطة إن كان من أفراد مقربين أو غير ذلك وهذا ما نراه الآن في حوادث التفجيرات الأخيرة ولو عدنا إلى صميم إعترافاتهم لوجدنا شيء مما نقوله هنا لازال عالقاً في نفوسهم رغم عمليات غسيل المخ التي تعرضوا لها من أشخاص اتخذوهم مطية لهم لنشر مبادئ لانختلف عليها في الجملة لكن الطريقة ليست هكذا بل بالحكمة والموعظة الحسنة والمجتمع يتغير مع الزمن إلى الأفضل لكن دون إتكالية وتشاؤوم ،،،

هذه بلادنا كلنا وأمرها يهمنا ويهم جميع المسلمين والعالم أيضاً فهي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ونظرتهم لها بدأت تأخذ منحى غير طيب هذه الأيام مع ما يشاهد ويقال من كون بلادنا منطلق لضرب الأشقاء العرب والمسلمين في حروب الغرب الكافر رغم النفي الرسمي ، لكن للحقيقة أكثر من وجه وقد تكون إشاعة صغيرة كاذبة أو صادقة أقوى من خبر يغطى في كل وسائل إعلام العالم ..

ما يهمنا الآن هو الالتفات إلى الداخل بإصلاح وضعنا بعد سنين من تراجع التنمية بشكل لايصدق رغم الأقوال الرسمية لكن الواقع غير ذلك ، فلا خطط طوارئ للبلاد في حال الكوارث وهذا ما شاهدناه في جازان مرتين متتاليتين (متتاليتين!!) الأولى حمى الوادع المتصدع والثانية تلك السيول التي طمرت أماكن شاسعة من تلك المنطقة ، ورأينا العجز الرسمي في الإمكانيات رغم توفر المادة لكن سوء الإدارة والتخطيط وعجز من مختلف اجهزة الدولة واتكالية وتقاذف للمسؤوليات وتنازع صلاحيات فارغة ..


ولايوجد تقرير مالي صادر عن مؤسسة النقد العربي السعودي يمكن الركون إليه يطمئن الشعب أن الاقتصاد في أيدي أمينة تعرف كيف تديره ، بل سمعنا نائب محافظ المؤسسة يدلي بتصريح خطير وخطير جداً عن حالة الإقتصالد المتردية والعوائد الواردة للخزينة العامة والتي أصبحت (غامة) ، فما هو معلوم أن المتنفذين لديهم أموال ضخمة جداً حولت من من خزينة الدولة لحسابات في الداخل والخارج ، وبدأ بعض التجار في إخراج رؤوس أموالهم إما لدول مجاورة أكثر إنضباطاً في التعامل وأقل تدخلاً من الدولة والمحسوبين عليها في أمور التجارة التي هي المحرك الأساسي لاقتصاد البلدان ..

أما التصنيع فلم يتم التركيز إلا على أنواع معينة من السلع البعيدة عن استقدام التكنولوجيا التي لو تم استقدامها فيما مضى لكانت ستنقل البلاد من حال إلى حال كما هو مشاهد في الصين وفي سنغافورة وماليزيا والكوريتين ، رغم أن قواعدهم الصناعية الثقيلة والخفيفة والتكنولوجية بدأت بعد توحيد بلادنا بكثير إلا أن الوضع لدينا لم يتعدى الاستيراد فقط ، فأين الدعم العلمي لأصحاب الابتكارات وأين الدعم المالي لأصحاب المشاريع التنموية الحقيقية وليس المجمعات التجارية الفارغة التي هي أماكن هدر حقيقية لثروة البلاد .

برغم كل التناقضات التي نعيشها في هذه البلاد من دعم ولا دعم ومشاريع ولا مشاريع والتركيز على منطقة معينة أو ثلاث مناطق من البلاد إلا أن إنسان هذه البلاد استطاع وبذكائه الفطري أن يحاول مسايرة السلطة قدر الإمكان عبر التودد إليها وإبداء كامل الولاء لها وفق قناعته ومصلحته المعيشية ، لكن السلطة رأت فيه مواطن لايمكن الركون إليه أو الإعتماد عليه إما لجهله كما كان يروج في السابق وعدم تعلمه ، وإما لولاءه القبلي والعشائري والرغبة في عدم تزويده بمصادر القوة النفسية والإجتماعية والمادية بشكل كافي خوفاً من استغلال تلك المصادر ضدها ، هذه المصادر تتمثل في حصول ابن هذه البلاد على الحرية المنضبطة بضوابط الشرع الحنيف والتي تمكنه من التسليم لولي الأمر عن قناعة ورضا لا عن خوف وشك وريبة وترويج إشاعات ..

