معلقة امرئ القيس

[عبرة]

معلقة امرئ القيس

أحببت أن نبدأ مناقشة حول معلقة امرئ القيس، وأنا أتعهد لكم بشرح الألفاظ، ولعل بعض الشعراء يأتينا بشرح الأبيات، أو بأوجه البلاغة وما شابه.

تعريف بالشاعر: هو امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث من قبيلة كندة القحطانية، ولد بنجد، كان أبوه ملكا من سلالة ملوك، وابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة، وأمّه فاطمة أخت مهلهل وكليب من سادة تغلب.

ما كاد الشاعر يشبّ ويصلب عوده حتى انطلق لسانه بالشعر متأثرا بخاله المهلهل، وكان يهوى التشبيب في شعره، حتى قيل إنه شبّب بزوجة أبيه، فما كان من أبيه إلا أن نهاه عن النسيب ثم طرده من كنفه حين لم ينته عن قول الشعر البذيء، فلحق الشاعر بعمّه شرحبيل ملك بكر بن وائل، وإذا بابتة عمه فاطمة المعروفة بعنيزة، تمد شاعريته وتخصبها حتى تكون المعلقة إحدى ثمار هذا المد.

أعتقد أن هذا كاف كتعريف بالشاعر، وأنتظر موافقتكم للبدء بشرح ألفاظ البيت الأول.

عبرة

[سلاف]

يبدو أن الأخت الأستاذة عبرة أكاديمية متمرسة.
نعم الرأي، ففيه فائدة للدارس.

[عمر مطر]

أحببت أن أعلن تأييدي لهذه الفكرة الرائعة، ولعلنا نستفيد من أستاذنا السلاف في بعض ما يشكل علينا.

والذي أحب أن أراه في هذا الموضوع هو مشاركة الجميع وأن لا يقتصر على رواد الأدبية بل لعل الإخوان من الخيام الأخرى يساعدوننا.

كيف تريدونني أن أساعدكم؟
أنا حاضر.

[الصمصام]

الفكرة ممتازة
وانا سأقرأ كل ما تكتبونه
تكفينى هذه المهمة فلا تثقلوا علي
بمهام اخرى فانا اخترت اصعبها.

[عبرة]

قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
............... بِسِقطِ اللِّـوى بين الدخولِ فحوملِ

نبدأ بقفا:

قيل: خاطب صاحبيه، وقيل بل خاطب واحدا وأخرج كلامه مخرج الخطاب مع الاثنين، لأن العرب من عادتهم اجراء خطاب الاثنين على الواحدوالجمع، فمن ذلك قول الشاعر:

فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر
.............. وإن تدعاني أحم عرضا ممنعا

خاطب الواحد -أي ابن عفان- خطاب الاثنين.

وهناك آراء أخرى في قفا أسردها هنا رغم أنني أجد التفسير الأول لها أقربها إلى الصواب.

1. قيل: أراد قف قف، وإلحاق الألف أمارة على تكرير الأمر مرتين، كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى: {قال رب أرجعون} المراد منه أرجعني أرجعني أرجعني، جلعت الواو علما مشعرا بأن المعنى تكرير اللفظ مرارا.

2. وقيل: أراد قفنْ على جعة التأكيد، فقلبت النون ألفا في حال الوصل، لأن هذه النون تقلب ألفا في حالة الوقف، فحمل الوصل على الوقف، كما في قوله تعالى: {لنسفعا) وهي هنا نون توكيد. ومنه قول الأعشى:

وصلِّ على حين العشيّات والضحى
.......... ولا تحمد المثرين والله فاحمدا

أراد فاحمدن، فقلت نون التأكيد ألفا.

نبكِ:

يقال بكى يبكي بكاء وبكىً ممدودا ومقصورا.

أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا له:

بكت عيني وحقّ لها بكاها
..................ز وما يغني البكاء ولا العويل

فجمع بين اللغتين.

السقط: منقطع الرمل حيث يستدق من طرقه.

اللوى: رمل يعوج ويلتوي.

الدخول وحومل: موضعان.

هكذا وردت في شرح المعلقات للزوزني وغيره.

ولنا لقاء قريب إن شاء الله.

[عمر مطر]

أعتقد أن المعنى واضح.

يقول الشاعر لصاحبيه أو لشخصين جردهما من خياله، توقفا وابكيا معي حبيبا فارقته ومنزلا تركته في سقط اللوى بين المواقع الأربعة، وهي الدخول وحومل وتوضح والمقراة، اللتان سيذكرهما في البيت القادم.

قيل إن هذا أبلغ ما قالت العرب، حيث أنه وقف واستوقف وبكى واستبكى.

[ابو تميم]

الاخت عبرة
احببت ان اورد بعض مما اعرفه من امرؤ القيس
حيث كان القرن الخامس(500-540)حافلا بالتنافس
بين الفرس والرومان يستعين الاولون بالمناذرة
,والاخرون بالغساسنة.وقامت مملكة كندة بنجد تزاحم المناذرة فتمكنت منهم حينا ثم انهار عرشهاوقتل والد امرؤ القيس,ولمابلغه الخبر المفجع وكان فى مجلس شراب ولهو قال كلمته المشهورة(اليوم خمر وغدا امر).وهب لاسترجاع الملك.
واشهر اثاره (المعلقة) وهى لامية من البحر الطويل.

[عبرة]

جزاك الله خيرا أبا تميم على المعلومات القيمة.

أخوي السلاف والصمصام،

لا أزال أنتظر منكما المشاركة.

[عبرة]

2. فتوضِحَ فالمقراة لم يعفُ رسمها
........................... لما نسجتها من جنوبٍ وشمألِ

توضح والمقراة: موضعان.
وسقط اللوى بين هذه المواضع الأربعة.

لم يعف رسمها: أي لم ينمح أثرها، والرسم ما لصق بالأرض من آثار الدار مثل البعر والرماد وغيرهما، والجمع أرسم ورسوم.

ونسج الريح: هو أن تتوالى عليها نوعان من الريح فتعمل بها عمل المغزل بالنسيج، وهو أن تغطيها إحدى الريحين بالرمال، ثم تكشفها الأخرى.

[ 22-06-2001: المشاركة عدلت بواسطة: عبرة ]

[عبرة]

4. كأنـّي غداة البينِ يوم تحمّـلوا
...................... لدى سَمُراتِ الحيِّ ناقفُ حَنظلِ

الغداة في المصباح: الضحوة وهي مؤنثة، والجمع غدوات.

البين: الفرقة.

تحملوا: أي ارتحلوا.

لدى: أي عند.

سمرات: جمع سمرة يضم الميم من شجرة الطلح.

الحي: القبيلة من الأعراب والجمع أحياء.

نقف الحنظل: شقه عن الهبيد هو الحب كالإنقاف والانتقاف، وهو -أي الحنظل- نقيف أو منقوف، وناقفه الذي يشقه.