مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-12-2003, 07:51 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
Lightbulb مقال نبيل شبيب بعنوان: اعتقال رئيس سابق

اضعه هنا لأقرأه انا وانتم لاحقا

اعتقال رئيس سابق

الحقيقة المغيّبة بين الصخب والمخاوف والغضب



ما يزال يتكرّر المشهد العراقي كلّ يوم بإخراج جديد، وآخر حلقاته وقوع صدام حسين في أسر قوّات الاحتلال الأمريكي، فبعد كل ما أحيط به فصل سابق بعنوان: إسقاط "رئيس الدولة" وتحطيم تماثيله، أتى الفصل التالي بعنوان: اعتقال "الرئيس السابق" مع مزيد من المظاهر الاستعراضية المقصودة، ولئن اتخذت التطورات مجرى طبيعيا فسيأتي الفصل القادم بعنوان: محاكمة "الديكتاتور السابق"، ثمّ فصل آخر على الأرجح بعنوان: إعدام "المجرم السابق".



المسرح والمتفرّجون

أمّا المسرح نفسه فلم يتبدّل تبدّلا يستحقّ الذكر:

- بقي المخرج والمنتج أمريكيا، بأسلوب أقرب إلى أساليب رعاة البقر منه إلى سلوك ساسة وقادة عسكريين أو حتى إتقان فني لسينمائيين متخصصين متمرّسين..

- وجلّ من يؤدّون الأدوار الجانبية بأعداد ضخم على غرار أفلام هوليوود العملاقة، هم الجنود الأمريكيون والسائرون في ركابهم..

- ويطلّ على المسرح أحيانا بعض رؤوس "شخوص" التمثيلية المتأمركين، فتكاد تسمع "الملقّن" يملي عليهم ما يقولون.. ويصحّحه أحيانا..

- بينما بقيت الغالبية العظمى في طول العالم العربي والإسلامي وعرضه.. للقيام بدور المتفرّجين، ساسة وزعماء في الصفوف الأولى للمتفرجين على المسرح السياسي الدولي، حتى وإن صافحهم بعض الممثلين الرئيسين أحيانا.. أو متفرّجين أيضا يعدّون مئات الملايين، ولا يملكون "حقّ المشاهدة" إلاّ في حدود ما يُنقل إليهم فتعرضه شاشة التلفاز.

هل يُستغرب إذن الصمت الرسمي العربي في اليوم الأوّل على الأقلّ لعرض فصل الاعتقال من المشهد العراقي؟..

صمت "صارخ".. باستثناءات محدودة، اقتصرت على وزير الإعلام الكويتي "مبتهجا"، ووزير الخارجية المصري "متمنيا"، وعلى عمرو موسى باسمِ جامعة الدول العربية "متحدّثا حكيما" حريصا على ألاّ يضيع ما بين ساسة يمكن أن تستفزّهم أقواله وشعوب تستفزّه بتوقعاتها ومطالبها!..

لم يكن ذلك الصمت الصارخ مستغربا، فقد سبق أن رصدنا مثيله مرارا، أمام كل حدث مهمّ سابق، ليس في المشهد العراقي فحسب، وإنّما في معظم المشاهد الأخرى ذات العلاقة الصميمية بواقع بلادنا، وقضايانا، ومستقبلنا، إلا ما كان من كلام كأصوات "الكورس"، مواكبٍ لمجرى الأحداث، وفق المطلوب من أصحابه.. تأييدا لصانعي الأحداث أحيانا، أو تبريرا لها غالبا، أو احتجاجا شفويا متكرّرا من وقت إلى آخر، إنّما الملحوظ هو أنّ "المسموح" به على شكل احتجاج بدأ ينكمش ويتقلّص، فتصاعدت "كميّة" الحذر بصورة تتناسب طردا مع تصعيد كمية العنجهية العدوانية العلنية، هذا علاوة على أنّ الاحتجاج الكلامي فقد مفعوله الأصلي، إذ اضمحلّت قدرته على استرضاء المستهدَفين به، فقد بلغ اعتياد بعضنا على "منتجات" الاستهلاك الإعلامي المحلي.. مستوى الإدمان.

إنّ هذا الدور المتقلّب بين صمت صارخ أو صراخ صامت، تحت عنوان: "مواكبة" الأحداث، من داخل بلادنا ومن قلب الأحداث العاصفة بنا، يشابه أو يقلّ درجة أحيانا عن دور يؤدّيه سوانا، ممّن يعيش في بلاد غير بلادنا، وتهمّه في الأصل أحداث غير الأحداث التي تقصم ظهر قضايانا، وإذا صحّ وجود مخلوقات على كواكب أخرى ترصدنا عن بعد، فلربّما يكون دور المتفرّجين منها علينا، صامتين أو ناطقين، متطابقا مع هذا الدور الذي نرصده على أنفسنا، مع كلّ حدث جديد.

هل نكتفي بوصف ما نحن عليه؟..



الذعر.. والخطر

لندع صورة "الواقع" لحظات، ولو على سبيل الاستراحة ممّا يستدعي الألم والاشمئزاز معا، ولنتخيّل أنّ سقوط صدام حسين ونظامه، وأنّ اعتقاله وما سيصنع به، قد تمّ بعضه وسيتمّ بعضه الآخر نتيجة ثورة شعبية، في غياب الدبابات والطائرات الأمريكية، التي طالما دعمته من قبلُ طوالَ تعاونه مع ساسة واشنطون، ولنتخيّل آنذاك:

- كيف ستكون ردود الفعل الشعبية، وكيف تتحوّل تلك المظاهرات المحدودة عددا، والاصطناعية أحيانا، والمتركّزة على منطقة دون أخرى من العراق دوما.. كيف تتحوّل إلى مظاهرات جماهيرية حقيقية حاشدة..

- وكم سترتعد فرائص من يمارس الحكم في بلادنا العربية والإسلامية ولو بدرجات متفاوتة على غرار ما صنع صدّام حسين من قبل..