وتتمثل أيضاً في تنميته تنمية حقيقية عبر إخضاعه لبرامج تأهيل صناعية إن كانت رغبته كذلك والاعتماد عليه كيد عاملة بعيداً عن العمالة الأجنبية التي أضرت بالبلاد وسمعتها وأحدثت تغيرات غير طبيعية في بنية المجتمع وركونه إلى الكسل والدعة والخمول وهذا كانت تفكر فيه السلطة ، أي بإعطاءه نوع من مظاهر الراحة والرفاهية لينشغل بها عن المطالبة بحقوقه الأصلية المتمثلة في المشاركة السياسية والاجتماعية مثل بعض البلاد المجاورة عبر النقابات المهنية والعمالية ، لكن خوف السلطة من أن يستثمر ذلك كله ضدها أجهض كل محاولة للتنمية الحقيقية وأصبح الهاجس الأمني للسلطة هو المسيطر والشك والريبة في المواطن هي النظرة تجاهه ، وهاهي الدولة من جديد تقر بخطأها وتعلن أن القطاع الخاص هو المكان الأنسب لعمل شبابانا بعد أن ترهل الجهاز الحكومي (باستثناء أرامكو السعودية) بموظفين لانفع منهم .

لا ادعي فهمي بكل أمور بلادي .. لكنني أرى ما ذكرت موجوداً لدى أغلب شرائح المجتمع ، فهم لم يعودوا ذلك القاصر في الفهم والمعرفة مع توفر وسائل المواصلات والاتصالات الحديثة ، ولدينا شباب رائع لو أحسنا استغلاله وتوجيهه التوجيه الصحيح بعيداً عن الزج به في دوامات البطالة لتأديبه وإرغامه على البحث عن عمل مع عدم تأهيله لذلك من قبل السلطة وهو الواجب الأول لها تجاهه بعد حفظ عقيدته ، وبعيداً عن فتح المجال لإنحرافه سلوكياً أو أخلاقياً أو عقائدياً فمن كان يصدق أنه سيصبح لدينا مسيحيين سعوديين من أهل هذه البلاد !! ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم ، قد فقد بعض شبابنا الثقة في مجتمعه إلى الدرجة التي حدت به إلى تغيير معتقده ودينه وهذه مصيبة المصائب أن يكفر إنسان لعدم توفر حريه منضبطة ولعدم توفر مصدر عيش كريم ولعدم الحفاظ على ماتبقى من العلاقات الاجتماعية التي هي أمان نفسي لهذا المضطرب ، فأصبح البعض مشغولاً بنفسه ولايهمه غيره من جيرانه واقربائه ومعارفه ..

مرة أخرى لم يفت الوقت كثيراً على سلطة بلادنا .. لازال الوقت يقول بإمكانكم لكن أخلصوا النيه واعتمدوا على أنفسكم قبل غيركم فما حك جلدك مثل ظفرك ، فالولاية مسؤولية عظيمة أمانة كبرى تحتاج إلى ضبط لمحيط السلطة وأطرافها ، وعدل بين الرعيه ، وسماع للرأي دون استخفاف والإدعاء الحصري للمعرفة ، وكما أن للحكم أساليبه وحاجته للقوة الظاهرية أحياناً ، لكن حاجته للشورى الحقيقية أكبر ، وهؤلاء الأعضاء لديكم وهم من يقدمون لكم الشورى بينهم ناس ليسوا أهلاً لذلك ونتمنى إزاحتهم بدل حضورهم للجلسات لأخذ المخصصات المالية للجلسات والنوم في غرف الأعضاء وقت الجلسات بدعوى القدوم من سفر طويل بينما كان في سهرته الخاصة .. مع التحيه ..

آخر تعديل بواسطة sary111 ، 05-12-2003 الساعة 05:31 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م