- ثمّ لنتخيّل ما يمكن أن ينجم عن مثل ذلك التغيير من أحداث لا تقف قطعا عند الحدود العراقية، ولا تترك مجالا للتساؤل عن حقيقة موقف "النخبة الصادقة" و"الجمهرة العامّة" في بلادنا.. أو ما يسمّونه الشارع العربي –عمدا- للحطّ من شأنه.. هل هو موقف الابتهاج أم الانقباض، أم هو الشماتة أم الغضب.

على النقيض من الصمت الرسمي العربي والإسلامي، لم يكن يوجد ما يستدعي الصمت الرسمي غربيا.. فالمؤيّدون والمعارضون لحرب احتلال العراق تسابقوا في الإعلان عن مواقف التهنئة والابتهاج، وحتى البورصات –مثل بورصة تل أبيب- سجّلت ابتهاجها بارتفاع قيمة أسهمها فيما يشبه القفز إلى الأعلى.. ولم يكن في واقع اختلافات الغربين عموما وحول المشهد العراقي تخصيصا، ما يمنع أيّا منهم من إبداء موقفه.. دون أن يغيّر ذلك من سياساتهم واختلافاتهم الراهنة شيئا، وهذا فارق جوهري، فقد رسّخت "الثقافة السياسية والحزبية" في بلادنا أسلوب عدم الالتقاء على أمر دون التوافق في كل أمر، وما دام هذا مستحيلا، فليبق الالتقاء مستحيلا ايضا!..

هذا رغم أنّ الصمت الرسمي العربي يدفع جمهور المتفرّجين "الشعبيين" إلى طرح ألف سؤال وسؤال:

- هل يخشى بعضهم مصيرا مماثلا فهم يحملقون مشدوهين مذعورين عاجزين عن الحركة، أو ينظرون إلى المرآة ويخشون أن تعرضهم آلة الإجرام الأمريكية يوما ما في صورة مجرمين، مستسلمين تحت تأثير حقنة ما، أو تحت تأثير الجبن والخوف؟..

- هل ينتظرون أن يؤدّي التصعيد المطّرد لما يصنعه المخرج الأمريكي بأحدهم، هكذا بأسلوب سينمائي وبصورة علنية استعراضية إلى غضبة شعبية عارمة مفاجئة، قد تأكل الأخضر واليابس قبل أن يصلهم من مصانع الغرب ما يكفي من أجهزة القمع ووسائل الفتك؟..

- ثمّ هل يضعون في حسابهم ما يمكن أن يترتّب على مجرى الأحداث في العراق على صعيد قضية فلسطين المحورية، وإن كان ما يُصنع بها مباشرة بمشاركتهم يكفي وزيادة.. أو في منطقة الخليج النفطية، أو على امتداد مصالحهم المحدودة وعلاقاتهم الشكلية في المنطقة الإسلامية، فهم لا يجهلون أنّ حوض دجلة والفرات هو صلة الوصل ما بين مشرقها ومغربها، والبوتقة التي صُهرت فيها واندمجت ألوان حضاراتها وثقافاتها، قبل أن يشرب الغرب من خلاصة عصارتها؟..

- ثمّ إلى متى تستمرّ فيما بينهم الانقسامات حول "ما بعد احتلال العراق" مثلما كانت أثناء "حصار العراق"؟..

- هل يلجؤون إلى مزيد من الاستجابة للمطالب الأمريكية التي لم تعد تحدّها حدود ولم تعد تقف مضامينها حتى عند أبواب حرمة المساجد وخصوصية المدارس، واستقلالية الخطب وأصالة المناهج.. بل ولا حتى عند حدود الإبداع الذي طالما شجّعوه من قبل ولكن في اتجاه واحد، ويريدون الآن توجيهه حيث يريدون، حيثما عبّر عن نفسه، في مسرحيات فنية أو مقالات ثقافية وفكرية؟..

إذا كان المسؤولون يطرحون مثل هذه التساؤلات –وبعضهم يبوح بذلك علنا أحيانا- فممّا يثير أشدّ درجات الاستغراب والإشفاق، أنّهم لم يطرحوا من قبل ولا يبدو أنّهم يريدون أن يطرحوا السؤال:

- متي يدقّ عندهم ناقوس الخطر الأمريكي-الإسرائيلي بما فيه الكفاية، ليفكّروا تفكيرا جادّا ويتحرّكوا تحرّكا مشهودا عمليا، وصادقا لا كاذبا، على طريق مصالحة حقيقية وشاملة مع الشعوب، سعيا إلى الاحتماء بإرادة الشعوب وطاقات الشعوب، من الهجمة المعادية الشرسة ضدّ المنطقة، وقد باتت تستهدف الجميع حكاما وشعوبا وتيارات متعدّدة.. دون تمييز؟..




__________________


[HR]
يا رسول الله

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ورؤيتكم أيا تاج الجمالِ = أحبُّ إليَّ من أهلٍ ومالِ
تأصّلَ حبّكم في القلبِ حتى = تعلَّقَ فيكمُ فكري وبالي
نقيبُ القلبِ لذتُ اليوم فيكم = فيحلو في محبتكم مقالي
وحالي ضاربٌ بالشوقِ صبٌّ = متى النظراتُ تسعفُ ما بحالي
[/poet]
[HR]
}{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}{
  #2  
قديم 15-12-2003, 07:53 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

التتمة:

ما يحيط بشاشة التلفاز

سيتسمرّ حبك المشاهد، وسيستمرّ عرضها، على المسرح السياسي، أو للمستهلكين المحملقين في شاشات التلفاز، وسيستمرّ –وهذا الأنكى والأدهى- اقتصار أصحاب الأقلام في مواكبتهم للحدث على أحد اتجاهين رئيسيين ما زلنا نرصد –إلاّ ما رحم ربي- ضربا من ضروب الاختناق الفكري والثقافي في إطارهما..

(أحدهما) اتجاه متنوّع الأشكال موحّد الحصيلة، يضع نفسه في موقع:

- جلد الذات

- أو جلد الآخرين

- أو الانتقال بالأحياء إلى عالم الأموات على امتداد عصور التاريخ الماضية.. باسم الإسلام حينا وباسم القومية حينا آخر..

- أو الانتقال إلى عالم خيالي من ثقافة الحماس إلى حدّ الانفجار.. وزاد من ذلك القدرة على قول ما تشاء ما دمت لا تقترب من صناعة القرار.. أو ما دمت تكتب في عالم افتراضي باسم مستعار..

- أو الانتقال بأسلوب "المثقف الراقي" إلى عالم آخر، ولكنّه خيالي أيضا.. عالم ثقافة.. ما أجملها لو كنت تستمتع بقضاء إجازة بعد عام من العمل، مظمئنّا إلى أنك ستعود إلى "حضن الوطن" فيستقبلك لا تخشى بندقية أمريكية بين عينيك ولا بندقية "محلية" في ظهرك ولا المخابرات من بين يديك ومن خلفك.. ولكنّها ضرب من ضروب الثقافة "الجميلة الكمالية" التي كان فينا من يقول في الماضي إنّها لا تطعم خبزا، وبات علينا أن نقول ونكرّر اليوم إنّها لا تصنع نهوضا ولا نصرا ولا شخصية قادرة على صناعة النهوض والنصر..

أما (الاتجاه الثاني) فيبدو للوهلة الأولى أنّه يتفاعل مع الحدث، ويحرص على العقلانية والواقعية في تفاعله، ونتأمّله حينا وتلسعنا نتائجه حينا آخر إذ نرى رأي العين كيف يؤدّي في إطار المشهد العراقي، شبيه ما يصنع في المشهد الفلسطيني.. والأفغاني.. والشاشاني.. وسواه.. هو الدور الذي يخدم بقصد أو دون قصد "استكمال معالم المشهد" لتتابع الأحداث.. ولكن وفق ريشة الفنّان الأمريكي-الصهيوني.

بين أيدينا نموذج على ذلك في التعامل مع حدث وقوع صدّام حسين في الأسر:

- إنّ محاولة تبسيط الموقف من الحدث.. في تتّبع الابتهاج هنا والشماتة هناك..

- مثل محاولة تحويل الأنظار إلى سؤال عمّا يؤدّي إليه اعتقال صدّام حسين بالنسبة إلى التعجيل أو عدم التعجيل من "الإجراءات الأمريكية" باسم "إرادة الشعب العراقي"..

- مثل الإغراق في التكهّنات هل قاوم أم لم يقاوم، هل هو بطل في الأسر أم مجرم في القفص..

- مثل نشر التوقّعات تحت عنوان "تفسير الأحلام" وما يتبع لها، أو بأسلوب تضخيم شأن بيانات ونداءات لا تخرج من داخل العراق نفسه إلا نادرا..

- مثل انفراد كلّ قوم بالانشغال بشأن من الشؤون يعتقدونه منفصلا عن شأن غيرهم، ففي سورية ما سمّوه قانون المحاسبة، وفي السعودية ما سمّوه ضرب المناهج مع ضرب "الإرهاب"، وفي مصر ما عاد من صور التعذيب وأسلوب (قل واصرخ في الإعلام المحاصر ووراء قضبان الجامعات وبوابات المساجد ما تشاء.. وأصنع في مراكز صنع القرار ما أشاء.. حتى برغم أحكام القضاء).. وفي السودان السؤال عمّا وراء المصالحة "المفاجئة" توقيتا ومضمونا.. وهكذا حتى نصل إلى موريتانيا وتزييف انتخاباتها، والمغرب والنزاع على صحرائها أو صحراء جارتها.. وليبيا والجديد من مفاجآتها..

إنّ معالجة سائر هذه القضايا بأسلوب الانفلات من جهة، وفصل بعضها عن بعضها الآخر من جهة أخرى، وألوان التهجّم والتهجّم المعاكس من جهة ثالثة.. جميع ذلك وما يشابهه لا يمكن أن يؤدّي إلى "عمل فعّال" ناهيك عن "جهد مشترك".. بل لا يؤدّي إلى مجرّد استيعاب مجرى التطوّرات، وما ينبني عليها على صعيد مستقبل المنطقة، إنّما يشغل بالأمر الفرعي -على أهميته أحيانا- عن الأمر الأهم الذي يُفرز غالب الأمور الفرعية والجانبية.

يجب أن نخرج من هذه القوالب المتعدّدة الطلاءات، وقد باتت "مفبركة" لعقولنا وأقلامنا.. وأن نضع بين أعيننا وفي حروف كلّ كلمة تخطّها الأقلام أو تنطق بها الشفاه، بل وفي كلّ فكرة مخلصة يراد طرحها طرحا جادّا واعيا، المشاهد التي نشاهدها على حقيقتها، وحقيقة مغزاها، كما هي.. لا كما يراد لنا أن نراها، أو كما نتمنّى لو نراها..

ونعود للنموذج العراقي المطروح:

هل نرى المشهد العراقي فعلا بعيدا عمّا يصنعه منظور "اختلاف التيارات" بل وخارج منظور "اختلاف المواقع" حاكما ومرتبطا بحاكم، أو محكوما عانى من الاستبداد في العراق بالذات أو خارج حدود العراق.. هل نرى أنّ القضية:

- ليست قضية إسقاط نظام استبدادي أو قضية دعمه.. كما تُلقى الاتهامات جزافا بلا حساب، فرفض الاستبداد بكافة أشكاله أمر مفروغ منه عند الإنسان العاقل السويّ، ولا يرفضه إلا المنحرفون والمنتفعون من الاستبداد على حساب الشعوب.. فلا يمكن أن يتراشق بمثل هذه الاتهامات إلاّ من يريد الالتهاء بها وإلهاء الآخرين..

- كما أنّها ليست قضية يجوز حصرها في مسألة اعتقال رئيس ومحاكمته أو حتى قتله، فمن يضع نفسه فوق القانون، يجب أن تلتقي الآراء على المطالبة بأن يخضع للقانون..

- إنّما القضية كانت وما تزال هي "الكيفية" المتبعة لإسقاط الاستبداد ومحاسبة المستبدين، وقضية الارتباط التبعي من خلال الحكم.. أو الارتباط التبعي -للوصول إلى الحكم أو للبقاء فيه- بدولة أجنبية معادية.



مكافحة الاستبداد المزدوج

إنّ كلّ فرد أو جهة يساهم في محاولة الخلط بين الأسئلة الجوهرية والأسئلة الوهمية والفرعية والجانبية، لتبرير حرب احتلال، أو تبرير إجراءات الاحتلال، إنّما يساهم في دعم الاستبداد المحلي والاستبداد الدولي على السواء.

المستبدون لن يبحثوا آنذاك وهم يرون نظاما يسقط بدبابات وطائرات أجنبية، عن مخرج لأنفسهم باللجوء إلى إرادة الشعوب وتحكيمها في أوضاعهم، إنّما يلجؤون إلى محاولة "الاحتماء" بالعدوّ من بطش العدو.. جنبا إلى جنب مع البطش الاستبدادي بالشعوب، ذلك أنّ خلط معالم المشهد العراقي هو "الضباب" الذي يتحرّكون وراءه وأمامه على ذلك الطريق..

كذلك فإنّ الاستبداد الدولي لا يزول ما استمرّ هذا الضباب المصنوع صنعا، وعلى العاملين على اختلاقه وفي إثارته، وكيف نتصوّر وهو يعتمد على هذا الضباب، أنّه سيتراجع تحت تأثيره عن أطماع الهيمنة المطلقة، عالميا، وإقليميا في بلادنا بالذات؟.. وهي هيمنة استبدادية استغلالية توسّعية، أفقيا على المستوى الجغرافي، وشاقوليا على مستوى الميادين التي تخترقها مرحلة بعد مرحلة، وقد باتت هيمنة مرفوضة أو أصبحت وسائلها العدوانية مرفوضة داخل الغرب نفسه، ثمّ يبقى رغم ذلك، داخل بلادنا المستهدفة، من يتبجّح بفهمه الأسطوري للواقع العالمي فينكر وجودها ويبرّئ الأمريكيين والإسرائيليين منها.. كما أنّها هيمنة باتت –رغم أولئك الضبابيين- علنية استعراضية، فأين من يستطيع تفسير ذلك الإصرار الغريب على تأويلها، أو تصوير الخضوع لها مطلبا كريما، أو وسيلة للبقاء على قيد الحياة.. وأيّ حياة!..

إنّ الاستبداد الدولي كالاستبداد المحلي، لن يتراجع من تلقاء نفسه، بل سيزداد نهمه للتشبّث بما يصل إليه ومدّ أذرعه كالأخطبوط إلى المزيد، ما دام يجد شكلا ما من أشكال التجاوب معه، أو الخضوع له.

وفي مقدّمة ما يصنع ذلك هو ذلك الإسهام في التمويه على ما يصنع أو على ما يجري في مواجهته..

عملية أسر صدام حسين مثال على ذلك ما بين:

- تصويرها –كما يريد- خطوة على طريق الحرية والكرامة والعزة والوحدة والتقدّم.. بعيدا عن تحقيق أي قسط ولو ضئيل من تلك القيم على حقيقتها وليس وفق أوهام "روكي.. ورامبو.. وجيمس بوند"..

- أو الانشغال بما يلقيه من أدوات الإلهاء، كالحديث عن كلّ شيء يتعلّق بصدام حسين، مستبدا.. أو مقاوما.. وهاربا.. أو مستسلما.. ومجرما.. أو وطنيا.. ولكن بعيدا عن الحديث عمّا هو أهمّ من صدام حسين ومن 22 أو بضعه وخمسين صدّاما..

إنّنا لنلهو في الحالتين بعيدا عن الحديث ناهيك عن العمل على صعيد ما يمكن أن يواجه مواجهة مشتركة وفعّالة ودائمة ذلك العدوّ الأمريكي الصهيوني نفسه، واستبداده المتعدّد الوجوه، ووحشية غزوه الإجرامي، وخطورة مطامعه الراهنة والمستقبلية، وأخطبوط ارتباطاته التبعية الداخلية على مستوى الأنظمة وخارج دوائر سلطانها ولكن داخل الحدود وليس خارجها فقط.. وسواء أسقط الاستبداد الدولي حكما استبداديا محليا أم لم يفعل، لا يغيّر ذلك شيئا من حقيقته كما هو، ولا يغيّر أيضا من وجوب العمل عملا مركّزا على جمع المواقف والأفكار والتصوّرات على صعيد واحد، واستنفار الهمم والطاقات والجهود لتحقيق هدف أوّلي واحد، وابتكار الوسائل والأساليب للتحرّك على طريق واحد.. أوّله وأوسطه وآخره هو مواجهة العدوّ الخارجي، هذا.. دون التحجّج بهذا الواجب الأكبر أهمية والأشدّ إلحاحا، لإغفال وجود واجبات أخرى، في مقدّمتها التخلّص من مختلف أشكال الاستبداد والاستغلال الداخليين بطريق لا توصل إلى ترسيخ أقدام استبداد واستغلال خارجيين، من شأنهما أن يكرّرا دورة الأحداث والتطورات على امتداد عشرات السنين الماضية، فإذا بنا أمام تنصيب استبداد آخر بوجه جديد بشع علنا أو مطليّ مزيف، وترسيخ استغلال آخر للطاقات والثروات والعقول والأذواق معا.. والحصيلة واحدة: مشهد إجرامي يصنعونه.. فتتركّز أبصارنا على من يريدون أن نركّز الأبصار عليهم.. لا الضحايا بلا عدّ ولا حصر.. ويبقى لنا على كلّ حال دور المتفرّجين، نؤديّه صامتين أو صاخبين.




مع أطيب السلام

نبيل شبيب
  #3  
قديم 15-12-2003, 09:15 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي مقال اخر اضعه بين ايديكم

أسر البطل صدام حسين

سيحاولون تشويهه لدوره في اشعال المقاومة

لم يسلم بلاده كما فعل الحكام العرب

ترك السلاح في أيدي العراقيين و لم يسلمه للغزاة

بقلم : عامر عبد المنعم

أسرت قوات الاحتلال الأمريكية الرئيس العراقي صدام حسين . أسروه بعد أن أدي واجبه ، و اختار خندق الجهاد و المقاومة ، و رفض الاستسلام كما فعل كل حكام العرب .

أسروا صدام و ابتهجوا و كأنهم انتصروا في المعركة و لا يدرون أن المعركة بدأت الآن ، و الآن فقط . فصدام فعل أكثر ما يمكن أن يفعله قائد مجاهد أمام غزو الصليبيين لبلاد الاسلام . فقد ترك السلاح الذي يملكه الجيش العراقي في أيدي العراقيين ليواصلوا الجهاد ضد الغزاة بينما يستخدم حكام العرب جيوشهم و أسلحتهم ضد شعوبهم و في خدمة العدو.

نعم كان صدام مستبدا و لنا مآخذ كثيرة علي حكمه لكن كل الحكام العرب مستبدون ، و معظمهم قتلوا معارضيهم و سجنوهم . و لكنه أشرف منهم لأنه لم يسلم بلاده للأمريكان كما فعل الآخرون بدون قتال . فكم من دولة محتلة و تسلم الأمريكيون مفاتيحها. و يكفيه شرف الجهاد الذي يجب ما قبله ، و يكفيه أنه قدم إبنيه و ابن قصي شهداء يشفعون له عند الله إن لم يستشهد .

لا ننسي أن صدام ظل يقاتل حتي القبض عليه و ظل يحرض الشعب العراقي في كلماته المسجلة حتي آخر لحظة داعيا مواطنيه للمقاومة ، مطلقا شرارة الجهاد ضد الغزو الصليبي الذي يستهدف الأمة كلها، في وقت يعيش فيه الحكام العرب مرعوبين يلتمسون رضا البيت الأبيض وو صل الأمر أن بعضهم يحاد الله و رسوله تحت راية بوش فيغير مناهج الدين و يحارب الدعاة و يسخر كل امكاناته لخدمة الغزاة .



العدو يعرف قدر ما فعله صدام و لذا فهم سيحاولون تشويهه و ترويج أكاذيب و اشاعات حول عملية القبض عليه التي لا نعرف كيف تمت و التي يبدو فيها المفاجأة . سيسعون الي تشويهه لإضعاف المقاومة و اظهار أن كل شيء انتهي . و سنري الاعلام يروج للفرح في الشارع العراقي و العالم بينما يجب علي الأمة أن تحزن لأن الغزاة قبضوا علي مسلم مجاهد . و الفرح الحقيقي يوم يهزم الغزاة .

فكيف يكون الفرح و الصليبيين الجدد يجتاحون أمتنا و العراق ما هو إلا البداية .

هل فرح المسلمون عندما دخل التتار بغداد و صفقوا للغزاة . التاريخ لن يرحم هؤلاء الذين يؤيدون الاحتلال و الذين يشاركون في تجميل وجهه. و الذين يباركون الغزاة و يرقصون علي جماجم الأمة طمعا في مناصب و مزايا دنيوية مؤقتة.



لكن هل أسر صدام يعني انتهاء المقاومة ؟



بالتأكيد لا .. فصدام ما هو إلا شخص أدي ما عليه ، و ساهم في إشعال الشرارة .. بينما المقاومة اشتعلت بالفعل و ستستمر ربما أفضل مما كانت . فقد كان دور صدام في المقاومة يثير تخاذل البعض المتأثر بالدعاية المضادة أما اليوم فالمقاومة ستكون خالصة لوجه الله و لن يجد الأعداء ما يبررون به مواصلة جرائمهم .





و في النهاية ندعو الله أن يفك أسر صدام أو يقبله شهيدا و ندعوه أن يفك أسري المسلمين الذين يقبعون في سجون الاحتلال في العراق و في جوانتانامو و في كل العالم الذي حوله الصليبيون الجدد الي سجن للمجاهدين من أمة الاسلام .
  #4  
قديم 16-12-2003, 02:36 AM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

مقال الشاعرة نضال نجار:

صُلِبَ الميسحُ!.. بل شُبِّهَ لهم
واعتُقِلَ صدَّام ، بل شُبِّهَ لهم أيضاً..
هاهو يصولُ ويجولُ في العالم وخاصةً العربي.
يبطش، يقتل، يأسر، يقهر، يعدم ، ينفي، يظلم، يمتصُّ دماء الشعوب، ينهبُ ثرواتها وخيراتها،
يجرِّدها من أبسط حقوقها وهو الحياة، يقضي ألاَّ يُعبَدَ إلاَّ إيَّاهُ وبإخواننا ظلماً وتنكيلا، يقتلُ الأبناءَ
ويستحيِ النساء، يُخرِجنا وإخواننا من ديارنا لأننا لسنا على ملَّته، ويُبقينا إن اتَّبَعناها..
هو ذا الطاغية الحقيقي * بوشَّارون وما صدَّام وسواه إلاَّ صورٌ وهميةٌ لخداع من في قلبه مرض ـ بمعنى من كان بلا عقلٍ أو بصيرة...
ذكرتْ صحيفة ها آريتز أن اعتقاله تمَّ كما الفأر من جُحرٍ رغم المال والسلاح اللذان في حوْزَته؛... فالعبرةُ تقولُ أن كلٌّ من المال والسلاح اللذان في حوزة كل حاكمٍ عربيٍّ لن يُبعِدهُ عن ذلك المصير الذي إليه آل صدَّام ـ كما الفأر ـ بموجب الصحيفة العبرية...
وماذا نملكُ أن نقول سوى/ هبُّوا واستفيقوا أيها العربُ فقد طغى الغربُ حتى غرقَ الأوسطُ...
نعم لقد طمى بل طغى الغرب وجاوزَ في الطغيان وهاهو الشرقُ يغرقُ بالسلاح والمخدِّرات وأفلام الدعارة والفياغرا وغيرها من الملوِّثات الأخلاقية والدينية والاجتماعية والثقافية والفكرية وووو...
لقد غرقَ الشرقُ بسابق ألف إنذارٍ وإنذار لكن ما تُغني النُذُرُ عن قومٍ لا يتفكَّرون...
إن اعتقال صدّام هو الانذار الأخير لكل حاكمٍ عربيٍّ بأن يعود لشعبه، أن يحكم بين الناس بالحق والعدل
في كافة الأمور _ التوزيع العادل للثروات ـ فلا غني ولا فقير كما الرسول وأصحاب الرسول حين كان الكلُّ سواسية..
وللأخوة في العراق ؛ يؤسِفُني تقديم التهاني لاعتقال رئيسهم بهذا الشكل، بل هم في سَكْرَتهم يعمهون عن الحقيقة مُدْبِرون...
حين قام صدام بإبادة الأكراد وقتل الشيعة وتعذيب الشعب والتنكيل به، أين كانت أمــــــــــــريــــــــكـــــــــــــا
قطعاً لم تكن في غفلةٍ عمَّا يعمل، بل قالتْ له : يا صدام كُن ناراً وجحيماً وحمماً على شعب العراق، فكان!..
بل مدَّتْه كما غيره من الأنظمة الحاكمة العربية بالسلاح ووسائل التعذيب ليكون لأمريكا ما تشاء من البلاد
بعد إبادة العباد...
قطعاً كما غيره كان يستجيب فهو ليس نبيٌّ عن الخطيئة بمعصوم، بل بشرٌ كما الآخرون ، يحلُمون ويحتملون؛
يحلمون بالخلود في الحُكم لقصورٍ في الحِكمة، ويحتَمِلون الذل الأمريكي لتحقيق الملذَّات الدنيوية من القصور الفخمة والأموال والنساء مثنى وثلاث ورباع وما يفوق، وذلك يعود لخواءٍ روحيٍّ وروحاني...
...
إن مشهد صدام حين كان الطبيبُ الأمريكي يفحصه أيضاً فيه عبرةٌ للآخرين؛ وهي
أن الرجل العربي إنسانُ كهوفٍ مظلمةٍ تعلوه القذارةُ بأنواعها، عاجزٌ كما الحيوانُ عن النُطْقِ، فريسةٌ للأقوى منه... أما الرجل الأمريكي فهو إنسانُ الحضارةِ والرقي، يمتازُ بالعلم (إشارة إلى الطبيب) ، بالحلم (إشارة إلى المعاملة الانسانية لصدام)، بالطُهر (إشارة إلى قفازات الطبيب أثناء الفحص) ...
عجباً من هذا الفيلم الأمريكي!...
ألم يستحق من العرب بعض وِقْفَةٍ حين أُظهِرَتْ صورة صدام بلحية ثم فيما بعد بدونها؟!..
أعتقد كما الجميع أن اللحية رمزٌ للمسلمين وحلقها يعني الكثير لمن فهِمَ القليل!.....
ويُطالبون بمحكمةٍ عادلة!... يا لهذا السُخف، أي محكمةٍ وعن ماذا؟!..
عن أفعالٍ بالَ الزمانُ عليها ومن قبلُ أمريكا والآخرون؟..
والسيناريو يتكرر بل سيتكرر حتى لو أُعدِمَ صدام ومن حذا حذوه فقد قضى بوشَّارون


بوشَّارون ، تعني بوش وشارون وهي بالفرنسية bucheron من bucher أي الحطَّابُ الذي يُعدُّ المحرقة أو المِخْرَقة لا فرق!.......

نضال نجار
  #5  
قديم 16-12-2003, 03:30 AM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

اهانة جديدة للعرب
2003/12/15

عبد الباري عطوان

اخيرا، وبعد ثمانية اشهر، نجحت القوات الامريكية، بمساعدة عملائها ومخبريها في اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين، في قبو احد منازل مدينة تكريت، مسقط رأسه.
الرئيس الامريكي جورج بوش ظهر مثل الطاووس علي شاشات التلفزة محتفلا بهذا الانتصار الكبير، وكذلك فعل حليفه توني بلير رئيس وزراء بريطانيا واعداء الرئيس العراقي الكثر داخل العراق وفي الكويت.
نعم انه انتصار امريكي كبير، ودفعة معنوية مهمة للرئيس بوش وحلفائه، ولكنه قد يكون انتصارا مؤقتا، لان الاحتفالات بسقوط بغداد تبخرت آثارها بسرعة قياسية، بفعل عمليات المقاومة الشرسة التي عمت معظم انحاء العراق.
نعترف ان ظهور الرئيس العراقي بالطريقة التي ظهر عليها، اشعث الشعر، رث الملابس، كانت مهينة للغاية، لانه لم يتوقع احد ان يتم القبض عليه حيّاً، ودون مقاومة، ومختبئاً في حفرة صغيرة قذرة. الارجح ان هناك مسرحية، وعملية تضليل محبوكة بعناية فائقة. فنحن لم نسمع الا الرواية الامريكية، او بالاحري ما أرادت القيادة العسكرية الامريكية اسماعنا اياه، وعلينا ان ننتظر مزيداً من الوقت حتي يهدأ الغبار وتظهر بعض ملامح الصورة الحقيقية.
كانت صدمة بالنسبة الينا، واهانة لملايين العرب الآخرين، وهم يتابعون اللقطات التلفزيونية للرئيس العراقي وهو يخضع للفحص الطبي الامريكي المهين، فقد كنا نتمني لو انه قاتل حتي اللحظة الاخيرة، وسقط شهيداً مثل ولديه وحفيده، او اختار نهاية هتلر، باطلاق الرصاص علي رأسه، او ابتلاع جرعة سم. فهذا اكرم له، بدلاً من مهانة الاستسلام للقوات الامريكية، ولكننا نكرر، باننا لا نعرف التفاصيل الكاملة، ولم نطلع الا علي الرواية الامريكية. ولكن هذا لا يجعلنا نستبعد ان تكون القوات الامريكية استخدمت الغازات او القنابل التي تشل الحركة، وتخدر الاعصـاب اثناء اقتحامها للمكان. مثلما لا نستغرب ان يكون احد الوشاة من المقربين اليه قد خان ضميره واغواه الطمع والجشع ووشي برئيسه السابق، لانه تبين لنا، ان بعض المحيطين بالرئيس العراقي كانوا من الفاسدين، ضعاف النفوس، يعبدون المال والنفوذ ولا يؤمنون بأي قضية غير مصالحهم الشخصية البحتة.
فلو كان صدام حسين يريد الاستسلام بهذه الطريقة لأعترف باسرائيل ولقبل العروض الكثيرة بمغادرة السلطة والعيش كريماً مرفهاً في المنافي، ولكنه اختار ان يقاتل حتي اللحظة الأخيرة، ويقف في وجه الغطرسة الامريكية.
الآن تحرر المقاومون العراقيون من هذه الفزاعة التي اسمها صدام حسين، وتخلصوا من تاريخه الديكتاتوري، وبدأوا يقاومون من أجل العراق، العراق العربي الاسلامي الاصيل، صاحب الرصيد الاكبر من الحضارات والابداع والدفاع عن قضايا الحق والعدالة.
اعتقال الرئيس صدام حسين قد يكون نعمة بالنسبة الي الكثير من العراقيين، خاصة اولئك الذين عانوا من ظلمه وقمعه، ولكنه قد يكون نقمة بالنسبة الي الامريكيين الغزاة حتماً، لان العراقيين، وخاصة اولئك المتواطئين مع الاحتلال، باتوا في حرج شديد. فقد كان بعضهم يبرر هذا الصمت، وهذا التواطؤ، بانه عائد الي الخوف من عودة صدام حسين الي الحكم، لكن بماذا سيبررون الآن موقفهم؟!
المقاومــــة العـــراقية اصبحت ثقافة، مثلـــما اصبحت عقيدة واستراتيجية، وباتت ملتصـــقة بكرامة العراقيــين وشرفهم، وهي قطعــاً لن تختفي باعتقال صـــدام حســــين، فالعـــراق ظل دائما أكبر من الزعماء وشوكة دامية في حلق الغزاة وحلفائهم.
انها مفاصل تاريخية مهمة، بل ربما الأهم في تاريخ هذه الامة، تحوي دروساً عظيمة، لا بد من الاستفادة منها اذا كنا فعلاً نتطلع الي مستقبل اكثر اشراقاً، وابرز هذه الدروس يتلخص في ان العدالة والديمقراطية والمساواة والشفافية والقضاء المستقل، هي مفردات اساسية في اي توجه حقيقي نحو التقدم واستعادة كرامة هذه الامة وامجادها.
عراق المستقبل لن يبنيه من وصلوا علي ظهور الدبابات الامريكية، وانما من تمسكوا بهويته العربية الاسلامية الحقة، ورفضوا ان يكونوا ادوات في يد الاحتلال الامريكي ـ الاسرائيلي لبلدهم، وهؤلاء قطعا سيظهرون قريباً ليقودوا العراق الجديد، ويحاسبوا كل من تأمروا عليه، وتعاملوا مع اعدائه.
فمن رفع السلاح ضد الديكتاتورية ووظفه في خدمة الاحتلال الاجنبي لا يجب ان يكون له مكان في هذا العراق الجديد، وتراث سيد الشهداء الحسين بن علي لا يجب ان يلتقي مع بول بريمر تحت مظلة واحدة، أو هكذا نعتقد.
  #6  
قديم 16-12-2003, 03:46 AM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

اعتقال صدام حسين

د. فهد الفانك -
لم نفاجأ باعتقال صدام حسين، فالمفاجأة هي انه لم يعتقل خلال تسعة اشهر من الاحتلال كان خلالها يستطيع لو شاء ان يغادر العراق متنكرا.
يوم اعتقال صدام مثل يوم سقوط بغداد يوم اسود في التاريخ العربي الحديث، واذا كان عدد من العراقيين قد ابتهج بالحدث، فلو كان صدام قد عاد الى السلطة لكانت مظاهر البهجة الشعبية اكبر بكثير!
كمواطن عربي لا اخفي حزني وغضبي لما حدث، وأشعر بأن الأمة العربية تلقت ضربة مهينة في كرامتها القومية سيكون لها اصداء وردود فعل في اعماق الشخصية والذاكرة العربية.
اعرف تماما ان لصدام اعداء كثرا، وانه كان دكتاتورا قاسيا، وان نظام حكمه كان شموليا، وما كنت لأحزن لسقوطه لو تم اسقاطه في انقلاب او ثورة من قبل حزب البعث او الجيش العراقي او الشعب العراقي، أما ان يتم اعتقاله بأيدي جنود جيش الاحتلال الاميركي، وان يوظف الحدث لرفع شعبية الرئيس الاميركي فأمر غير مقبول.
لم يتم احتلال العراق وضرب صدام لأنه لم يكن ديمقراطيا، فأميركا متخصصة بمحالفة ودعم الحكام الدكتاتوريين، وقد وقفت اميركا في صف صدام قبل ان يمد يده الى البترول العربي في عام 1990.
لا بد ان نذكر لصدام انه كان رئيس دولة عربية كبرى، وان له تاريخا مشرفا، فقد ارسل دباباته الى الجبهة السورية لصد الجيش الاسرائيلي المتقدم نحو دمشق كما ارسل طائراته الى الجبهة المصرية في حرب 1973، وحاول دخول ثورة العصر التكنولوجية المحرمة على امثاله فاستهدفت اسرائيل مفاعله الذري «1980» وسلطت اميركا المفتشين على صناعة السلاح العراقية حرصا منها على أمن اسرائيل، وحمى العالم العربي من تصدير الثورة الخمينية «1980 ـ 1988» وضرب عمق اسرائيل بالصواريخ »1991» وأعلن ان بترول العرب للعرب، ودعم الاردن رغم ظروفه الصعبة، وهو ـ مثل عبدالناصر ـ احد رموز المشروع العربي القومي العربي المطوب رأسه.
لكل هذه الاسباب والظروف من حقنا ان نغضب لكرامة العرب وكرامة العراق التي اهانها المحتل الأجنبي، واذا كان صدام قد انتهى فان صمود شعب العراق لن ينتهي حتى يسترد استقلاله وسيادته ويتخلص من ذل الاحتلال ويستأنف دوره طليعة للأمة العربية.
  #7  
قديم 16-12-2003, 08:50 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

افتتاحية الحياة العربية الاسترالية

تفاجأنا من رؤية صدام حسين معتقلا! ومن قبل وقع عمر المختار أسيرا وتم إعدامه ولم يكن ذلك انهزاما لما يمثله من مواجهة للاحتلال وللقوى الاستعمارية.
من ناحية ثانية يستغرب الكثير اعتقال صدام! بينما لم يستغرب أحد بقاءه يف العراق طيلة ثمانية أشهر أو تسعة أشهر، وبحوزته المال الكافي ليتم استقباله حيث يريد متنكرا أو غير متنكر، وربما مع تشكيل جبهة سياسية في المنفى إلا أنه رجل قال إنه يريد أن يموت في العراق وإنه لن يهرب كالنساء وهكذا كان، فهل من منصف لهذا الصدق!
كلما تكلم كاتبٌ بموضوعية في تـحليله للحدث، تنطع لنا الاغرار العاجزين عن تناول الحدث بالموضوعية التحليلية ووصل بهم التنطع إلى تفاصيل عملية الأنفال أو إلى أي حادثة بعيدة عن الحدث أبعد ما يمكن، ليس لشيء سوى أنهم عجزوا امام صدق هذا الرجل وثبات مبادئه ولو كان غير محق فيها...
لقد اكتشف الاغرار اليوم ان صدام حسين رجل جبان لأنه لم يقاوم عملية اعتقاله! هذه العملية التي ليس لأي أحد منهم فمن هم الشجعان الذين اعتقلوه!
لقد اكتشف الاغرار اليوم ان صدام حسين رجل جبان لأنه لم يقاوم عملية اعتقاله! فما هي هذه المقاومة التي يطالبون بها من رجل على أبواب السبعين من العمر!
لقد اكتشف الاغرار اليوم ان في نفوسهم طبع الشتيمة، وادعاء ما يحققه الاخرون من شرف، فبعد خنوع وخضوع طيلة خمس وثلاثين عاما قام خلالها البعض بمحاولة الانقلاب عليه اثر العدوان الاسرائيلي على المفاعل النووي وقام آخرون بمحاولة الانقلاب عليه بينما العراق في مواجهة ثلاثة وثلاثين دولة فكان أن محق الخيانة المجرمة بـجريمة اكبر!
دائما كانت المعارضة العراقية خائنة ليس بيدها سوى العمالة سلاحا في مواجهة صدام حسين، فمن هم اولئك الشرفاء الذين اعتقلوا صدام حسين!
رجال مجلس الحكم الانتقالي الذين لا يشعرون بالامان والراحة بالرغم من وصول صدام حسين الى السجن الاميركي ولان السجن اميركيا فانهم لن يشعروا بهذا الامان..
من هو العربي الذي يفرح باعتقال الرئيس العربي الوحيد الذي بقي حتى بعد زوال نظامه يؤكد الحدود الحقيقية لفلسطين من البحر الى النهر!
ومن هو العربي الذي يفرح باعتقال الرئيس العربي الوحيد الذي بنى مفاعلا نوويا كان من شأنه تحقيق التوازن العسكري مع الكيان الاسرائيلي الغاصب بل مع القوى الاستعمارية الطامعة في ثروات بلادنا!!
يتنطع الكثيرون ويتشدق الكثيرون اليوم ان صدام دمّر فوق رؤوسنا ما كان بناه من عراق تحيا فيها العلوم المتطورة والتيكنولوجيا الصناعية ونسي الاغرار ان لقوى الشر إرادة في تدمير ما تبنيه إرادة الخير والبناء، وإن كان صدام (بأخطائه المجمع عليها) قد تسبب بهدم ما بنته يده فمن الذي بنى!؟ وما الذي بناه الاخرون!؟ وما الذي سيبنيه خلفاؤه في حكم العراق!؟ الشلبي ام الباجه جي ام الربيعي ام الحكيم هو الذي لن يهرع الى إعادة خصخصة مشاريع النفط التي كان صدام حسين قام بتأميمها كاسرا ارادة القوى الاستعمارية في العالم!
ومن هو صاحب الشخصية الفذة الذي سيتمكن من حكم بلد لا يوجد فيه أدنى معدلات التجانس القومي والطائفي كالعراق بهذه الصلابة التي حكم فيها صدام حسين طيلة هذه السنوات!
ومن هو الرئيس العراقي الذي سيقف في وجه أي استحداث لتصدير الثورة الايرانية الى جنوب العراق والكويت وشمال المملكة العربية السعودية! وهل ان التيار المحافظ في ايران قد تخلى عن هذه الشعارات!
وهل ان عملاء ايران في الحكم الانتقالي اليوم سيحملون السلاح في وجه الاحتلال ام سيعتمدون على ما يقدمه المثلث الصدامي من تضحيات قومية ووطنية في سبيل جلاء الاحتلال عن كامل ارض العراق!
ومن هو الرئيس العربي الذي سيجرؤ –ولو صوريا- على اسقاط صواريخ "الحسين" فوق تل ابيب ومدن الكيان الاسرائيلي الغاصب بينما يخضع لمواجهة ثلاثة ارباع جيوش العالم في معركة وجود!
ومن هو الرمز العربي في معاداة الاميركية والصهيونية بعد زوال نظام صدام حسين!
وبعد كل هذا الشرح المتطاول سنجد من يتنطع بالرد علينا دون تناول موضوعي لما تناولناه من نقاط واحداث مصيرية كان من شانها تغيير مسار الأمة الذليل في هذا الزمن من التاريخ، سنجد من يـختبئ وراء ما أراد الإعلام الاستعماري ان نراه دون ان يفكر في مدى مصداقية الاحتلال، ودون ان يفكر من الفائدة التي طلبها الاحتلال من اعلان الطريقة والكيفية التي تم من خلالها اعتقال صدام حسين اهم اعظم حرب في التاريخ.
حب صدام وكره صدام وما يؤثر في الامرين من مصالح قومية ودينية وشخصية، لم يعد هو المشروع القومي او الديني او الشخصي اليوم، ولم يتبقى من المشروع الا معاداة اميركا، ولكن ما هي الرايات التي يرفعها اليوم المسرورون باعتقال صدام على ايدي غيرهم!؟ وهل إنهم يجدون الخلاص في ظلال الرايات السوداء الاعجمية المتهادنة مع المحتل أم الحمراء الشيوعية الكافرة أم الخضراء المتلونة على مقاييس حساباتهم المرصودة بالدولار الأميركي!!!
وللحديث صلة
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م